|
غلق | | مركز مساواة المرأة | |
|
خيارات وادوات |
تيسير عبدالجبار الآلوسي
!--a>
2021 / 3 / 8
تشرق شمس الثامن آذار مارس ليحل اليوم العالمي للمرأة وهو اليوم الذي أشَّر انطلاقة كفاحية معاصرة للنساء من أجل المساواة والتحرر والعدل. وإذا كان عصرنا قد أوجد فرص الحرية وإنهاء أشكال العبودية بعموم حركته، وإذا كان أيضاً أطلق الإعلان العالمي لحقوق الإنسان ووثَّق النضال ضد التمييز بكل أشكاله ومنه التمييز ضد النساء، فإنّ نساء أغلب بلدان العالم ما زلن بمسيرة تخوض معاركها ضد العسف والاضطهاد وضد مراوغات النظم المجتمعية في تكريس ثقافة ذكورية مما تبقَّى من مخلفات مجتمعات التمييز ضد المرأة ووضعها في الدرجة الثانية بوساطة أغلال وأصفاد هي من قيود التخلف ومظاهره كما يدرك أصحاب العقل العلمي وأنوار اشتغاله...
إنَّ ثقافة الخرافة ومنطق التجهيل وإشاعة الانكسار والإحباط والتبعية تتعدد ظواهر ممارستها بين ظلام كهوف العزل وأرديته سواء المنزلي أم غيره وبين أضواء إبهار استغلالية تتاجر بالمرأة بعد تشييئها وتحويلها لبضاعة تباع وتشترى كما بأزمنة الرق والعبودية وإن جرى تحديثها شكليا مظهرياً...
بهذا اليوم الأممي فإن أفضل تحية وتهنئة تتأسس على كسر الثقافة الذكورية والعمل على كنسها من فضاءات وجودنا الإنساني القائم على المساواة وتحقيق الانعتاق بجوهره المتطلَّع إليه.. وعبر تفعيل أدوار المرأة مجتمعيا حيث واقع حركة جندرية تضامنية صادقة بامتلاك استراتيجية التحرر الإنساني الأنجع...
لقد سجلت المرأة العراقية انتصاراتها الفعلية حيث تحدياتها البطولية ضد السجان ووحشيته وعنف المجتمع بتقاليد يجترها من نُظُم ما قبل الدولة الحديثة وإرهاب سلطة تريد تعطيل نصف المجتمع لشلّ قدرات مجمل المجتمع في محاولاته الانعتاق الاجتماعي السياسي وهو الحدث الآتي حتما بتضافر الجهود وتعاضدها وتكاتفها..
نحيي نساء الوطن وهنّ يقارعن ظلما مركبا معقد المستويات ويكافحن لكنس القهر والحرمان والتخلف ونؤكد انتصارنا لثقافة تنويرية جديدة تؤكد التمسك بالاتفاقات الأممية وما توصلت إليه من توثيق الحقوق والحريات وأسس التقدم لتلبيتها بلا انتقاص أو هفوة يتعكز عليها من يعاكس التيار العام للأنسنة..
وليتحول هذا اليوم إلى عيد للاحتفال بتحقيق انتصار المجتمع الإنساني برمته لقضية المرأة في المساواة والإنصاف والعدل وإنهاء كل المظالم وأشكال الضيم.. الانتصار الذي نريده بتطبيق الإعلان العالمي لحقوق الإنسان 1948 ومعه اتفاقية القضاء على جميع أشكال التمييز ضد المرأة - سيداو وكذلك الاتفاقية بشأن الحقوق السياسية للمرأة 1952 النافذة منذ 1954 وتمكين النساء عبر ما ورد في إعلان القضاء علي التمييز ضد المرأة 1967 وبرتوكول القضاء على جميع أشكال التمييز ضد المرأة 1999-2000 وبروتوكول حقوق المرأة في أفريقيا الملحق بالميثاق الأفريقي لحقوق الإنسان والشعوب 2003 وغيرها من الاتفاقات والقوانين الوطنية والقارية والأممية المعتمدة بقصد الانتهاء إلى أنجع أوضاع المرأة بدل ما يحياه عالمنا من بقايا النُظُم الاقتصا اجتماعية القديمة ومخلفاتها المرضية..
أجدد التحية والعهد على متابعة حركة التنوير والأنسنة تمكينا للمساواة والتحرر والوصول إلى أعلى مستويات تطبيق ما توصلت إليه الإنسانية في تلك الاتفاقات الحقوقية الأبرز في مسيرة المرأة وكفاحها المظفر..
دعوة للانضمام الى موقعنا في الفسبوك
نظام تعليقات الموقع متوقف حاليا لاسباب تقنية نرجو استخدام تعليقات
الفيسبوك
|