|
غلق | | مركز مساواة المرأة | |
|
خيارات وادوات |
مارينا سوريال
!--a>
2020 / 12 / 28
مريم الصغرى
اراقب الصغير يكبر يتيما مثلى وابواه على قيد الحياه ..كنت وهو كمن وجد انسان يستطيع ان يتحدث اليه بامان ..يزورنى باستمرار بينما لاتتذكرنى شقيقتى الكبرى ابدا سوى فى المصاعب التى تحتاج ان اكون جزء من الصورة ..تبدل كل شىء من حولى الشارع البيوت البشر ..الكل مطأطى الرأس ينتظر الوقت ان ياتى فيتخلص من تلك الهزيمة ..كنت الوحيده التى اخبرها وجدى عن فتاته التى احبها دون علم احد ..رأيت يوسف يتحطم لايسمح لاحد برؤيته حتى اطفاله ..اخبرنى وجدى انه يتيم الام والاب منذ صغره ..تعجبت حين رايت سيزا تعود سيزا التى كنا نخشى منها فى الماضى من جديد مزهوه بنفسها تختفى وسط انشطة كما تقول تتابط ذراع مريم !!يألك من عاجزة لاتزالين طفله لاتفهم كيف هى الحياه ؟هكذا اردد لنفسى بحسره تهوى نجوم وترتفع نجوم اخرى دون ان يكون لذلك معنى..حاولت ان اجعل وجدى يحب الكنيسة رغم انه لم ينشأ بداخلها لكن لم استطع بينما نشطت جانيت بداخلها دون ان يطلب منها احدا ذلك..تذكرت يهوذا الاسخريوطى وتمنيت ان لايكون مصير وجدى مثله فانا احببته كابن لى وبكيت لاجله بصلوات طويلة حتى لايسقط ويضيع لكنه كان يختفى ويعود ليخبرنى بفخر تاره وحسره فى لحظة اخرى عن علاقاته بالفتيات وبعضها يصل للاقامه لديهن لبضع ليالى ..سألته اى فتاه تقبل بهذا كيف تقبل سيزا بهذا لكنه كان يضحك ..هددت ان لم يكف عن خطيته لااريد رؤيته من جديد لن اتحمل ان اراه شيطانا امامى حتى جاءت تلك الفتاة التى بكى لاجلها امامى ..قال انها علمت بعلاقاته السابقة ورفضت حتى ان يتحدث اليها اخبرنى انها متدينة مثلى عشرت بالزهو ..طلبت منه ان يصلى حتى يساعده الرب ليعود من جديد ادرى انه لم يفكر فى التناول من قبل فقررت ان يذهب معى فى صبيحه احد الاحاد الى الكاتدرائية واثقة انه يكفيه حضور احدى القداسات وبصوت البابا كيرلس سيتبدل حاله ..اخبرته مرارا انه ان قرأ عن القديسين وخبرهم سيعلم ان ذلك الرجل يتمتع بكثير من الصفات التى تؤهله لذلك ..ينظر لى يطيعنى دون كلمة ربما يجرب يجرب شىء يساعده ليستريح ..كم انت شريره يا سيزا كيف قسوت على ذلك الفتى لهذا الحد حتى بات يكرهك بهذا الشكل ؟! تذكرت انها قابلت شيطانا يوما ما وهى صغيرة بينما كنا نحن خائفات كانت هى لاتخش شيئا ..ربما سلبها روحها ذلك اليوم ..ماتت سيزا شقيقتى وتحولت لشيطان لابد من التخلص منه..
سيزا
اختفى يوسف اصبح وجوده كالعدم صرت انظر للناس دون خوف لااكترث عندما اسمع حديث النساء بالجمعية حول مريم ..مات من كانت تجعله شبحا يخيفنى ..
رحلت النكسه وحل محلها معارك اخرى صارت الاذاعة تتحدث حول حرب الاستنزاف ثم تباشير الحرب فالحرب اسعد رغبة فى الشعور بالنصر واخشى من ايقاظ الميت من جديد..
فى ذلك الوقت كانت سعادتى الوحيده فى رؤية جانيت تكبر امامى يوما بعد الاخر شيطانة صغيره تعثرت فيها مره او مرتين تتجول فى البيت ليلا تصنعت عدم رؤيتها وعدت لغرفتى اغرق فى نوبه من الضحك والبكاء ..مر الوقت سريعا فكرت كيف كنت اظن من بضع سنوات فقط ؟وهاهو من تسبب فى احباط سيزا القديم محطم امام سيزا الجديده التى صنعها ..ينمو وجدى يوما بعد الاخر ليشبه يوسف فى كل شىء ..
