|
غلق | | مركز مساواة المرأة | |
|
خيارات وادوات |
يزن البدر
!--a>
2020 / 7 / 19
في العالم دائماً يعاني الضعفاء والأقليات، والنساء بالتحديد تحت وطأة الضعف لذلك يعانون باستمرار على مر العصور تعددت الآراء في مظاهر العنف والتطرف الفكري الذكوري ضد المرأة فمنهم من أرجعها إلى القهر والاستبداد، ومنهم من قال الضرب والسب ومنهم من تحدث عن العنف الجنسي، وكل ذلك يعد عنفاً نفسياً، لأن كل تلك المظاهر تعود بأثر سلبي على النفس وتخدش الروح فتشوه الكيان! هذه الأسباب لا تعتبر وليدة العصر الحالي بل كانت موجودة في عصور سابقة، فنجد المرأة في الصين القديمة كانت تسمى بالمومياء وذكرت إحدى نساء الطبقة العليا في رسالة قديمة: أنهن يشغلن آخر مكان في الجنس البشري، اشارة إلى تحقير المرأة في ذلك العصر. وفي الحضارة الإغريقية قال سقراط "إن المرأة هي اكبر منشأ ومصدر للأزمة في العالم".
وكان العرب في الجاهلية يدفنون البنات أحياء!
وفي الهند يرون أنها مُدنسة، ويجب أن تخدم زوجها كما يريد. وعند الهندوس كانت تباع لا تتزوج، وبذلك تُحرم من حقوقها لأنها ملك للذي يشتريها. إذاً فالظلم لها أخذ صورته منذ قديم الأزل، ولا زلنا نظلمها، نظلم أم البشرية جمعاء ونتهمها بأنها سبب خروج آدم من الجنة!
بأي عقل نتحدث ؟ يبدو أن أسباب العنف تعود إلي عدم إحترام الإنسان لأخيه بغض النظر عن صفته! ماذا لو احترمنا المرأة ونظرنا إليها علي أنها سبب في وجودنا؟ ألا تستحق الاحترام لذلك السبب فقط!! خلقت المرأة لتُكمل الرجل، فمن ينظر لها علي أنها وعاء جنسي وعار وآلة ميكانيكية لإنجاب الأطفال وتعزيز النسل، يمكن إعتبارهم مخلوقات غريبة عن جنس البشر لأنهم تخلوا عن صفات الإنسانية النقية التي يحملونها!
إن احترام الرجل للمرأة نادي به الله في كل الاديان وكرمها الله حق التكريم في كل كتبه المنزلة، فمن نكون حتي يكرمها الله ونهينها وتقتلها نحن!! أرجعت الناس أسباب العنف إلي فساد الأخلاق أو عدم التشبث بتعاليم الدين، ومنهم من قال اختلاف الثقافة والنظرات الدونية للنساء ومنهم من رأى أن السبب الحقيقي هو
المرأة بعينها لعدم وجود رد فعل منها!
قد يتبني الرجل سلوكه العنيف نتيجة لضعفه فيسقط ما به ويقوم بتفريغ طاقته السلبية في إيذائها، وقد تقوده إلي العنف بنشوزها عنه!
وتكون سبباً في تماديه واستباحته إياها بصمتها وعدم اتخاذ رد فعل مناسب! فكانت الرسالة التي وجهها أمين الأمم المتحدة تدعوا الجميع لذلك حيث قال: اكسروا حاجز الصمت ولا تقفوا مكتوفي الأيدي عند مشاهدة مظاهر العنف ضد النساء والفتيات. يتعرض نحو65% من النساء للعنف على مستوي العالم، فنجد الملايين من الأمريكيات تعرضن للعنف ويتم قتلهن علي أيدي الزوج. وفي ألمانيا وفرنسا والصين وصولًا الى العرب. اما الوطن العربي نجد احصائيات تشير لوجود كافة أشكال العنف في كل الدول. إذاً فالأمر لا يتعلق بثقافة معينة أو مكان معين، بل بفكر ومنهج ومشاعر سائده! يجب أن تتغير نظرة الرجل الدونية للمرأة، وعلي المرأة ايضاً ان تعرف حقوقها وواجباتها جيداً، ويجب إنشاء وتفعيل مراكز المرأة " ليس فقط في الاسم " في حال تعرضها للعنف ووضع عقوبات رادعة لتلك الظاهرة، والأهم توفير مراكز للعلاج النفسي، لأن الكثير من الرجال يتبنون سلوكاً سيكوباتياً نحو المرأة، فمن المهم توفير العلاج لهؤلاء المرضى!
إن تعاملنا بمشاعرنا الفطرية السوية يجعلنا نمثل الإنسانية في أبهي صورها، حيث يحترم الرجل المرأة، ويرحم القوي الضعيف، فيحدث عندها الانسجام بين افراد البشرية ويعم السلام، ولو طبق كل منا تعاليم دينه الحقيقية، لأصبح العالم جنة ملؤها السلام والرحمة والحب لأنها قواعد محكمة من الله سبحانه وتعالى..