|
غلق | | مركز مساواة المرأة | |
|
خيارات وادوات |
رابطة المرأة العراقية
!--a>
2023 / 11 / 17
مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية
دراسة إستطلاعية
مجموعة من الباحثين
11/24/2020
البحث جزء من مشروع ( ), الذي تنفذه رابطة المرأة العراقية وبتمويل من منظمة كيفينا تل كيفينا السويدية, نحتاج الى تعريف بالمشروع
أسم المشروع : تمكينها تعايش وسلام
فترة تنفيذ المشروع : 2019 و 2020
هدف المشروع :
1- تعزيز قدرات وتطوير امكانيات الناشطات والعاملات في مجال حقوق المدافعات
2- ترسيخ روح المواطنة وبناء السلم الاهلي
3- زيادة الوعي المجتمعي فيما يتعلق بحقوق المرأة ودورها في الحفاظ على السلام
فقرات المشروع :
1- عقد ندوات حول التعايش السلمي والتوعية حول اهمية التعددية في المجتمع في بغداد والمحافظات
2- عقد دورتين لعضوات الرابطة وممثلات عن منظمات نسائية حول حماية حقوق المدافعات وظاهرة الاتجار بالبشر والقوانين المتعلقة بالموضوع
3- إقامة مخيمين للنساء في أربيل وبابل وشاركت فيه ناشطات من المحافظات العراقية ومن مختلف الطوائف والاديان
4- برنامج إذاعي نصف شهري حول القوانين التي تخص المراة ودورها في التظاهرات
5- دعم الأسر التي تعيلها النساء في فترة الحظر بتوزيع سلات وقائية وغذائية
6- عقد ندوات توعية حول الامراض الانتقالية وكوفيد 19 في المناطق الريفية
7- إعداد بحث حول .........
المحتويات
TOC o "1-3" h z u 1. المقدمة: PAGEREF _Toc57197496 h 5
1.1 فكرة البحث.. PAGEREF _Toc57197497 h 8
1.2 الأهداف: PAGEREF _Toc57197498 h 8
1.3 المنهجية. PAGEREF _Toc57197499 h 9
1.4 التقرير. PAGEREF _Toc57197500 h 9
2. الفصل الاول: الإطار المفاهيمي. PAGEREF _Toc57197501 h 11
2.1 المشاركة بالشأن العام PAGEREF _Toc57197502 h 11
2.2 مصطلح الشأن العام ماذا نعني به؟ PAGEREF _Toc57197503 h 13
2.3 المشاركة في الشأن العام؛ PAGEREF _Toc57197504 h 15
2.4 تعريف العوامل؛ PAGEREF _Toc57197505 h 16
2.5 مصطلحات ذات صلة. PAGEREF _Toc57197506 h 17
3. قراءة في القرارات الاممية 1325, 2250، واقع العراق وآثار القرارات على المرأة العراقية، الخطط الوطنية وآثارها. PAGEREF _Toc57197507 h 19
3.1 أولا: فكرة القرار 1325: PAGEREF _Toc57197508 h 20
3.2 ثانيا: ماهي القرارات المكملة للقرار 1325؟ PAGEREF _Toc57197509 h 21
3.3 ثالثا: فكرة القرار 2250. PAGEREF _Toc57197510 h 23
3.4 رابعا: أثر القرار 1325 والبرامج والأنشطة التي ترتبت وفق القرار في العراق: PAGEREF _Toc57197511 h 24
3.5 خامسا: ملاحظات حول تعزيز واستدامة مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام: PAGEREF _Toc57197512 h 25
3,6 التوصيات المتعلقة بالقرارات 1325 والقرار 2250؛ PAGEREF _Toc57197513 h 27
3,7 التشكيلات الحكومية والخطط الوطنية المعنية بتمكين المرأة وتعزيز مشاركتها: PAGEREF _Toc57197514 h 28
4. مشاركة النساء في تشكيل وقيادة المنظمات غير الحكومية: PAGEREF _Toc57197515 h 31
4.1 أولا: المنظمات المعنية بقضايا المرأة PAGEREF _Toc57197516 h 31
4.2 ثانيا: المنظمات التي ترأستها النساء، PAGEREF _Toc57197517 h 34
5. مشاركة النساء والفتيات في الفضاء الرقمي: PAGEREF _Toc57197518 h 34
5.1 مساهمة المنظمات النسوية في الفضاء الرقمي: PAGEREF _Toc57197519 h 35
5.2 مشاركة الفتيات والنساء في الفضاء الرقمي. PAGEREF _Toc57197520 h 36
6. الفصل الثاني؛ مشاركة المرأة في الشأن العام والحراك النسوي والحراك الإحتجاجي دراسة ميدانية؛ PAGEREF _Toc57197521 h 38
6.1 المقابلات الميدانية مع الناشطات حول تعزيز مشاركة المرأة في الشأن العام: PAGEREF _Toc57197522 h 39
6.2 أهم الخلاصات.. PAGEREF _Toc57197523 h 42
6.2.1 أولا: العوامل التي تعوق مشاركة الفتيات والشابات؛ PAGEREF _Toc57197524 h 42
6.2.2 ثانيا: المساحات التي تعبر عن مصطلح المشاركة في الشأن العام: PAGEREF _Toc57197525 h 45
6.2.3 ثالثا: الثقة بالمؤسسات والقانون. PAGEREF _Toc57197526 h 46
6.3 رابعا: المقترحات وبرامج العمل للمجتمع المدني: PAGEREF _Toc57197527 h 47
6.4 المقابلات الميدانية مع الشابات والفتيات حول تعزيز مشاركة الفتيات والشابات في الشأن العام PAGEREF _Toc57197528 h 48
ملاحظات طرأت اثناء الحوارات.. PAGEREF _Toc57197529 h 50
اغلب الحوارات اخذت الكثير من الوقت لاكثر من ساعة ونصف من الحوار المتواصل، كان التفاعل رائع من قبل المشاركات، لربما تضمنه الحزن الكبير، لأننا فتحنا أبواب يحاول المجتمع ان يغلقها بوجه المرأة، وهي تبقى تسعى وحدها جاهدة أن تعيد ترتيب نفسها وتحقيق وجودها الحقيقي ضمن العالم وليس ضمن نطاق إقليم أو مدينة أو شعب. PAGEREF _Toc57197530 h 50
ثالثا: أهم الخلاصات.. PAGEREF _Toc57197531 h 50
من خلال الحوارات نستطيع ان نصنف المخرجات للحوارات على أربعة محاور، نشاط الفتيات على السوشيال ميديا، النشاط التطوعي، التفاعل مع منظمات المجتمع المدني، والدور الذاتي، وفيما سيأتي تفصيل تلك المحاور: PAGEREF _Toc57197532 h 50
6.4.1 نشاطهن على السوشال ميديا: PAGEREF _Toc57197533 h 50
تقول احداهن عندما طرحنا سؤال ما هي مخاوفك من العمل في وسط التواصل الاجتماعي الالكتروني؟ PAGEREF _Toc57197534 h 51
قالت: الخوف من مكان العمل وايصال تهديد لي مباشر. وقالت أخرى: أكثر من مرة وصلتني تهديدات، فيما يخص المظاهرات، والأصدقاء يحذروني. PAGEREF _Toc57197535 h 51
وأخرى عبرت عن حذرها الشديد من النشر لانها تدرك حسب قولها انها مراقبة، تقول: نعم أحس أنى مقيدة ولا أستطيع الكلام عن كل شيء-أحس مراقبة. وأخرى تقول: لدي مخاوف من تلقي تهديد بالقتل. PAGEREF _Toc57197536 h 51
6.4.2 العمل التطوعي: PAGEREF _Toc57197537 h 51
6.4.3 رأي الشابات والفتيات في المنظمات النسوية المحلية: PAGEREF _Toc57197538 h 52
6.4.4 الدور الذاتي للمرأة: PAGEREF _Toc57197539 h 53
6.4.5 الصعيد الموضوعي: PAGEREF _Toc57197540 h 56
التظاهرات: PAGEREF _Toc57197541 h 60
7. تحليل الحوارات والمقابلات الميدانية لشريحة الناشطات وشريحة النساء والفتيات؛ PAGEREF _Toc57197542 h 64
7.1 اولا: مساحات المشاركة للمرأة PAGEREF _Toc57197543 h 64
7.2 ثانيا: تصنيف واقع المرأة في المجتمع العراقي: PAGEREF _Toc57197544 h 70
7.3 إشكاليات في الفهم المجتمعي تجاه المرأة وقضايا المرأة المتعلقة بالمشاركة بالشأن العام: PAGEREF _Toc57197545 h 75
7.4 ثالثا: تصنيف المرأة وفق البيئة التي تحيط بها: PAGEREF _Toc57197546 h 76
7.5 جدليات وحوارات متعلقة بقضايا مشاركة المرأة العراقية: PAGEREF _Toc57197547 h 84
7.6 التوصيات: لتعزيز الدور القيادي للمرأة: PAGEREF _Toc57197548 h 90
7.7 مشاركة المعلومات والمصادر والشفافية. PAGEREF _Toc57197549 h 91
الملحق رقم (1) PAGEREF _Toc57197550 h 93
الملحق رقم ( 2 ) PAGEREF _Toc57197551 h 103
رابطة المرأة العراقية
رابطة المرأة العراقية منظمة نسوية جماهيرية ديمقراطية ومسجلة في دائرة المنظمات غير حكومية ،تضم نساء العراق على اختلاف طبقاتهن واتجاهاتهن السياسية ومعتقداتهن الدينية.
تأسست الرابطة في 10/3/1952 في بغداد وتحت اسم رابطة الدفاع عن حقوق المرأة العراقية وحددت اهدافها في :
1- النضال من اجل السلم والتحرر الوطني والديمقراطية
2- النضال من اجل حقوق المرأة ومساواتها.
3- النضال من اجل حماية الطفولة وسعادتها.
- للرابطة فروع في (12) محافظة وكذلك فروع في اوربا واميركا واستراليا.
- تعقد الرابطة مؤتمراتها الانتخابية كل سنتين
- اطلقت حملة تواقيع لأيقاف العنف ضد النساء في البصرة وجمعت اكثر من 8000 توقيع وارسلت وفود الى السفارات ومقر البرلمان الاوربي في بلجيكا.
- عضوات الرابطة متطوعات في المنظمة.
عضوية الرابطة في المنظمات العالمية والعربية والشبكات الدولية والمحلية:
- عضو في الاتحاد النسائي الديمقراطي العالمي ( اندع )
- عضو في المركز الأقليمي العربي
- عضو شبكة المنظمات العربية غير الحكومية
- عضو مؤسس في شبكة النساء العراقيات
- عضو مؤسس شبكة المستقبل الديمقراطية العراقية
- عضو تحالف النزاهة
- عضو مؤسس في تحالف تنفيذ القرار 1325
من اهم المشاريع التي انجزت:
1- مشروع تعليم وتطوير مهارات الخياطة في المحمودية.
2- مشروع روضة الاطفال في البصرة.
3- مشروع تعليم الخياطة والكومبيوتر في الناصرية.
4- مشروع مكتبات للاطفال ( 2 في بغداد ، كركوك ، ناصرية ، مكتبة جوالة في بابل )
5- مشروع السفرات المدرسية.
6- مشروع زيارة سجن الاحداث.
7- مشروع فريق متطوع لمراقبة الانتخابات في محافظة النجف.
8- مشروع تعليم الخياطة للنساء النازحات
9- مركز الاستماع والارشاد القانوني والاجتماعي في النجف.
10- مراكز استماع وارشاد صحي وقانوني في مخيمات النازحين.
11- مركز استماع وارشاد صحي في كربلاء
12- حملات لزيارة النازحين وتقديم الدعم المادي والمعنوي لهم في بغداد والمحافظات.
13- مشروع طباعة كتيبات للتوعية والتثقيف الذاتي ( سيداو – وقرار مجلس الامن 1325- معايير حقوق الانسان لرجال الشرطة).
14- مشروع التأهيل والتمكين الاقتصادي لدعم الارامل المعيلات لأسرهن.
15- مشروع سلامنا أمننا
16- مشروع تمكينها تعايش وسلام
هذا اضافة الى عشرات الندوات والمحاضرات والجلسات الحوارية واللقاءات الدورية حول العديد من المواضيع والقضايا التثقيفية الهادفة الى رفع الوعي لدى النساء في قضايا الصحة العامة وحقوق المرأة وكتابة التقارير الدولية كتقارير الظل والخطة الوطنية لتنفيذ القرار 1325 في العراق للنهوض بواقع المرأة وتعزيز دورها في المشاركة السياسية والعملية الديمقراطية وعمليات بناء الامن والسلام من خلال المشاركة في الانتحابات وعملية مراقبة الانتخابات بالاضافة الى تطوير القدرات والامكانيات القيادية لتتمكن من المشاركة في كافة المستويات والعمليات والبرامج التي تدعم بناء العراق الجديد.
البريد الالكتروني :[email protected]
الموقع : http//www.iraqiwomensleague
رقم التسجيل : 1O3298
كيفينا تل كيفينا: هي مؤسسة سويدية تعمل على تعزيز حقوق المرأة في أكثر من 20 دولة متأثرة بالحرب والنزاعات في الشرق الأوسط وأفريقيا واربا وجنوب القوقاز. وتركز كيفينا تل كيفينا على أربع قضايا رئيسية: العنف القائم على النوع الاجتماعي، ومشاركة المرأة على قدم المساواة، والتمكين الاقتصادي والمرأة، والسلام والأمن.
1. المقدمة:
البحث في الأفكار ومحاولة اثارة جوانب جديدة تتعلق بقضايا المرأة في العراق ولاسيما قضية مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام، فكرة البحث جاءت بعد إجراء عدد كبير من الحوارات والندوات والمشاركات الفكرية، كان محور الحوارات يتمحور لاستكشاف قضية المرأة في العراق عبر سؤالين: ما هي مشكلة المرأة في العراق؟ وما هي آليات الحل؟
وكان للوسط الذي أتاح تبادل الأفكار لكل من رابطة المرأة العراقية ومنظمة كيفينا, الأثر الكبير على مخرجات البحث, حيث من الوهلة الأولى نعتقد إن هناك مشكلة في هذا الملف الضخم, والمشكلة التي نركز عليها هي مشكلة ذاتية لدى الحراك النسوي, وغياب التصور المرجعي والفكر المتجدد الذي يديم الزخم ويوسع آفاق العمل, وإيمانا منا بأن المرأة العراقية طاقة خلاقة لم يتم توظيفها بعد, ولم يتم التعاطي مع هذه الطاقة الاجتماعية بالطريقة التي يهيئ لها الأدوار في المشاركة الفعالة اللامحدودة من العطاء, حيث مازال دور المرأة غائب في حيز التغيير الإجتماعي ويعد حضورها ضرورة حتمية مهمة في الشأن العام, ولن يحدث التوازن المجتمعي في الشأن العام بتغييب المرأة وتعطيل دورها.
ويميل المشتغلون في قضايا المرأة إلى تحجيم تلك القضايا عبر حزم موضوعاتية مثل الحماية والوقاية والمشاركة وغيرها، ورغم أهمية ذلك ألا إن هناك خطورة في قولبة مواضيع المرأة وفق قوالب جامدة يظن المتعاطون لها أنها غاية الحدود والتصورات، الأمر الذي يقود إلى الشلل في الأفكار والتصورات ببقائها حبيسة ضمن تلك الأطر، وقضية المرأة هي قضية حجمها ربما تشكل نصف القضايا العامة، وربما تتعدى النصف لعظم الأدوار المتعددة للمرأة، وهذا ما نحتاج الى التفكير المعمق به.
والواضح إن هناك ترابطا كبيرا بين قضايا المرأة المختلفة، وبين من يرى أن المساواة تخلق عملية مشاركة للنساء وبين من يرى أن المشاركة تحقق المساواة المطلوبة والحماية والوقاية، هذين التصورين لا يمكن التفكير على أنها مسلمات ثنائية جامدة لا تتغير وفق الزمان والمكان، وإنما نحتاج الى المرونة الفكرية في التصورات واستحداث عدد غير متناهي من التصورات يعيد قضايا المرأة الى دائرة الفاعلية والتقدم،
إنطلق البحث من جملة من التساؤلات[1]، ماذا تريد النساء بالضبط؟ ... ما إحتياجاتهم الإنسانية والاجتماعية والسياسية؟ والسؤال الملح، لماذا حالة عدم الرضا والإستياء المستمر للنساء والناشطات خصوصا حول موضوع المشاركة في الشأن العام؟
والواضح من أهداف الحركة النسوية في العراق توعية المجتمع بقضايا النساء. التوعية ضرورية لكنها لا تتأتى بالتلقين. هناك فارق جوهري بين التلقين والتوعية. التلقين إملاء والتوعية إقناع. في التلقين إعراض عن التفاعل، التلقين لا يصلح في بناء الوعي العام.
في عصر المعلوماتية المفتوحة والتواصل الاجتماعي، البقاء على أدوات نمطية تحليق في الوهم. الإملاء والتلقين قضية فاشلة مقدماً، والحوار والانفتاح بحرية على تنوع الافكار والتصورات وبناء الجسور مقدمة لتجاوز أية جدران سميكة وتهيئ لصناعة الأمل في هذه القضية. الأمل، كما الإصلاح، تصنعه الإجراءات قبل أي شيء آخر.
الحوارات التي جرت وعلى مدى شهرين كانت حوارات ثرية للغاية, وقدمت تلك الحوارات تصورات كثيرة ومن وجهات نظر متعددة, كنا في كثير من الأحيان نلتقي بناشطة الى ثلاث ناشطات ثم نتوقف للتحليل والتفكير في النتائج, كانت رحلة وعرة كنا نخوضها مع محاولة التوصل الى النهاية, وكلما ضاق الوقت نجد إن النهاية والطريق يتشعب, ومن أجل التركيز صار القرار بتكثيف المخرجات والعمل على تحليلها والتوصية للباحثين إلى المزيد من العمل لإستكشاف هذا الموضوع, حيث كثرت الجهود الميدانية والحملات التضامنية والتآزر مع قلة الجهود البحثية والفكرية والثقافية, لذلك حاولنا تضمين التقرير البحثي أغلب التساؤلات التي برزت خلال تلك الرحلة, ولا نزعم بالقدرة عن الإجابة الوافية لتلك التساؤلات, بل نعتقد أهمية التساؤلات, لتحفيز المهتمين بالتفكير ونقد تلك المقولات والتساؤلات وإثراء المادة والجدل وهذا أحد مقاصد البحث. حاولنا تخفيف العبارات خشية الحدة في النقد، وأحيانا فشلنا في المقصد ونعتذر مقدما عن أي رأي ربما تعارضه بعض المعطيات التي لم نتوصل اليها.
