|
غلق | | مركز مساواة المرأة | |
|
خيارات وادوات |
زهور العتابي
!--a>
2019 / 1 / 20
كثيرة هي التحديات أمام المراة العربية والمراة العراقية تحديدا...فمجتمعاتنا الشرقية كانت ومازالت يغلب عليها طابع البداوة وتسودها الأعراف والتقاليد العشائرية التي مالبثت أن تغادرها إلى يومنا هذا بل إنها ظاهرة بات العمل بها الان أكثر من اي وقت مضى بعد الفوضى التي حلت بالعراق ابان الاحتلال...ومهما بلغنا من التحضر والرقي والديمقراطية فلا يمكن لنا ان نواكب التطور الحاصل والسريع في المجتمعات الغربية وننصف المرأة ونعطيها حقها..لازلنا لم نتحرر بعد من تلك الأفكار البالية التي تجعل من المرأة تابع ذليل للرجل ليس إلا...فلذلك نرى ان مجتمعاتنا هذه تكبل المراة بكم من القيود وتضع امام ماتربده وتطمح اليه آلاف اللاءااات وفي كافة المجالات وان كانت تدعي العكس !! صحيح انها منحتها حق التمثيل في البرلمان او تولي منصبا وزاريا ما ومركزا هنا وهناك إلا ان كل ذلك يكون في الحدود المحدودة الضيقة .. اما عن حرية الرأي والكتابة والادب فذاك شأن اخر !! إذ لا يمكن أن يسمح أو يغفر للمراة أن تكتب بحرية وتعبر عن رايها بكل صدق واريحية لتتجاوز تلك الخطوط الحمر التي وضعتها تلك الاعراف لما هو شائع ومألوف...هناك فرق كبير بين ما يتمتع به الرجل من حرية وما تعانيه المراة من كبت و تحجيم لتلك الحرية .!! فلايمكن للكاتبة العربية وكذا العراقية ان تترجم مكنون خواطرها وتصف مشاعرها او حتى مشاعر بنات جنسها بمنتهى الصدق والإحساس كأن تكتب مثلا قصيدة حب فيها من الوصف والغزل الكثير ثم تضعها بين يدي القراء !! لانها أن فعلت هذا ستكون بنظر الجميع قد تجاوزت على الاعراف والتقاليد وحينها لن تسلم ابدا من النقد اللاذع والتجريح أن لم تبنى عليها تبعات أخرى قد تجعل الكاتبة تندم الف مرة لانها كتبت بعمق عن ذات الموضوع !! اذن لنقر ونعترف ان المرأة العربية المثقفة كاتبة كانت او شاعرة مظلومة جدا في مجتمعاتنا العربية إلا في حالة واحدة وهي أن تنشر ماتكتبه باسم مستعار ولاتظهر على الملأ !!
عن نفسي اقوول اني يوم ان قررت ان تكون لي صفحة في الفيس بوك جعلتها باسمي الحقيقي فأنا بكل صدق اقولها لاتستهويني ابدا تلك الصفحات التي تحمل أسماءا مستعارة فأرى في هذا تخلف وتقليل من مكانة المراة وبعيد عن التحضر والمصداقية ..هو رأي انا وليس بالظرورة أن يوافقنني فيه الآخريات ...وحينما قررت ان انشر كتاباتي في هذا الصرح الكبير( الحوارالمتمدن) و بتشجيع من قبل إحدى الصديقات المقربات التي أكن لها كل الود والاحترام ..اقترحت علي صديقتي حينها ان اكتب باسم مستعار كي أعطي لنفسي مساحة اكثر من الحرية في الوصف والتعبير ولكني عارضث وبشدة لاني وجدته يتناقض تماما مع طبعي ويخالف حقيقتي...وبعيدا عن الأنا فإني والله صادقة جدا مع نفسي ومع الاخرين وهذا ما يميزني كثيرا عن غيري وكل من حولي يعرف هذا جيدا....فقلت لتلك الصديقة المميزة كيف لي أن أكتب وأمارس أحب الهوايات واقربها الى نفسي وابدأها بكذبة !؟ كييف !؟ كيف لي ان اناقض مصداقيتي وأكتب باسم مستعار!؟ فكتبت ونشرت عبر الحوار المتمدن باسمي الحقيقي !؟ لكني والحق اقووول أدركت فيما بعد ان صديقتي كانت على حق إذ اني كبلت نفسي دون أن ادري بقيود لايمكن أن اتحرر منها ووضعت كتاباتي بين هلالين لايمكن تجاوزهما ..انحسرت كتاباتي في مواضيع معينة وعامة ذات صلة بما يحدث من حولنا من تحديات ومشاكل...