اتجول بين المحلات احاول ان اتسوق ما يكفى من الهدايا لكى نقوم بتوزيعها على المصابين فى المشفى من الجبهه ..نلتقط انا ومريم الصورة ونضىء بها مدخل الجميعه على الجانبين ..ارادت ان تكون هناك ندوات مختلفةوليست مجرد انشطة بسيطة نقوم بها داخل الجميعة وقفت معها ضد العضوات المتذمرات يوما بعد الاخر اكافح بعناد حتى اصبحت لى الكلمة الاقوى بينهن اذا ملت الى اليمين تميل الدفه واذا عدلتها الى اليسار تتبعنى ..احيانا ما ارى النفور يطفح من وجه مريم ولا تجد له سبيلا للخروج بعد واحيانا المح استسلام عابر ورضى يريح للحظات ما استطعنا الحصول عليه من الحياه ..كل شىء يتبدل من حولنا الكل يعانى يريد الحرب ويبحث عن المؤن ماذا اذا قامت الحرب فعلا كيف سيعيش الناس ؟
بداخل كلا منا للاخره الكثير من الغيره حتى اننى صرت احلم بى جالسة كمديرة لتلك الجميعة من حولى استمع الى التصفيق..التظاهرات تخرج للطرقات تنادى بالحرب جانيت خائفة اضمها حتى تهدأ تتخيل كوابيس الخسارة ماذا اذا دخلوا الى القاهرة كيف سنعيش هنا يا امى ؟ اخبرها فى ثقة ان ذلك لن يحدث ابدا..احمدالله فى قلبى انها فتاة لن تذهب بعيدا عن الى جبهة القتال وعندما اتذكر وجدى يؤنبنى قلبى لاننى لااخشى رحيله ..
عندما بدات اخبار المعركة فى الظهور اختفى يوسف ولاادرى اين ذهب ؟! فقد خرجت اطوف ومعى بقيه العضوات لجمع ما نستطيع من بقيتنا والتبرع به للجنود ..قمت بعمل لقائين مع جريدتين ومقابلة تليفزيونية فيما بعد ..احسست بعيونه تنفر اكثر من اى وقتا مضى تريد ان تصرخ بى ان اكف عن التمثيل!!تمنيت للحظات ان يكون هو ايضا هناك فى الجبهة كان الحديث ليكون اقوى بكثير ..اخذت اقص اسباب اختلقتها من عقلى حول اختفاء يوسف تاره يجمع التبرعات للمصابين واخرى منغمس مع اعضاء الحزب حول ما يحدث فى البلاد الان ..كنت بطلة الصورة لاول مرة منذ اكثر من عشرون عاما وكأننى استيقظت بعد ثبات طويل لارى وجوها لاتنتمى لى تتلفت من حولى شذرا وكرها لا لسبب سوى ان سيزا قد خرجت من مكمنها من جديد وعادت للنور..
مريم الصغرى
كان اول من قدم وبكى لديها ..تعجبت كيف تعرف على تلك الفتاة واحبها بتلك السهولة هل يكفى ان تكون فتاة جميلة انجذب اليها وسار يتبعها كظل يوما بعد الاخر وبعد شهر استطا ع ان يتحدث اليها لاول مره والان وقد مضت عده اشهر صارا كعاشقين يفضى له بمخاوفه من فقدانها ..بينما احاول ان اكون راشدة لكن معدومة الخبره لاتدرى ماذا تقول؟ اخبرنى انه يريد القتال فى الجبهه ويريدنى انا ان اخبرها برحيله لانه لن يستطيع رؤيتها ..غريب هو الحب كان بالامس غاضبا يكره كل من انجبوه الى تلك الحياه وفى لحظة اخرى يخبرنى فيها عن فتاته ..تحلم بالعمل الصحفى تدعى امال لاتشبها ولاتعلم شيئا عن بيت هيدرا ..كانت من عالما اخر اكثر بساطة لكن طموحها هى لايعرف الحدود..فكرت فى سيزا ويوسف ..انا وتريزا عالمنا وعالمهم ؟
اتصلت بى سيزا يوما لتخبرنى انه رحل الى هناك كان القتال قد توقف لكن كلتانا كنا قلقتين ربما لهذا اتصلت بى سيزا بعد سنوات من الانقطاع او ربما لتخبرنى انها ايضا تخشى عليه مثلى اردت ان اسألها ان كانت احبته حقا؟ سنوات تمرنت على الكذبه حتى صدقتها تمام انها تحبك كثيرا لكنها كانت غضوب منذ طفولتها ربما لهذا السبب تبدو لك قاسية لايصدقنى لانه يرى حبها لجانيت والكل يراه ..اختفى يوسف دون ان يثير ضجه حتى انها شعرت باختفائه بعد رحيله الفعلى بسته ايام!!لم يعد للبيت من حينها بدات فى السؤال عنه علها تجد اجابة شافيه تقدمها للجميع خاصة لعضوات جميعتها ومريم رفيقتها القديمة..
نتبادل الصمت ننتظر ان يحدث شىء يخبرنا عن نهاية لكل هذا لكن الايام تمر والقلق يزداد حتى تركت بيت هيدرا لاول مره منذ سنوات طويلة وذهبت لامكث مع سيزا لانتظر عودته فقط ..فى لحظة اشعر بحب سيزا القديم لى يعود واخرى غيرتها تحرق عظامى ..بينما تجلس جانيت قبالتنا وكانها فى مصيده صغيرة ضيقه عليها هى تريد ان تكون فى قفصا اوسع هكذا اخبرنى وجدى مرار عن اخته فى ضيق لهذا السبب لايطيق التحدث اليها كثيرا مثلما كانا فى الماض اصبحا مفترقين لكل منهم عالمه الخاص ولكن كلاهما لايعرف كيف يمكن ان يحققه ؟!
دعوة للانضمام الى موقعنا في الفسبوك
نظام تعليقات الموقع متوقف حاليا لاسباب تقنية نرجو استخدام تعليقات
الفيسبوك
|