|
غلق | | مركز مساواة المرأة | |
|
خيارات وادوات |
علي محمد اليوسف
!--a>
2020 / 3 / 6
مشاعية الجنس والتملك:
منذ عصور الحضارة اليونانية القديمة نعثر على عبارة افلاطون , في دعوته الى مشاعية النساء والثروة, حتى لا يكون القتال من أجلهما و تنشب الحروب بسببهما.
من الواضح أن النساء والثروة كانت مسألة تحظى بأهتمام الفلاسفة اليونانيين الزاهدين بهما, في محاولتهم وضع قوانين وتعليمات دستورية ملزمة تنّظّم حياة المجتمع وتنأى به عن المنازعات والاقتتال خاصة بين كل من أثينا وأسبارطة,كما حدث في حرب طروادة التي خلّدها هوميروس في الالياذة ,وتسببت بها أمرأة (هيلينا) زوجة ملك اسبارطة ميلاوس التي أحبت(باريس) أبن ملك طروادة بريام وهربت معه وكان ماوقع من حرب وسفك للدماء بسببها.
وفي تقصّينا معرفة صحة وصواب دعوة افلاطون لمشاعية الجنس والثروة في عصره,نجد أنه كان من مميزات حضارة اليونان تقبّل مثل هذه الدعوة التي نعتبرها نحن الآن من مخلفات وأرث المجتمعات البدائية المتخلفة. في أن يكون جميع النساء وبلا أستثناء زوجات مشتركات للرجال بحيث لا يكون لكل واحد منهم زوجة واحدة خاصة به, ولا لكل امرأة زوجا واحدا خاصا بها,ويكون الاطفال مشتركين بالنسب لا يعرف الولد أباه ولا يعرف الاب أبنه لذا كان الى مرحلة متقدمة من الحضارة الانسانية تؤصل الانساب بين القبائل البربرية البدائية على أمومة المرأة وأنتساب المولود للأم لا للأب غير المعروف.وكذا في العصور الزراعية التي كانت تعتبر الانثى الام مقدسة ومتقدمة على الرجل فهي في اساطير ذلك العصر مصدر الانجاب ومبعث الخصب والنماء في الارض الى أن عكست هذه القداسة وأصبحت للرجل في عصور تعدد الالهة التي أعقبت الحضارة السومرية..
وبالعودة الى عصور البدائية الحجرية الاولى,وبالتحديد الى عصر الصيد والالتقاط ,الذي يسبق عصر بداية صنع الانسان للحضارة في أكتشافه الزراعة والري وتخزين الحبوب وتدجين الحيوانات.نجد أن النساء والتملّك المشاعيين لم يكونا بنفس الاهمية في التجمعات البشرية البدائية المشاعية. ولم يكونا متكافئين كسبب مباشر بأحتمال نشوب النزاعات بين الرجال والاقتتال على الاستئثار بهما.
وأنهما(المرأة والثروة) بالنتيجة كانتا عاملين في هدرهما أخلاقيات تلك التجمّعات المتنقّلة وهي كذبة لا سند انثروبولوجي له , هذا في حال جاز أفتراضنا أن انسان تلك المرحلة(الرجل) كان متواضعا مع غيره من الرجال على عرف أخلاقي في أبسط معانيه واشكاله أن جاز التعبير,عرف مشاعي ينظّم امتلاك الرجال للنساء,علما أن الانسان المشاعي البدائي لم يكن يعرف التواصل باللغة الشفاهية, ولا يعرف الكتابة التي هي من أختراع السومريون في بلاد ما يسمى ميزابوتوميا (ما بين التهرين), بعد آلآف السنين من مغادرة عصر الصيد المشاعي والزراعي القبائلي,كما أن المرجح أيضا عدم معرفة الانسان البدائي لأدنى قيمة أخلاقية أبتدعها الانسان في مراحل تاريخية حضارية لا حقة نشأت مع ظهور الاديان الوثنية و السماوية ,ولم يكن هناك ماهو أخلاقي في الحياة البدائية الاولى بما يتعلق بالجنسانية ومضاجعة النساء والذكور جماعيا.
أذن المرأة والتملّك المشاعي لم يكونا عاملي أستثارة للمنازعات والاقتتال بين الرجال. وان الدراسات الانثروبولوجية(علم دراسة الانسان) التي تعتمد التنقيبات الاركيولوجية الاثرية في أطلاق فرضياتها التخمينية, تذهب أن الانسان البدائي لم يكن يعرف معنى أقتران الرجل بأمراة واحدة معينة لا غيرها, ولا المرأة تعرف معنى أقترانها برجل واحد دون غيره أيضا. لا في صيغة تملّك الرجل ولا في صيغة أتفاق تعاقدي بين الرجال والنساء عموما. وأكثر ترجيحا أن المرأة والرجل كلاهما لم يكونا مدركين أن الجماع الجنسي هو وسيلة التكاثر وحفظ النوع الا في مراحل تاريخية متقدمة من ممارسة الجنس والانجاب بشكل عفوي ناتج عن ممارسة الجنس لاشباع اللذة والمتعة وكان الانجاب والتكاثر ناتجا عرضيا لممارسة الجنس ولم يكن هدفا معروفا مسبقا يسعى له الرجل والمرأة خارج رغبة اشباع غريزة الجنس.
