|
غلق | | مركز مساواة المرأة | |
|
خيارات وادوات |
صلاح الدين محسن
!--a>
2023 / 9 / 29
من مدونتي 10-9-2023
-------------------------------------
تمهيد : " عندما نكتب عن الأغاني والموسيقي , أو عن الجنس , أو عن الرياضة البدنية , أو عن السينما والمسرح , أو حتي عن الرقص , فهذا ليس عبثاً ولا بقصد الاثارة الجنسية , ولا اللهو , ولا لقلة الاهتمام بقضايا أكثر سخونة .. كلا .. وانما الحياة وحدة واحدة . تلك الأشياء هي جزء هام من الثقافة العامة , ولا يمكن لفكر سليم ألا ياخذها في اعتباره .. , ولا يجب أن تحجزنا تماماً , القضايا الساخنة , عن الأمور الحياتية الأخري "
---------------------------------------
في منتصف السبعينيات من القرن الماضي , عندما قرأت بعض كتب التراث العربفوني أو ما يسمي بالتراث العربي , وجدت فيه ما هو أكثر عِرياً واباحية مما قراته في كتابات سارتر , وكولن ويلسون , و سيمون دي بفوار ..
و تقززت عندما قرأت بعض ما في " الأغاني لأبي الفرج الأصفهاني " وتركت الكتاب , لم أكمل القراءة . وهو ضمن الكتب التي أهداها الشاعراحمد رامي , لأم كلثوم , ليثقفها - كما جاء في مسلسل حياة كوكب الشرق .. !
لكن كيف نلوم علي " رامي ", بينما الوسط الثقافي العربفوني - من الخليج للمحيط . وللآن يعتبر ذاك الكتاب , من عيون ما يسمي ب " تراث الأدب العربي " ..
وكنت دائماً أسمع الوعاظ والخطباء يزعقون وهم يصفون أهل الدول الغربية بالفسق وبالفجور وبالاباحية ..
وفيما بين عام 1975 , 1976 - في مصر - كنت قد أعددت كتابي " الشرق يعوي - ج 1 " الذي قصدت به القول انه فيما يتعلق باحتياجات البشر العاطفية والجنسية , لا يوجد شيء اسمه شرق , وشيء آخر اسمه غرب . بل يوجد انسان . رغباته وشهواته ونزواته وانحرافاته , والعِفة , والتعفف , والسمو .. واحدة . كما هنا كما هناك . والفرق هو ان أهل الغرب يعيشون حياتهم العاطفية والجنسية في النور . أما أهل الشرق فانهم علي العكس .. يمارسون ويفعلون كل ما يفعله أهل الغرب وربما أكثر . ولكن خلسة وفي الظلام , وتحت ستائر الكتمان..
وفي ذاك الكتاب , كنت قد نقلت لقطات حية من المجتمع .. تؤكد ذلك , ودشنتها بالاشارة لما في التراث العربفوني . من كتب كثيرة تنضح بما قد يستحي من فعله أو قوله أهل دول الفرنجة - الغربيين - .
تكلمت عن قصة كتابي ذاك ربما في أكثر من مقال .. ولكن هذه مقدمة لازمة , خاصة لمن لم يقرأ ما كتبته من قبل
علما بأنني كنت قد عدت وكتبت مقالاً هاماً , عن نفس الموضوع " الشرق يعوي " ولكن بعنوان " الجنس عند الملائكة " . من وحي ما وجدته بالصدفة في الفيسبوك , من مجموعات فيسبوكية , مجرد اسم كل مجموعة , ربما هو أكثر اثارة من الصور العارية تماماً . المقال نشرته يوم 8-12-2013 بموقع الحوار المتمدن .
https://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=390296
وقد ذكرني بكلٍ من كتابي ذاك , و بمقالي أيضاً - . مقال فائق الصراحة . نشرته السيدة ماجدة منصور - الكاتبة السورية .
نستأذن في أن نقتطف منه :
" ... ولدت في بيئة مسلمة سنية كثيرة العبادة و متعمشقة بالطقوس الدينية الفاطسة حيث كنت أرى تعريص و نذالة و خسة و رداءة هذه البيئة السامة و ذلك لسبب بسيط جدا سأقوله لكم.
كان لدينا بيت عربي قديم في إحدى ضواحي مدينة حلب السورية و كانت أسطح تلك البيوت متلاصقة بعضها مع بعض و منذ طفولتي الأولى و لم يكن عمري قد تجاوز 5 سنوات فقد كان يحلو لي أن أسهر على سطح منزلنا حين تكون أسرتي قد نامت
جميعها...فقد كنت---ومازلت---عاشقة للقمر و النجوم و الهواء العليل لدرجة أنني لم أكن أستطيع النوم...إلا فوق السطح.
أثناء سهري و نومي فوق السطح كنت أرى النساء و هن يرتدين الملحفة السوداء أو ( العباءة ) و هن يتقافزن من سطح لآخر,,,و كذلك كنت أرى الرجال أيضا,,,يتقافزون من سطح لسطح...كالأشباح تماما.
