|
غلق | | مركز مساواة المرأة | |
|
خيارات وادوات |
محمد الحنفي
!--a>
2006 / 3 / 23
10) تشجيع كل الكفاءات الساعية إلى إنتاج إبداع يرفع من مكانة المرأة، لأن مثل هذه الكفاءات، إن وجدت، تعتبر غير مرغوب فيها من قبل الطبقات الحاكمة، و من قبل الإقطاعيين، وسائر شرائح البورجوازية المتخلفة، و من قبل مؤدلجي الدين الإسلامي، باعتبارهم يحرصون على كون المرأة متاعا، أو سلعة، أو عورة، حتى يتحول ذلك الإبداع الأدبي، و الفني، و الفكري، و النظري، بصفة عامة، إلى أداة فعالة، في جعل دونية المرأة غير واردة في الممارسة اليومية، لجميع الناس، على وجه الأرض.
فتشجيع الإبداع الأدبي، يجعل القصيدة الشعرية، و القصة، و الرواية، مجسدة للتصور الساعي إلى رفع مكانة المرأة في الواقع، و وسيلة لانتقاد مظاهر احتقار المرأة، وعلى جميع المستويات الاقتصادية، و الاجتماعية، و الثقافية، و المدنية، و السياسية، و عاملة على إعطاء المرأة تصورا مناسبا لما يجب عمله، للتخلص من مظاهر اعتبار المرأة متاعا، أو سلعة، أو عورة، في أفق سيادة إنسانية المرأة، لأن القصيدة الشعرية ، و القصة، و الرواية، تبقى من النصوص الأدبية المعتمدة للقراءة الحرة، و للدراسة الخاصة، و الميدانية، و لبناء البرامج الدراسية، و لاقامة الندوات، و الملتقيات الأدبية، و مادة إعلامية، و منطلقا للإبداعات المختلفة، و حاملة للأفكار الهادفة إلى توعية الناس بحقوقهم المختلفة، و إلى توعية المرأة بضرورة الحرص على أن تكون مكانتها محترمة في الواقع، حتى تساهم، و من موقع المساواة بينها، و بين الرجل، في الحياة العامة، و في كل ما يساهم في تطوير الواقع.
و تشجيع الإبداع الغنائي، و الموسيقي، الذي يسعى إلى محاصرة الغناء المبتذل، و الموسيقى المبتذلة، التي تحط من قيمة المرأة، و يعمل على إشاعة احترام كرامة الإنسان، و كرامة المرأة، و احترام حقوق الإنسان في الواقع الاقتصادي، و الاجتماعي، و الثقافي، و المدن،ي و السياسي. و نظرا للدور الفاعل للغناء، و الموسيقى في الواقع، فإن إبداعا من هذا النوع سوف يساعد على تكريس احترام حقوق الإنسان، و من ضمنها حقوق المرأة، لأن الناس يميلون غالبا إلى سماع الأغاني، و مشاهدتها، و التمعن في فنيتها، و في مضامينها في نفس الوقت، و يتفاعلون معها تفاعلا إيجابيا.
و لذلك فتشجيع الإبداع الغنائي الحقوقي، يعتبر مسألة أساسية، و ضرورية، لجعل الناس يعتبرون احترام مكانة المرأة مسألة أساسية و ضرورية.
و تشجيع الفنون التشكيلية، و المسرحية، و السينيمائية، و النحت، سوف يلعب دورا إيجابيا، في جعل دور المرأة، في مختلف اوجه الحياة، حاضرا، و بأن ذلك الدور هو الذي يقف وراء كل مظاهر التطور الإيجابي، التي يحققها الإنسان، خاصة، و أننا لا ننسب التطور إلى المجتمع، بقدر ما ننسبه إلى الأفراد، و كأن أولئك الأفراد لم يساهموا في تحقيق أي شيء من الأشياء التي تتحقق إلا بالاعتماد على أنفسهم، و دون مساعدة أحد، و كأنهم وجدوا خارج المجتمع، و خارج التاريخ.