تضمنت الرحلة البحثية عددا من الحواريات المهمة التي سندرج ملخصاتها في هذا التقرير، وتلمسنا قلة الحوارات الفكرية وندرة المادة الفكرية التي يتم تداولها بين النشطاء، ومع غزارة العمل والمنجز والفعل المجتمعي، وهذا ما عبرت عنه معظم السيدات المتقدمات بالعمل المدني، وأولى التوصيات التي نوصي بها هي التوازن الفعال بين التفكير وبناء التصورات وبين الإنهماك في التنفيذ والإستغراق في التفكير والحوار.
ربما كان لوقع الإنتهاكات والجرائم التي تطال النساء والفتيات في العراق أثر الصدمة النفسية لدى كثير من المراقبين والفاعلين في الشأن النسوي، ألا إنه من الضروري التمييز بين الأنشطة القائمة على ردود الأفعال وتلك التي تستند الى التفكير البناء الإستراتيجي.
والعمل على تشجيع التفكير وإثارة القضايا بطريقة فكرية وعبر منتديات ثقافية مهم للغاية، وبقدر أهمية جلسات التفكير، فالتدوين وإتاحة المخرجات للجميع يعد الشق الثاني من الأهمية،
ولا تقتصر المسؤولية هنا على الناشطات لكن الموضوع يتشاركه كل من المثقفين والمفكرين والأكاديميين فضلا عن المجتمع المدني والنسوي الإقليمي والعالمي،
كما ويشترك في هذه الجزئية كثير من المنظمات المانحة التي تشغل النشطاء والمنظمات بأنشطة معلبة مصنوعة في بيئة مغايرة، يتسبب هذا بالكثير من الهدر إضافة إلى تغييب طاقة الفكر والتفكير، فنجد نشطاء ساخطين على المنظمات المجتمعية كونها مؤسسات تسعى إلى كسب مشاريع دون النظر إلى النتائج، وبين نشطاء منهمكين بتنفيذ الأنشطة ويستميتون للدفاع عن أهميتها دون السماح إلى فسحة للتفكير والنقد البناء.
ودور المنظمات المانحة يعد أيضا من الأدوار المركبة المضطربة، حيث بعضها يفرض البرامج بطريقة فجة، والبعض الآخر يمول أي فكرة مكررة أو فاقدة للمضمون على أساس هذا هو تصور المنظمات المحلية، وحتى هذه الجدلية تنطبق على برامج الحكومة، والنتيجة حالة الإستياء وعدم الرضا العام فضلا عن التقدم المتعثر والمبعثر.
وللخروج من أسر هذه المعوقات يتطلب تطوير أدوات الفكر للحركات النسوية والتمحور حول محاور فكرية متعددة ومركبة، وتلك التي ممكن أن تحقق حالة المرجعية الفكرية التي تعزز أداء العمل النسوية.
تتبع الدراسة التطور اللافت في مشاركة الفتيات والشابات في الشأن العام أبان الحراك الجماهيري عام 2019، فتسلط الضوء على التقدم الذي فاجئ المراقبين والمعنيين بقضايا المرأة في العراق، وإنطلاقا من أحد المحاور الرئيسية للعمل النسوي في العراق المتعلق بقرار مجلس الأمن 1325 لعام 2000 بشأن المرأة والسلام والأمن، ومن ثم القرارات اللاحقة ذات الصلة
تبين الدراسة أن هذه التطورات تعود إلى وعي المجتمع المتزايد وقدرة النساء على تنظيم أنفسهم في أطر متنوعة من تنظيمات المجتمع المدني والدور الفاعل في الحفاظ على السلمية، رغم المحاولات ورغم الانتهاكات والتهديد وممارسات تشويه السمعة. فقد كانت تعاطي النساء مربكا للأطراف المتطرفة ضد حقوق المرأة بشتى انواع التبريرات.
تبحث الدراسة في الدور الذي لعبته المنظمات الدولية والمنظمات غير الحكومية ومدى التزام كل منهما من جانب والتزام الحكومة بتوفير الحماية للنساء من جانب آخر، وتبين ضعف التزام الدولة وتقصيرها في توفير الحماية للنساء، عدا تهميشها لدور النساء في مجال المشاركة وصنع القرار.
وتلفت الدراسة النظر إلى الفجوة والتوصيات التي إقترحتها الناشطات أو العينة النسائية المشاركة في الشأن العام.
إضافة الى تسجيل الإستنتاجات والتوصيات العامة وأخرى خاصة في كل محور من محاور البحث.
1.1 فكرة البحث
الدراسة تسعى للبحث في العوامل التي تحقق استدامة للمشاركة النسوية في الشأن العام، سواء على النطاق السياسي او الثقافي او المجتمعي. وانطلاقا من المشاركة الواسعة للنساء في الحراك الجماهيري في تشرين 2019, ومن خلال الدراسة سيتم محاولة جمع التصورات ابتداء من الأدبيات المنشورة على الفضاء الافتراضي[2], ودراسة ميدانية اعتمدت على اجراء عدد من المقابلات المباشرة مع عدد من الناشطات في الشأن العام, ربما النصيب الأكبر من التواصل كان عبر المنظمات النسائية, هدف الحوارات هو تحديد الاحتياجات الأساسية للنساء والفتيات وكيفية الإيفاء بها , والجزء الآخر من الدراسة الميدانية كان عبر المقابلات مع الشابات والفتيات المشاركات في الشأن العام, ومع تعدد أدوار مشاركتهن, والفرضية في استحصال تصورات حول القضية عبر تلك الحوارات بين شريحتين يشتركن في القضية ويختلفن في الموقع من هذه القضية, انتهاء بعمل المقارنات بين الشريحتين, شريحة الناشطات النسويات وشريحة النساء والفتيات (المشاركات او غير القادرات على المشاركة) في الشأن العام, بالتالي بيان الفجوة سعيا إلى توفير مادة وتوصيات نتقدم بها الى المنظمات والفاعلين النسويين والمثقفين والمجتمع المدني, لتسهم في إثراء الحوارات والأفكار والرؤى حول تعزيز مشاركة المرأة في الشأن العام واستدامة فاعليتها المدنية.
1.2 الأهداف:
يسعى البحث للوصول إلى الأهداف التالية:
- تحديد العوامل التي تشجع مشاركة النساء (الشابات والفتيات) في الشأن العام والحراك المجتمعي.
- إيجاد العوامل التي تمكن المرأة للمشاركة الفاعلة في بناء السلام واستدامته
- تشخيص المعوقات التي تواجه المرأة العراقية في مشاركتها الفاعلة في الشأن العام، وهل ستؤثر جائحة كورونا على مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام.
- تحديد المساحات التي يمكن للمرأة العراقية شغلها من أجل حركة نسوية فاعلة في الشأن العام وبناء سلام مستدام.
- مراجعة وتقييم لتجارب الناشطات والحركات النسوية السابقة في المشاركة في الشأن العام وبناء السلم المجتمعي.
1.3 المنهجية
إعتمد البحث المنهج النوعي الاستقصائي، الذي يحاول جمع التوصيات والأفكار المتنوعة وتجارب العمل، ثم محاولة تفسيرها، مع إجراء المقارنات بين تصورات الشريحتين المشاركتين بالبحث الميداني، ووفق الخطوات التالية:
· جمع الادبيات ودراستها.
· اجراء المقابلات مع المنظمات المعنية بمشاركة المرأة في الشأن العام، التعرف على فكرة عمل تلك المنظمات وكيفية العمل من أجل تعزيز مشاركة المرأة في الشأن العام، ايضاً معرفة تصور المنظمات للعمل المطلوب مستقبلا.
· إجراء مقابلات (أو عبر إستبانة الكترونية) لتحديد تصور النساء والفتيات الاحتياجات التي تعزز مشاركتهن في الشأن العام، فضلا عن طبيعة المشاركات السابقة في حراك تشرين.
· تحليل النتائج وتقديم المقترحات والتوصيات.
مع ملاحظة قيام أحد الباحثين بالمقابلات مع السيدات الناشطات وتحليل نتائج هذه الشريحة، والباحث الآخر قام بالمقابلات مع النساء والفتيات وتحليل نتائج هذه الشريحة أيضا، تقسيم عمل الباحثين يهدف إلى إجراء مقارنة أكثر موضوعية.
استند الباحثان إلى المعلومات الغزيرة التي تم استحصالها من إجراء المقابلات، ووضعها في أطر وتصنيفات، للمساهمة في تقديم أدوات تساعد على النظر والتعاطي مع قضايا المرأة العراقية، كالمصفوفات والمتصلات وغيرها مما سيتم تناولها من خلال التحليل.
1.4 التقرير
يتكون التقرير البحثي من المحاور التالية، مبتدأ بالمقدمة والإطار المفاهيمي، حاول الباحثان مناقشة المصطلحات التي يتداولها النشطاء والمتعلقة بقضايا المرأة، وتناول البحث جمع التصورات حول ما قدمته المنظمات العالمية كالأمم المتحدة والمنظمات الفاعلة في مجال القضايا النسوية في العراق، فضلا عن التعريفات التي يستخدمها الأكاديميون والنشطاء، كما خصصنا أيضا مساحات لإيضاح رأي النشطاء في تلك المصطلحات وعناصرها المركبة لها.
المحور الثاني فقد تطرق الى القرار الأممي 1325 وفصل فيه والآثار التي حصلت نتيجة فاعلية المجتمع المدني عبر ذلك القرار، مع التوصيات والملاحظات التي برزت خلال الحوار مع الناشطات، ثم تناولنا القرار 2250 وفكرته، فضلا عن التوصيات العامة للمجتمع المدني حول أهمية القرارين لأنهما يشكلان أدوات مهمة لتعزيز دور النساء والفتيات في الشأن العام.
المحور الثالث، تناول الجانب البحثي الميداني، عبر استعراض الأسئلة الأساسية للمقابلات وتقديم المخرجات من الحوارات والمقابلات مع الناشطات وناشطات المجتمع المدني،
المحور الرابع، يتضمن الجزء الثاني من البحث الميداني، المقابلات مع الناشطات من الشابات والفتيات المشاركات في الاحتجاج الأخير، وتدوين تصوراتهم المختلفة حول العوامل التي تعزز تلك المشاركة.
أما الحور الخامس فيتناول عملية تحليل تلك البيانات، وتأطيرها عبر مجموعة أدوات كالمصفوفات والمتصلات سعيا لرسم صورة كبيرة والمساهمة في تقديم مجموعة أدوات للتفكير بقضية المشاركة وفق المعطيات والبينات التي تم الحصول عليها في الجزء الميداني من البحث، ولم تقتصر التوصيات والاستنتاجات على الجزء الأخير من البحث، وانما تخللت جميع المحاور مجموعة من تلك المخرجات وبحسب الحاجة.
يبقى هذا الجهد الذي نقدمه لدعم قضايا المرأة بسيط بحسب حجم هذا الموضوع، ومن الضروري التوسع في البحث والحوارات وتدوين البيانات والمعلومات في هذا الشأن.
2. الفصل الاول: الإطار المفاهيمي
يتأسس البحث على مفاهيم أربعة هي: المشاركة للمرأة، الحياة العامة او الشأن العام، العوامل التي تعزز تلك المشاركة، والنسوية أو الحركات النسوية (في العراق).
تمثل المرأة نصف المجتمع لكن الحضارة البشرية عاشت فترات طويلة لا تعي حقيقة دور المرأة ولا تمنحها حقوقها العادلة مقارنة بنصف المجتمع الآخر مما أثر في مشاركة المرأة في الحياة العامة ومنتوجها الحضاري.
والبحث في مشاركة المرأة (الشابات والفتيات) في الشأن العام هو وثيق الصلة بالمجتمع المدني كما هو قريب الصلة بالعمل السياسي والمشاركة في القرارات السياسية. وينبغي العمل على التمييز بين تلك المصطلحات وبيان أوجه العلاقة بينها.
من خلال الحوارات الحاصلة مع الناشطات والشابات يتبين هناك شيء من التداخل في المفاهيم وأهم مصطلح يتم استخدامه بطرق متعددة هو مصطلح النسوية، ومع كثرة استخدامه بين الفاعلين والشباب والنشطاء ألا إنه ما زال يحتاج كثير من التمييز والتعريف[3].
سنحاول تحديد مفهوم المشاركة ثم المشاركة السياسية إبتداء ثم نتطرق إلى المقصود من العوامل التي تعزز تلك المشاركة.
2.1 المشاركة بالشأن العام
المشاركة مصطلح كثر تداوله في أوساط المجتمع المدني ولاسيما المنظمات النسوية، ورغم كثرة التداول الا إن المادة المتوفرة لتحديد المفهوم ما زالت تحتاج الى جهود الباحثين المتخصصين في قضايا المجتمع المدني، في هذا الجزء سنناقش المعنى اللغوي، وبما يتناسب مع الموضوع الذي نتناوله، ثم نبحث عن آفاق معناه الاصطلاحي،
المعنى اللغوي لكلمة المشاركة:
وفي المعنى اللغوي لكلمة شَراكة: علاقة تقوم على التَّعاون وتبادل المصالح في شتَّى المجالات بين كيانين "شَراكة اقتصاديّة"،[4]
وفي معجم الغني يرد المصدر **شَرِكَ** - [ش ر ك]. شَرْكٌ، شَرِكٌ، شِرْكَةٌ، شَرِكَةٌ. "شَرِكَهُ فِي الأَمْرِ": كَانَ لِكُلٍّ مِنْهُمَا نَصِيبٌ مِنْهُ، أَيْ كُلٌّ مِنْهُمَا شَرِيكٌ لِلآخَرِ.[5]
فالمعنى اللغوي يتضمن مفردات: مثل التعاون، التناصف في الأمر، تبادل المصالح، التساوي، أو الوجود النسبي.
التعريف الاصطلاحي:
أما التعريف الاصطلاحي وفق تصور المنظمات العالمية، لم يتم تحديد المصطلح بشكل دقيق لكننا نستطيع تلمس عناصر الإصطلاح من خلال استخداماته، وتعد منظمة الأمم المتحدة من أكثر الجهات الدولية الفاعلة في حقل تمكين المرأة وتعزيز مشاركتها السياسية، وتستند الى كثير من المفاهيم لما طرحته منظمة الأمم المتحدة إلى إن "المساواة بين الجنسين، إلى جانب كونها حقا أساسيا من حقوق الإنسان، أمر ضروري لتحقيق السلام في المجتمعات وإطلاق إمكانيات المجتمع الكاملة".
ومن بين مقاصد الأمم المتحدة المعلنة في الفصل الاول من مقاصد الهيئة ومبادئها، المادة 1 من ميثاقها: "احترام حقوق الإنسان والحريات الأساسية للناس جميعا والتشجيع على ذلك إطلاقا بلا تمييز بسبب الجنس أو اللغة أو الدين ولا تفريق بين الرجال والنساء".[6]
تعددت المؤلفات والدراسات التي تتناول تعريف مشاركة المرأة، وهذه التعاريف لا تختلف كثيرا عن بعضها وتتفق في مجملها في اتجاه منح المرأة حقها في المشاركة الحقيقية في أوجهها المتعددة، مع تنوع التعدد المقصود بحسب البيئة.
ومن تلك التعريفات كان تعريف الدكتورة هيفاء أبو غزالة،[7] أن هذه المشاركة “تتضمن المشاركة في مؤسسات الدولة، والمشاركة الفعالة في المؤسسات الأهلية المرتبطة بالحياة السياسية للدولة. وتشمل مشاركة المرأة في مؤسسات الدولة مشاركتها في ممارسات السلطة السياسية، وخصوصاً في ممارسة السلطات التشريعية، القضائية، التنفيذية، والإدارية، وتتضمن هذه الأخيرة جميع نواحي الإدارة العامة وتصميم السياسات وتنفيذها”.[i]
أي هي السلوك المباشر وغير المباشر الذي بمقتضاه تلعب المرأة دورا في الحياة السياسية، حيث تصبح لديها قدرة التأثير على اتخاذ القرار وتحقيق الأهداف العامة.
والمشاركة المقصودة هنا أعم من المشاركة في صنع القرار السياسي من خلال المجالس النيابية أو المحلية، فهي تنسحب أيضاً على الانخراط الفاعل في نشاط المنظمات التي تسهم في تشكيل المجتمع كالأحزاب، النقابات، الجامعات، وسائل الإعلام المختلفة وسائر مؤسسات المجتمع المدني.
المجلس الثقافي البريطاني يعرف المشاركة بأنها: عمل النساء اللواتي يرغبن في تقديم مساهمة أكثر قيمة ومستدامة لمجتمعاتهن من خلال المشاركة الفاعلة ببناء القطاع العام محلياً ووطنياً.
ويعتبره حاجة من حاجات النساء اللواتي كان لهن دور إيجابي إلى جانب الرجال في صياغة مستقبل بلدهن. ويبدأ بالعمل التطوعي للنساء في المشاريع المحلية الرامية إلى تحسين المساواة بين الجنسين والحياة العامة في مجتمعاتهن، أو السعي لتحقيق مشاريعهن الخاصة.[8]
2.2 مصطلح الشأن العام ماذا نعني به؟
بقدر بداهة تعبير «الشأن العام» لا يوجد تعريف جامع مانع له.[9] المقصود به كلّ ما يتجاوز الاهتمامات الخاصة إلى الشواغل المشتركة للمواطنين. كلّ ما يتحرك في مجتمع ما، مؤثراً بدرجات مختلفة بقطاعات ملموسة فيه، شأن عام.
المصطلح فضفاض إلى حدّ أنه يحتمل أن تُدرج تحته كل القضايا والملفّات، باختلاف درجات أهميتها وخطورتها من أزمات الاقتصاد والإعلام والثقافة والفن والرياضة والحياة الحزبية والخطاب الديني، إلى الأزمات الإقليمية.[10]
يتناول الشـأن العام كل القضايا التي ترتبط بصفة مباشرة بالمعيش اليومي للمواطنين ويتم تدبيرها من طرف الدولة والهيئات العامة ونذكر من بينها على سبيل المثال لا الحصر: الخدمات السياسية، الاقتصادية، الصحية، الاجتماعية، التربوية، الثقافية، الإدارية وغيرها.[ii]
كما يشير عابد خازندار الى أن الشأن العام مفهوم يتعلق بالعقد بين الحكومة والمحكوم الذي يمليه الدستور، أو العلاقة بين أفراد المجتمع، أو أمور البيئة، أو سلامة المواطنين وأمنهم ورعاية المرضى وذوي الاحتياجات الخاصة،[11]
كما يمكن لمفهوم «الشأن العام أن يتداخل على نحو عميق مع مفهومين آخرين هما: السياسة والأمن القومي.[12]
السياسة على أنها علم وفن إدارة الشأن العام. وأسوأ تعريف متداول للسياسة في الأوساط العراقية هي أن تلخص في الأحزاب وصراعات السلطة، رغم أنها هي باهتماماتها وميادينها ووسائلها تدخل في صلب كل ما يتحرك في مجتمعها من شواغل عامة.
