|
غلق | | مركز مساواة المرأة | |
|
خيارات وادوات |
دينا سليم حنحن
!--a>
2019 / 2 / 16
ذاكرة مكان
براكين الدهشة في نيوزيلاندا
قطعة صابون تفجّر بركانا
عندما تقرر زيارة بلد ما عليك أن تجمع قدرا كافيا من المعلومات عن المكان المجهول الذي ستقوم بزيارته قبل السفر وإلا فأنك ستصل إلى منطقة مجهولة تدعك تشعر بالعدمية المعلوماتية تماما، وهذا ما حصل معي تماما عندما وصلت إلى منطقة غريبة جدا موجودة في القسم الشمالي من نيوزيلاند وتدعى Taupo.
مساحة Taupo 6.970 كم وتأخذ شكل حرف v وتندرج تحت عدة مناطق سياحية بتسميات مختلفة فمنها البحيرة الكبيرة والشلالات والهضاب والمدن والحدائق البركانية وعدة مدن مأهولة بالسكان، وجميعها تحمل تسميات باللغة الماورية، وهي لغة السكان الأصليين لنيوزيلاندا التي تعني بلغتهم أرض السحابة بيضاء الطويلة (أوتياروا).
سوف أصحبكم معي إلى إحدى المناطق وتدعى Waiotapu وهي منطقة بركانية نشيطة جدا لغاية الآن، فكلما اقتربنا من المكان أحسسنا بالحرارة المرتفعة ويمكننا اشتمام الغازات المنبعثة من أعماق الأرض، وكلما سرحت أعيننا نحو الهضاب الخضراء والممتدة على طول الطريق الذي يأخذك من العاصمة أوكلاند إلى هناك، سوف تلاحظ الدخان المتسرب فتختاله حريقا أو مجموعة من الحرائق المنبعثة من وسط الغابات الخضراء.
اجتزنا منحدرات في المنطقة إذ بنا أمام مشهد لا يتكرر في أي جزء من العالم، بحيرات يتبخر منها الماء الذي تبلغ سخونتها 100 درجة مئوية، واسعة تمتد على مساحات شاسعة وتتجمع فيها المياة الحارة المتسربة من أعماق الأرض حتى ليصل لونها إلى اللون الأخضر الداكن وتحتوي على ثلاث أنواع من الغازات غير السامة.
نقرات مهيبة تأخذك إلى مكان آخر يسمى Bubbling في مدينة مأهولة بالسكان الأصليين تسمى Rotorua وتعتبر المنطقة السياحية الأهم في تلك المنطقة وقد استعد السكان لاقبال السياح فنظموا الأمكنة خصيصا للسياح حتى يطلعوا على هذه الحالة الجيولوجية التي حيّرت الخبراء، والمخيف في الأمر هو أنه كلما اشتدت الحرارة امتلأت البحيرات بالبقبقة مصدرة أصواتا تثير بك حب الاستطلاع وتحثك على اكتشاف المزيد.
نتحدث عن أكبر ثوران بركاني حصل في العالم خلال الـ 70,000 سنة الماضية وذلك منذ حوالي 26,500 سنة، انفجر البركان فجأة فتبدلت معالم الكرة الأرضية، قذف البركان ما يقدر بـ 430 كم³ من الحمم البركانية، وتدفقت 320 كم³ من الحمم البركانية على مساحة 420 كم³، وخلّف ما يعادل 530 كم³ من الانصهار، وبلغ مجموع الرواسب 1,170 كم³ وارتفاعه 240م
أكتشف المكان حديثا ولاكتشافه حكاية عجيبة جدا سوف أرويها لكم.
سارت الأيام قاسية على المنفيين الذين وضعوا هناك داخل سجن يشبه المعسكر، قاموا بأعمال شاقة منها الفلاحة واستصلاح الأراضي، وبدأوا على مر السنوات بجني الأزهار من أشجار الصنوبر المنتشرة كثيرا هناك، ومن شجرة تدعى "مانوكا" لصنع العسل Manuka Honey، وفي ساعة المساء ذهبوا إلى بحيرة صغيرة لغسل ثيابهم وللاستحمام، وإذ بقطعة صابون تسقط داخل إحدى الحفر فثار البركان وانفجرت اليانبيع واندفعت المياه وخرج ما بداخلها من حمم، وعندما همد استمر الدخان بالاندفاع من الأعماق إلى الخارج حتى اليوم، كان ذلك في القرن الثامن عشر، ومنذ ذلك الحين بدأ البحث عن أسباب هذه الظاهرة، ومن خلال البحث في مناطق مجاورة اكتشفت مساحات شاسعة كبيرة من البراكين الحية والتي ما تزال تقذف ما يوجد في بواطنها على شكل دخان، والمقصود هو أن هذه الظاهرة منتشرة في عدة أماكن وحتى من ساحات الكنيسة وحجرات البيوت ومن الحدائق والنهر والبحيرات، والمحير في الموضوع هو كيف يستطيع السكان المكوث هناك حتى الآن؟.
أخيرا:
تقع نيوزيلندا هي دولة مستقلة وجزيرة في جنوب غرب المحيط الهادئ، تتألّف من جزيرتين كبيرتين،
الجزيرة الشمالية والجزيرة الجنوبية، يتخللها عدد من الجزر الصغيرة أبرزها جزيرة ستيوارت/ راكيورا وجزر تشاتام.
دعوة للانضمام الى موقعنا في الفسبوك
نظام تعليقات الموقع متوقف حاليا لاسباب تقنية نرجو استخدام تعليقات
الفيسبوك
|