كنت أظنهم أشباح في بداية الأمر و لكن إتضح لي لاحقا بأنهم ليسم بأشباح بل هم جيراننا الملاصقين لنا أو اللذين يقطنون قبالة بيتنا...و تطور الأمر معي و فهمت من أختي الكبرى ( ن ) بأن معظم جيراننا من نساء و رجال لديهم هواية التعريص و
الجنس المحرم و بأن ما يفعلونه حلال زلال --- شرط أن يبقى في السر --- و أضافت أختي الكبرى بأننا يجب أن نحترم الآية القرآنية التي تقول ( إذا إبتليتم بالمعاصي...فأستتروا ).
و أمرتني بأن ألجم لساني و أخرس و أن لا أتكلم بما أرى لأنني إن تكلمت فإن ( الدم سيبقى للركب) أي و الله..هكذا قالت و ما زلت أذكر كلماتها لحد يومي هذا.
و لزمت الصمت...معظم سنوات عمري , ذلك أني أرتعب من منظر الدماء لغاية يومي الحاضر هذا.
لكن هناك مسألة ضرورية يجب علي البوح بها الآن.
و هذه المسألة هي أن ( جميع ) جيراننا,, من نساء و رجال,, كانوا شديدوا التدين و التعصب الديني و كان على رأسهم الشيخ ((( الاسم في نص مقال الاخت الكاتبة ))) أسكنته الشياطين فسيح جهنمها...لأن الشيخ ( ...حذفنا الاسم .. موجود بمقال أختنا الكاتبة ) كان زعيم عصابة النطوطة فوق الأساطيح و كان
أيضا : شيخ الجامع ...المقابل لسطح منزلنا.
و للشيخ ( .. الاسم موجود في مقال أختنا الكاتبة ) أولاد و أحفاد الآن و هم يشغلون مناصب هامة في سوريا الأسد. أي و الله..و أعرفهم بالإسم...واحد واحد...نفر نفر.
و كانت بنت ( اسم الشيخ موجود في مقال أختنا الكاتبة / تجدون الرابط في النهاية ) , زميلة لي في مدرستي و في نفس الصف ...و كانت لا تنفك عن إعطائي دروسا بالدين و الأخلاق!!!! أسوة بوالدها الشيخ العرص ( اسم الشيخ , موجود ومكرر - كما ذكرنا - في مقال أختنا الكاتبة - هامش * ). كنت لا أستطيع أن أتكلم بكلمة واحدة عما رأت عيناي بما يجري فوق الأسطحة لأن أختي الكبرى أفهمتني بأني لو نطقت بكلمة واحدة عما رأيت فإن الدم سيكون للركب في المنطقة كلها.
كان أهل منطقتي القذريين يصومون و يزكون و يحجون و يصلون خمس مرات باليوم...و خاصة ((صلاة الفجر)) فقبل صلاة الفجر يحِلّو التعريص و تتهيج الأعضاء التناسلية بسكون الليل و سطوع القمر و تلألا النجوم حيث يحلو الأنس و الجنس
و خلافه,,حيث يذهبون بعد لياليهم الحمراء للإغتسال و الوضوء و صلاة الفجر ...و إن الله غفار الذنوب.
و بعد عدة شهور يذهبون للحج حيث يرجعون أطهارا أبرارا من جميع ذنوبهم حيث يعودون كالأطفال بطهارتهم...فالحج يطهر من الذنوب و الخطايا و يرجعهم كما ولدتهم إمهاتهم.
كبرت في هذه البيئة الموبوءة و التي تنطق بكل الخطايا و الرزايا و صغائر الأمور و قلت في نفسي : لعل العبادات ضرورية جدا لصغائر الناس.
أحسست حينها بأني أبدو كالديك الغريب في بيئة غريبة و قاسية على الروح المجنحة.
كنت أحس بالتوتر و الخوف و الرعب من هذه البيئة العجيبة الغريبة و التي تتعبد ل الله كثيرا.
من هنا إبتدأ شغفي بدراسة الدين الإسلامي فقد أصبح لدي رغبة عارمة لدراسة إله و رب هذا الدين.
و لحسن حظي .. فإن بجوار منزلنا مكتبة تضم جميع الكتب الإسلامية و تفاسير القرآن و كتب الفطسان ابن تيمية و زميله الكيوت أحمد إبن حنبل و صديقهم الهالك الإمام الشافعي و أحاديث أبو قطيطة أو هريرة و جميع ما كتب هراطقة الملسمين و
حشاشوا بدو الربع الخالي و تخريصات الصعاليك و خربطات الصلاعمة على حد سواء.
و يا للرعب.
كنت أحس بالرعب و الخوف و الذعر مما أقرأ.
فكلمة (((القتل ))) كانت أقل من عادية,, بل إن القتل فعل عادي و طبيعي في ثقافة المسلمين.
حينها كنت أختبئ مذعورة تحت لحافي.. و أصابني الذعر من كل البشر اللذين كانوا يحيطون بي من أهل و جيران و مدرسة و مجتمع.
إنه مجتمع الدواعش بكل معنى الكلمة...حيث لا يتوانون عن جز أعناق النساء ... و خاصة الجميلات منهن .
