المرأة اللبنانية.. دور رائد في مواجهة الصعوبات الحياتية



ملاك زليطة
2023 / 7 / 30

لم يكن العمل في المجتمع اللبناني يومًا حكرًا على الرجل وحده، فالمرأة اللبنانية_و منذ عشرات العقود_ دخلت سوق العمل بكافة ميادينه و اختصاصاته،و استطاعت أن تساند نفسها و تساند الرجل ،فكانت الأم و المربية و المعلمة و الطبيبة و المزارعة و الخياطة...الخ..
و في ظل هذا الواقع المؤلم الذي يعيشه اللبنانيون، بعد سلسلة من الأحداث المصيرية (ثورة ١٧ تشرين،كورونا،انفجار مرفأ بيروت)،و ما نتج عنها من ارتفاع جنوني في سعر صرف الدولار في السوق السوداء و ارتفاع لا يصدق في أسعار السلع،و ذلك مع تدني واضح في الحد الادنى للأجور،و بالتالي انخفاض هائل في القدرة الشرائية، لم يعد باستطاعة المرأة اللبنانية أن تقف مكتوفة اليدين أمام هول المشهد،بل صفقت إزاء هذه "التراجيديا" تصفيقًا حادًّا و جادًّا،فأصبحت عنصرًا فعّالًا أكثر من ذي قبل في الأسرة و المجتمع ،و كتفًا عظيمًا تستند عليه الحياة بأوج حِملها إذا لزم الأمر.
كيف لا و قد أصبحت معظم حاجاتنا الأساسية توضع في خانة الكماليات؟!
كيف لا و قد أصبح الزواج و الإنجاب من أحلام الشباب المستحيلة؟
كيف تقف المراة اللبنانية مكتوفة اليدين،في وقت بات الحق في تلقي الطبابة ( حتى أبسط المعاينات الطبية) مظهرًا من مظاهر الترف و الرفاهية لمن استطاع إليه سبيلًا؟!
فالمرأة اللبنانية المعروفة بأناقة مظهرها،هي أيضًا تتمتع بأناقة فكر و ذكاء عالٍ،و عظيم تضحية، و قد لمحنا في الآونة الأخيرة عودة الكثير من الامهات إلى الدراسة الجامعية سواء بعد انقطاع تام، أو لدراسة اختصاصات جديدة تزيد الفرص أمامهن في سوق العمل. لا ننسى ايضًا العمل من داخل المنزل الذي بات منتشرا و بكثرة بين أواسط النساء كالبيع و التسويق الالكترونيين، و بعض المشاريع الصغيرة، مثلصنع المونة البيتية و الحرف اليدوية التي عادت بشكل ملفت كالكروشيه و التطريز و الرسم على الفخار،و التي تعدُ عودةَ حميدة إلى إحياء التراث اللبناني الجميل..
و لأن يدًا واحدة لا تستطيع التصفيق ،ها هي يد المرأة اللبنانية تمتد فتحتضن يد الرجل اللبناني ،ليصفقا معًا ، و يكونا يدًا واحدة أمام تحديات الواقع المرير و تداعياته، إذ لم يعد العمل قرارًا بل واجبًا محتما عليها للمضي قدمًا في هذه الحياة.. و في النهاية لا شيء يقال أكثر من "الله يفرج هم اللبنانيين و يكون بعونهم "!!!!!!