-إنهم يقتلون النساء- في 2022

(إنهم يقتلون النساء) في 2022

أحرص في كل عام على كتابة ( حصاد ) لأبرز ما يميز 
سنة عن أخرى ، فهناك سنة اندلاع ثورة يناير 2011 في مصر ، وهناك سنةً 2019 التي توقف فيها العالم محارباً وباءاً يحصد الأرواح. 
أما هذه السنة فلم أجد سوى النساء تلوح لي في وداع عام كان الأقسى عليهن ، مئات القتيلات في ثياب مخضبة بالدم ميزت من بينهن شيرين أبو عاقله تقف في شموخ و تحتضن مهسا أميني .

اختار موقع Dictionary كلمة "امرأة" لتكون كلمة العام في 2022، حيث تضاعف حجم البحث السنوي المعتاد خلال الـ 12 شهرًا الماضية بنسبة 1400%.

دارت العديد من الأحاديث والمناقشات حول المرأة وحقوقها خلال عام 2022، كما تناولت الصحف العالمية ووكالات الأنباء العديد من العناوين التي تتحدث عن المرأة أو تحمل كلمة "امرأة".

يقول مدير التحرير الأول في موقع Dictionary إن اختيار "امرأة" كـ كلمة العام لدينا "يعطي اعترافًا بخطورة الأحداث المختلفة التي تؤثر على النساء خلال عام 2022".


فبراير

لقد كان قتل النساء هو أكثر الإعتداءات فجاجة خلال العام المنصرم ، ففي فبراير 2022 أقدم طبيب مصري  على قتل زوجته الطبيبة"ياسمين حسن يوسف" بـ 11 طعنة غادرة وسط ذهول الجميع.
وقبل تنفيذ الجريمة مباشرة نشب خلاف بين الطرفين، استشاط على إثره المتهم، وقام بالتعدي على زوجته، حينها أرسلت الطبيبة المقتولة رسالة عبر تطبيق "واتس أب" إلى أحد أقاربها، إلا أن هذه الرسالة تم مسحها من تليفونها، بل أن الموبايل تم تحطيمه.



(إغتيال صوت فلسطين )

فجع العالم في الحادي عشر من مايو 2022 بخبر مقتل الصحفية شيرين أبو عاقلة مراسلة قناة "الجزيرة"، برصاصة في الرأس خلال اقتحام الجيش الإسرائيلي مخيم جنين ، وزارة الصحة الفلسطينية قالت إن شيرين أصيبت برصاص الجيش الإسرائيلي. بينما تقول مصادر إسرائيلية إن المراسلة قتلت نتيجة إطلاق نار عشوائي من قبل مسلحين فلسطينيين.

وخلص تحقيق أجرته صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية استمر شهرا إلى أن الرصاصة التي قتلت شيرين أُطلقت من الموقع التقريبي للرتل العسكري الإسرائيلي.

وأعاد مقتل شيرين أبو عاقلة إلى الأذهان حالات قتل صحفيين التي كثيراً ما تمر دون معاقبة أو حساب.



يونيو الموت

في يوم 20  يونيو الماضى ، شهدت مدينة المنصورة، جريمة بشعة بعدما قام طالب بكلية الآداب بجامعة المنصورة بطعن زميلته "نيرة أشرف" بسكين وذبحها قبل أن يتمكن الأهالي من الإمساك به.

و بعد 48 ساعة من جريمة قتل نيرة أشرف، شهدت العاصمة الأردنية عمان، جريمة مماثلة مستوحاة حرفيًا من جريمة قتل نيرة.

طلق ناري مُصوب على الطالبة إيمان خورشيد داخل إحدى الجامعات الخاصة شمال عمان، وقبلها بساعات، كانت قد وصلتها رسالة نصية "رح اجي احكي معك وإذا ما قبلتي رح اقتلك مثل ما عمل الشاب في البنت المصرية".

لم يتوقف الأمر عند هذا الحد، فلم يمر 5 أيام على قتل نيرة، حتى قُتلت الجامعية الفلسطينية "رنين سلعوس" على يد ابنة خالها بسبب رفضها الزواج منه.

وبعدها بيوم واحد، قُتلت الأردنية الفلسطينية "لبنى منصور" داخل سيارتها في مدينة الشارقة بدولة الإمارات، على يد زوجها بسبب محاولتها للانفصال عنه.


وفي نفس الشهر أثار اختفاء الإعلامية المصرية شيماء جمال قلقاً وشكل لغزاً بعد تغيبها لفترة طويلة تجاوزت الثلاثة أسابيع، فقد عثر على جثتها مدفونة داخل فيلا بمنطقة المنصورية بمحافظة الجيزة (غرب القاهرة)، بعد أن أبلغ زوج الضحية  والذي يعمل في إحدى الجهات القضائية بالدولة عن تغيبها.  ليتضح  بعدها أن الزوج من قام بقتلها لخلاف نشأ بينها وبينه، وخلاله هددته بإفشاء سر زواجهما لزوجته الأولى.