أما الأمن القومي باتّساع مفهومه يعد مسألة كل مواطن، حياته ومستقبله، تعليمه وصحته، إنتاجه ومستويات معيشته وكرامته الإنسانية. وإنه كلّ ما يؤكّد قوة المجتمع وتماسكه وقدرته على مواجهة تحدياته وصنع مستقبله بإرادته الحرة. بهذا المفهوم وحده، فإنّ أيّ حديث جديّ بالشأن العام هو حديث في الأمن القومي. الشأن العام مسألة بيئة عامة ومجال عام ونقاش عام، وهذا يفترض اتّساع الأفق على التنوع في المجتمع واحترام تعدديته. أي مجتمع يضيق عن التنوع الطبيعي فيه يضع مستقبله بين قوسين كبيرَين. وأي مجتمع لا يعرف كيف يستفيد من خبراته المتراكمة والكفاءات المتاحة داخله يمارس الحد الأقصى من الهدر التاريخي ويضع نفسه على منحدر.
الانفتاح على التعدد والتنوع، هو انفتاح في الوقت نفسه على العصر ودولة المؤسسات والقانون والمواطنة، التي لا يمكن أن تتأسس على إقصاء.
لذلك يقترب مفهوم الشأن العام كثيرا مع مفهوم المجتمع المدني، فالشأن العام أو (الفضاء العام) هو الحيز الذي ينتج التفاعلات المتناقضة والحوارات المتعددة ابتداء من الحوار السياسي والايديولوجي وتقرير المصير والقضايا المتعلقة بطبيعة بمصالح الافراد بوصفهم اعضاء في مجتمع متعدد.
ونجمل أهم القضايا التي تناولتها التعاريف السابقة:
- الشواغل المشتركة للمواطنين،
- القضايا والملفّات من أزمات الاقتصاد والإعلام والثقافة والفن والرياضة والحياة الحزبية والخطاب الديني، إلى الأزمات الإقليمية،
- القضايا التي ترتبط بصفة مباشرة بالمعيش اليومي للمواطنين ويتم تدبيرها من طرف الدولة والهيئات العامة،
- اتّساع الأفق على التنوع في المجتمع واحترام التعددية،
- صنع المستقبل بإرادة حرة.
2.3 المشاركة في الشأن العام؛
ماذا يعني مصطلح المشاركة في الشأن العام للشابات والفتيات
لذا وإعتمادا على ما سبق فإن مفهوم "مشاركة المرأة في الشأن العام " على أنه الوجود أو الحضور الفاعل والمؤثر في القضايا الشاغلة للشأن العام والفعل المتميز في بناء التماسك المجتمعي والسلم وحل الأزمات، سواء أكان الحضور عبر العمل السياسي أو العمل المدني أو الوجود الحقيقي في المناصب القيادية في الدولة. ونستطيع تأطير مفهوم "مشاركة المرأة في الشأن العام" بعشر مساحات، سيتم اعتمادها ضمن الدراسة، وهي كالتالي[13]:
1. إهتمام النساء بقضايا النساء وإمتلاك رؤية نسوية،
2. المشاركة السياسية للمرأة،
3. المشاركة في المناصب القيادية في الدولة،
4. المشاركة في تقرير القضايا المصيرية كالسلام والحرب،
5. المشاركة في وضع الحلول للأزمات والاستقرار المجتمعي،
6. المشاركة في الفضاء الثقافي والعلمي،
7. المشاركة الاقتصادية في القطاع الخاص وريادة الاعمال،
8. المشاركة في الفضاء المدني،
9. المشاركة في التضامن والاحتجاج على الانتهاكات التي تواجهها النساء والفتيات،
10. التواصل العالمي وتبادل الدروس والتضامن في القضايا المشتركة ومنها قضايا المرأة.
وتتطلب المشاركة تغييرا هيكليا وثقافيا وسلوكيا عند المجتمع تجاه المرأة، كما يتطلب حضور المرأة الفاعل وتقديم شخصيات نسوية وسرديات نجاح نسوية.
سيتم الإعتماد على هذه المجالات العشرة لدراسة مدى مشاركة المرأة (الشابات والفتيات) في الشأن العام، والبحث عن العوامل التي تعزز مشاركة المرأة والتوصيات التي يتم استخلاصها من تلك العوامل.
2.4 تعريف العوامل؛
العوامل هي الأسباب المؤثرة[14] وهناك تباين طفيف بين تعريف ومكونات مفهوم العوامل بين علم الاجتماع وعلم النفس والاقتصاد والسياسة وغيرها، غير اننا في البحث سنأخذ ما يناسب موضوع البحث، وتعد العوامل بمثابة المواقف التي تؤثر على النتائج، وهي أيضا الحقائق والتجارب التي تؤثر على شخصية الأفراد ومواقفهم وأسلوب حياتهم.[15]
ويعنينا تقسيم العوامل الى: العوامل الاجتماعية (social factors) والثقافية (cultural factors)، والسياقية (contextual factors)
والعوامل الاجتماعية (social factors) هي مجموعة من الظروف التي تتعلق بتكوين الجماعة وأنظمتها وتسهم في تكوين الفرد وتربيته، ويكون لها الأثر الواضح في سلوك الفرد ومجتمعه.[16]
وهي جملة الظروف التي تحيط بالأفراد وتؤثر في تكوين شخصيتهم، وفي توجيه سلوكهم باتجاه معين.[17]
يتحدد التعريف الإجرائي للعوامل الاجتماعية المرتبطة في تعزيز مشاركة المرأة في الشأن العام بالتالي:
- البيئة العامة التي تحدد دور المرأة العراقية.
- البيئة السياسية والقانونية التي ترسم دورا لمشاركة المرأة في الشأن العام
- طبيعة العلاقات والقدرة على التشبيك المتاح للمرأة العراقية
- التمكين الاقتصادي والقدرة على الوصول الى سوق العمل.
- شبكات العمل المجتمعية والحركات النسوية العراقية والفضاء المدني المتفاعل مع قضايا المرأة.
- وسائل الضبط الاجتماعي والسلوك المجتمعي تجاه المرأة.
أما العوامل الثقافية (cultural factors)
تعنى العوامل الثقافية في نظر علماء الاجتماع جوانب الحياة الانسانية التي يكتسبها الانسان بالتعلم لا بالوراثة، ويشترك أيضا أعضاء المجتمع بعناصر الثقافة تلك، التي تتيح لهم مجالات التعاون والتواصل، وتمثل هذه العناصر السياق الذي يعيش فيه أفراد المجتمع، وتتألف ثقافة المجتمع من جوانب مضمرة غير عيانية مثل: المعتقدات، والآراء، والقيم التي تشكل المضمون الجوهري للثقافة، ومن جوانب عيانية ملموسة مثل الأشياء والرموز والثقافة التي تحدد هذا المضمون.[18]
ويعد العامل الثقافي من العوامل الأساسية المؤثرة في إتجاهات الأفراد وسلوكياتهم، وإذ أكدت الدراسات أن العامل الثقافي له طابع إجتماعي يعبر عن نمط العيش والحياة بالنسبة للأفراد داخل مجتمعاتهم.[19] لذلك نرى إن العامل الثقافي هو الذي يحدد إتجاهات المرأة والمواقف تجاه المرأة والسلوكيات الصادرة من المجتمع في شأن قضايا المرأة ومشاركتها في الشأن العام.
يتحدد التعريف الإجرائي للعوامل الثقافية المرتبطة في تعزيز مشاركة المرأة في الشأن العام بالتالي:
- وعي المرأة بالقضايا المتعلقة بالذات والهوية النسوية والدور الإجتماعي.
- طبيعة الثقافة السائدة والأطر التي تحددها الثقافة العراقية، وتتضمن السرديات المجتمعية والصور النمطية.
- الثقافة السائدة بكل مشتملاتها من عادات وتقاليد وأعراف وانساق قيمية ورؤى للعالم وللذات.
ومن المضامين المهمة في سياق البحث أن نستعير مفهوم (العوامل البشرية) من علم الإدارة، ونجمل المطلوب لتحقيق التعريف الاجرائي بالتالي:
- التمكين للمرأة، ويشمل التمكين في كافة النواحي بما يمكن المرأة من اثبات وجودها والمشاركة الفاعلة في الشأن العام.
- السلوك (أو الفعل الجماعي) الصادرة من المرأة الممكنة بإتجاه قضايا المرأة
- الحدود التي تحد عمل المجاميع النسوية وتحد الحرية النسوية والتضامن مع القضايا النسوية.
2.5 مصطلحات ذات صلة
وفي مضمار العمل على القضايا النسوية نجد من الضرورة العمل على توضيح عدد من المصطلحات المتعلقة بالموضوع،
التمكين:
هو العمل الجماعي في المجموعات المهمشة لمواجهة العقبات والتمييز التي تقلل من أوضاعهم وتصادر حقوقهم. والمقصود أن الأشخاص -نساء ورجالا-يتحكمون في حياتهم الخاصة، ويكتسبون قدرات (أو يعترف لهم بقدراتهم ومعارفهم التي اكتسبوها)، ويحسنون ثقتهم بأنفسهم، ويجدون حلولا لمشاكلهم، ويطورون استقلاليتهم. يتعلق الأمر إذن بمسار ونتيجة في نفس الوقت.
بالنسبة للمرأة، يهدف التمكين إلى:
– تضييق الفجوة القائمة بين الرجل والمرأة في جميع المجالات.
– توسيع الفرص أمام النساء في التعليم والاقتصاد والحقوق وفي المجال السياسي والنقابي الخ.
– إزالة العوائق التي تعترض سبل النهوض بالمرأة من قبيل العوائق المرتبطة بالصحة.
– المساواة في المشاركة في مختلف أوجه النشاط داخل المجتمع، بما في ذلك أنشطة اتخاذ القرار.
– توفير الأدوات والآليات المساعدة على مزید من إدماج النساء في النسيج الاجتماعي والاقتصادي، لتعزیز استقلاليتهن، وتعزیز كرامة النوع الإنساني.
التمييز الإيجابي:
التمييز الإيجابي أو التدخل الإيجابي: هو إعطاء النساء بشكل مؤقت نوعاً من الدعم المؤسسي أو القانوني للتعويض عن التمييز السلبي الذي يعانين منه نتيجة المفاهيم التقليدية، لعدم توافر أي من مصادر النفوذ المالي أو الاجتماعي أو السياسي لديهن، وإلى أن يتحقق بعض التكافؤ بين إمكانات النساء والرجال أو حتى تنكسر حدة النظرة النمطية التقليدية تجاه المرأة.
من أشكال هذا التمييز الإيجابي نذكر الكوتا (وهي تخصيص مقاعد للنساء في المجالس المنتخبة)، ويعطي هذا النظام للمرأة الحق في أن يكون لها نسبة تمثيل في جميع الهياكل المنتخبة، وتستخدم الكوتا لتوفير فرصة للشرائح الأقل حظاً في المجتمع في الوصول للفرص، مثل النساء والأقليات.
النوع الاجتماعي والبيولوجي:
النوع البيولوجي: هو النظر إلى المرأة كجنس بيولوجي ليس له حق المشاركة في الحياة السياسية والنيابية والمجال العام، سواء في العمل أو الانتخاب أو الجمعيات والهيئات الخيرية.[20]
النوع الإجتماعي: مفهوم يصف الفوارق الاجتماعية المنشأ بين الإناث والذكور على مدى دورة حياتهم. ويؤثر عامل النوع الاجتماعي، إلى جانب عوامل مثل السن والعرق والطبقة الاجتماعية، بين جملة أمور، فيما يُنتظر من الأشخاص في أي ثقافة من صفات وسلوك وأدوار وسلطة واحتياجات وموارد وقيود وفرص. ويمثل النوع الاجتماعي أيضا أداة تحليلية تتيح لنا تحسين فهمنا لمُسببات الضعف من أجل تلبية الاحتياجات بشكل أنسب.[21]
التحليل حسب النوع الاجتماعي: هي وسيلة لجمع وتحليل وتقييم المعلومات حسب النوع الاجتماعي. وتهدف إلى إشراك الرجل والمرأة على كل المستويات السياسية والاقتصادية والاجتماعية، أثناء جميع مراحل تصميم المشاريع وتنفيذها ومتابعتها للمشاريع، بحيث يستفيد كلا الجنسين بصورة متساوية وعادلة.[22]
3. قراءة في القرارات الاممية 1325, 2250، واقع العراق وآثار القرارات على المرأة العراقية، الخطط الوطنية وآثارها.
في هذا المحور سنحاول قراءة القرارات الاممية 1325 والقرار 2250 بغية دراسة الأدوات التي يوفرها القرارين، القرار 1325 يعد من القرارات التي أحدثت كثير من الانشطة والعمل المدني والتشاركي مع مؤسسات الدولة والمجتمع، وهذه القراءة ستسلط الضوء على موضوع المشاركة وتعزيز العوامل التي تشجع وتحقق استدامة لمشاركة الفتيات والشابات في الشأن العام. ستكون القراءة متعلقة بالجوانب الإجرائية والأدوات التي تحقق تعزيز دور النساء والفتيات للمشاركة في الشأن العام، سيتم استعراض فكرة القرارين 1325 ثم القرارات المكملة بالقرارين، بعدها سنتعرض الانشطة والبرامج التي أحدثها القرار 1325، وانتهاء بالتوصيات الناتجة من خلال ملاحظات الناشطات على انشطة وبرامج المجتمع المدني في ضوء القرارين.
وتنبع أهمية القرار 1325 بإعتباره قرارا ملزما للدول الموقعة عليه، ومن ناحية أخرى فهو يوفر إطارا قانونيا للعمل، كما وتكمن أهميته من العمل المكثف من قبل المجتمع المدني الذي حقق قدرا من الترويج والتثقيف حول القرار داخليا مما أنتج خطة وطنية وتم إنشاء عدد من الشبكات المجتمعية المعنية بالقرار،[23]
3.1 أولا: فكرة القرار 1325:
ينطلق القرار من فكرة اساسها، انه نادرا ما تؤدي المرأة دورا فعالاً في القرارات التي تفضي إلى نزاع مسلح، وعوضاً عن ذلك فهي تعمل على صون النظام الاجتماعي في غمرة النزاعات وبذل ما بوسعها لضمان حياة طبيعية بقدر الإمكان. كما تتحمل المرأة في كثير من الأحيان نصيباً غير متكافئ من نتائج الحرب. وقد تركت نساء كثيرات كأرامل يواجهن الأعباء المفرطة الخاصة بإعالة أسرهن، كما أن عليهن في بعض الأحيان أن يعالجن صدمة ناشئة عن التعرض للعنف وبوجه خاص العنف الجنسي في أثناء النزاع.
من هنا برزت الحاجة إلى تخصيص أدوات قانونية لحماية النساء في النزاعات المسلحة، ويعد القرار رقم 1325 الصادر عن مجلس الأمن الدولي بتاريخ 31 أكتوبر/ تشرين الأول 2000، إحدها. وهو لا يأتي من عدم بل يشكل حلقة من سلسلة قرارات تدفع بالاتجاه عينه.
فالقرار 1820 (صادر عام 2008) يشدد على تعزيز حماية المرأة من العنف الجنسي خلال النزاعات المسلحة ويدعو إلى مكافحة الإفلات من العقاب وتحقيق المساءلة، كذلك إلى إدماج النوع الاجتماعي وزيادة تمثيل المرأة في عمليات السلام. أما القرار 1888 (صادر عام 2009) فيستعيد مدرجات القرار 1820 ويشكل خطوة عملية نوعية عبر تعيين ممثل خاص للأمم المتحدة للعنف الجنسي أثناء النزاعات. من جهته، القرار 1960 (صادر عام 2010) يدعو إلى وضع آليات لتفعيل مبدأ المساءلة والإفلات من العقاب المنصوص عنها في القرارين 1820 و1888 وهو يدعو إلى اعتماد مبدأ Name and Shame أي تسمية المرتكبين بالاسم والتشهير بهم. ويشكل القرار 2016 (صادر عام 2011) نموذجاً عن كيفية تدخل المجتمع الدولي عبر مجلس الأمن الدولي لتامين حماية المدنيين والتأكيد على مكافحة سياسة الإفلات من العقاب، بإيلاء المحكمة الجنائية الدولية الصلاحية بالنظر في وضع ما واتخاذ ما يلزم من إجراءات قانونية. أما القرار 2122 (صادر عام 2013) فإنه يدعو إلى تعزيز حضور المرأة ودورها في دوائر القرار والمحادثات المتصلة بحل الصراعات وتعزيز السلام ويؤكد على ضرورة إيصال المساعدات والخدمات الطبية إلى النساء الحوامل بنتيجة الاغتصاب خلال النزاعات المسلحة.
أما القرار 1325، فهو يقدم إطارا قانونيا وماديا لحماية المرأة في النزاعات المسلحة، ونموذجاً متقدّما عبر الدعوة إلى إلتزام إدماج النوع الإجتماعي في مقاربة الحماية. وهو بذلك يشكل خطوة نوعية تهدف إلى توسيع مظلّة الحماية والإنتقال من مفهوم الحماية العامة إلى الحماية الخاصة المبنية على إحتياجات محددة تأخذ بعين الإعتبار مجموعة عوامل (العمر، الجغرافيا، الإقتصاد، ثقافة المجتمع...) لدرء مخاطر معيّنة[24].
ويتألف القرار من أربع ( اربع ركائز او ثلاثة والمعروف هي الوقاية ، الحماية ، المشاركة ) أرجو التأكد منها ركائز: ١) دور المرأة في منع نشوب النزاعات، و٢) مشاركتها في بناء السلام، و٣) حماية حقوقها أثناء النزاع وبعده، ٤) مراعاة احتياجاتها الخاصة أثناء الإعادة إلى الوطن وإعادة التوطين وما يتعلق بهذه الاحتياجات بإعادة التأهيل وإعادة الإدماج والتعمير بعد انتهاء النزاع. وفي المجموع، اتخذت ثمانية قرارات، جميعها في إطار الخطة المتعلقة بالمرأة والسلام والأمن، يمكن تقسيمها إلى مجموعتين. والمجموعة الأولى التي استهلت بقرار مجلس الأمن ١٣٢٥ يليه قرار مجلس الأمن ١٨٨٩ (المقدم من فيتنام في عام ٢٠٠٩)، وقرار مجلس الأمن ٢١٢٢ (المقدم من أذربيجان في عام ٢٠١٣)، وقرار مجلس الأمن ٢٢٤٢ (المقدم من إسبانيا في عام ٢٠١٥)، تتناول بإيجاز ضرورة المشاركة النشطة والفعالة للمرأة في صنع السلام وبناء السلام.
