|
غلق | | مركز مساواة المرأة | |
|
خيارات وادوات |
مارينا سوريال
!--a>
2020 / 12 / 3
سيزا
كل ما يحدث كحلم حتى محاولة لومانا الاقتراب وهروبى منه واختفائه منذ ليلتين ..كل شىء يمر مثل الحلم ..حكى لى كيف عاش وحيدا طوال حياته منذ ان كان طفلا وحيد لابويه اضطرا لترك لمدينتهم والرحيل الى الاسكندرية ..هو يحب الاسكندرية كثيرا لديه المعارف من كل الاتجاهات لكنه وحيدا اخبرنى ان مريم كانت رفيقة جيدة ..شعرت بوخز عندذكره لاسمها اردت ان انسى خطبتهما من قبل ..يوسف ..امى ..كل احد اريد ان اصبح سيزا فحسب ولومانا لكنه يذكرنى بوحدته وبخذلانى لمن احب دوما ..حكى لنا عن حب للكنيسة ايضا وذهابه الدائم لها وخوفه من الشيطان ..
ظهر يوسف فى حلمى فجاة بالامس ليس غاضبا كان حزينا مهموم يراقبنى بيأس بينما ابتعدعنه بعيدا..استيقظت تائهة افكر فيه فى امى ..مريم ومريم الصغرى كيف تفعل الان؟هل غضب ابى من الام هل عوقبت بسببى؟فى الماضى عندما كنت لاارى سواه ما علمت ابدا بعقابه الدائم لها على اخطائنا ادركت فى وقت قريب فحسب كلما اخطأت احدى الفتيات نالت عقابها اكثر منا جميعا ..تحملت دوما دون ان تتحدث ..مرضت كثيرا ..الصوت يصرخ باذنى هل تذكرت الان فحسب انها مريضة وعقابها عقابها الذى تناله الان بسبب خطيئك ..زفرت نهضت من فراشى صوب النافذة ..ضرب الهواء صدرى شهقت وضعت يدى على اذنى لاوقف صوت عقلى اللعين..لا لم اخطىء..لا لم اخطىء فعلت ما احب فحسب زيجتى بيوسف كانت عقاب عقاب لاننى اردت ان اعرف ما يخيفيه الجميع عنا ..حاولت عبثا ولم افهم عوقبت بزيجة سريعة لم اخترها ..من اخترته عوقب حتى تحطم لاادرى اين رحل ؟او ان كان لايزال على قيد الحياه..
فكرت فى الموت هل يمكن ان اموت الان؟ماذا يعنى الموت حقا؟هل بداية جديدة منذ صغرى حاولت تخيل كيف تكون الحياة بعد الموت؟فى النهاية خفت خفت لاننى لم اعرف كيف ستكون تلك الحياة ..ان كانت الحياة قصيرة مهما حاولنا اطالتها فلما لااصنع ما احب وجدت ان ابى يصنع ما يريد دوما بينما لااعرف م اردت الام ان تصنعه وعندما اقتربت منها وصاحبتها صاحبة المجلة التى رحلت الى بلادها وتحطمت الام من وحدتها رغم ان لديها صديقات اخريات ولكن الدموع كانت تنزل فقط مع تلك الصاحبة عندما تتذكر الماضى والثورة وهن صغيرات وخروجهن فيها وكانها تتأسف عليها ..سمعنا صوت شجار ابى مع الام بصوت مرتفع مرتين طوال صغرنا من دون سبب احدهم انهضتنا من الليل فزعات بينما ارتحت لان النوم قد غلبنى ومنعنى عن الخروج فى الظلام فماذا اذا رأونى اعبث فى اشيائهم ليلا ..لكن صراخ ابى اخافنى رغم اننى كنت مدللته كانت تبكى ..كل ما تفعله هو البكاء فغضبت منها لااعرف السبب فكنت دوما اغضب منها هى واعتقدت دائما انها المخطئة ومن تتسبب فى اغضاب ابى حتى انه رحل الى الصعيد شهرا كاملا بعد المشاجرة الثانية امامنا..اشعر بالندم الان لاننى لم اسألها ابدا عما يحدث بداخلى يعلم اننى كنت سأعلم منها كل شىء فقط لو سألت لكننى قررت الا افعل وان اغضبها اكثر واكثر حتى باتت مريضة وعندما اشتد مرضها عاد ..عندما رأته شقيقتى الصغرى مريم ركضت بعيده عنه تصرخ سقطت بسبب عرج قدمها وعندما هم برفعها عن الارض حاولت ان تركض من بين يديه من جديد..كل هذا لم يجعلنى اتسأل بل شعرت بالرضا وقبلت يده فابتسم فى سرور وفعلت تريزا مثلى تمام مثلماكانت عادتها دوما..