وفي دراسة علم الاركيولوجيا والانثروبولوجيا القديمة كانت معادلة أسبقية قداسة المرأة على الرجل بالانجاب والتكاثر, التي أنعكست هذه العلاقة في أكتشاف أسبقية الرجل على المرأة في الانجاب والتكاثر التي نزعت عن المرأة قداستها الكهنوتية الوثنية الدينية لتصبح بيد الرجل الذكر.. وفقدت المرأة ميزتها على أنها الالهة الام التي تلد الاطفال وتبعث الخصب بالحياة حين أدركت أنها لا تستطيع الانجاب من دون مضاجعة الرجل لها..
أما الثروة فأنها تشكل مرتبة ثانوية بالأهمية على أعتبار أنها ملكية متواضعة جدا حتى في مقاييس تلك الازمنة,وليست ملكية أستغلالية مجحفة تستحق التنازع والاقتتال عليها.فهي كانت ملكية بسيطة لا تتعدى الطعام وادوات الصيد والكهف والجلود وما تجود به الطبيعة . فهي لا تشكل عامل أحتراب وتصفية بين الرجال,والثروة الطبيعية لبساطتها صعبة التملك الانفرادي الاناني لتكون عامل فتنة قتالية الا في مراحل متقدمة جدا على مجاوزة ومغادرة العصور الحجرية الكهفية المتوحشة , حين أصبح التملّك قيمة أستغلالية في أستملاك الاراضي الزراعية الشاسعة وأمتلاك قطعان الحيوانات الداجنة ووسائل الانتاج الاخرى والاستئثاربالنساء دون الاخرين في بداية تشكل المجمعات البشرية البسيطة قرب الانهار والمياه.
ويمكن القول أن المشاعية الجنسية والتملك كانتا سببا مهما في بقاء الجنس البشري الذي كان يتهدده الانقراض من قبل الوحوش الكاسرة المفترسة من جهة, وقسوة الطبيعة التي لا ترحم من جهة اخرى, كانت المرأة ملكا مشاعا لكل الرجال في الحفاظ على الانجاب والتكاثر وتوّحيد الرجال ضد الاخطارالمحدقة بالانسان كنوع. لقد كان الانسان البدائي يحرص على عدم فقدان اشخاص من نوعه في ظروف حياتية صعبة كان فيها الانسان البدائي يقتات الجيف والحيوانات النافقة في ندرة وقلة الحيوانات التي كان يصطادها بصعوبة, كما نشأت في مرحلة لاحقة قبائل أكلة لحوم البشر في قلة وندرة الحصول على الطعام.
فرجل تلك العصور لم يكن يعرف أهمية أن يمتلك هو دون غيره لافي الجنس ولا في التملّك الطبيعي للمرأة والاشياء, وفي مراحل لاحقة كان يجري تبادل النساء بين القبائل والتجمعات كسلعة تداولية لتوثيق فرص التعايش بسلام.ثم من العسير جدا أعتبار الانسان البدائي مجردا من عاطفة الحب والاناسة الاجتماعية مع غيره من جنسه البشر, فهو يأنس بتلك العلاقة الاجتماعية مع غيره من نوعه ويتأنسن بالطبيعة بهذه الرابطة ككائن نوعي أجتماعي بالفطرة. وفي غير ذلك محال أن لا يكون أحتمال أنقراض الانسان حاله حال انقراض حيوان الماموث والديناصورات قد يحصل بسبب العصور الجليدية التي أحتملها الانسان وتجرع مرارتها في نزوعه رغبة البقاء.
اذا تقدمنا مراحل طويلة من عمر وعصور البشرية البدائية,وبعد معرفة الانسان للعائلة والقبيلة البسيطة العدد في العصر الزراعي - النحاسي, ووضعنا رحالنا في عصور ماقبل التاريخ عند السومريين والاكديين والبابليين والاشوريين.نجد أن مشاعية الجنس قد أخذت صيغة البغي والدعارة المنظّمة لدى السومريين ابتداءا, فقد كانت المرأة الراهبة في المعبد والمرأة في المجتمع كلتاهما يمارسان الدعارة كتعبير أخلاقي وطقسي مقدّس من قبل الكهنة ورعايتهم لدعارة الجنس, وتعتبر تلك الرعاية الوثنية المقدسة للدعارة بمثابة ميثاق ديني أخلاقي متواضع عليه ووجوب ممارسته مجتمعيا.وقدسيته تنسحب أيضا على دلالة الخصب الطبيعي في تجدد الحياة والنماء المستمر المبارك حسب معتقداتهم الوثنية والاسطورية.وأن أول بيت للدعارة في التاريخ البشري كان من أبتداع السومريين وأطلقوا عليه اسم(ميثقديم).methikdeam
أذن كان الكهنة الوثنيون ينظّمون تلك الاباحية الجنسية بأسم القداسة الدينية التي أبتدعوها ولم تكن في معايير عصرهم تشي بأي نوع من التسفيل الاخلاقي والعمل المهين المشين أجتماعيا, خاصة في تزكيتهم تلك الدعارة كهنوتيا وثنيا ,كما أن راهبات المعبد كنّ يمارسن البغاء مقابل المال مع الزوار الاجانب أيضا قرب المعابد الدينية.