أما فيما يتعلق بالمجموعة الثانية، فلقد اتخذ مجلس الأمن، في عام 2008، أول قرار (1820) بشأن العنف الجنسي المرتبط بالنزاعات الذي يؤكد فيه أن العنف الجنسي، حين يستخدم كوسيلة من وسائل الحرب، قد يشكل تهديدا للسلام والأمن الدوليين. ولم يعد ينظر إلى الاغتصاب وغيره من أشكال العنف الجنسي على أنها من الآثار الجانبية الحتمية للنزاعات المسلحة، بل أصبحت تعامل الآن باعتبارها جرائم ضد الإنسانية. وجهات الوساطة والدول الأعضاء مدعوة إلى أن تكفل إدراج العنف الجنسي المرتبط بالنزاعات ضمن الأعمال المحظورة في أحكام اتفاقات وقف إطلاق النار واتفاقات السلام.
3.2 ثانيا: ماهي القرارات المكملة للقرار 1325؟
· قرار مجلس الأمن 1820 (2008)
يقر بالعنف الجنسي المرتبط بالنزاعات كأسلوب حربي واعتبار منع وقوعه عنصرا أساسياً من عملية حفظ السلام والأمن العالميين. وبهذا يعد القرار ان العنف الجنسي في حالات النزاع قد يشكل جريمة حرب.
· قرار مجلس الأمن 1888 (2009)
يشدد على اهمية انهاء الإفلات من العقاب كعامل اساسي من اجل انهاء النزاع وتجنب العودة له. تم بموجبه انشاء منصب ممثل خاص للأمين العام للأمم المتحدة معني بالعنف الجنسي في النزاعات المسلحة (الذي أصبح مكتب الممثلة الخاصة للأمين العام المعنية بالعنف الجنسي في النزاعات المسلحة).
· قرار مجلس الأمن 1889 (2009)
تم بموجبه تطوير مجموعة من المؤشرات لإستخدامها على المستوى الدولي لمتابعة تنفيذ القرار 1325
· قرار مجلس الأمن 1960 (2010)
يوفر القرار نظاماً للمساءلة عن العنف الجنسي المرتبط بالنزاعات. طبقاً للقرار يمكن للممثلة الخاصة للأمين العام المعنية بالعنف الجنسي في النزاعات المسلحة ضم "قوائم العار" في تقريرها السنوي، وهذا يعني تحديد أسماء الأشخاص والجماعات المسلحة المشتبه في ارتكابهم جرائم العنف الجنسي في النزاعات. كما يعطى القرار صلاحية لمجلس الأمن اخذ اجراءات وجزاءات ضد الجماعات أو الدول من أجل وضع حد لإستمرار هذا النوع من الجرائم.
· قرار مجلس الأمن 2106 (2013)
يؤكد القرار 2106 أيضا على أهمية المساواة بين الجنسين والتمكين السياسي والاجتماعي والاقتصادي للمرأة في الجهود الرامية إلى منع العنف الجنسي في النزاعات المسلحة وحالات ما بعد الصراع.
· قرار مجلس الأمن 2122 (2013):
يشدد على المساءلة في تنفيذ القرار 1325، وأهمية إشراك المرأة في جميع مراحل منع الصراعات وحلها والانتعاش منها، ويهيب القرار بالدول الامتثال لإلتزاماتها بوضع نهاية للإفلات من العقاب والتحقيق بصورة وافية مع المسؤولين عن ارتكاب جرائم حرب أو أعمال إبادة جماعية أو جرائم ضد الإنسانية أو غير ذلك من الانتهاكات الخطيرة للقانون الإنساني الدولي، كما ويقرر إجراء رفيع المستوى في عام 2015 لتقييم التقدم المحرز على الصعيد العالمي والإقليمي والوطني في تنفيذ القرار 1325.
· قرار مجلس الأمن 2242 (2015)
تم تبني مجموعة من التوصيات التي تم تقديمها في إطار تقييم التقدم المحرز على مدى 15 عام بعد تبني القرار 1325، والتشديد على الدور الهام الذي تلعبه النساء في مراحل النزاع كافة، وفي إطار مكافحة الإرهاب والمجاميع المتطرفة. ويؤكد على: مدى خطورة هذه الانتهاكات والإلتزام الجدي للمجتمع الدولي في التعامل معها، إعتبار جميع أشكال العنف الجنسي جرائم تهدد السلم والأمن الدوليين. وهذا ما يفتح الباب لتدخل المجتمع الدولي بشكل قانوني بحسب أحكام الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة.
· إرتباط القرار 1325 مع اتفاقية سيداو
تبنت اللجنة المعنية بالقضاء على التمييز ضد المرأة التوصية العامة رقم 30 ( 2010 ) بشأن وضع المرأة في سياق منع نشوب النزاعات وفي حالات النزاع وما بعد انتهاء النزاع ، توضح اللجنة " إن حماية حقوق الإنسان للمرأة في جميع الأوقات، وتعزيز المساواة الفعلية بين الجنسين قبل نشوب النزاع وأثناءه وبعد انتهائه، وضمان الإدماج الكامل لتجارب المرأة المتنوعة في جميع عمليات صنع السلام وبناء السلام وإعادة الإعمار، هي من الأهداف الهامة للاتفاقية " , ذكرت اللجنة ان جميع مجالات الاهتمام التي تناولتها قرارات مجلس الأمن حول المرأة والسلام والأمن لها علاقة مباشرة في الأحكام الموضوعية للاتفاقية، لذا يجب أن يرتكز تنفيذها على نموذج يقوم على المساواة الفعلية ويغطي جميع الحقوق الواردة في الاتفاقية. كما توصي اللجنة أن تكون خطط العمل والإستراتيجيات الوطنية لتنفيذ قرار مجلس الأمن 1325 وما تلاه من قرارات متوافقة مع الاتفاقية، وأن تخصّص ميزانيات كافية لتنفيذها.
وتوضح اللجنة العلاقة بين الاتفاقية ومنع نشوب النزاعات، وحالات النزاع وما بعد انتهاء النزاع، بما في ذلك العنف المبني على النوع الإجتماعي، الاتجار بالنساء والفتيات، المشاركة، المرأة الريفية وإمكانية الحصول على التعليم والعمل والخدمات الصحية، التشرد واللاجئون وطالبو اللجوء، الجنسية وانعدام الجنسية، الزواج والعلاقات الأسرية، إصلاح قطاع الأمن ونزع السلاح والتسريح وإعادة الإدماج، الإصلاح الدستوري والانتخابي، وإمكانية اللجوء إلى القضاء[25].
3.3 ثالثا: فكرة القرار 2250
القرار 2250 الذي تم اعتماده في مجلس الأمن بالإجماع حول الشباب والسلم والامن الدوليين، في الجلسة 7573، المعقودة في 9 كانون الأول/ ديسمبر 2015، يتناول القرار ايضا جملة القرارات السابقة المتعلقة بقضايا الشباب والأمن والسلام والمرأة،
ويبين الأسباب الموضوعية للقرار وعلاقته بالشباب، والدور الذي يمكن للشباب لعبه من أجل صون وتعزيز السلام والأمن، وإذ يسلم بضرورة مشاركة الشباب بنشاط في تشكيل سلام دائم والمساهمة في تحقيق العدالة والمصالحة، وبأن اتساع شريحة الشباب من السكان يتيح عائدا ديمغرافيا فريدا يمكن أن يسهم في تحقيق السلام الدائم والازدهار.
ويضع القرار عدة مرتكزات أساسية، كالمشاركة عبر إيجاد السبل الكفيلة بزيادة التمثيل الشامل للشباب في عمليات صنع القرارات على جميع المستويات في المؤسسات والآليات المحلية والوطنية والإقليمية والدولية لمنع نشوب النزاعات وحلها، ومشاركة الشباب ووجهات نظرهم، بما في ذلك عند التفاوض بشأن اتفاقات السلام وتنفيذها.
والمرتكز الآخر هو الحماية، يدعو جميع الأطراف في النزاعات المسلحة إلى اتخاذ التدابير اللازمة لحماية المدنيين، بمن فيهم الشباب، من جميع أشكال العنف الجنسي والجنساني،
ومرتكز الوقاية، يحث الدول الأعضاء على تهيئة بيئة تمكينية تشمل الجميع وتحظى فيها الجهات الفاعلة من الشباب، على اختلاف مشاربهم، بالاعتراف والدعم المناسب لتنفيذ أنشطة منع العنف ودعم التماسك الاجتماعي،
إضافة الى مرتكز الشراكات والتسريح والإدماج، ورغم الاطر التي حددها القرار تبقى عملية التطبيق مرهونة بالتصورات المحلية لكل من المجتمع المدني والدولة.
القرار يعد من القرارات الجديدة على نشاط المجتمع المدني العراقي، وحيث بدأت العديد من الأنشطة منذ عام 2019[26]، ويوفر القرار مع القرار 1325 بنية قانونية وأدوات عمل مهمة، في إطار تعزيز مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام.
3.4 رابعا: أثر القرار 1325 والبرامج والأنشطة التي ترتبت وفق القرار في العراق:
يعد القرار 1325 من القرارات التي تم وفقها كثير من الإشتغال المدني، وانبثق منه عددا كبيرا من البرامج والأنشطة، منها:
- التوعية بأدوات القرار ومحتوياته، وشملت كل من المجتمع المدني والمجتمع وأصحاب القرار.
- كتابة خطة وطنية (حكومية) معنية بتنفيذ القرار تحت عنوان: خطة عمل وطنية لتنفيذ قرار مجلس الأمن للأمم المتحدة رقم 1325بشأن المرأة والسلام والأمن2014 2018.[27]
- إعتمد العراق في نيسان 2014 الخطة الوطنية لتنفيذ القرار1325، التي وضعت مدمجة مع استراتيجية النهوض بالمرأة، بالتشارك ما بين منظمات المجتمع المدني وجهات حكومية وبرلمانية. صادقت الحكومة على خطة الطوارئ لتطبيق القرار 1325 في ايار 2015، استجابة لموجة النزوح الكبيرة وما تعرضت له النساء خاصة من الأقليات من عنف جنسي وجسدي بعد اجتياح داعش لمناطق واسعة من العراق. جرى تشكيل غرفة عمليات باسم (غرفة عمليات خطة الطوارئ لتطبيق القرار 1325) لمتابعة تنفيذها. وتوقفت عن العمل بعد إلغاء وزارة الدولة لشؤون المرأة في آب 2015[28]
- في أواخر كانون الأول 2017 تشكل الفريق الوطني متعدد القطاعات المعني بتنفيذ ال قرار1325، بموجب الأمر الديواني 138 لسنة 2017، برئاسة الأمين العام لمجلس الوزراء وعضوية 25 عضوا بدرجة وكيل وزير، من الحكومة الاتحادية وحكومة الاقليم، كما تم تعيين مقررتين للفريق، وتكليف غرفة عمليات تطبيق خطة الطوارئ بمهام سكرتارية الفريق للإشراف على متابعة تنفيذ استراتيجية النهوض بالمرأة، فضلا عن تشكيل لجنة تنسيقية للفريق الوطني.
- أطلق الفريق الوطني متعدد القطاعات في 16 كانون الأول 2018، التقرير الخاص بشأن تنفيذ الخطة الوطنية لقرار 1325 الذي عرض الانجازات الرئيسية والتحديات والثغرات اثناء عملية التنفيذ (2014-2018).
- وقع العراق البيان المشترك مع مكتب الممثلة الخاصة للأمين العام المعنية بالعنف الجنسي في حالات النزاعات في ايلول 2016، وأطلقت الخطة الوطنية الخاصة بتطبيقه في اذار 2018.
على مستوى المنظمات المجتمعية تشكلت عدد من الشبكات المجتمعية مثل شبكة القرار 1325 وتحالف القرار 1325، وكان لها الأثر الكبير في الضغط على الحكومات لتنفيذ القرار واقرار الخطط الوطنية وتشكيل الهياكل الحكومية لمتابعة تنفيذ تلك الخطط، وبالرغم من الملاحظات الكثيرة والتقارير التي صدرها عدد من المنظمات والشبكات،
3.5 خامسا: ملاحظات حول تعزيز واستدامة مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام:
بالرغم من التفاعل بين المجتمع المدني والحكومات المتعاقبة الا إن المجتمع المدني يؤشر الى عدد غير قليل من الملاحظات على تعاطي الحكومات مع ملف مشاركة النساء (سواء عبر القرار 1325 أو المبادرات النسوية الأخرى،
هناك جملة من التساؤلات التي نبحث عن الإجابة لها في هذا التقرير:
- كم ساهمت جهود النشطاء وجهود المجتمع المدني بتعزيز مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام؟ وكيف؟
- ما هي الفجوات التي يحتاج المجتمع المدني العراقي الى ملئها بهدف تعزيز المشاركة للنساء والفتيات في الشأن العام؟
ملاحظات الناشطات حول تطبيق الخطط الوطنية:
- كون القرار صادر عن مجلس الامن، وهناك عمل واضح من الحكومات العراقية بشأنه[29] مما يوفر رافعة لمشاركة النساء،
- يعد إصدار خطة وطنية بشأن القرار من الخطوات المهمة التي ساهمت بها الجهود للحكومة والمجتمع المدني،
- مع تأشير ضعف التنفيذ للخطة الوطنية، مما يتوجب العمل على تهيأة الوعي العام لتبني تنفيذ الخطة.
- تم العمل على مسودة لخطة جديدة مع تأشير ضعف الرغبة السياسية لتبني مثل هذه الخطط.
- لم يتم توفر الآلية الوطنية لتطبيق كما وضح مجلس الامن عام 2017 بالنسبة الى العراق،
- يلاحظ ضعف دور للنساء في المصالحة وبناء السلام،
- قلة تمثيل النساء في المناصب القيادية، اغلب الدرجات الخاصة للرجال.
من خلال المقابلات مع الناشطات حول العوامل التي تعزز مشاركة النساء والفتيات بالشأن العام فيما يخص بالقرار 1325:
- 3 من كل 10 ناشط يملك معرفة جيدة بالقرار 1325 مقابل 3 يعرفون القرار معرفة عامة جدا و2 لم يسمعوا بالقرار.
- 1من 3 ناشطات في الشأن السياسي والعمل الحزبي تعرف القرار 1325.
- المعرفة بالقرار 2250 مازالت ضعيفة تتطلب تبنيا من قبل الشبكات النسوية مثل شبكة القرار 1325 وتحالف القرار 1325.
- ثقة النشطاء بالإجراءات الحكومية ضعيفة جدا، رغم التصور بالنسبة للنشطاء بأن التغيير يجب أن يكون من قبل الحكومة.
- ثقة النشطاء بالقانون وبالمؤسسة القضائية والأمنية أيضا منخفضة، رغم التصور بأن أهمية إصلاح المؤسسة القضائية والأمنية وتشريع القوانين التي تضمن حماية ومشاركة النساء والفتيات في الشأن العام وفق القرار 1325.
- التصور السلبي للثقافة العشائرية التي تعترض وترفض في كثير من الأحيان مشاركة النساء في الشأن العام، والتي تعد من المعرقلات لتطبيق توصيات القرارين.
- التخوف الأكبر يرتبط بالمجاميع المتطرفة والمسلحة خارج نطاق الدولة، ولذا المخاوف والشكوك حول الأدوار السلبية التي تمارسها تلك المجاميع في العمل على تقييد مشاركة النساء والفتيات بالشأن العام.
- ندرة من المواد والإصدارات الموجودة على شبكة الإنترنت التي تتعلق القرارات الاممية، وهذا يؤشر الى تساؤل كبير لماذا هذا النقص؟
تصورات الباحث للحوارات حول القرارات:
- ضعف المعرفة بالقرار، رغم الندوات الكثيرة، قلة استهداف المثقفين والكتاب وخصوصا السيدات في جهد التثقيف،
- ضعف المعرفة بكيفية استخدام القرار كأداة لتعزيز مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام.
- التركيز على نقد الحكومة لضعف تبنيها للقرار، مع إمكانية الإستفادة من الجهود الصغيرة المبذولة لتعزيز دور الحكومة.
- ضعف تصور الأولويات التي ينبغي التركيز عليها عبر إستخدام القرار لتعزيز مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام.
- الحاجة إلى تكامل الأنشطة والمخرجات للجهات الفاعلة لتحقيق غايات القرار، وليس بالضرورة الإتفاق المباشر المؤسسي.
- الحاجة إلى الوصول إلى فئات ممكنة من النساء لكنها غير فاعلة أو فئات فاعلة لا تملك المعرفة بالقرار.
3.6 التوصيات المتعلقة بالقرارات 1325 والقرار 2250؛
التوصيات من قبل الناشطات[30]:
- إصدار دليل للمنظمات العراقية حول القرار 1325 والقرار 2250، يهدف الدليل الى التعريف بالقرارات ونشر الوعي والتعريف بالأدوات المتعلقة بالقرارات.
- نشر التوجيهات والتعريفات عبر الإنترنت للشباب والفتيات والنساء حول القرارات وحول الأدوات المجتمعية العراقية التي تعزز مشاركة النساء والفتيات بالشأن العام.
- نشر التدريبات الفديوية في شبكة الانترنت للنساء والفتيات حول تعزيز المشاركة والآليات القانونية واللجان الحكومية والمؤسسات المجتمعية التي تمكن النساء والفتيات من المشاركة الآمنة بالشأن العام.
- نشر الإصدارات الورقية والكتيبات التعليمية والإرشادية للمجتمع.
- تدريب أكبر عدد من المنظمات غير النسوية على قضايا مشاركة النساء وبالإعتماد على القرارين 1325 و2250، إذ إن توسيع المعرفة بالقرارات وبقضايا النساء داخل الأوساط المدنية يعد من عمليات التي تعزز مشاركة النساء والفتيات وتحقق كسب التأييد من تلك الجهات.
- التوجه إلى الفئات النسوية التي تملك التمكين وكسب مشاركتهن بالفضاء المدني، مثل النساء العاملات في التخصصات الطبية، وأساتذة الجامعات والبحث العلمي، والمهندسات والنساء اللواتي يشغلن مناصب قيادية وإدارية في مؤسسات الدولة وغيرها من التخصصات التي غالبا تكون النساء ممكنات وفاعلات، والتوجه لكسب هذه الشرائح سيعزز العوامل التي تشجع وتستديم مشاركة النساء والفتيات بالشأن العام[31].
3.7 التشكيلات الحكومية والخطط الوطنية المعنية بتمكين المرأة وتعزيز مشاركتها:
في هذا المحور سنتطرق الى أثر القرارات 1325, 2250 وغيرها على الخطط الوطنية الحكومية والتشكيلات التي استحدثت لتطبيق تلك الخطط، ويعد هذا الجزء النتيجة الواضحة لتأثير الحراك النسوي والضغط الدولي لتنفيذ تلك الاصلاحات الجندرية في مؤسسات الدولة وبرامجها.