إنهم يجزون أعناق الجميلات
إنهم يذبحون النساء بدم بارد.
و لقد ذبحوا خالتي الجميلة ( ف) لمجرد الشبهة....ذبحوها لأنها جميلة جدا.
فقد إشتهى خالتي ذكر مهتاج و حين لم يصل لمبتغاه معها , أطلق عليها الشائعات من كل حدب و صوب , و صدقوه جميعهم !! و لكي يسلم شرفهم الرفيع من الأذى فكان لا بد أن يراق على جوانبه الدم.
و هذا هو الإسلام الداعشي بأبهى صوره.
إذا: لا يسأل أحدكم من أين أتى الدواعش.
الدواعش هم ثقافتنا الحقيقية و ثقافتنا الأصلية الإسلامية الحقيقية ...هي داعش و و بلا عِلاك مصدّي , من مُرقِّعي وجه الإسلام القبيح .
---
هكذا كتبت السيدة ماجدة منصور - من استراليا - وفي عصر الانترنت . وهي جرأة وشجاعة أدبية . قد لا نجد مثلها عند الكثيرات أو الكثيرين - من الكاتبات والكتاب والناشطات والناشطين -
باستثناء الثائرات المتمردات جداً مثل " علياء المهدي " التي نشرت بالانترنت منذ بضع سنوات , صورتها وهي عارية تماماً , متحدية للجميع - للأهل وللمجتمع , ولكل الثوابت والأعراف . في مجتمعات تتنفس ثوابت . وفي تقديري انه لو كانت علياء , لديها مقدرة التعبير بالكتابة - في شكل شعر , أو قصة , أو رواية , أو مقال , أو التعبير بعمل فني : رسم لوحة , أو نحت تمثال .. لعبّرت باحدي تلك الطرق عما تريد قوله .. و قد اضطرت للتعبير بالوسيلة الوحيدة التي لديها .. صورة لجسدها عارياً تماماًً
لكن يوجد رسامون ونحاتون , قالوا دون نقصان ما أرادت " علياء " قوله " ليس بأجسادهم . بل بفنهم - لوحات وتماثيل - .
وكذلك فعل شعراء - وأدباء كثيرون - .
من الشعراء : أتذكر انني في النصف الأول من سبعينيات القرن الماضي , كنت أتردد علي " دار الأدباء " بالقاهرة , وأستمع لأمسيات شعرية , وندوات ثقافية . وفي الأمسيات الشعرية سمعت شعراً لشعراء وشاعرات - مشاهيرأو من الصف الثاني - , يمكنني القول بانه شعر " بورنو " .. لا يختلف عن صورة " علياء " العارية .. سوي في الطريقة - طريقة جسدية عارية تماماً , وأخري شعرية عارية تماما , ولكن بلغة الشعراء .. وهو ما لا يمنع رؤية الصورة الشعرية كما صورة " علياء " ..
كم من ألفاظ .. هي أكثر عرياً من الصور العارية .. وأكثر خدشاً للحياء
واتذكر انه في إحدي الأمسيات الشعرية في " دار الأدباء " - كما ذكرت - , ان شاعرة ضيفة - من أحدي دول الشرق الأوسط . كان تتلمظ وتزدرد لعابها , وهي ترمق بطرف عينها , شاعراً مصرياً - من جيل شعراء الستينيات - , أثناء القاء شعرٍ من ذاك النوع .. !! وحالة الشاعرة تلك كانت تفصح عن درجة الاثارة العالية التي سببتها لها تصويرات قصيدة الشاعر .
وقتذاك , كنت شاباً في العشرينيات من عمري , و عندما ألقت نفس تلك الشاعرة قصيدة لها - من نفس النوع - شدني وأثارني كشاب , قولها :
" .. وأُريكَ كيف أمدُ ظِلّي .. " .. مع طريقة الالقاء المُشوِّق .. بالاضافة للحضور الشخصي الأنثوي للشاعرة
وحاولت انتهاز فرصة ان يخلو الجو لي معها لأقول لها علي انفراد " انني متشوق جداً يا سيدتي , لأري وأعرف كيف تمدين ظلِّكِ ؟! .. أموووت .. و أشاهد كيف تمدين ظلك " !
كان هذا وقت شباب , في السبعينيات من القرن الماضي .
كم من صور شعرية , وتعابير أدبية . والفاظ . هي أكثر عرياً من الصور العارية .. وأكثر خدشاً للحياء .
فتري .. أوليس الانسان هو الانسان في كل مكان - كما قلنا في التمهيد أعلاه ..
وقد رأيت فيما كتبته السيدة ماجدة . بعفوية وتلقائية وفاجومية - اضافة هامة لما سبق أن قدمته في الموضوع الذي أسميته :" الشرق يعوي " .
( الفاجومية صفة اشتهر بها الشاعر المصري الكبير أحمد فؤاد نجم " الفاجومي " / بمعني : الناقد اللاذع المهاجم ولا يبالي )
-----------
هوامش "
هامش * : لينك مقال السيدة ماجدة منصور :
https://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=804076
======