تساؤلات معاصرة متداخلة مفتوحة النهايات
في المجتمعات الرأسمالية تقلصّت الى أبعد الحدود ليس مشاعية الثروة و المال فحسب, بل و توزيعها الاشتراكي العادل من أجل رخاء الناس كل الناس .
وباتت هذه التطلعات الاشتراكية من ( يوتوبيات ) عصور الاهمال التي عفا عليها الزمن و تجاوزها التاريخ , ليحل محلها في الاولوية الاباحية الجنسية وأنحلال الاسرة وأنحدار الاخلاقيات الجنسية الى مراتب حيوانية بهيمية. علما أنه لا توجد مشاعية جنسية حيوانية الا في فترة محدودة هي موسم التكاثر, وممارسة الحيوان للجنس عنده ليس بأفضل منها لذّته بالاكل فقط , بعكس الانسان الذي يجد متعة الجنس أفضل من متعته بالاكل , لذا تعتبر مشاعية الجنس عند الحيوان موسميا حتى وأن لم يدرك ذلك أعلى مرتبة في نظامها الطبيعي من أباحية الجنس الآدمية المبتدعة في المجتمعات الغربية الرأسمالية اليوم , بأسم ممارسة حرية الجنس كحق مكتسب في الاباحية وفي أزالة حواجز التحريم الجنسي نهائيا في زنا المحارم والديوثية وغيرها من أنواع الجنس الشاذ بجميع أشكاله وتنوعاته.
كما أن المجتمعات التي نادت قبل قرن من الآن باشتراكية الثروة تراجعت لديها أباحية الجنس , و بقيت تلك المجتمعات متمسكة بأهمية بقاء الأسرة و تنظيم الجنس بالزواج ,علما أنها لا تعترف بأخلاق الدين مصدرا لذلك , وأنما تعتمد على أخلاق الانسان المتحضر وسنأتي عليها لا حقا.
السؤال الذي تتناسل عنه عشرات الاجوبة الجاهزة, هو لماذا انحلّت الاسرة في المجتمعات الغربية ولم يحصل ذلك مع الشعوب الشرقية؟ هل بسبب حصانة الدين وحده أم بسبب مؤثرات أخرى؟
هل تتحمل المرأة مسؤولية أنحلال أخلاقيات الجنس في الغرب ,وما دور الرجل بذلك؟
هل لعبت المرأة دورا تخريبيا سياسيا واقتصاديا, شأنها شأن الثروة المتراكمة في جيوب حفنة من الاغنياء المليارديرية والمليونيرية,؟ وفي مؤسسات أحتكارية عملاقة هي أصل بلاء انتشار الفقر والمجاعة بالعالم.
هل المرأة والثروة متلازمتان كسبب أنحلال الاسرة أجتماعيا,وصولا الى تدمير أخلاقيات المجتمع المتواضع عليها قديما ؟
ولماذا نقصر أخلاقيات التدّين في قيمومته والوصاية على أخلاقيات المجتمع في تماسكه الاسري؟ وكيف يمكننا الاحتكام في تقييمنا أخلاقيات المجتمع مع الاقرار بأدانة أن النساء والثروة سببا التدمير الاسري والاخلاقي الاجتماعي؟
واذا سحبنا النقد الاخلاقي على مجتمعاتنا العربية , ألم يكن في مجتمعاتنا قبل وبعد الاسلام خروقات جنسية فاضحة ودامغة تبدأ بممارسة البغاء العلني, تلاها خليفة المسلمين والامير والسلطان والقائد الذي يملك كذا عدد من المحظيات والجواري والغلمان وما ملكت ايمانه ممن لا ينالون حظوة الجماع والنكاح معه مرة واحدة كل عام؟ ما عدا الزوجات الاربعة اللواتي يجري عليهن تدويرحكم الطلاق للهروب من فضيحة المخالفة الشرعية, في سحب الدين غطاءا للمستور في ظهور الالتزام بتعاليم الشرع والدين أن الزوجات الاربع كاف لا اكثر.اليس في هذا مشاعية جنسية انثوية في مضاجعة كذا عدد من النساء لرجل واحد يتشدق بالذكورية المالكة والمتسلطة على الانثى وهوعبد شهوته التي يعجز من أشباعها؟ يتبع