والملفت للإنتباه ان الحكومة ألغت وزارة الدولة لشؤون المرأة في عام 2015، واستحدثت دائرة تمكين المرأة في الأمانة العامة لمجلس الوزراء 2016، اضافة إلى تشكيل الفريق الوطني للقرار 1325. لم تخصص الموارد البشرية والمالية اللازمة لهذه الآليات. فضلا عن التداخل في المسؤوليات وتضارب المصالح بين القائمين عليها، مما ادى إلى تشتت الجهود والموارد في عملية متابعة تنفيذ السياسات والخطط الوطنية الخاصة بالمرأة، في ظل تراجع خطير في أوضاع النساء.[32]
أما الخطط الوطنية فقد إعتمد العراق في نيسان 2014 الخطة الوطنية لتنفيذ القرار1325، التي وضعت مدمجة مع استراتيجية النهوض بالمرأة، بالتشارك ما بين منظمات المجتمع المدني وجهات حكومية وبرلمانية. وبعدها صادقت الحكومة على خطة الطوارئ لتطبيق القرار 1325 في ايار 2015، استجابة لموجة النزوح الكبيرة وما تعرضت له النساء خاصة من الأقليات من عنف جنسي وجسدي بعد اجتياح داعش لمناطق واسعة من العراق. جرى تشكيل غرفة عمليات باسم (غرفة عمليات خطة الطوارئ لتطبيق القرار 1325) لمتابعة تنفيذها. وتوقفت عن العمل بعد إلغاء وزارة الدولة لشؤون المرأة في آب 2015.[33]
وفي أواخر كانون الأول 2017 تشكل الفريق الوطني متعدد القطاعات المعني بتنفيذ القرار 1325، بموجب الأمر الديواني 138 لسنة 2017، برئاسة الأمين العام لمجلس الوزراء وعضوية 25 عضو بدرجة وكيل وزير، من الحكومة الاتحادية وحكومة الاقليم، غالبيتهم من الرجال، وعدم تمثيل منظمات المجتمع المدني فيه. كما تم تعيين مقررتين للفريق، وتكليف غرفة عمليات تطبيق خطة الطوارئ بمهام سكرتارية الفريق للإشراف على متابعة تنفيذ استراتيجية النهوض بالمرأة، فضلا عن تشكيل لجنة تنسيقية للفريق الوطني.[34]
أطلق الفريق الوطني متعدد القطاعات في 16 كانون الأول 2018، التقرير الخاص بشأن تنفيذ الخطة الوطنية لقرار 1325 الذي عرض الانجازات الرئيسية والتحديات والثغرات اثناء عملية التنفيذ (2014-2018).[35]
كما يشير موقع الامانة العامة لمجلس الوزراء بتشكيل دائرة تمكين المرأة والتي قدمت "خطة العراق للتمكين الإقتصادي للمرأة" مع البنك الدولي، أيضا هناك لجنة تنفيذ القرار 1325، ولجنة إدماج النوع الإجتماعي.[36]
وقع العراق البيان المشترك مع مكتب الممثلة الخاصة للأمين العام المعنية بالعنف الجنسي في حالات النزاعات في ايلول 2016، وأطلقت الخطة الوطنية الخاصة بتطبيقه في اذار 2018.[37]
في 2019 تم العمل على اعداد المسودة الثانية للخطة الوطنية للنهوض بواقع المرأة العراقية، وبسبب الظروف الاستثنائية التي مر بها البلد لازال العمل على اقرارها او نشرها قيد التأجيل.[38]
ويرصد تقرير الظل لسيداو ان هناك ضعف في استخدام مفهوم النوع الاجتماعي في الرصد والتقييم والمساءلة والتوثيق وتحليل البيانات والاحصائيات الحكومية. كما تتضمن التقارير كثير من التناقض في المعلومات والتداخل في تنفيذ الأنشطة، وعدم وصول اغلب المقترحات إلى نتائجها المؤشرة في الخطة.
ويؤشر تقرير سيداو بأنه لم تستجب الخطة الوطنية وخطة الطوارئ لأوضاع النساء والفتيات في اثناء النزاعات وما بعدها. فقد إتسمت أوضاع النازحات والناجيات من العنف الجنسي، وبشكل خاص ذوات الإعاقة، الذي تجاوز عددهن ثلاثة ملايين، بظروف سكنية لا إنسانية، غير مراعية لإحتياجاتهن الخاصة، فضلا عن الهيمنة الذكورية على إدارة المخيمات، وشحة الخدمات الأساسية، وتسرب أغلب ألفتيات من التعليم، وتقييد شديد للحريات والحركة والمعاملة السيئة للعوائل التي يشتبه بارتباطهم مع داعش.[39]
من خلال المقابلات مع الناشطات حول العوامل التي تعزز مشاركة النساء والفتيات بالشأن العام وفيما يخص بالقرار 1325، تم إقتراح جملة من المؤشرات، منها:
- هناك شعور بعدم تلبية تلك الخطط لطموحات النساء العراقيات لاسيما في قضية تعزيز المشاركة.
- انخفاض ثقة النشطاء بالخطط الحكومية مع تنامي تصور بغياب الإرادة الحكومية لتنفيذ تلك الخطط.
- رغم الجهود التي تبذلها الدولة للتواصل مع المنظمات الفاعلة في الشأن النسوي، الا إن الشعور بالتهميش لدور تلك المنظمات لازال واضحا.
- الشعور بضعف الآليات الحكومية المتزامن مع ضعف التخصيصات المالية لتلك اللجان والتشكيلات المسؤولة عن تنفيذ الخطط الوطنية.
- غياب التصور الواضح للأثر الحاصل من تنفيذ الخطط الوطنية، وهو ما يضعف الثقة بها.
التوصيات في هذا الشأن:
- إستجابة الدولة المحدود نابع عن العمل الحثيث للنشطاء والمجتمع المدني فضلا عن الضغط من المجتمع الدولي عبر المنظمات والقرارات، وهذه الإستجابة تبقى في خانة الإيجابيات التي من الضروري العمل على تعزيزها.
- زيادة التوعية بضرورة المشاركة النسوية في مثل هذه الانشطة الحوارية مع المؤسسات الحكومية والعمل على المطالبة بالتقارير الدورية واتاحة البيانات.
- المزيد من التواصل والمشاركة في تعزيز التزامات الحكومة حول قضايا النساء والفتيات.
- إستثمار التشكيلات التي إستحدثت والعمل على التواصل معها ودعمها وتعزيز عملها.
4. مشاركة النساء في تشكيل وقيادة المنظمات غير الحكومية:
يناقش المحور جانبين من المشاركة النسوية في المنظمات غير الحكومية، يعد كل منهم مؤشرا لمدى مشاركة المرأة في الشأن العام في قطاع المنظمات غير الحكومية، وسيتناول كل من:
1. المنظمات النسائية المعنية بقضايا النساء المتعددة ومشاركة المرأة في الشأن العام.
2. المنظمات التي ترأسها نساء، كنوع من المشاركة في الشأن العام.
وعبر دراسة للإحصائيات التي تشير لمشاركة المرأة سنسلط الضوء على جملة من القضايا التي تخص المجتمع ومشاركة المرأة، منها الدور الذي تلعبه المرأة العراقية (الشابات والفتيات) عبر المنظمات غير الحكومية، نجاح النساء في قيادة المنظمات، التوسع والزيادة في أعداد المنظمات.
وايضا سيتم التطرق الى العدد والتخصصات الوظيفية لتلك المنظمات النسوية.
4.1 أولا: المنظمات المعنية بقضايا المرأة
أحد مساحات المشاركة للنساء والفتيات المهمة هي تأسيس المنظمات المعنية بقضايا النساء، ونستطيع عبر إيجاد عدد تلك المنظمات والزيادة السنوية لتلك المنظمات إستنتاج جملة من القضايا، منها مستوى مقدرة النساء على تأسيس المنظمات وقيادتها، مستوى قدرة النساء على القيام بأدوار معنية بقضايا المرأة.
قامت دائرة المنظمات الحكومية بإعداد إحصائيات سنوية لعدد المنظمات وتخصصاتها، تم الإعتماد على إحصائية عام 2017 وعام 2015،[40] ونجد إن عدد المنظمات النسوية وترتيبها حسب التواجد في المحافظات هي كما موضحة في الجدول رقم (1):
جدول SEQ جدول * ARABIC 1 إحصائيات المنظمات المتخصصة بقضايا النساء لعامي 2015 و2017
المحافظة
عدد المنظمات
عام 2017
عدد المنظمات عام 2015[41]
الزيادة خلال 3 سنوات
بغداد
118
71
47
بابل
11
5
6
البصرة
20
-
-
الانبار
4
3
1
الديوانية
11
-
--
المثنى
3
-
-
النجف
10
-
-
ديالى
12
3
9
ذي قار
8
9
-1
صلاح الدين
15
14
1
كربلاء
8
3
5
كركوك
13
9
4
ميسان
2
-
-
نينوى
15
15
0
واسط
8
5
3
العدد
258
137
النسبة الى الكلي
7,7%
4,5%
جدول رقم (احصائية منظمات)
يوضح الجدول رقم (1) أعلاه عدد المنظمات المتخصصة بقضايا المرأة لعام 2015 هو 137 ويعني 4,5% من مجموع المنظمات الكلي، من الملاحظ حدوث زيادة في العدد في العام 2017 ليصل الى 258، ويعني 7,7% من العدد الكلي للمنظمات. وبسبب عدم توفر الإحصائيات للسنوات 2018 الى 2020 تم الإعتماد على بعض المقالات الصحفية الصادرة من دائرة المنظمات غير الحومية لتقدير عدد المنظمات ذات المتخصصة بقضايا المرأة.
تذكر احدى المقالات المنشورة على موقع دائرة المنظمات غير الحكومية وبتصريح من مدير الدائرة، وجود ما يقارب (٣٠٩) منظمة تخص ملف الطفولة و (٢٤١) منظمة تخص ملف المرأة والأسرة عام 2020 في العراق، ونظرا لتداخل ملف الطفولة والأسرة مع قضايا المرأة، فيمكن أن نعتبر ان العدد الكلي لعام 2020 كحد أعلى هو مجموع الرقمين أعلاه والبالغ (309+241= 550) والحد الأدنى هو 309.
يمكن إستنتاج الإحصائية التالية:
جدول SEQ جدول * ARABIC 2 نسبة المنظمات المعنية بقضايا المرأة ما بين الاعوام 2015 الى 2020
العام
العدد
النسبة الى العدد الكلي للمنظمات
2015
137
4,5%
2017
258
7,7%
2020
309 الى 550
7% الى 13%
الجدول رقم (2) يوضح الإهتمام بقضايا المرأة المتعددة ويتداخل مع هذا التخصص كل من الأسرة والطفولة، ويلاحظ أن العدد الأكبر من المنظمات تعمل على تقديم المساعدات الإغاثية للنساء، حيث تبلغ لعام 2017 المنظمات المسجلة تحت عناوين غير إغاثية للمرأة 18% تقريبا من مجموع المنظمات المتخصصة بقضايا المرأة.[42]
التزايد في أعداد المنظمات النسائية بطيء، وعدد المنظمات في هذا الجانب يعد قليل جدا مقارنة بحجم القضية، ويظهر الجدول رقم (1) أعداد المنظمات موزعا على المحافظات، ويظهر التوزيع التباين وفق المحافظات، حيث نجد أنه في محافظة ميسان منظمتان فقط وتصل الى الحد الأعلى 118 منظمة في بغداد.
وهو ما يثير التساؤلات حول الأسباب، وتظهر هذه الإحصائيات الحاجة الى تعزيز مشاركة النساء في قطاع المنظمات المعنية بقضايا المرأة في العراق عموما وفي بعض المحافظات خصوصا.
والاهتمام الكبير لقطاع المنظمات المسجلة تحت بند (المرأة ) هو الاغاثة والرعاية العامة للمرأة, أما الحماية والمشاركة فتعد الأقل, وهذا له أسباب متعددة منها البيئة القانونية لنشوء المنظمات, التي تفرض الكثير من المتطلبات المالية, وتتجه الكثير من المنظمات الى العمل الإغاثي بسبب توافر المشاريع والمنح الإغاثية مما تديم عمل المنظمات., السبب الآخر هو الحاجة المتكررة للعمل الإغاثي نتيجة الازمات التي طالت شرائح مجتمعية واسعة, التوصية هنا دعم المجاميع والمنظمات العاملة على قضايا الشأن العام كون ان التمويل لتلك المنظمات يعد عاملا رئيسيا في تحقيق تغيير على مستوى مشاركة المرأة في الشأن العام.
4.2 ثانيا: المنظمات التي ترأستها النساء،
الجانب الآخر من مشاركة المرأة في قطاع المنظمات غير الحكومية، هو مشاركتها في تأسيس المنظمات المتخصصة في قضايا مجتمعية متنوعة غير قضايا المرأة.
إحصائية 2017 تبين وجود (723) منظمة مسجلة ترأسها إمرأة، من مجمل العدد الكلي البالغ (3340) منظمة، أي بواقع 21,6 % من العدد الكلي للمنظمات.
وهنا نجد إن عدد النساء المشاركات في قيادة المنظمات يرتفع، وهو ما يوحي بالاهتمام المتزايد للنساء بالقضايا المجتمعية المتنوعة، ليصل لنفس السنة من 7% لقضايا النساء الى 21% للقضايا العامة، وهو ما يعبر عن ان اثنين من كل ثلاث نساء فاعلات في قطاع المنظمات تهتم بالقضايا العامة مقابل واحدة تهتم بقضايا المرأة كتخصص وحيد، طبعا بالتأكيد ان 21% من القيادات النسائية للمنظمات تمتلك التصور النسوي وتعمل على القضايا النسوية أيضا لكن في الإطار العام هي مهتمة بالفضاء العام والشأن العام.
وهذا مؤشر إيجابي جيد ومهم، ويظهر إهتمام المجتمع بشكل عام واهتمام النساء بالشأن العام،
5. مشاركة النساء والفتيات في الفضاء الرقمي:
أحد المساحات البارزة لمشاركة النساء والفتيات في الشأن العام عبر الفضاء الرقمي، وتعد من المؤشرات المهمة، نحاول في هذا الجزء أن نجري مسحا حول مشاركة المنظمات والشبكات النسائية في الفضاء الرقمي وبالمقابل مشاركة الفتيات والنساء في الفضاء الرقمي.
نهدف من هذه المقارنة التنبيه الى أهمية هذه المساحة، وسعة التواجد وإمكانية التأثير عبره.
5.1 مساهمة المنظمات النسوية في الفضاء الرقمي:
تمتلك معظم المنظمات حيزا في الفضاء الرقمي، ويتركز التواجد على صفحات الفيس بك، ومع محاولة اختبار عدد من الصفحات والمواقع الخاصة بالمنظمات، والقيام بالبحث عن مواد لتمكين المرأة، أو توجيه النساء في حالات معينة، أو تقديم مواد تشجع النساء على المشاركة في الشأن العام وحتى الأوراق البحثية أو المواد الفكرية النسوية، تم تثبيت الملاحظات التالية:
- أغلب المنظمات تمتلك صفحات فيسبك، وبنسبة 1 من كل 10 ممكن إعتباره صفحة نشطة، وبعض الحالات تعتمد المنشورات ونشاط الصفحات على الأنشطة التي تعمل المنظمة عليها.
- أغلب الصفحات عبارة عن إستعراض للأنشطة بهدف جذب التمويل، ولم نجد أي صفحة تخاطب النساء او الفتيات وتقدم الإرشادات والتوجيه أو الدعم.
- صعوبة الحصول على أوراق بحثية او كتابات فكرية تخص النساء والحراك النسوي.
- ندرة الكتابات الفكرية أو التوجيهية للحركة النسوية.
- لم نعثر على صفحات أو منصات متخصصة بقضايا المرأة رغم وجود العديد من التقارير الإخبارية التي تشير الى فتح منصات متخصصة لقضايا المرأة.
- غياب المواد الثقافية والبنائية للوعي أو التوجيهية.
- تمتلك المنظمات الاجنبية مواقع الكترونية جيدة جدا لكنها بالمحتوى الإنكليزي وهي ليست مخصصة للتواصل مع النساء والفتيات العراقيات، وإنما مخصصة للتواصل مع المنظمات المحلية والمنظمات المانحة.
كنا نتوقع أن نجد كثير من المواد والتصورات والأدبيات في المواقع الالكترونية، ورغم عمليات البحث المتكررة لم نجد ما يلبي الإحتياج الخاص بالنساء والفتيات، فضلا أن نجد منافذ أ منصات الكترونية للتواصل مع النساء والشابات والفتيات.
كما نؤشر إلى ندرة المواد الفكرية والثقافية التي تخص القضايا المرأة أو المتعلقة بالحركة النسوية في العراق، وهذا النقص واضح أيضا على المنصات الفديوية ومنصات التواصل الإجتماعي، ومع تزايد نشاط الشباب في هذا الحيز لايزال نشاط المنظمات محدودا ويحتاج الى تطوير المحتوى والآليات.
الحيز المتاح للعمل النسوي والمشاركة النسوية في نطاق في الفضاء الرقمي كبير، ومستوى الأمان فيه مرتفع بخلاف العمل الميداني والظهور الواقعي، كما الحيز الرقمي يمكن ان يستوعب النشر للحوارات والأفكار والتصورات مما يحقق نشر للثقافة والتوجيه خصوصا للفتيات والشابات.
5.2 مشاركة الفتيات والنساء في الفضاء الرقمي
الحراك الرقمي هو حراك غير منظور للكثير من الناشطين، وهناك متابعين للمجتمع الرقمي، ومع تزايد الحديث عن المجتمعات الرقمية والمجتمع المدني الرقمي، غير إن المجتمع الرقمي هو ليس بالضرورة إنعكاس إلى المجتمع الوطني أو المحلي حيث هو من المرونة والإنفتاح بما يشكل أشكال جديدة للمواطنة التقليدية وما يطلق عليه بالمواطنة الرقمية.
الحراك الرقمي شبابي بإمتياز، والثورة الشبابية الرقمية تفرض حضورها ولن تستطع المؤسسات السياسة أو الايديولوجية أن توقف هذا الحراك، حيث تناول كل مفردات الحياة وبطريقة شبابية ومتسارعة، ويلاحظ غياب القنوات الحزبية والأيديولوجية من قائمة المئة الاوائل لمنصة اليوتيوب عام في حين كان هناك عديد من القنوات السنوات السابقة.
وبالنسبة الى مشاركة الفتيات والنساء في منصة اليوتيوب نستطيع الن نؤشر التالي:
- تميل الفتيات الى التدوين بالاسم (الرمزي) وليس الصريح.
- يقدر عدد الفتيات المدونات بـ 5 من المئة الاوائل على الترند العراقي.
- وتقدر عدد القنوات التي تبثها الفتيات بدون الإيحاء بهويتها يقدر بـ 7 في المئة من أول أعلى مئة قناة.
- الفتيات المدونات من خارج العراق تسجل أرقاما قياسية مثل نور ستارز وهند دير ومنذ سنوات عديدة، ومن الصعوبة تتبع جميع هذه المدونات لأنه يقع ضمن الترند العالمي.