و دور هذه التشكيلة من الفنون، يكمن في مساهمة جميع أفراد المجتمع، كل من موقعه، فيما يحدث من تطور على جميع المستويات في الواقع، بما في ذلك مساهمة المرأة، التي يجب اعتبارها رائدة، نظرا للدور العظيم الموكول إليها في المجتمع، لتصير الفنون، بذلك، وسيلة من وسائل إشاعة حقوق الإنسان، و وسيلة إبراز دور المرأة، في كل ما يرى في الحياة.
و على المستوى الفكري، فإن تشجيع الإبداعات الفكرية المهتمة بحقوق الإنسان بصفة عامة، و بحقوق المرأة بصفة خاصة، يعتبر مسألة ضرورية بالنسبة للمجتمع. لأن تلك الإبداعات الفكرية، تلعب دورا أساسيا، في رفع المستوى الفكري لجميع أفراد المجتمع، تجاه القضايا الحقوقية، و تجاه قضية المرأة، حتى يساهم ارتفاع المستوى الفكري، الحقوقي، من استيعاب الأهداف السامية، التي تتحقق بإشاعة حقوق الإنسان بين الناس، و في جعل تلك الحقوق واقعا يوميا، و ذات حضور في الهم اليوم،ي للمواطن العادي. لأن ما تعاني منه مجتمعات البلدان ذات الأنظمة التابعة، هو تدني مستوى الفكر، و غياب تداول الفكر الحقوقي بين الناس.
و لتجاوز ذلك، نرى ضرورة تشجيع الإبداعات الفكرية بصفة عامة، و تشجيع الإبداعات الفكرية الحقوقية بصفة خاصة.
و لتعميق الممارسة العملية، لابد من ايلاء الاعتبار لبناء التصورات النظرية، التي تسترشد بها الممارسة اليومية. و لذلك نرى ضرورة تشجيع الإبداعات النظرية الموجهة للممارسة الحقوقية العامة، و الممارسة الحقوقية الخاصة بالمرأة، و انطلاقا من المواثيق الدولية المتعلقة بحقوق الإنسان، و من الخصوصيات المحلية في كل بلد على حدة.
و بهذه الخلاصات، التي وصلنا إليها في هذه الفقرة نكون قد وضحنا: أن آفاق تحقيق كرامة المرأة في المجتمعات البشرية بصفة عامة، و في مجتمعات البلدان ذات الأنظمة التابعة بصفة خاصة، تتلخص في الإقرار بالمساواة بين المرأة، و الرجل، في قوانين الأسرة، و في العمل على ملاءمة القوانين المحلية مع المواثيق الدولية المتعلقة بحقوق الإنسان المختلفة، و خاصة تلك التي تتعلق بحقوق المرأة، و في الاهتمام بتعليم المرأة في الريف كما في المدينة، و في تجريم ممارسة دونية المرأة على جميع المستويات الاقتصادية، و الاجتماعية، و الثقافية، و المدنية، و السياسية، و في إتاحة الفرصة أمام انخراط المرأة في الجمعيات، وفي الأحزاب، وفي النقابات، و في تجريم الإيديولوجيات التي تحط من قيمة المرأة، و في تجريم جميع مسلكيات تسليع المرأة، مهما كان ممارس تلك المسلكيات، و في حذف جميع الفقرات، و الجمل، و الكلمات، و الصور الموحية باحتقار المرأة، من البرامج الدراسية، و في تشجيع كل الكفاءات الساعية إلى إنتاج إبداع يرفع من مكانة المرأة، حتى تتحقق كرامة المرأة على جميع المستويات، باعتبارها جزءا من كرامة الإنسان، سواء كان رجلا، أو امرأة، و تتكرس على أرض الواقع، قيم الحرية، و الديمقراطية، و العدالة الاجتماعية، التي تشمل الرجال، و النساء على حد سواء.
دعوة للانضمام الى موقعنا في الفسبوك
نظام تعليقات الموقع متوقف حاليا لاسباب تقنية نرجو استخدام تعليقات
الفيسبوك
|