راودتنى فى حلمى كانت تجلس على كرسيها الهزاز وكانها تقرأ فى صحيفة بيضاء بلا كلمات لكنها تتمعن فى ثنايتها جيدا بينما وقفت بعيدا لااعرف اين نحن؟كل ما اردته ان ترفع رأسها وتخبرنى اين نحن؟وماذا علينا ان نفعل؟لكنها لم تعرنى اهتمام بل واصلت القراءة وعندما استيقظت على صوت امل اردت الصراخ بوجهها من دون سبب لكننى امكست نفسى فقد كانت فتاة صغيرة سهلة البكاء وكلما بكت بسببى شعرت اننى سيئة ..
انهضتى مفزوعة ذلك الصباح نهضت لاستمع الى الراديو يتحدث حول ثورة وثوار تذكرت ابى وامى يوسف كل من عرفتهم ..شعرت بالوحدة بالخوف اجلس جوار الراديو استمع الى كل كلمة جديدة تبث ..شعرت بالحرارة تجتاح جسدى مع حرارة شمس الصيف ..
مضى يوم واثنين احاول الوصول الى لومانا فافشل بت لااعرف ماذا افعل عرفت الخوف وبكيت بينما بكت امل الى جوارى كلتانا خائفتان من غد لانفهم مالذى يحدث فيه ترحيل ملك العائلة الملكية باسرها قد انتهت اسماء لااعرف احد منها تسيطر على كل شىء ..حاول الاتصال باحمد فى الاستديو فلم اجده ..خرجت الى الشرفة انظر الى الشارع هل هو نفس الشارع الذى كان بالامس وجوه البعض عابسه واخرى متوجسة وبعض سعيد..انطباعات اخذت اتخيلها من سيارات تعبر برويه الطريق واخرى متهورة بينما بواب البناية يتحدث مع زميل له فى البناية المجاوره بصوت مرتفع مسرور..
فى الماضى لم اكن اخش شيئا كل ما يحدث يحدث دون ان افكر فيه ..فكرت فى اشجارى ورودى فى عدم العودة تلك المدرسة اللعينة فى القضاء على رفيقات السجن ماعدا اوزيل احببتها حقا فى عالمى الذى صنعته لى لاتحمل ذلك المكان اما ما كان يحدث فى الشارع فكان يكفينى النظر الى ابى وعندما يكون بخير يكون كل شىء بخير كذلك ..فاعود لقرص مريم الصغرى والتباهى على تريزا ثم مشاهدة كل الافلام مع مريم وبشاره علاما بسيطا ..مر سريعا وتعقد كل شىء انا يوسف ابى الام تريزا مريم الصغرى ثم مرمي وشقيقها بشاره وانا انا ماذا سيزا اين هى ؟عندما رأيت لومانا عدت صغيره من جديد افكر كيف ابدو فى افضل فستان كيف يعود جسدى رشيقا كما كان فى الماضى ..بدت ارى الاخطاء فى اجساد النساء اللواتى يتحركن امامى فأطمئن على جسدى اكثر فاكثر..حينما ارى يوسف نهما اشعر بالرضى الرضى رغم كل شىء لاننى لست مثل الام فلن يفكر يوسف فى الهروب الى اخرى مهما حدث ..