- وتبين عدد الشابات إلى عدد الشباب قليل جدا وهو ما يقارب (12 مقابل 88)،
- ملاحظة القدرة الكبيرة للفتيات والشابات على كسب المتابعين وبمعدلات أعلى من الفتية والشباب.
كما يتطرق الشباب لكثير من المضامين التي تساند مشاركة الشابات والفتيات بالفضاء الرقمي، وكثير من الحوارات التي يخوضها شباب مع شابات (لكونهم متزوجين) في عملية التدوين الفديوية لتفاصيل حياتهم اليومية، تعد هذه المضامين ضمن الفديوات التي تعزز مشاركة الشابات في الفضاء الرقمي. ونجد النمط الذي يتمحور حول حوار الشاب مع الأم، والنمط الذي يتمحور حول حوار لفتى مع جدته العجوز، ونمط الأم الفاعلة[43] في الوسط الرقمي التي تحاور ابنها وتتحداه، كل هذه النماذج المبدعة تناقش قضايا الشاب والشابات.
سجلت المدونة الرقمية نور ستارز[44] على منصة اليوتيوب الارقام التالي:
التسجيل: 16,8 مليون مشترك المشاهدات: 2,112,723,555 مشاهدة وهو ما يقارب 339 سنة
سجلت روبي روز على منصة اليوتيوب، التسجيل (Subscribe) بالقناة: 1,86 مليون مسجل، والمتابعات (view) تقدر 115.53 مليون متابعة علما إن تاريخ انشاء القناة 2016-07-29
وعلى منصة الفيسبك: 11.32 K ألف متابع، وعلى الانستا: 531.53 K ألف
وبعملية حسابة بسيطة: 115530000 (مشاهدة) كل مشاهدة نفترض (5) ثوان فقط
فالناتج من الوقت بالأيام هو 6685.79 يوم وبالسنوات ما يقارب 19 سنة من الحوار مع المجتمع الرقمي الذي تواصلت معه.
علما انها تحتل المرتبة 43 في اليوتيوب
مصطفى كيم اوفر[45] يحقق: 414.73 سنة من الحوار وبنفس طريقة الحساب ويحتل المرتبة الرابعة على منصة اليوتيوب والاولى للمدونين الشباب.
أيضا نلمح التصاعد الكبير في العمل التجاري والتوزيع وعمليات الإيصال للبضائع الذي بدأت بها الكثير من الصفحات الرقمية، خصوصا بعد جائحة كورونا، الأمر الذي يتطلب أيضا دراسة القطاع الخاص الرقمي الذي بدأ يتشكل، ودراسة مساهمة النساء والفتيات في هذا العمل الناشئ.
التوصيات:
التوصيات هنا متعلقة بالقرار 2250، حيث نوصي بضرورة العمل عبر المسار التقليدي العام، ووفق مسار رقمي لتحقيق التالي:
- حماية المجتمع الشبابي الرقمي، سواء الثقافي أو التجاري،
- وقاية المجتمع الشبابي الرقمي،
- وكفالة المشاركة الحرة في المجتمع الرقمي الشبابي،
- التواصل ما بين المجتمع المدني والمجتمع الرقمي العراقي،
- التمكين والتوجيه والتثقيف لهذا المجتمع عبر التواصل لا بالقوة والقسر والإملاء (كما تفكر السلطة) أو الاستغلال السياسي كما تفكر الأحزاب السياسية،
- تطوير أدوات المجتمع المدني الرقمي، من آليات التضامن، والمناصرة، والإحتجاج، والإقناع،
- تطوير العمليات البنائية المجتمعية والتنمية عبر المجتمع الرقمي.
ولبناء مجتمع مدني رقمي يتطلب من المنظمات التواصل والتمكين للشباب إضافة الحوارات وتطوير الأدوات للتواجد في الحيز الرقمي والتأثير، وكذلك ضرورة تطوير أدوات التعاطي مع الحيز الرقمي للمنظمات النسوية مما يساعد على تشكيل حركات نسوية رقمية.
واضح جدا خلال حركة الاحتجاج التشرينية[46] تصدر مجتمع مدني عراقي رقمي، وبحراك رقمي يقدر بالملايين، وإستطاع القيام بعمليات التحشيد والتثقيف والتوعية والتنظيم.
6. الفصل الثاني؛ مشاركة المرأة في الشأن العام والحراك النسوي والحراك الإحتجاجي دراسة ميدانية؛
مشاركة المرأة في الشأن العام لازالت ضعيفة ولازال الفضاء العام رجالي لا يحظى باهتمام النساء إلا بنسبة ضعيفة، سنسلط الضوء في هذا المحور على التغييرات الحاصلة لمشاركة النساء والفتيات في الشأن العام وخصوصا بعد أحداث انتفاضة تشرين 2020، حيث شهدت مشاركة متعددة الأدوار للنساء في الشأن العام، وكانت من التميز بمكانة أذهلت كثير من النشطاء والمشتغلين في المجتمع المدني، كما ونتلمس التأييد الذي حظيت به مشاركة المرأة كما واستفزت تلك المشاركة الفاعلة شرائح بالضد منها.
لكن على الرغم من ذلك فإن النتائج المحققة في مجال تعزيز مشاركة النساء في تدبير الشأن العام على المستويين المحلي والوطني تبقى محدودة مقارنة مع مستوى الحضور والعطاء والمساهمة المتميزة للنساء في مختلف المجالات.
سنتناول في هذا المحور الحوارات ونتائج المقابلات للناشطات والفاعلات من سيدات المجتمع المدني، وكذلك مقابلات الشابات المشاركات وذوات الإهتمام بالشأن العام، تهدف المقابلات إلى تحديد جملة من العوائق المتسببة في تحجيم دور المرأة، والبحث في العوامل التي تعزز تلك المشاركة، عبر عملية حوار مكثفة مع عدد من الناشطات، ويقابل هذه الشريحة البحثية الفتيات والشابات مع اختلاف درجة المشاركة في الشأن العام ومع اختلاف موقفهم من تلك المشاركة.
الغرض من جمع تصورات الشريحتين هو البحث عن التطابق ومقدار الفجوة الحاصل بين الشريحتين، على أساس أن كل شريحة تمتلك سمات مشتركة.
وسنتناول بالتحليل أهم القضايا التي أثارت الجدل والأفكار التي أثيرت في هذا الباب، كما وسنتطرق الى التوصيات في كل محور من تلك المحاور.
6.1 المقابلات الميدانية مع الناشطات حول تعزيز مشاركة المرأة في الشأن العام:
في هذا المحور سنتناول طريقة اختيار الشريحة ثم الأسئلة التي تم تداولها من خلال المقابلات المباشرة، ثم نقدم التصورات المتنوعة من والآراء والأفكار الناتجة من الحوارات وأهم الخلاصات والتوصيات.
اعتمد الباحث لجمع المعلومات والتصورات والتوصيات، على إجراء مقابلات ميدانية للنساء الناشطات أو الفاعلات في المجتمع والسياسة أو ذوات الإهتمام بقضايا النساء.
الهدف من المقابلات هو جمع التصورات من قبل المشتغلين على قضايا المرأة في الشأن العام حول كيفية تعزيز مشاركة المرأة في الشأن العام، وخصوصا كيفية تعزيز مشاركة الفتيات والشابات.
تم إختيار العينة على أساس النشاط في الشأن النسوي، ونقصد بالنشاط إما المشاركة في حملات متخصصة بقضايا النساء أو ترؤس منظمة مجتمع مدني، العمل السياسي، النشاط الحركي النسوي أو العمل الأكاديمي فضلا عن النشاط الأدبي والعلمي للفاعلات النسويات.
تم تحديد ما يقارب 40 شخصية من خلفيات متنوعة، تمكنا من مقابلة 22 من الأسماء التي تم تحديدها وفضلت حوالي 5 الإجابة عن الأسئلة عبر الإيميل،
الأسئلة الأساسية التي تم إستخدامها في المقابلة:
- ما أكبر مشكلة تعيق الفتاة والشابة للمشاركة في الشأن العام؟ أهم ثلاث مشاكل حسب تصوركم.
- ماذا يعني مصطلح مشاركة المرأة؟
- ما هو واقع المشاركة السياسية للمرأة؟
- الصورة الذهنية حول المرأة العراقية، ما السرديات الخاصة بالمرأة العراقية؟
- ما هي البرامج التي تعتمدها المنظمات حاليا من أجل تعزيز مشاركة الفتيات والشابات في الشأن العام؟ وما تقيمكم لتلك البرامج؟
- ما تقييمكم لعمل منظمات المجتمع المدني النسوية لتعزيز مشاركة الفتيات والشابات في الشأن العام؟
- ما هي البرامج الواجب (التي نطمح لـ) تحقيقها والتي نتوقع أن تعزز مشاركة أكبر للفتيات والشابات في الشأن العام؟
- ما هي تصوراتكم حول الخطط الوطنية وتنفيذ قرار 1325؟ فاعليتها؟ جدواها؟
- كيف نصنع مرتكزات لحركة نسوية عراقية؟ وهل هناك حركة نسوية في العراق؟
- ما أبرز الجهات أو الشخصيات حسب تصوركم عملت على برامج تعزيز دور المشاركة النسوية ولاسيما الفتيات والشابات في الشأن العام؟
- ما أبرز الشخصيات الأدبية أو العلمية أو الإجتماعية النسائية التي تعتبر نموذجا ملهما وناجحا للنساء في العراق؟
أما أبرز الحوارات ضمن تلك الأسئلة فهي، ما أخطر سلوك عرفي يحد أو يحجم دور المرأة في الشأن العام؟ ما الصورة التي تتبادر إلى الأذهان عند ذكر المرأة العراقية؟، ما القصص التي تدور في بالكم حول المرأة العراقية؟
كيف يمكن أن نصنف المرأة العراقية؟ وما الصنف الأكبر بين تلك الأصناف؟
فضلا عن أسئلة شخصية، كيف تحولت إلى ناشطة؟ وما هي الظروف وكيف طورت تلك الإرادة؟ هل واجهت الناشطة معوقات ومشاكل نتيجة للعمل في الشأن العام؟
يمكن إجمال النتائج الاجابات كالتالي:
حول سؤال العوامل التي تحجم مشاركة الشابات والفتيات في الشأن العام، كان هناك شبه اجماع حول أهمية تأثير الاعراف والسلوكيات الضارة الناتجة عن تلك الاعراف، وإذ يتم تقييد المرأة بعدد من الأطر وفق تلك الاعراف وتقييدها دورها المجتمعي بشكل تصفه بعض الناشطات بأنه دور تابع للرجل.
إحدى الناشطات حددت إن أهم عامل يعيق المرأة هو التحرش المنتشر في الشارع والمؤسسات العامة والخاصة.
لوحظ قلة الإشارة الى العامل الاقتصادي من قبل الناشطات، كذلك العامل السياسي والقانوني ومؤسسات الدولة. مع تصور عام لبعض الناشطات حول ايجاد قانون منصف للمرأة، وعند التطرق إلى معني (منصف للمرأة)، نجد القضية غير واضحة تماما، هل المقصود بالإنصاف للمرأة، هو وضع كوتا في كل مفاصل السياسة والدولة والعمل العام؟، هل تغيير البنود القانونية التي تحد من مشاركة المرأة؟، هل هو إيجاد تعليمات وأطر عمل لمؤسسات الدولة؟
أما حول دور المجتمع المدني، فكانت أغلب الإجابات عن الأنشطة المهمة التي قامت المنظمات غير الحكومية بتنفيذها هي التالي:
- التثقيف ونشر الوعي عبر الندوات،
- العمل على تعديل أو تشريع قوانين تخص المرأة،
- القيام بحملات ضغط للحفاظ على مشاركة للمرأة في البرلمان وتشكيلات الحكومات،
- العمل على القرار 1325 والمشاركة في صياغة الخطط الوطنية لضمان مشاركة المرأة،
- الحملات لمناصرة ضحايا العنف من النساء والفتيات.
ونسجل ضعف الإهتمام بتشكيل حركات نسوية، والانشغال الكلي بردود الافعال الآنية لقضايا طارئة، وهذه مع أهميتها فهي تستهلك الجهود وتسيع حالة اليأس للناشطات وللمساهمين بحملات المناصرة، وهذا واضح للكثير من الناشطات اللواتي عبرن عن إنسداد الأفق في الحل والموضوع عبارة عن الدوران المفرغ دون الوصول الى نتيجة.
وعند الحوار حول أدوار بديلة ومساحات أكبر للعمل, وخصوصا عند الكلام عن العمل على تشجيع تشكيل حركات نسوية, كنا في الغالب نتلقى نفس الإجابة بوجود حركات نسوية, مع تصور بعض الناشطات العمل النسوي على انه وجود منظمات معنية بقضايا النساء أو وجود شبكة للمدافعة عن حقوق المرأة, وبالتأكيد هذا جزء من المقصود الا إن الحركة النسوية هي ابتداء رؤية ونظرية عمل يشترك بها قطاع كبير من المجتمع والمجتمع المدني ويبلور ثقافته وأنشطته وفق تلك الرؤية, ثم ينشأ عنها مثقفين وكتاب وإعلاميين وشخصيات عامة نسوية, أو العمل على إيجاد مرتكزات لحركة نسوية, ونقصد بالمرتكزات, مواد فكرية للعمل النسوي العراقي, مواد ثقافية, مواد توجيهية وحقائب تدريب, إضافة الى رموز نسوية, ومبادرات عمل تشاركية لتلك الحركات, ولا ننفي الجهد المهم لعدد من المنظمات عبر شبكة نساء العراق لإعلان حركة نسوية عراقية, ألا إن الموضوع يحتاج إلى إعداد الكثير من متطلبات النجاح لتشكيل حركات نسوية في العراق.
أيضا نتيجة للظروف الموضوعية للمنظمات المجتمعية نجد صعوبة عمل تلك المنظمات عبر خطط أو رؤى ذاتية، فهي غالبا تكون في حاجة الى إستدامة وجودها عبر القبول بتنفيذ البرامج والمشاريع التي تستحصلها من قبل الممولين. مما يعني الإستدامة للمنظمة وعدم إستدامة الأنشطة والبرامج والأثر.
كان تصور الناشطات حول فاعلية قطاع المنظمات المجتمعية، هو بين المتوسط والضعيف، في الوقت الذي عبرت عنه بعض الناشطات عن أهمية الدور لتلك المنظمات، كان النقد عن محدودية قدرة المنظمات للإنفتاح والوصول إلى شرائح مجتمعية جديدة، وعدم تكرار العمل على نفس الشريحة، وصعوبة العمل التشاركي والجماعي للمنظمات لأسباب متعددة.
بعض الناشطات عبرت عن خيبة أمل من عمل المنظمات وقدمت التصور بالعمل الفوقي غير الحقيقي وهو عبارة عن عمل ربحي شكلي.
لكن الجميع إتفق على إن التغييرات الحاصلة في المجتمع العراقي ولاسيما عند النساء، كانت بسبب دور منظمات المجتمع المدني.
6.2 أهم الخلاصات
في هذا الجزء سنستخلص أولا العوامل التي تعيق مشاركة الفتيات والشابات في الشأن العام، ثم نتطرق الى التوصيات للمجتمع المدني وبرامج العمل المقترحة.
6.2.1 أولا: العوامل التي تعوق مشاركة الفتيات والشابات؛
العوامل من خلال المقابلات كانت الجزء الأول من الأسئلة المباشرة، ويمكن اعتبار هذا السؤال تقليدي، وكانت الإجابات أيضا تقليدية بحسب السؤال، مع تجميع الأفكار المتشابهة وصياغتها سوية وأحيانا قمنا بتفصيل مجموعة من تلك الأفكار، لاسيما الأفكار النوعية المتميزة، فكانت العوامل التي تعوق مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام، كالتالي:
الأسرة الأب والأم والأخوة، العائلة والعشيرة، أهم عائق أمام الفتاة او الشابة، كان هناك إجماع على هذه النقطة، كان هذا العامل من أول ما يتبادر الى الذهن عند المباشرة في الإجابة،
- الكادر التدريسي يقوم بإحباط الطالبات ويتطلب دعم المدرسين لدعم مشاركة المرأة،
- تهديد للناشطات والشعور بالتهديد وعدم الأمان،
- قلة تجربة النساء والفتيات والشابات بالإعتماد على النفس وصعوبة التعامل مع المجتمع بمفردها.
- تقبل العائلة والتقاليد والاعراف التي تتربى عليها الفتيات، والتي تتحول الى نماذج ذهنية من الصعب معالجتها،
- الوضع الاقتصادي للفتاة والشابة، كونها معتمدة على عائلتها، ودعم دخولها الى سوق العمل،
- التهديد الأمني والخوف من التعرض مشكلة أمنية، وتخوف العوائل على بناتها، وإشاعة أخبار الإختطاف والقتل، وأخطر سلاح يعد الطعن في سمعة الناشطات،
- نظرة المجتمع للمرأة انها تابعة وتدور في فلك الرجل،
- ضعف ثقافة القراءة القراءة وضعف القنوات الثقافية التي تقدم للمرأة والفتيات مواد توجيهية او تطويرية، وتعتمد الشابات والفتيات على ما تستحصل عليه من مواقع التواصل الاجتماعي والانترنت.
- برامج التمكين التي تقوم بها بعض منظمات المجتمع المدني، سطحية وغير مستدامة،
- قلة المنتديات التي تشارك فيها النساء والفتيات، فضلا عن عدم قلة الفرص لتطوير المواهب والمهارات الابداعية كالكتابة والتدوين والعمل،
- المرأة في حالة دفاع مستمر عن نفسها وإن كانت مجارية تماما وخاضعة لأعراف المجتمع وبالذات المجتمعات العشائرية، ويتم تعريض المرأة المجارية الى اختبارات دورية والتشكيك بها لتظل في حالة الدفاع المستمر الذي يلغي قدرتها على التفكير بتغيير نوعي في حياتها وشخصيتها،
- غياب المساواة في ظل صور التميز للنساء، ويتم تعزيز تلك الصور النمطية دوريا للحفاظ على النظام المجتمعي، وهذه الصور النمطية ليست للرجال فقط وانما حتى النساء يتداولون تلك الصور النمطية،
- أخطر الصور النمطية للنساء هي التي ترسخ العنف ضد النساء وتسلب إراتها الحرة،
- التزويج القسري للفتيات والشابات، والزواج القسري يمكن أن يكون بإجبار الفتاة للزواج أو بسبب الضغوطات تلجأ الفتات الى الزواج للهروب من البيئة التي تعيش فيها.
- تحويل المرأة الى سلعة يتم استخدامها من قبل العائلة أو العشيرة مقابل مكاسب معينة مادية وغير مادية،
- معظم الممارسات تجاه المرأة ناتجة عن الثقافة السائدة، والمجاراة للنظام العام،
- المرأة هي من تغرس الصورة الدونية أو المتدنية لذاتها.