وضعت نفسي في قالب لايمكن أن أحيد عنه ابدا فخسرت جانبا مهما او صورة ادبية رائعة كنت منذ وقت طويل اكتب فيها لنفسي وأبدع ..وهي من جعلتني اعشق الكتابة فكنت أرى متعتي الحقيقية حينما أتحدث عن معاناة المرأة الحقيقية ...اكتب عما تمتلكه من مشاعر وأحلام مكبوتة اتكلم عن خلجات قلبها ومعاناتها والحرمان والقهر الذي تعيشه والذي يصطدم بالواقع الاليم الذي من حولها ..وكانت لي كتابات كثيرة تحاكي هذا الواقع ولكني لا استطيع ان انشرها ..وكم من مرة خرجت من بين أناملي وبسهولة اروع القصائد والخواطر لانها صادقة ونابعة من القلب لكني قررت أن لا انشرها وان كانت تلك القصائد وصف لحالة لاتمثلني أنا بل تصف حالة لغيري من النسوة تحاكي معاناتهم وقسوة الرجل والمجتمع لهن و.و ...ذلك لأن المرأة حينما تكتب بصدق واحساس وعمق فإن الحالة ستنسب لها لامحالة (وتبدي رحمة الله ) كل يفسر الكتابة على هواه وينظر للقصيدة من زاويته هو ويطلق لمخيلته العنان ليحكم بل يجزم أن ما كتبته الكاتبة يعبر عن حالة خاصة هي تعيشها والا لما كتبت بذاك الصدق والاحساس !؟ .فتاخذه الظنون بعيدا ليتسائل بينه وبين نفسه ترى متى عاشت تلك التجربة واين وكيف !؟ لذا ارتأيت أن ابتعد عن نشر هكذا نوع من الخواطر وقصائد الشعر وجعلت نفسي رقيبة على كل ما اكتب وحجمتها في مواضيع معينة فبت اكتب في السياسة لاسيما وانا امتلك شيء من المعلومات تؤهلني للكتابة في هكذا مواضيع وكتبت وتغنيت بحب الوطن و تكلمت عن الظواهر السلبية التي نراها في مجتمعنا العراقي وما أكثرها هذه الأيام اما عن المراة فأكتفيت بالكتابة عن المرأة الشجاعة..المتفائلة ..القيادية..ربة البيت النموذجية..أما عن مكنونات روح المراة وأوجاع القلب وقصائد الغزل والحب ...ابتعدت عنها تماما ولست بنادمة ابدا...ابدا....!!
اذن المراة الأديبة سواء كانت شاعرة آو كاتبة او حتى روائية (وان كانت اقل معاناة ) فإنها مظلومة كثيرا في مجتمعاتنا العربية (الذكورية) التي لاتسمح للمراة ان تبوح بصدق وتعبر عن مشاعرها الحقيقة آمام الملا لأنها كما أسلفت لاتسلم ابدا من ردة فعل الآخرين حتى من اقرب المقربين اليها والمحيطين بها فهؤلاء دون أدنى شك ستكون ردة فعلهم اقوى بكثير من الاخرين حتى وإن كان من بينهم من قد وصل لدرجة عالية من الثقافة والتحضر والرقي ...فهو امام هذا يتحول إلى رجل شرقي عشائري متعصب !! والمؤلم حقا أنك تراه يضع الف علامة اعجاب لما تكتبه الآخريات ولكن أن تكون الكاتبة قريبة منه ومن بين اهله فلا والف لا !! وستقوم الدنيا ولا تقعد وربما يذهب بعيدا ولا يكتفي بأن لاتكتب مستقبلا بل يترتب على ماكتبته سلفا تبعات اخرى تدخل فيها (المسكينة) بدوامة من المشاكل لاتعرف نتائجها فيما بعد !! لذلك نرى ان أغب من تفوقن بكتابة مواضيع وخواطر الحب والغزل هن الائي يكتبن باسماء مستعارة إلا القليل منهن الذي لايتجاوز أصابع اليد الواحدة .!! فالكاتبة الأماراتية المبدعة شهرزاد هي المرأة والاديبة الرائعة الصادقة الأحساس والمشاعر والأكثر جراة حيث لخصت كل معاناة المراة وتحدثت بصدق عن مشاعرها المكبوتة واحساسها المرهف الممنوع من البوح ومكنونات قلبها الموجوع أبدا من مجتمع لم يرحمها يوما وينصفها كما أن انصف طويلا وخلد الرجل !! تحية من الأعماق للكاتبة الأماراتية شهرزاد الخليج والتي إلى الآن ولعل الآخرين مثلي لايعرفون من هي شهرزاد الخليج ......!!!!
دعوة للانضمام الى موقعنا في الفسبوك
نظام تعليقات الموقع متوقف حاليا لاسباب تقنية نرجو استخدام تعليقات
الفيسبوك
|