|
غلق | | مركز مساواة المرأة | |
|
خيارات وادوات |
تيسير عبدالجبار الآلوسي
!--a>
2021 / 2 / 26
برهنت الأرقام والنسب التي رصدتها الحركة الدولية في قراءة الأوضاع الخطيرة ومنطقها القهري تجاه المرأة العراقية، أنها حلّت بالترتيب الـ(180) من بين ال(190) دولة التي تمَّ استطلاع أوضاع النسوة فيها.. إن تلك الوضعية المتدنية ستكون أسوأ وستتذيّل ظروف المرأة العراقية قائمة الدول بين أسوأ (أوضاع) المرأة عالمياً بخاصة عندما نتجاوز بعض الشؤون النظرية الإيجابية التي تُحسب لنضالات المرأة في مرحلة سابقة وليس للنظام الراهن وقواه الاستغلالية بخاصة الميليشيات والمافيات..
نحن بإطار الحركة الحقوقية العراقية نُطلق النداء من أجل أعمق تضامن مع النساء العراقيات لوقف الانتهاكات الأخطر عالمياً، تلك التي تضعهن بمنطقة العبودية في أسوأ سلوك سيء الصيت مما يجابهنه، في طعن وجودهنّ إلإنساني وتحويله لأدنى المراتب!! فلنؤكد معاً وسوياً مواقفنا السامية ضد هذا الانحطاط من فورنا وإلا فإن الصمت سيكون فعليا بمخرجاته/ مشاركة بالجريمة. نثق بمواقف الجميع وتسجيلها هنا
***
تحتفل المرأة عالمياً كل عام بيوم خلّد معركتها في عصرنا الحديث ضد أشكال الاستغلال والانتصار لحرياتها وحقوقها الإنسانية بمجتمع يتقدم نحو أفضل مسارات إنصافها وحقوقها وحرياتها، وتحقيق العدل والمساواة.
وإذا كان لابد من مواصلة الطريق استكمالاً للجهود الكفاحية ومنعاً لأيّ تراجع عالمي إنساني؛ فإنّ أوضاع المرأة العراقية تنهار وتتردَّى مع الانهيار القيمي الشامل في مجتمع ريعي يخضع لنهج دجل الأضاليل بمشهدٍ، يعجُّ بأشكال القمع الذي سوّق للخرافة وأباطيلها حتى تفشت مشكلاتٌ اجتماعية، بصورة عبرت عن الطابع الوبائي المرضي لها؛ سواء في فرض الأمية والتجهيل أم في الاتجار حد ظهور أسواق النخاسة في مواقع استعراضية رخيصة، بصورة فجة تتناقض وطابع عصرنا ومؤشرات الحرية وكسر القيود والأغلال فيه...
إن المرأةَ العراقية اليومَ، تجددُ كفاحَها لاستعادة نشر القيم والمبادئ التي حظيت بها بظلال قانون 188 غب ثورة 14تموز؛ ما يفرض الحاجة لأعمق تضامنٍ أمميٍّ يخترق لفائف الحجب والتعتيم التي يحاول الظلاميون فرضها عليها في المشهد الكارثي للعراقية ومعاناتها المضاعفة في مجتمع التخلف..
فهي الضحية القتيلة بنسب تصفوية لا يُعلن عن حقيقة حجمها المأساوي قطعا وهي المسلوبة حقها في التعليم والصحة والعمل وقبلها وبعدها في الأمن والأمان بما تكتوي به من عذابات الاختطاف والاغتصاب والاتجار بدءاً بتشغيلها بالسخرة كما أيام الرق وليس انتهاءً باستغلالها أبشع استغلال، منزليا ومجتمعيا..
إننا هنا بهذه المناسبة العالمية الأممية للمرأة، نحيي الدور البطولي لرابطة المرأة العراقية وإشراقات مناضلاتها إلى جانب عدد من المنظمات النسوية وفي إطار الحركة الحقوقية وبالتنسيق مع تيار قوى الديموقراطية والتنوير لإحداث أعمق تغيير مؤمل..
ونؤكد بهذه المناسبة النداء من أجل تفعيل التضامن مع المرأة العراقية وحركتها التي تتطلع للانعتاق والتحرر والمساهمة الفعلية الحقيقية في بناء التنمية البشرية عبر التعليم والتدريب وعبر حلقات التمكين والإدماج في ميادين العمل والحياة ببناء قدراتها ووعيها وتحصين شخصيتها ضد أشكال الضعف وما كل ما يسمح ويسهّل استغلالها..
نحتاج لنشر ثقافة ترفض التمييز والنظرة الاستعلائية التي تنظر بدونية إليها أو بثقافة ذكورية مرضية متخلفة ومنطلقات العنف والإكراه في خطاب تلك الثقافة...
فلنتخلص من ثقافة العيب والعار والحظر المؤسَّس على تقاليد بالية بما فرض منطق التعتيم على الانتهاكات التي عانت المرأة منها ولنوقف جرائم يسمونها غسل العار ولنقف بقوة ضد سلوكيات أنتجها نظام طائفي ومحاصصته فكرس الظلام والظلامية وظلمهما الواقع بعنف على المرأة بنسب أكبر حجما وأفدح آثاراً...
وليقف المجتمع ضد فتاوى تحاول شرعنة مزيد استغلال للنسوة من قبيل تزويج القاصرات أو ما يسمونه زواجاً دينيا يُكرهون به نسوة متزوجات وفي حالات ليست قليلة حتى غير متزوجات على بيع أنفسهن لمقاتلي ميليشيات تتسمى بمختلف الأسماء الدينية المذهبية [الطائفية] لتُسقِط على أفعالها القدسية المزيفة بوقت ترتكب أخس الجرائم وأقذرها بحق المجتمع وأول ضحاياه النساء وهي بالأساس مدانة قانوناً ما يُخرجها من الشرعية ويسقطها عنها على الرغم من كل الادعاءات الشكلية التي تحاول فرضها بقرارات وقوانين تتعارض مع الدستور من جهة ومع اللوائح والاتفاقات الحقوقية الأممية من جهة أخرى..
إننا نشيد بمشاركة المرأة العراقية في ثورة أكتوبر 2019 وتضحياتها حد الاستشهاد ليس عشقا منها للموت بل تضحية من أجل الحياة حرةً كريمةً وهو طبعا وعي متقدم يراد قمعه، لكنه سيبقى أكثر عنفوانا وسيتنامى بتضافر الجهود الوطنية الإنسانية السامية لحركة التنوير
كل التحايا للمرأة وليكن يومها العالمي عيدا نحتفل به بالانتصار والانعتاق والتحرر وبالحصول على تمام الحقوق وكامل الحريات..
دعوة للانضمام الى موقعنا في الفسبوك
نظام تعليقات الموقع متوقف حاليا لاسباب تقنية نرجو استخدام تعليقات
الفيسبوك
|