- عدم ايمانها بقدراتها نتيجة عمليات البرمجة الإجتماعية,
- لم تتلق التمكين المناسب، والمنظومة التعليمية والتربوية تساهم بطريقة سلبية في تحجيم الفتيات والشابات، مثلا عبر فرض الحجاب بعمر 8 سنوات،
- تواجه الفتاة عملية تطبيع من خلال المجتمع والمدرسة والعمل فيما بعد،
- التمييز بين الذكر والأنثى بالأسرة وحتى في المنظمات التربوية، الأسرة تمنع إكمال الدراسة أحيانا للفتيات مقابل الذكور لأن فرص العمل لديهم أعلى.
- النظام الجامعي يضع الفتاة تحت المجهر ويعرضها إلى بيئة مليئة بالشك ويتم تفسير التصرفات الجريئة أو غير المبالية بالأعراف، تفسيرات سيئة،
- حقوق وإمتيازات الشباب مقابل الشابات والخطأ الصادر من الشاب، في العادة يتم التعامل معه بطريقة بسيطة، مقابل أي خطا بسيط يصدر من الفتاة يتعامل معه على انه جريمة كبيرة،
- تراجع التحضر وتزايد التريف للمدينة، مما أشاع الكثير من العادات والمفاهيم الريفية والعشائرية على مناطق كبيرة من المدن وبالأخص المناطق الشعبية،
- الضغط المتواصل على البنات يتسبب بمشاكل والمشاكل تتسبب في تدعيم الصورة السلبية وحالة عدم الأمان عند الفتيات والشابات،
- التحرش المتفشي في الكثير من الأماكن العامة، وحتى عند دخول مستشفى او دائرة حكومية، والتحرش أحيانا صادر من قبل الموظف المقصود لتقديم الخدمة للمواطنين،
- ذكورية المجتمع والتقاليد المتوارثة تفرض هذه الحالة رغم الكثير من التشريعات التي هي لصالح المرأة،
- ضعف القضاء وبالرغم من المطالبة بأن تكون هذه التشريعات أكثير مدنية،
- البيئة السياسية وبسبب نوع الأحزاب التي مسكت بالسلطة وطبيعة النظام السياسي الذي كان له الأثر البالغ على دور النساء والفتيات،
هناك عدد من الملاحظات المنهجية، معظم قضايا المرأة والمشاركة، التي تتكلم عنها السيدات، تمتاز بأنها توصيف عاطفي يحتاج الى تأطيرا اما احصائية أو وصفية، وهذا الجزء هو وظيفة النخب العلمية والثقافية لتعميق قضية المرأة وإعطائها الزخم والتوصيف الدقيق وخصوصا في مجال مشاركة المرأة، إضافة إلى ذلك هناك مصطلحات كثيرة مستخدمة حاولنا جمع تلك المصطلحات والبحث في القواميس عنها والبحث في المصادر العربية، فهناك أوصاف كثيرة للمرأة المرأة المحرومة، والمنتهكة، والمحجمة، وبالمقابل هناك امرأة ممكنة، وفاعلة الخ.
نحاول من خلال البحث تثبيت تلك الاوصاف،[47] والتعامل معها وفق مدلولها اللغوي والمقصد الذي استخدمته الناشطات، حاولنا استخلاص التالي:
1- أوصاف للمرأة العراقية، فكان الحديث عن المرأة المحرومة، والمنتهكة، المهمشة، المحجمة، غير المبالية، ثم المرأة الممكنة[48].
2- وصف للبيئة التي تعيش بها المرأة، كان هناك توصيف للبيئة التي تحيط بالمرأة كونها بيئة ممكنة للمرأة ومشجعة وبيئة محجمة للمرأة.
3- مساحات المشاركة للمرأة: رغم التركيز للوهلة الاولى على المشاركة في البرلمان والرئاسات والمناصب القيادية، ألا إن من خلال الحوارات تم إقتراح 10 مساحات مهمة لمشاركة المرأة في الشأن العام.
4- مستوى الأمان، حيث يمكن إعتباره أحد المتغيرات المهمة التي ربما تكون أهم متغير يؤثر على مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام.
5- الثقة بالأنظمة والخطط والمؤسسات، من القضايا المهمة التي تؤثر على مستوى مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام.
6- سرديات متداولة حول المرأة العراقية، حيث تختزن الذاكرة النسائية قصص الضحايا من النساء والفتيات وتركز على تلك القصصيات، وهذا ما ينبغي التحذير منه،
7- الحاجات الأساسية للمرأة العراقية: الأمن، الهوية، التعبير عن الذات، الوجود، المشاركة، الحرية، وهذه من أولويات الناشطات،
8- مخاوف الأسرة العراقية تجاه الفتيات: الخوف على السمعة، على التورط العاطفي، الخوف من الابتزاز، الخوف من الجرائم التي ربما تتعرض اليها الفتاة في حالة خروجها والعمل في الشأن العام،
6.2.2 ثانيا: المساحات التي تعبر عن مصطلح المشاركة في الشأن العام:
تضمنت الحوارات محاولة تجميع تصور الناشطات حول مفهوم المشاركة للمرأة في الشأن العام، رغم إن تركيز الناشطات على قضية المشاركة في البرلمان والمناصب القيادية للمرأة هو السائد، لكن عند فتح الحوارات تبين هناك عشر مساحات مهمة تم اقتراحها تعتمد بعضها على بعض، ربما غير متساوية في الأهمية لكنها تعبر عن التصور الأشمل للشريحة حول مفهوم المشاركة، وهو ما إعتمد في هذا البحث على أساس تفكيك مفهوم المشاركة وتحديد عناصر هذا المفهوم، ومساحات المشاركة هي كما يلي:
1- إهتمام النساء بقضايا النساء وإمتلاك رؤية نسوية،
2- المشاركة السياسية للمرأة،
3- المشاركة في المناصب القيادية في الدولة،
4- المشاركة في تقرير القضايا المصيرية كالسلام والحرب،
5- المشاركة في وضع الحلول للأزمات والاستقرار المجتمعي،
6- المشاركة في الفضاء الثقافي والعلمي،
7- المشاركة الاقتصادية في القطاع الخاص وريادة الاعمال،
8- المشاركة في الفضاء المدني،
9- المشاركة في التضامن والاحتجاج على الانتهاكات التي تواجهها النساء والفتيات،
10- التواصل العالمي وتبادل الدروس والتضامن في القضايا المشتركة ومنها قضايا المرأة،
6.2.3 ثالثا: الثقة بالمؤسسات والقانون
تظهر الحوارات إحدى القضايا المهمة في تعزيز مشاركة الفتيات والشابات في الشأن العام الا وهي الثقة بالمؤسسات والقانون، إذ تعد هذه المؤسسات جزءا مهما من البيئة التي تحقق حالة الأمان للنساء والفتيات، حيث عبرت (19 من20) من الناشطات عن ضعف الثقة بكل من: مؤسسات المجتمع المدني، المؤسسات الحكومية ولاسيما القضاء ومراكز الشرطة، الحكومة والخطط الوطنية، فضلا عن الأحزاب السياسية.
1- مشكلة الثقة بالمنظمات غير الحكومية: تتعلق المشكلة بقلة الأدوات التي تمتلكها المنظمات، أيضا إلى الشعور بتكرار ومحدودية الأنشطة وضعف القدرة على الوصول إلى الشرائح المستهدفة،
2- مؤسسات القانون (مراكز الشرطة والمحاكم): تشعر النساء بالصعوبة البالغة لدخول هذه الأماكن إلا مع أحد الأقارب، مستوى الثقة جدا منخفض بهذه المؤسسات، والتخوف جدا عالي، حيث إن هناك تصور بضعف دور هذه المؤسسات في تقديم العدالة والحماية (للنساء). طبعا مع التقدم الكبير الذي أحرزته هذه المؤسسات.
3- الحكومة، والخطط الوطنية: هناك شعور عام بعدم وجود إرادة لتشغيل الخطط الوطنية وإشراك المرأة في المناصب القيادية.
4- ضعف الثقة بالأحزاب السياسية نتيجة هيمنة الرجال على المواقع المتقدمة في الأحزاب، ووجود هامشي للنساء سواء على مستوى المشاركة السياسية أو المشاركة بالبرلمان.
يمكن إعتبار ضعف الثقة للمجتمع بالعموم حول حيادية المؤسسة القانونية (مراكز الشرطة والقضاء) تجاه قضايا النساء في صميم القضايا التي تعزز مشاركة المرأة في الشأن العام، وتتوالى الحالات التي تؤيد ضعف الثقة، من هنا نوصي المنظمات غير الحكومية بالتركيز على القيام بأنشطة الرقابة والتدريب والضغط والمساعدة لهذه المؤسسة لتكون أكثر استجابة للتعامل مع قضايا النساء والفتيات.
قدمت الحكومات المتعاقبة نوعا من الاستجابة تجاه قضايا المرأة وإن كانت ليست بالمستوى الذي تطمح إليه الناشطات، غير إن هذه الإستجابة تعد مهمة من أجل تعزيز الوقاية والحماية للمرأة، وهنا أيضا يكون للمجتمع المدني الدور الكبير من أجل الدفع في تنفيذ الخطط الوطنية والضغط من أجل إصدار تعليمات (أو تنفيذ التعليمات الصادرة) حول حماية المرأة وخصوصا النساء المشاركات في الشأن العام.
6.3 رابعا: المقترحات وبرامج العمل للمجتمع المدني:
من أكثر البرامج التي تم اقتراحها من قبل الناشطات كانت برامج بناء الوعي للفتيات والشابات، وأكثر وسيلة تم اقتراحها هي الندوات، ونجمل هنا أهم المقترحات والتوصيات المقترحة من قبل السيدات من خلال المقابلات وكالتالي:
- برامج تبادل الخبرات والتواصل مع الفاعلات،
- ضرورة إعداد البرامج المعنية ببناء الثقافة ودعم المواهب،
- برامج لطمأنه الأهل ولاسيما العوائل الداعمة للفتيات،
- إبتكار برامج إعداد الشابات القياديات،
- ضرورة توحيد جهود المنظمات والعمل التشاركي وخصوصا المعنية بقضايا المرأة،
- تكثيف البرامج الخاصة بالشباب لبناء وعي متوازن ولكلا الجنسين،
- إستثمار الإعلام ومواقع التواصل الإجتماعي لنشر برامج بناء الوعي المجتمعي المتعلق بقضايا المرأة،
- العمل مع العوائل الداعمة للفتيات وتعزيز ثقة تلك العوائل،
- ضرورة كتابة خطة، توعية الشباب على القرار 2250،
- مشاركة مؤسسات الدولة لتدريب المعنيين حول قضايا المساواة والمشاركة للمرأة،
- زيادة مشاركة النساء المتمكنات في المجتمع المدني،
- تطوير ثقافة المرأة عبر برامج متعددة ومنتديات ثقافية نسوية،
- تطوير مهارات المنظمات غير الحكومية في فهم حقوق وأدوار النساء من أجل جعلها أكثر إستجابة برامجيا وفي هياكلها التنظيمية،
- إيجاد مساحات آمنة للنساء لاختبار التواصل والمشاركة في الحوارات الثقافية والتدريب على مختلف المهارات،
- تعزيز صورة المرأة وثقتها بذاتها، وبناء صورة جديدة للنساء إيجابية ملهمة للمرأة العراقية،
- التركيز على برامج التمكين الاقتصادي، وتدريب الفتيات والشابات على الأعمال الريادية،
- تبني برامج للتوعية المدرسية والجامعية متعلقة بقضيا المساواة الجنادرية،
- اشراك الشابات في الانشطة العامة كالفرق التطوعية والمهرجانات،
- إطلاق حملات ضد التحرش مما يشجع العوائل على مشاركة الفتيات في الأعمال والمبادرات المجتمعية العامة.
- تنظيم الحملات بمشاركة الشباب الفاعلين من كلا الجنسين للتضامن مع قضايا النساء.
- استيعاب شرائح جديدة ومتنوعة من الشابات في التدريب، بالتكامل مع مؤسسات الدولة وعبر المؤسسات التعليمية والثقافية،
- العمل على تأمين العمل المدني سواء التطوعي أو عبر المنظمات أو عبر النقابات والأندية الثقافية العامة.
- تبني التحول إلى المجتمع المدني الرقمي والوصول إلى العمل الرقمي عبر مؤسسات المجتمع المدني.
أثرت الحوارات التفكير في ضرورة تهيأة المساحات الآمنة للنساء والفتيات، والمقصود بالمساحات الآمنة:
- دورات تدريبية متاحة من النساء والفتيات
- حركة ثقافية منتجة للأدب والشعر والكتابة القصصية والرسم
- منتديات لتطوير المواهب بالشراكة مع الوزارات الرسمية أو مع المنظمات.
- إستحداث أماكن ثقافية ونوادي علمية آمنة تستطيع النساء والفتيات من إرتيادها.
- إيجاد فضاءات مدنية للعمل المشترك آمنة.
هذه المساحات لها أهمية في تحقيق عدد من الحاجات للنساء منها، الحاجة إلى إنتماء إلى مجتمع أو فريق عمل، الحاجة إلى الملتقيات والحوارات والتعبير عن الهوية وعن الذات،
6.4 المقابلات الميدانية مع الشابات والفتيات حول تعزيز مشاركة الفتيات والشابات في الشأن العام
في هذا المحور سنتناول طريقة اختيار الشريحة ثم الأسئلة التي تم تداولها من خلال المقابلات المباشرة، ثم الإجابات وأهم الخلاصات المستحصلة.
اعتمدت الباحثة لجمع المعلومات والتصورات والتوصيات، على إجراء مقابلات ميدانية للنساء (فئة الشباب والفتية) المشاركات في الشأن العام بأشكاله المختلفة.
الهدف من المقابلات هو جمع التصورات من قبل المشاركات في الشأن العام من فئة الفتيات والشابات، وطبيعة نشاطهم، وتصوراتهم عن أهم العوامل التي تعزيز مشاركة المرأة في الشأن العام، وخصوصا كيفية تعزيز مشاركة الفتيات والشابات.
وكان إختيار العينة على أساس النشاط أو الدور أو الثقافة العامة لتلك الشريحة، ونقصد بالنشاط إما المشاركة في النشاط الرقمي المدني، العمل التطوعي، التفعال مع المنظمات النسوية او المعنية بالشباب، النشاط أو الدور الذاتي.
طريقة اختيار العينة:
تم اختيار العينة من كل محافظات العراق، من الشمال والجنوب والوسط، باعمار واختصاصات مختلفة، من لديهم مشاركة مباشرة في الشأن العام ومن هن مبتدأت في ذلك. من كنا حاضرات في الحراك التشريني، ومن رغبن بالمشاركة ولم يستطعن ذلك. تقصدنا التنوع كي تكون دراستنا أكثر اثراء ومصداقية.
عدد المشاركات، الاعمار، أي معلومات) والملاحظات للباحث
تم اعتماد 20 مشاركة تبدأ أعمارهم من 16 عام إلى 35 عام، من ثقافات متنوعة، حيث الحوار بناء وثري بالمعلومات والصراحة المطلقة، على الصعيد الشخصي والعام.
لاحظنا بشكل كبير مدى تأثير الاهل على تشكيل الشخصية الخاصة بكل فتاة، ومدى طموحهن الكبير في انجاز الكثير وتقديم الكثير لهذا البلد، رغم كل المعوقات التي تناولناها في البحث.
ثانيا: الأسئلة
- الاسئلة المعتمدة في الحوار:
تنوعت الأسئلة على عدة اصعدة، هي الذاتي والموضوعي والحراك الشعبي، حاولنا من خلال أكثر من 45 سؤال، ان نفهم الحضور النسوي للفتيات في المجتمع، وما هو رأيهم بالعمل التطوعي، وكيف ينظرون للمنظمات النسوية المحلية والدولية؟ وايضاً ما هي المشكلات التي تواجه الفتاة المشاركة في البحث بشكل شخصي داخل مجتمعها؟ وكيف ترى وضع المرأة اليوم مع زيادة حالات العنف في العراق؟ وما هي التغييرات المجتمعية التي طرأت على الواقع العراقي بعد ما اثبتت الفتاة العراقية حضورها الكبير في الحراك التشريني؟ وغيرها من الأسئلة التي حاولنا فيها تغطية كل جوانب حياة الفتاة العراقية والصعوبات التي تواجهها كفتاة.
وبدأنا الأسئلة بمعلومات عامة تخص تواجدهم على السوشال ميديا، والشأن المجتمعي، من هذه الأسئلة:
1. هل لديك صفحة الكرتونية.
2. ماهي اهم الموضوعات التي تنشريها او تتابيعها على مواقع التواصل الاجتماعي.
3. ما اسباب ضعف مشاركة النساء والفتيات في العمل التطوعية؟
4. كيف يمكن أن تشعر الفتاة في العراق انها مساوية للرجل في كل شيء؟
5. هل للمرأة العراقية حضوراً مجتمعياً لافتاً بشكل عام؟
6. هل المرأة العراقية اليوم قادرة على حماية نفسها في المجتمع ضد العنف واللامساواة؟
7. ما أبرز أثار العنف والصراعات على المرأة الصراعات داخل العراق؟
8. هل ما قدمته الفتاة العراقية في الحراك الشعبي كان كافياً لها؟
9. ماذا حققت مشاركة النساء والفتيات في الحراك بالنسبة لك؟
10. هل ساندك أحد افراد عائلتك؟ أم كانوا عائق امام المشاركة؟
ملاحظات طرأت اثناء الحوارات
اغلب الحوارات اخذت الكثير من الوقت لاكثر من ساعة ونصف من الحوار المتواصل، كان التفاعل رائع من قبل المشاركات، لربما تضمنه الحزن الكبير، لأننا فتحنا أبواب يحاول المجتمع ان يغلقها بوجه المرأة، وهي تبقى تسعى وحدها جاهدة أن تعيد ترتيب نفسها وتحقيق وجودها الحقيقي ضمن العالم وليس ضمن نطاق إقليم أو مدينة أو شعب.
ثالثا: أهم الخلاصات
من خلال الحوارات نستطيع ان نصنف المخرجات للحوارات على أربعة محاور، نشاط الفتيات على السوشيال ميديا، النشاط التطوعي، التفاعل مع منظمات المجتمع المدني، والدور الذاتي، وفيما سيأتي تفصيل تلك المحاور:
6.4.1 نشاطهن على السوشال ميديا:
من خلال البحث بدايةً ركزنا على إيضاح دور المرأة في المجتمع وحضورها الفعال إذا كان على ارض الواقع او الحضور الافتراضي من خلال السوشال ميديا، فكان نسبة كبيرة منهن يمتلك حسابات على السوشال ميديا من فيس بوك او انستغرام، وحضورهن يتوزع بين مدونات وفاعلات نشطات.
اتفق اغلبهم على متابعة الشأن الاجتماعي والسياسي عبر الميديا وتركيزهم على هذا الجانب فيما يخص قضايا المرأة بالتحديد.