كان عليه ان اعلم ما يحدث لذا تركت امل تراقبنى فى قلق تخشى ان ارحل دون ان اعود ولكنى وعدتها اننى لن اتركها ابدا وستظل معى دوما استراحت قليلا ولكن القلق لايزال فى صدور الجميع ..هبطت الى الشارع كنت اعلم بيت لومانا وشركته ولكن قررت ان اذهب الى احمد اولا لافهم ما حدث ..المره الاولى التى اخشى فيها من لومانا ولا افهمه ..توجهت الى استديو كان الطريق طويلا على غير العاده وسائق التاكسى مثلى كان عليه ان يعمل ولكنه لايفهم اى مما يحدث من حوله يراقب عربات الجيش تتحرك وسط المدينة تقف امامنا فى الطرقات نمر ببطء..فى تلك الساعة كان من المفترض ان يكون احمد فى مبنى الاذاعة لانه يخرج عملا هناك تذكرت حين تخيلت نفسى فى احدى تلك التمثليات لكنه اخبرنى فى لحظة ان خامة صوتى ضعيفة جدا وان كنا سنصنع فيلما حقا علينا ان نواجه حلا لمشكلة صوتى تلك..تحسست رقبتى منذ خلقت الى الان لم اشعر قط اننى ناقصة كنت سيزا دوما..زفرت فى توتر ليتنى حملت معى سجائرى لانفث فى بعضها واشرد فى سحاب دخانها واهدأ قليلا ..عندما وصلنا اخيرا كان عليه ان امر بازواج من العيون تريد معرفة من اكون انا ..تذكرت من اكون سيزا ..سيزا الهاربة من عائلتها وزوجها وتقبع فى مكان مجهول حتى تخرج للنور ولا يستطيع احدا منهم ايقافها ..بللت شفتى الجافتين وعدت ادراجى الى سائق السيارة اطلب منه العودة الى البناية مخذوله لاادرى ماذا سافعل فيما بعد ؟
عدت الى غرفتى بعد خيبه الامل لومانا لم يفكر فى الاتصال بى ..من انتظرت ان يفعلها اكثر منه الان؟!
لقد انتهى عصر الفساد منذ الان سيبدا كل شىء من جديد نظيفا كما حلمتم وحلمنا ..
تتردد اصداء المعانى فى رأسى وجدتنى ارفع سماعة الهاتف وارجو ان يكون ابى هو من يجيب الان اكثر من اى وقت صوته سيجعلنى افهم هل حياتنا السابقة كانت خدعة كذبة والان سنتطهر من جديد ،بينما يرن الهاتف اسمع نبضات قلبى ارى ملامح تلك الفلاحة العجوز وهى مغروسة على الارض بجانب الطريق بينما نمر جوارها مسرعين فى طريقنا الى القاهرة بعيدا عن الحر والناموس متمنيه رحلة الى الاسكندرية او رأس البر حيث ارى البحر البحر الذى يكره ابى بشده لذا لم نراه سوى بعد ان غدوت زوجه ليوسف !! لااحد يجيب !!ازفر اكثر ملعون انت يا لومانا ملعون لانك تركتنى لقلقى وخوفى سيزا ترتجف بينما انت لااعلم اين انت..صوت المذياع يصل من كل البيوت وكاننا اصبحنا محاصرين فى غرفنا ننتظر ما سيحدث فى الايام المقبلة ..رحل الملك منذ الان هناك مجلس ..مجلس لقيادة الثورة كل الاشياء العتيقة قد مضت هوذا الكل قد اصبح جديدا..
رن الهاتف كيف صرخنا انا وامل فى نفس واحد طويل كيف هرعت ارفع السماعة انتظر الصوت قبل ان اردد لومانا لومانا اين انت ؟لن اسامحك ابدا مت من الخوف ..الخوف ..اسنع انفاسه يبدوان وسط غيمه من دخان سجائره يردد انا بخير بخير حتى الان لااحد يفهم ما حدث ..ربما علينا الانتظار قليلا ..
قليلا الى متى ؟لومانا اريد رؤيتك الان انا بمفردى مع امل نحن خائفتان ماذا حدث لابى؟
ردد لااعرف..لااعرف بعد الامور لم تتضح انا منشغل انتظرى سوف اتصل بك دوما وسأرسل لك ما تحتاجين ..
اغلق الهاتف..
لاول اتذكر افعلها وادير قرص الهاتف من جديد بجمود كل ما ارجوه ان استمع الى صوت يوسف لولمره واحدة اخيره واثقة من ان نبرته ستعلمنى ماذا حدث مع عائلتى ؟بل ماذا يحدث بالخارج الان ؟
سمعت صوته ونبضات قلبى وكاننى سأسقط ..ضاقت انفاسى اصابنى الدوار ،اسرعت امل واحضرت لى كوب من الماء ..افيق من دوارى رويدا رويدا استعيد النور والنفس من جديد ..احساس الموت ثقيل ..لاادرى كم من الوقت مر قبل ان تحملنى الى الفراشى وتهدهدنى كطفلة صغيرة تحتاج الى من يقص عليها حكاية قبل النوم ..العجيب اننى انا من كنت اقص على شقيقاتى قصص مغامراتى الوهمية مع الظلام وكيف تغلبت على الشيطان بمفردى !
