|
غلق | | مركز مساواة المرأة | |
|
خيارات وادوات |
محمد قاسم علي
!--a>
2023 / 6 / 17
في عصاته التي يتكئ عليها، ضرب مؤخرتها ضربة خفيفة، عندما مرت من أمامه، إلتفت بعدها الى زوجها وقال في صوت فيه شئ من التهكم، :ـ "كيف لك أن تتحملها فوقك أثناء العلاقة التي تجمعكما في الفراش؟!"... ما كان من زوجها إلا و أن إبتسم و شفته تميل الى أحدى خديه بشكل لافت. جلست بعدها الزوجة على الأريكة و أحدى قدميها مطوية تحت المؤخرة، و يدها على فمها لا تحجب الإبتسامة التي تتجلى بوضوح على خديها، عيناها تطالع زوجها، بعدها إكمل الحديث في سياقه السابق كأن شئ لم يحدث، ماذا عساها أن تقول؟، و هل لزوجها طاقة في مجابهة خاله؟!. كُنتُ صغيراً شاهد عيان على هذه الحادثة.....
لما كان شيئاً لا بأس به، بل طبيعياً، أن يتم الحديث عن مغامرات جدي المتوفي و علاقاته النسائية، في ما كانت جدتي تبادر بالضحك ببلاهة غير مكترثة لِما تسمعه حيال زوجها؟!. يقال عن إحدى مغامراته :ـ "ذات مرة ضاجع إمرأة يهودية تضمر الكراهية للعرب، كيف؟ ،بما أنه كان يتكلم اللغة الهندية و قسمات وجهه هندية، إدعى أنه هندي، في صباح اليوم التالي غادر الفندق تاركاً رسالة باللغة العربية" ... ، إضافة الى ذريته السبعة ، له إثنان لا يُعْرف عنهما من إمرأة المانية..... ماذا موقف جدتي (زوجته)؟، الموقف هو الترحيب بوجودهم في حياتها.!!!
ياتُرى، كيف تقبلت المرأة هذا الدور؟، ما الذي يحمله الرجل من فكر إتجاه المرأة تحت هذه الظروف؟ ، أرى أننا هنا أمام معادلة ذكر أمام إمرأة، العواقب المجتمعية الناجمة عن هكذا سلوك وخيمة للغاية، شريعة الدين و عادات القبيلة تحالفا معاً لكي يتهالك جسد المجتمع. في بلد كُل يوم نسمع فيه فواجع تنخر صميم المجتمع، كٌل يوم تنتهك فيه كرامة الإنسان و تٌصادر حقوقه.
لعبت المرأة العراقية أدواراً مختلفة لعقود من السنين، أدوار تسلب الهوية الأنثوية. العوامل عديدة متراكمة، الحروب، البداوة و شريعة الدين. إذا ما أرادت المرأة العراقية إبراز إنوثتها سيكون الأمر نشاز خارج عن السياق الذي يتناسب مع شخصية الشخص المتألم.
دعوة للانضمام الى موقعنا في الفسبوك
نظام تعليقات الموقع متوقف حاليا لاسباب تقنية نرجو استخدام تعليقات
الفيسبوك
|