سبتمبر
شرطة الأخلاق تشعل ثورة في إيران

يوم 14 سبتمبر 2022 في العاصِمة الإيرانيّة طهران، قتلت شابة إيرانية تُدعى "مهسا أميني" عقبَ إلقاءِ القبض عليها من قِبل شرطة الأخلاق التي تتبعُ الحكومة الإيرانيّة.
أحدثت قضيّة مقتلها ضجّةً على المستويين الإيراني والعالَمي، خاصّة أن شرطة الأخلاق اعتقلتها بسبِ عدم ارتداءها للحجاب بـ «طريقة سليمة».
أكّدت عددٌ من المصادر المبنيّة على أقوال شقيقها الذي كان لجانبها يوم اعتُقلت فضلًا عن أقوال بعض النساء اللاتي احتُجزنَ رُفقتها تعرّضت أميني للضربِ والتعذيب بعد مقاومتها للشتائم والإهانات التي وُجّهت لها من قِبل عناصر يتبعون شرطة الأخلاق، ورجَّحت ذاتُ المصادر أنها عانت من نوبة قلبية ودماغية دخلت على إثرها في غيبوبة حتى اليوم الذي أعلنت فيهِ وكالة فارس للأنباء خبرَ وفاتها في «ظروف غامضة» وذلك بعد يومينِ على اعتقالها.
انفجرت بعدها سلسلةٌ من المظاهرات التي بدأت في مدينة سقز مسقط رأس مهسا، وامتدت لمدن أخرى على رأسها سنندج، ديواندره بانه وبيجار الواقِعة كلّها في محافظة كردستان، قبلَ أن تتوسَّع مناطق التظاهرات لتشملَ أغلب المدن الإيرانيّة بما في ذلك العاصِمة طهران ومدينة مشهد و‌أصفهان و‌كرمان و‌شيراز و‌تبريز و‌رشت و‌ساري و‌كرج و‌أراك فضلًا عن مدينةِ عيلام والعديد من المدن الأخرى.
وقد أعلنت منظمة حقوق الإنسان الإيرانية، ارتفاع عدد قتلى الاحتجاجات على أيدي قوات الأمن إلى 469 شخصاً منذ انطلاق المظاهرات منتصف سبتمبر الماضي.

وقالت المنظمة إن عدد القتلى يشمل 63 طفلاً و32 امرأة قتلوا بسبب قمع السلطات الاحتجاجات التي تشهدها البلاد منذ وفاة الشابة مهسا أميني.


وفي مصر ، وقعت جريمة قتل "سلمى بهجت" طالبة محافظة الشرقية التي تخرجت حديثاً من كلية الإعلام بإحدى الجامعات الخاصة.
بعد تهديد مُعلن نُشر على صفحة الجاني الشخصية على فيسبوك، ورسالة تحتوي على قَسم، يتوعدها فيها بنهاية قاسية ما دامت قررت الانفصال عنه.
طُعنت سلمى صاحبة العشرون عامًا بـنحو 15 طعنة على يد إسلام محمد، زميلها بالكلية نفسها، داخل ساحة إحدى البنايات في وضح النهار، دون أن ينقذها أحد.

في مصر ايضاً وفي نفس الشهر ، تلقت السلطات  بلاغاً بمقتل أماني عبد الكريم الجزار (19 عاماً)، وهي طالبة بكلية التربية الرياضية، على يد شاب يدعى أحمد فتحي عميره من نفس قريتها طوخ طنبشا.
وأكد مصدر طبي أن مستشفى شبين الكوم استقبل الفتاة جثة هامدة وبها آثار طلق ناري.

وتبين أن الشاب المتسبب في الواقعة حاصل على مؤهل متوسط ويبلغ من العمر 29 عاماً، وهو من سكان القرية، وكان قد تقدم لخطبة الطالبة، ولكنها رفضته كما رفضه أهلها، لذا قرر قتلها ثم أنتحر بعدها بساعات مستخدما نفس سلاح جريمته .   




الثلاثاء 18/أكتوبر/2022

استيقظ المواطنون في ذلك اليوم على  جريمة بشاعة حدثت في محافظة بورسعيد  بمقتل فتاة من أبناء المحافظة علي يد شاب رفضت الزواج منه، حيث
 تلقت مديرية أمن بورسعيد بلاغا يفيد بوصول فتاة تدعى خلود السيد وهي جثة هامدة إلى مستشفى النصر.
وبحسب بيان وزارة الداخلية فإن خلود السيد لاقت حتفها نتيجة تعرضها للقتل عبر خنقها على يد خطيبها أمام المارة وسط المترو في منطقة العرب بمحافظة بورسعيد.




ديسمبر يختتم العام بالجريمة الأكثر دموية  

جريمة مروعة ومؤلمة شهدتها مدينة بورسعيد شمال شرقي العاصمة المصرية القاهرة، حيث لقيت مشرفة عمال تدعي داليا سمير الحوشي، تبلغ من العمر 42 عاما متزوجة وتعول 3 من الأبناء ، مصرعها على يد ابنتها وعشيقها بعدما ضبطتهما داخل شقتها خشية افتضاح أمرهما ، الغريب في هذه الواقعه أن القاتل في هذه المرة امرأة والأكثر وحشية أن القاتل هي ابنة الضحية ، وهو أمر يصعب على العاقل صاحب الفطرة السليمة أن يتقبله .


ونحن لا يفصلنا عن العام الجديد سوى 12 يوم ، أقف متأمله لمشهد يجمع كل ضحايا العنف ضد النساء،  أحياءٌ كن أو فارقن الحياة ، معتذرة منهن ، عن نظرة دونية وصمن بها منذ الميلاد وعن يقين يقبع في صدر كل رجل يعلنه مرة ويخفيه مئات المرات ، أنك يا حواء
لست سوى جسد يمتلكه إستمتاعاً وضرباً وقتلاً إن استدعى الأمر .