انا سوف اواجه بمفردى وعليه ان اغلبه من جديد..تذكرت وجه اوزيل وانا اقصعليها حكايتى الخاص بالعفاريت والشيطان وكيف كانت ترشم نفسها بعلامة الصلب؟ تخشى الشيطان كثيرا دوما رددت صلاة العذراء مريم لتحميها ..لاشىء قام بحمايتى منعقلى حتى الان كنت كلما تطلعت بايقونة لاحد القديس ارى الشيطان من زاوية اخرى فارتعد ..احببتهم وظننت ان الشيطان يسكن صورهم فكرهتها وخشيت منها ولم تنجو سوى صورة العذراء التى احتفظت بها دوما وهى الشىء الوحيد الذى حملته بحقيبه يدى وانا اترك بيتى وزوجى دون ان انظر خلفى وكانها تحاوطنى من كل مكان والمره الوحيدة التى رأيتها غاضبة غاضبة منى حقا ولا تبتسم كما تفعل دوما فى اطمئنان ومعها فى حضنها صغيرها كانت عندما قبلت لومانا فى شفتيه مره واحدة وحيده عرفت اننى مدنسه ..خفت اكثر بت اصرخ بوجه لومانا اكثر من قبل وبات صبورا يتحمل خوفى وغضبى واحيانا كان يعاقبنى بالاختفاء اياما طويلة كانت اطولها عند قيام الثورة وعندما بدأ اسم محمد نجيب يتردد سمع الباب يطرق من جديد وانتظرت ان تحمل امل الحاجيات من بواب البناية كما عتاد لومانا ا يفعل بارسال كل ما نحتاجه عبره ويرحل سريعا وكانه يخشى من شىء لااعلمه..لكنه كان هو بشحمه ولحمه يقف امامى ينتظر منى الاذن بالدخول ..قبل شفتى للمره الثانية تركته يبللها بالاسف ويرفعها الى جبينى بسهولة ..وضعت رأسى على كتفسه وانا لم افعلها من قبل ..تركت افناسى تهدأ وتعود من جديد ..اخبرنى انه ارتعد لما حدث ؟ٍسالته عما يحدث ..
لقد تغير كل شىء بالخارج سيزا لانزال نحاول فهم ما حدث ..نستمع الى كلمات جيده
كان لومانا قد فقدفى الحرب اخويه اخبرنى بذلك مره واحدة ولم يعد للحديث عنهما من جديد ..الحرب سيئة جدا يا سيزا قال
سالته :هل ستقوم حربا
عندما يتشاجر الجيران فى ذات البناية الواحدة الاتكون تلك حربا هل يمكن لشقة فيها ان تشعر بالراحة ؟!
ابى ..كيف هو الان ؟
صمته اسقط قلبى تذكرت عندما كنا نذهب الى الصعيد رغم ان النسوه القريبات ما كن يتركن بيتنا للحظة واحده يتغير فيها حال الام لتصبح فى لحظة سيدة البيت ولحظة اخرى امراة تعسة لكنه كان معنا فى البيت الواسع يقضى اغلب الاوقات فى وسطنا ..كان وكأننا نختبىء من الواسع الى الضيق لنحتمى به ويبتسم لنا فتبتسم الام لذا عندما كانت تختار ذلك الوقت للبكاء يزداد كرهى وغضبى لها ما كان عليها ا ن تبكى هناك قط..ما كان لها ان تترك احدى اولئك النسوه ينظرن اليها باكية بينما يتغامزن بالالسنه امامى..
ممزقة افكر فى حلمى اسأله عن الاستديو عن احمد فيردد عندما تستقر الاوضاع ..بدا يتغيب عنى اكثر فاكثر وكانه خائفا..وعندما ياتى بعد ايام غياب يحدثنى عن الاسكندرية التى يعشق اكثر من اى شىء ولا يمكنه تخيل حياته فى مدينة اخرى ..تمر الايام واريد ان اعلم حال الام وابى وشقيقاتى ..
دعوة للانضمام الى موقعنا في الفسبوك
نظام تعليقات الموقع متوقف حاليا لاسباب تقنية نرجو استخدام تعليقات
الفيسبوك
|