|
غلق | | مركز مساواة المرأة | |
|
خيارات وادوات |
عبله عبدالرحمن
!--a>
2019 / 3 / 24
نحسب ان تلك القصص غير موجودة الا في الكتب. عرفت ما حصل لها بالصدفة. كتبت مقالة سابقة حين اختارت زوجها الاول وقد شاعت قصة حبهما بأنها مشروع مطلقة. ذلك لانني حين رأيتها بعد اعلان خطوبتها لم تكن بالصورة التي اعتادت ان تكون عليها، ذهبت ابتسامتها الرنانة تحت ثقل الملابس، او لاقول تحت الجلباب الذي فرضه خطيبها ارضاء لأهله حتى تشبه لهم. لم يفكر خطيبها في رضاها، او بؤس ما طلبه منها لإتمام الخطوبة، فيما استثنت هي رضاها عن نفسها حين انصاعت لشروطه. كان يعنيها ان تظفر بمن تحب ولم يكن يعنيها غياب ابتسامتها. ارضى غرورها أن تعرف أن له قصص حب مع اخريات وقد اختارها هي.
حدث ما توقعته لها!. وانتهى زواجها بعد شهور قليلة، وعادت للعمل باحساس كبير من الخيبة والحرية المكبلة بورقة الطلاق. لسان حالنا كان يخفف عنها بمقولة ان الزمان كالبحر يحل العقد. ولكن من اين لها صفاء العقل! وقلبها وعقلها لا يسيران على ذات الطريق. تلجأ الى حلول صادمة وشاذة لحل مشاكلها. حين سمعت من صديقة ما حصل لها اخيرا من ضنك العيش الذي تكمل به حياتها. قلت في نفسي: انها لا تعرف الا الحب الاعمى!.
جاهدت لتهرب من الالم. وحلمت بحياة محتملة لانها لا تملك صبر الانتظار. الاهل اخر من يعلم بمشاعر ابنائهم، يحلمون لهم بالحياة المثالية ولكن من وجهة نظرهم. زميلتنا زهدت بحب ورعاية اهلها واصيبت بفقدان الرؤية حين اخذها احساس الضياع الى ان تكمل وحدها بعد ان تخلت عن اسرتها واختارت مرة اخرى شريكا لحياتها باسم الحب.
ما سمعته عنها جعلني اقول لنفسي ان ما يصيبها ليس الوقوع في الحب وانما هو السقوط الحر الذي يظهر لنا كم هي بائسة وقرارتها لا تعرف الا طريق الهلاك. لا اثق بالاهل الذين يأخذون دور الحياد او الرفض الذي قد يفضي الى الطرد لابنائهم لانهم يرون انهم على حق. رعاية الاباء يجب ان تبقى مستمرة في كل الحالات.
قد يكون قرارها متهورا او وقحا بيدا انه قرار من استبد بها الشر. وشرور النفس قد تتحول الى خير عند تعظيم حس المسؤولية، ووجود الحب الحقيقي وليس الاناني من كل الاطراف. ليت الاباء يحسنون التعامل مع شرور ابنائهم على انه امر واقع مثله مثل الخير، وليت الاباء يتبنون لغة الحوار من دون اللجوء للعنف والتهديد بالقتل والطرد من البيت لأصبحت بيوتنا عامرة بالمحبة.
وكما يحدث في قصة محكمة الصنع اسهمت التفاصيل الصغيرة والقرارات الغريبة لتلك المرأة والتي اصبحت اما لطفلة ان تكمل من غير الزوج الذي سجن بسبب تراكم الديون وان يذهب بها الحال لتسول بطاقات الخلوي، وان ترضى بالعيش في غرفة تفتقر لان تكون سكن كريم بعد ان كانت تعيش في بيت فخم. حين التحقت بالوظيفة التي جمعتنا معا ذات يوم، كانت تقود سيارة فارهة لا يقودها الا الاثرياء. وتلون اظافرها بطلاء اظافر لا نرى مثله الا في مجلات الموضة ليتناسب مع الوان ملابسها.
تعيش الان حالة انتظار لما سيحدث لها بعد ان زحف الموت لحياتها وذكرياتها وسعادتها وكسر لديها كل ما هو جميل. فهل يعود الزوج من السجن؟ وهل يعود والديها لرعايتها بعد ان اصبحت بالشارع من غير سند؟ اسئلة عديدة واماني كبيرة تحلم فيها من اجل ابنتها التي لا ذنب لها الا يؤكد وجودها في الحياة كفعل ودليل على انانية الحب لا قوته.
دعوة للانضمام الى موقعنا في الفسبوك