كلمة د. منى غانم في ندوة -نحو مشاركة حقيقية للمرأة السورية في الحياة السياسية- 27/3/2006

عندما اجتمعنا في يوم المرأة العالمي لنتناقش حول موضوع تمكين المرأة في صنع القرار، حلمنا جميعاً، أقصى ما يمكنه الحلم أن يمنح. وتمنينا الكثير من الأماني المرتقبة بوصول أكثر للمرأة السورية، لكن لم تبلغ أحلامنا وصول المرأة السورية إلى منصب نائب رئيس الجمهورية في سابقة لم تعرف لها مثيل في المنطقة العربية على الإطلاق.
أيتها السيدات والسادة:
لقد استطاع السيد الرئيس بحكمته وجرأته أن يقول لنساء سورية جميعاً أن المستحيل ممكن وأنه لا حدود للطموح طالما ترافق بالعمل والإخلاص.
شكرا يا سيادة الرئيس، شكراً على ثقتكم بنساء الوطن وقدراتهن على المساهمة في بناء الوطن وتحقيقهن التنمية المستدامة. هذه الثقة ما هي إلى استمراراً لدعمكم للمرأة السورية والأسرة بشكل خاص، والذي تجسد بإنشاء الهيئة السورية لشؤون الأسرة، وبإصدار عدد من القرارات التي تهدف إلى تحسين الأسرة السورية.
والشكر كل الشكر للسيدة الدكتور نجاح العطار التي أثبتت بتاريخها المهني المشرف وبعلمها وتوازنها واحترامها للآخر، خير نموذج للمرأة السورية. فكلنا يعرف مكانة الدكتورة نجاح العطار من خلال عملها كأول وزيرة للثقافة وكمؤسسة للحركة الثقافية المعاصرة في سورية الحديثة.
وكلنا أمل بأن تبوءك لهذا المنصب سيكون له انعكاس إيجابي على تطوير واقع المرأة السورية في جميع المناحي.
أيتها السيدات أيها السادة:
إذا كنا اليوم نحتفل بوصول المرأة السورية إلى أعلى المناصب، يجب أن لا ننسى أننا نسير على الأرض، وأن وصول المرأة إلى هذا الموقع يجب أن يجد له انعكاساً على الحياة اليومية للمرأة عامة سواء على وضعها القانوني أو الاجتماعي أو الاقتصادي.
ويجب أن ندرك أن تطوير الواقع الاجتماعي يتم دائما بوعي النخبة لا بإجماع الكل. وأن القوانين هي الإطار المتقدم الذي يجب أن يرتقي بالمجتمع، وليست القوانين انعكاساً لوعي المجتمع. وأنه دون إحقاق كامل لحقوق الإنسان المواطن رجلاً كان أم امرأة لا يمكن تحقيق التنمية المستدامة.
واليوم أتشرف بتقديم السيدة بشرة كنفاني ذات التاريخ الطويل في مواقع صنع القرار، ابتداءً من أمية سر منظمة نساء الجمهورية مطلع السيتنيات، إلى رئيسة للاتحاد العام النسائي في سورية مطلع السبعينات، وعضو مجلس شعب، وفي الوفد الدائم للأمم المتحدة، وفي السفارة السورية في واشنطن (وكانت عضواً في الوفد المفاوض مع إسرائيل)، وناطق رسمي باسم الخارجية السورية، ومندوبة سورية لمنظمة المرأة العربية، وعضو في لجنتها التنفيذية.
السيدة بشرى كنفاني، كلما أراك أزداد ثقة بأن الإمكانيات والمواقع ليست هي فقط من يصنع الإنسان، بل إن حرص المرء على مبادئه ومواقفه هو ما يصنع المكان والقيمة ويجعل له مصداقية.
27/3/2006