|
غلق | | مركز مساواة المرأة | |
|
خيارات وادوات |
مارينا سوريال
!--a>
2020 / 12 / 21
يوسف
كان عملا وطنيا هكذا اخبرونى فى اجتماع المساء ومن الجيد ان تكون زوجتى هل احدى بطلاته بصوتها .. الصدفه فعلت هذا لم انتبه ان لها عملا اذاعيا وحيدا فى الماضى اعتقدت ان محو تلك اللعنة قد انتهى ..ناقشوا الامر وقبلوه باعتباره عملا وطنيا لابد من تقديمه كواجب وليس تفضل ..اوصلتها الى باب الاذاعة وانتظرتها حتى تنتهى من عملها ثم نعود لانتبادل الكلمات ..احبط اظهار غضبى ومقتى لما تفعل ..كرهت لسنوات وضعى وسط المجموعة رايت تقلبات الاعضاء كيف ينقلبون من الراس الى الخارج حتى لايكون لهم تواجد داخل الجسد الواحد علمت معنى النبذ ..والان صرت اتقدم مجموعتى ،منذ صغرى امنت بالعداله اردت تطبيقها وفقا لايمانى لكن لاايمان اصبح جوهرة ثمينة كل ليلة تتساقط عليها اتربه وغبار يتراكم حتى باتت متسخة لامعنى لها ..اوراقى القديمة التى احرقتها واعدت صياغة اوراقا نم جديد فاكتشفت انها تحمل ما حملته الاوراق القديمة ..اتعثر بين كتبى ابحث عن بدائل لكل ما يحدث من حولنا كلما امنت بالطرق الواضحة وجدتها تتأرجح وتتحطم خلف غيره تاره وكره احيانا اخرى وضعف ..كرهت الوظائف التى عرضت عليه فى السابق اوراق اوراق موظفون بيروقراطية اسدلت على احلامى الستار وعندما بدأوا فى النظر اليه من جديد كان لابد ان اكون الشخص المناسب فى المكان المناسب حتى اخذ ما استحققت منذ سنوات طويلة مضت ..
اوصلها على مضض الى ذلك المبنى قبلت ان تكون ضمن تلك التمثيلية الوطنية اذا كان اثبات الولاء دوما يحتاج الى براهين ! يوما بعد الاخر تصبح افضل حتى انها بدأت تعتنى بالصغير وكانها تعاقبه وتمنحه لاجلى !! اشفقت عليه اردت ان اضمه لكن تعلمت ان العواطف ليست من شيم الرجال ربما ياتى الوقت المناسب عندما يصبح رجلا ليفهم الامور بمفرده او حينها يكون للحديث معنى ..تضحك تتدلل وكانها صبيه صغيرة لابد بتذكيرها عن القواعد كل فتره قصيره حتى تعود للياقتها من جديد..
سيزا
عشت شهرا كاملا كالحلم ..حلم يتجدد كل ليلة بانتظام فى موعده ثلاث ساعات احيا ما قبلها وما بعدها لاجلها ..اتصلت بى تريزا لتبارك لى وليوسف قريبا سيحصل على منصب مهم لم توضح لى ماهو ..اتلذذ وانا اشم رائحة السؤال كيف استطعت اقناعه ؟! لكن ادعى الجهل ازيد لهيبها اشتعالا بينما اتنفس راحة ..بينما اتصلت مريم الصغرى لتهنئتى حقا وانا اعلم انها تمنت لو جزء من كل هذا لنفسها وما غضبت منها بل اشفقت عليها لكن ما استطعت يوما ان اعطيها شيئا يرضيها ..اعتقدت اننى اكتسبت بعض من السعاده التى استحقها وان القادم سيكون لى لى بمفردى ..
كل خطيئه تستوجب العقاب يوما ما لذا انتهى وقت السعاده القصير وعدت لمخاوفى من جديد عندما وجدت ذات صباح بعد ان انتهت التمثيلية الوطنية من اذاعتها مريم تقف على بابى من جديد..اكتسب شعرها بعض الخصلات البيضاء وهى لاتزال فى الثلاثين من عمرها! لم تحاول اخفائها مثل كل النساء خاصة فى ذلك العمر..ابتسمت قالت اشتقت لك ولفنجان القهوة معك..
حقا لم تتحدث كثيرا هنئتنى اخبرتنى انها تفاجات بصوتى فى الاذاعة بعد سنوات من الغياب عن مصر ..بحثت عن اعمال اخر لى ولكن لا شىء..
قلت لها على مضض انها امر استثنائى لانى وطنى قبل به زوجى وليس هناك المزيد..
خفت فهمت فابتسم هى لخوفى ..علمت انها قدمت لاجل الشر ميم القديمة امتلكت طيبة لم تعد تلك المراة تحمل اى منها فى عيناها وكانها فهمت ما افكر قالت: كنا صغارا اصبح الان كبار بما يكفى لنكون جزء من تلك الدنيا ..
