|
غلق | | مركز مساواة المرأة | |
|
خيارات وادوات |
عايد سعيد السراج
!--a>
2020 / 3 / 23
الأمُّ سيدة الألم –مهداة الى جميع الأمهات
* عايد سعيد السِّراج
أنت ِ سيدة الألم
حين تغرق النساء بالبكاء
تنثـُرِين الحب ّ في أيقونة ِالمساء
* * *
تمشي بتَوءدَة ٍ على أعصابهاِ
وتكابرُ حين يقـْـرُصُها الألم ْ
وتحزن تارة ً
وتارة ً تضحك من حزنـِها
لا يفهمها بشر
وكلهم من حولها، يـَسْبَحون في غبائهم
َكالخُلدِ ، ُ في محيطه ِ
متوهما ً أنـّه تجاوز المحيط والزمن ْ
وتنثر آلامها
تسمعها، الأحجار ُ، والأشجارُ ، والأطيار ُ
والذي من حولها، تراهُ ضاحكا ً على الألم
كسحلية ، غبية ، تطارد الوَهَم ْ
فكيف أنت ِ تصبرين ؟
يأ أمَّنا ياسيدة الألم
فتارة ً تراه ُ هاجما ً
كما تهجم طرائد ٌ مذعورة ٌ
لتذهب العيون ُ لليمين والشمال ْ
راجفة كأنّها تُريد أن تقول ما يقال ْ
فيسقط الكلام من فمها ليرسم السؤال
فيضحكُ السؤال من نفسه
لأنّ جوابه سؤال
وهكذا تشتدُّ أعصابـُها
بألم ْ
ألم ٌ لا يعرف الجواب والسؤال
يظل هكذا مفتوحة حروفه ُ على الحياة
يهزأ من الممات
ويرشف الألم ْ
فالنَوْح في أعرافها معيب
والبكاء ليس له شيم ْ
والألم المخيف ينتابها
كمن ْ يتجرّع بعض سم ْ
والحنين يقْتلُ كل ّ صغائر الحياة
ليضحك َالألم ْ
سيَّدتي لا تحزني ، وارتدي قبعة المساء
فالليل ساهرٌ لا ينام
واقطفي منه وردة ليليَّة
ليست كوردة الهموم
أو وردة العشاق
يهدونها لبعضهم ، مجبولة ً بالدم ْ
أو كلونه حينما يفور في العروق
فالهُزْء في الأشياء ،تماما ً يا سيدتي ، مثل حبها
أو نشوة الصراخ في أعماقنا
تنام في سكون
كمجرم يخاف أن ْ تفضحه ُ العيون ْ
فَيَلُمُّ جَسَدَهُ الغبي ويختفي
تصطاده الأوهام
ويظل فازِعا ً من ناسه
لاطيا ً إلى المجهول
متلذذا ً في نشوة الغباء بانتصاره ِ
وفي أعماقِ ذاته تَقْتُلُهُ الهزيمة
ينام خافيا ً رأسه
لا يشبه الحزن ، لكنـّه حزين
لا يشبه الموت لكنَّه دفين
لكنّه دفين
*
دعوة للانضمام الى موقعنا في الفسبوك
نظام تعليقات الموقع متوقف حاليا لاسباب تقنية نرجو استخدام تعليقات
الفيسبوك
|