رحل النوم عنى بعيدا وحل عوضا عنه الضيق تذكرت لومانا من جديد ..ترى اين هو الان؟لقد شعر بالتغيير ربما اسرع من غيره كان اول الراحلين قبل ان يبدأ الجميع بالرحيل بعد ذلك..المحت انها ستبقى هنا ولن ترحل مره اخرى !كنت مدانه فى عيناها ..الوحيده التى اخبرتها كم احبته الان فقط اشعر بالضيق لانى فعلت بعد سنوات من رحيله اكتشفت انه كذبه اردت فقط ان اتحجج بشىء ما لارحل او ربما لانه اراد مساعدتى حقا ..نسيت الجميع وكانت اول من تعمدت نسيانها فلم اتذكرها مره واحدة بعد رحيلنا ..حتى عندما قدمت اعتقدت انها ارادت ان تشاهد موتى على خيانتها فأنا لااغفر لكنها فعلت غفرت واخبرت يوسف والجميع انه رحل دون ان تقول انه هجرنى ورحل الى بلاه بعيدا عن المدينة اتلى احبها ولكنه شعر مبكرا انها لن تكون مرحبه بكل الناس كما كانت فى الماضى ..مولع بالتاريخ قص عليه الكثير من الحكايات عن الموت والخوف والحب كيف عبر اناس وقدم اخرون لايربط بينهم اى شىء وكلاهما تصارع على نفس الارض مقسما انها كانت له هو فحسب..تطلعت الى السماء بقربه فخفت تحدث عن النجوم وعالما اخر قد لانكون قد علمنا بوجوده بعد ..
استرحت لرحيله اعترفت بهذا لنفسى بعد مضى القليل من الوقت على حدوث ذلك شعرت اننى استعدت نفسى التى اعرفها بعد ان كدت اتمزق واضيع وانا لاافهم الرجل الذى رحلت معه..فى زيارتها الثالثة لى دون موعد ودون ان يكون يوسف حاضرا وكانها تراقبنا اخبرتنى انه فى امريكا قد هجر بلاده وتجنس بجنسيه مدينته الجديده وانهما يتراسلان!!لقد اصبحنا اصدقاء رددت ،هززت رأسى فى شبه تصديق ،كلما زاد خوفى منها شعرت بالراحة اكثر..كلما اقتربت من الصغيره اردت ان اخذها بعيدا عن يدها ..تسالنى عن الصغير وكانها تعلم اننى لااكترث..
حاولت ان انسى مخاوفى واستعيد حياتى من جديد خاصة بعد ان بدات تريزا تتصل بى اكثر من السابق لتعلم ان كان هناك عملا جديدا ..علمت اننى دعيت ويوسف الى حفل خاص سيقام بمناسبة افتتاح احدى المسرحيات الوطنية التى يتحدث بشأنها الجميع الان ..اصبح يوسف اقل تحفظا فى الظهور عن السابق اخبرنى فى لحظة صفاء انه يتبع نظرية جديده قد تفلح معه..بعد انجابى للصغيره تغيرت علاقته بى بعد ان كانت شبه قطعيه اصبحنا نتبادل اطراف الحديث لو قليلا كاثنين يعيشان معا فى بيتا واحد لكل منهم حياته الخاصة نتقابل فيها مره كل اسبوع او اسبوعين فى غرفتين منفصلتين..كنت احيانا اشعر انه يفقد عقله رويدا رويدا فى البداية خفت من الامر ثم بدأت اشعر بالراحة لتلك الفكره وكانها تعنى رحيل للخوف..احيانا أؤنب نفسى على ذلك فانا فقط من تعلم بخيانتى له مع لومانا..عدت اتصل بمريم الصغرى ازدادت فى الوزن ادرك هذا من صوتها وزاد ثقة وراحه لاادرى كنتها ولكنها تجلب الراحه لنفس من يتحدث اليها بعد ان زادت فى الروحانيات..اخبرتنا حول خدمتها فى الكنيسة وترددها الدائم على البطريركية طالبتنى ان احضر قداس للبابا كيرلس وانا احاول نيل بركته لانه قديس يعيش معنا على الارض..كلما تحدثنا تخبرنى عنه انه ليس كلمات كما يريدونه لايعرف سوى الصلاه ..ماذا يريدون منه؟ كنت متنفسها لتخبرنى عن غضبها ممن ينتقدونه ..فى اخر مره اخبرتنى عن فتيات صغيرات تقوم بمساعدتها فى تعلم القراءه والكتابة !اشعر اننى انجبت كل اولئك الفتيات ..
كانت مريم الصغرى وحيده او هكذا تبدو لكنها لاتعرف الخوف بينما هجرنى النوم ليالى بعد زيارة مريم الاخيرة لى حتى اننى فكرت اخبار مريم الصغرى عن كل شىء لاستريح فحسب ولكن حمدلله تراجعت فى اخر لحظة فلا ملائكة على الارض فى النهاية قد يذل لسانها امام تريزا وتكن نهايتى حينها عن قصد او دونه!
دعوة للانضمام الى موقعنا في الفسبوك
نظام تعليقات الموقع متوقف حاليا لاسباب تقنية نرجو استخدام تعليقات
الفيسبوك
|