اهم القضايا التي اهتمت بها الفتيات والنساء جاءت حسب الموضوعات التالية:
1. حراك تشرين.
2. قضية اغتيال الناشطات والناشطين.
3. قضايا العنف الاسري الأخيرة وما يتعرض له النساء في العراق.
4. زواج القاصرات.
5. حالات اغتصاب الأطفال.
6. جنس المحارم.
7. قانون المعوقين في العراق.
لكن التركيز الأكبر من قبلهن كان في موقع الحراك الشعبي التشريني، والعنف ضد المرأة. حيث كان دورهم افتراضي بين مشاركة هاشتاكات ونشر منشورات، وبين ميداني على ارض الواقع في ساحات التحرير.
ان حضور المرأة اللافت في العراق يعد خطر كبير تشعر به الفتاة بالتهديد المباشر، فاغلب المشاركات في البحث عبرن عن خوفهن المباشر والغير مباشر من التصفية والتهديد بالتصفية اذا ما زاد حد دعمهن لأي قضية مجتمعية. وبعضهم تعرضن للتهديد أصلا:
تقول احداهن عندما طرحنا سؤال ما هي مخاوفك من العمل في وسط التواصل الاجتماعي الالكتروني؟
قالت: الخوف من مكان العمل وايصال تهديد لي مباشر. وقالت أخرى: أكثر من مرة وصلتني تهديدات، فيما يخص المظاهرات، والأصدقاء يحذروني.
وأخرى عبرت عن حذرها الشديد من النشر لانها تدرك حسب قولها انها مراقبة، تقول: نعم أحس أنى مقيدة ولا أستطيع الكلام عن كل شيء-أحس مراقبة. وأخرى تقول: لدي مخاوف من تلقي تهديد بالقتل.
هذا الشعور الجمعي بالخوف من قبل المرأة، عند محاولتها التعبير عن الرأي، يكشف عن عمق الخوف في كيانها عندما تضطر ان تفكر أن وجودها يتعرض للخطر، وإن حضورها التشاركي في خطر أكبر، تشعر إنها داخل منظومة تراقبها وتعرضها للعنف في ذات الوقت.
6.4.2 العمل التطوعي:
من جانب اخر حاولنا التركيز على حضورها المجتمعي من خلال العمل التطوعي ونسبة المشاركة فيه، ورأيها الخاص في العمل التطوعي في العراق. كان اغلب الفتيات مشاركات او منسقات في اعمال تطوعية مختلفة الهدف والغاية. لذلك جاءت ارآهم حول العمل التطوعي منصفة نوعا ما، تتعدد وجهات نظرها في تقييم الواقع. تقول احدهن: اجد ان العمل التطوعي غير جيد، لانه يستغل من قبل جهات كثيرة غير رسمية، في الوقت الذي يجب ان يكون ضمن تنسيقية واحدة.
وأخرى تقول: إن هناك استغلالاً كبيراً في داخل الفرق التطوعية نفسها، إذ لا يوجد لديهن تأثيراً واضحاً في المجتمع. واحدهن ترى ان هذا العمل ليس جهداً عادياً، مما يتطلب إن يكون مؤهلاً انسانياً بالدرجة الأساس.
ولاهمية هذا المنطلق والرؤية للعمل التطوعي، طرحنا سؤالاً حول أسباب ضعف مشاركة النساء والفتيات في العمل التطوعي؟ فأخذ عامل المجتمع الذكوري المرتبة الأولى ضمن جميع الأجوبة، إذ أن مجتمعنا لا يوفر المساواة بين المرأة والرجل، ويحددها بمكان وزمان كي تتحرك به، فلا تمتلك المرأة حرية الاختيار في عملها، ولأن المجتمع ابوي بحت، كان للعائلة الدور الأساسي في التحكم وفرض السيطرة على الفتيات، مما يحد من مشاركتهن في الاعمال التطوعية.
إن المرأة في مجتمعاتنا الشرقية تعيش لغاية الان تحت رحمة الأعراف المجتمعية، ونحن في عصر تحكمه التكنولوجيا والتقدم العلمي، إذ ما زالت الفتاة يقلقها الحكم بسوء سمعتها من سوء سمعة العمل مجتمعياً.
في المقابل اقترحن عدة اقتراحات تُفعل مشاركة المرأة في العمل التطوعي عبر:
1. تشكيل فرق تطوعية للفتيات فقط.
2. تمكين الفتاة المتطوعة اقتصادياً ولو بنسبة قليلة كي تكون قادرة على الاستدامة في العمل.
3. تعزيز ومشاركة المرأة في المراكز الثقافية.
4. توفير الحماية القانونية لها.
5. مؤسسات خاصة للفتيات تظهر بها هواياتها، مثل مركز ثقافي حكومي خاص.
6. عقد ورش توعوية في المدارس والكليات حول العمل التطوعي ومشاركة الفتيات فيه.
7. نشر الوعي الخاص للاهل والعوائل ليكون التركيز أكبر على التربية والثقافة.
8. توفير مساحات أمان للفتيات للمشاركة.
ورغم كل ما يمكن فهمه من نظرة سلبية على واقع العمل التطوعي في العراق من قبل النساء، لكننا نجد ان دور المرأة برأيهن كان جيداً عبر عملها ومشاركتها التطوعية وإن كانت قليلة، في مقابل المعوقات المجتمعية امام المشاركة النسوية.
6.4.3 رأي الشابات والفتيات في المنظمات النسوية المحلية:
جاءت ردود أفعالهن مختلفة حول رأيهن بالمنظمات النسوية، فبعضهن يمتلك اطلاعاً واسعاً بعمل المنظمات، تقول احداهن: ان عمل المنظمات فاعل نعم- من خلال تمكين المرأة مادياً عبر المشاريع- وقدمت للمرأة ثقافة عبر الورش التوعوية ايضاً. وفي سؤالنا هل ان المنظمات النسوية المحلية تؤدي وظيفة مهمة لمساعدة الفتيات والنساء في تحسين الأوضاع؟ وكيف؟ جاء الجواب: نوعا ما في كونها واسطة بين النساء والفتيات وبين المنظمات الدولية. وفي جواب أخر لأحدى الفتيات: نعم يوجد من تغيرت حياتهم للأفضل- عبر المنظمات لكن بعدد قليل جداً.
وأيضاً قالت احدهن: ان التركيز كان كبيراً على قانون العنف الأسري والدفاع عنه من قبل المنظمات النسوية، وهذا كان واضحاً جداً.
وفي جواب آخر: نعم تؤدي وظيفة مهمة من خلال تمكين المحتاجات واسناد الضعيفات. وفي رد اخر من احدى الفتيات تقول: نعم تثقيفها أي المرأة، وتمكينها اجتماعياً بشكل كبير وبناء قدراتها الشخصية والقيادية.
وتأسيساً على هذا الجانب جاء سؤالنا ماذا تقترحين على المنظمات عمله لزيادة مشاركة النساء والفتيات في الحراك المجتمعي؟ وكانت الإجابات متنوعة منها:
1. زيادة الدعم المالي للفتيات ودعم المشاريع الصغيرة.
2. توفير الحماية للفتيات، ليشعرن بالأمان.
3. تعليم الفتيات بشكل لائق لمستقبل افضل.
4. تأسيس شبكات عمل نسوية موحدة.
5. ورش للدعم النفسي والتطوير الذاتي.
6. انشاء اماكن في المناطق الشعبية العشائرية وبتنسيق مع شيوخ العشائر لتعليم الفتيات مهن وحرف وتعريفهن بحقوقهن.
7. التركيز على الجامعات والمعاهد وإقامة الورش والدورات التثقيفية فيها.
8. نشر الوعي فيما يخص قوانين حماية المرأة وسلبيات زواج القاصرات على مواقع التواصل الاجتماعي، وغيرها.
9. دمج الفرق التطوعية والعمل المجتمعي مع بعض على الصعيد المحلي، مع ربطهم مع باقي الفرق التطوعية في العالم.
10. انشاء منظمة خاصة تركز على حقوق المرأة في المجال القانوني والاتفاقيات الدولية.
6.4.4 الدور الذاتي للمرأة:
ركزنا في الحوار على الدور الذاتي للمرأة، في فهم ما تعاني منه فعلاً في مجتمعنا. وكيف يمكن ان تكون أكثر فعالية، فكان السؤال هل الفتاة حرة في العراق؟ سؤال استفزازي كما وصفته أحد المشاركات، لانه يضرب على جرح كبير وغائر لا يمكن علاجه، لعدة أسباب، ولأن الحرية هي مطلب انساني، فقد كان الدفاع عن الحرية والمطالبة بها شيء مضحك بالنسبة للفتيات، وكانت الابتسامة تتكرر مع كل فتاة تحاول ان تجيب عن هذا السؤال بكلمة: طبعا لا.
الإجابات متشابهه والأسباب تكاد تكون أيضا، منها قول أحداهن: هي ليست حرة- لأن لا أحد يساندها في المجتمع ولا يوجد من يدعمها- المجتمع يعاقب المرأة اذا شاركت في التظاهرات والنشاطات المجتمعية ويتم الانتقاص منها.
وتقول أخرى: اكيد كلا- اقترح ان تستقل اقتصادياً عن أهلها بعد التخرج مثلاً- بهذا ستكون أكثر حرية. وتقول فتاة أخرى: ليست حرة- يجب أن يتغير أسلوب التربية اتجاه النساء، ويجب تغيير نظرة المجتمع للمرأة وهذا يتطلب تغييراً جذرياً.
البعض منهن ينقد المرأة نفسها، فلا شيء يمكن ان يتحقق ان لم يحدث نتيجة الذات. والبعض الاخر بدأ بالمجتمع واعتبر أن التأثير من الخارج هو الذي يخلق من الانسان طائر أو داخل قفص. تقول احدى المشاركات: نحتاج الرجوع إلى المرأة نفسها لأنها هي من تصنع المجتمع. لذا تحتاج أن تصلح ذاتها قبل كل شيء.
وبعيداً عن المجتمع كان للأهل النسبة الأكبر في نشئة ( تنشئة أو نشأة ) المرأة على مفهوم الحرية والثقة بالنفس، تقول أحدى الفتيات: الثقة هي التي تبني الفتاة الصحيحة- وهذا هو دور الأهل في التوجيه لا السلطة.
واضافت احدى المشاركات: العادات والموروث المجتمعي والاسري له أثر كبير، في نظرتهم للمرأة في كونها انسان درجة ثانية. ويشعر الرجل ان أفكاره هي الصحيحة ويجب خضوعها. وهذا يتطلب تثقيفها في مفهوم الجندر (النوع الاجتماعي).
وبعضهن القى باللوم على السلطة الذكورية. متمنيات أن القوانين الحكومية ان تمنح كثير من الحقوق المرأة وتحمي وجودها، تقول احدهن: لكي نفعل القوانين السابقة، علينا إلغاء الأعراف العشائرية المخالفة للقانون والتمدن، وزادت من مظلومية المرأة.
المشاركات في البحث، قدمن حلولاً متنوعة لجعل الفتاة العراقية تشعر انها كائن مساوي للرجل في كل شيء، وجاءت الاقتراحات بهذا الشكل:
1. توفير قانون يحمي لها حقوقها كأنثى، وتحقيق العدالة الاجتماعية.
2. تثقيفها دينياً ومدنياً لتعزيز ذاتها انسانياً.
3. زيادة مشاركة الفتاة الفاعلة مجتمعياً والعمل المجتمعي.
4. اكمال دراستها.
5. تطبيق القوانين الدولية بشكل حقيقي مثل اتفاقية سيداو وقرار 1325.
6. العمل الذي يليق بها والذي ترغب هي به.
7. رفع المواد الدراسية من التعليم التي تحرض على التقليل من قيمة المرأة، واستبدالها بحقوق المرأة والطفل ومادة الاخلاقيات، والاسرية والاجتماعية.
8. يجب تجريدها من جميع لتعميق وعيها بالافكار، سعياً لبرمجة ثقافية جديدة.
وجاءت الإجابات اغلبها حول سؤال كيف تستطيع ان تثبت الفتاة وجودها بشكل مريح للمجتمع العراقي؟ الفتاة لا يحميها ويطورها غير القانون والعلم والعمل، فالقانون الجيد يعني وجود مؤسسات حكومية تدعم المرأة وتحميها من الاضطهاد والتحرش وتحترم دورها ووجودها.
اما العلم فهو الثقافة التي سوف تغيرها وتغير المجتمع ككل، لان البداية تبدأ من المربي نفسه، من الصانع، من الأم بالتالي اذا ما تثقفت تغيرت، وتغير الوعي المجتمعي ككل. والعمل اكيد هو البواية لدخول عالم السوق، وهو ما يزيد من تمكينها وقوتها داخل المجتمع، ويجعلها تتحكم بوجودها وقدرتها الذاتية.
طلبنا من الفتيات المشاركات ان نختبر معهم التصورات السلبية التي تتشكل في عقلهم، خلال سماعهم جملة: (المرأة في العراق)
ولأهمية هذه الردود سوف نورد أغلبها وأهمها:
1. معنفة- مهمشة- غير محترمة- وحيدة- رأيها لا يؤخذ به- الرجل يتصورها إنسان درجة ثانية- غير محمية من القانون- فريسة للجميع.
2. عنف، عبودية، زواج قاصرات.
3. ليست سعيدة- مهمومة- صاحبة خيال واسع- مليئة بالافكار- رغم انها جامحة في تحقيق طموحها.
4. ضعيفة- وضعها صعب جداً لاسيما في مخيمات النازحات، وضع مؤلم- هويتها محتقرة.
5. بطلة- اشجع امرأة لكنها مضطهدة ومهمشة.
6. أمي جائت كصورة في مخيلتي- مظلومة- هذا ليس استحقاقها ابداً- يجب أن تكون مميزة لكن الرجل أخذ الامتياز- غياب حرية الاختيار- ضائعة- لا تعرف ما تريد.
7. استحضرت صورة النساء العاملات في الشارع- مقيدة- مضطهدة نوعا ما.
8. مجاهدة- صبورة- مكون أساسي في المجتمع.
9. خوف- ليس لها صوت مسموع- هي أداة.
10. استحضرت أمي، هي كانت الصورة الأولى- ضعيفة في المجتمع- ليس لها حقوق- منتفضة- شمس.
11. محرومة من ابسط حقوقها- معرضة للعنف- مكرسة حياتها لعائلتها. خصوصا المرأة المتزوجة اجدها متعبة جدا في مجتمعنا وتعاني كثيرا.
12. قوية- مهمشة- تعاني من آلم كبير- كل امرأة هي معاناة بحد ذاتها.
13. استحضرت صورة فتاة على كرسي متحرك- شعور مزعج- حزينة- مظلومة.
14. مقيدة- قوية- سجينة- محرومة- معنفة- العادات والتقاليد هي من يقيد المرأة في العراق.
15. مظلومة- روح في زجاجة- كائن مقيد- قوية- تحتاج الأيمان الحرية.
وفي سؤال موجه بشكل مباشر للفتيات، كي نكون أكثر وضوحاً ودقة في وصف حضور المرأة في المجتمع الشأن العام، سألنا ما هي المشكلة الشخصية التي تواجهك كامرأة؟
فجاءت بعض الإجابات:
1. صعوبة التنقل- ليس أي مكان أذهب إليه أكون مرتاحة- حتى وأنا داخل سيارتي لا أشعر بارتياح بسبب نظرة المجتمع للمرأة السائقة.
2. لا استطيع أن أعبر عن رأيي بحرية، لا أستطيع أن أتخذ قرارتي بنفسي. ودوماً أشعر بالتقليل من شأني و قدراتي. هناك سلطة قوية تحدد اتجاهي.
3. لم احقق احلامي- وهذه أكبر مشاكلي- لا أمتلك حرية الاختيار.
4. العادات والتقاليد الرثة المتمسكين بها، رغم خروجهم عنها بجوانب أخرى. لا استطيع أن اعمل ما احب وأريد.
5. اواجه التفكير الشرقي مع أهلي وأقاربي بسبب تحركاتي وعملي، أما كامرأة في مدينة صغيرة في نينوى، هي الصورة النمطية للمرأة في هذه المنطقة، من كونها عاقلة ومؤدبة ويجب ان تتزوج مبكراً.
6. عدم احترام كلامي كأنثى- واعتبار أن كلامي خاطئ- يفهم إني أصارع العادات والتقاليد- المرأة دائماً ينظر لها على إنها ضد السائد مهما كان عمرها. ولا يتم تقبل رأيها باحترام.
7. العادات والتقاليد، مما يتطلب أذ ان تكون الفتاة نسخة من أفكار أهلها.
8. أنا فقط ممنوعة من العمل والسبب الخوف المبالغ به من قبل اهلي.
9. عدم احترامي ككيان مساوي للرجل حتى لو كنت طبيبة- عندما اريد اختصاص جراحة- سألاقي استهزاء الناس من كلامي باعتبار أن أي طبيبة انثى يكون اختصاصها الطبي نسائي بحت.
10. التصغير من أحلامي والتقليل منها- كسر اجنحتي واعتبار كل ما أطمح له يعد مستحيلاً وصعباً ولا يمكن تحقيقه. لكوني فتاة، لذا لا يجب ان أحلم.
11. نظرة المجتمع والناس لي يجب ان تكون على احسن وجه. والسعي إلى الكمال متعب جدا.
12. بسبب طبيعة مجتمعنا هناك حدود لما أستطيع فعله أو طرحه، من الممكن أن اقتل أو أعنف من اي جهة، اذا كان ما اطرحه ضد توجهاتهم.
13. ابرز مشكلة اواجهها كامرأة كوني امرأة.
6.4.5 الصعيد الموضوعي:
ناقشنا مع الفتيات المشاركات بشكل موضوعي حضور المرأة داخل المجتمع، والأمكانية التي تمتلكها كي تكون إنسان مشارك داخل المنظومة المجتمعية: فجاء سؤال هل للمرأة العراقية من حضور لافت بشكل عام؟ فتباينت الأجوبة بين نعم ولا، تقول أحدى الفتيات: الحضور في المجتمع وإن كانوا نخباً فكرية- لكنهم قليلين جداً ولا يوجد للفتاة حضور لافت.
وتقول أخرى: الحضور قليل جداً، خصوصاً في المحافظات يكاد يكون معدوماً. وأخرى ربطت وجودها اللافت بالفن: المجال الوحيد التي يمكن أن يكون لها حضوراً
وتقول أحدى الفتيات: لها حضور لكن في نفس الوقت مهمش وليس لديها قدرة حقيقية على اظهاره، لانها تدرك انها محاربة- اكبر دليل الانتخابات الأخيرة- ضربت بالشرف وشوهت سمعتها.
واعطت فتاة أخرى رأيها في الموضوع من خلال ربط وجودها بالأهل، تقول: كلا غير موجودة- بالعكس الانتقاد اكثر من التشجيع من أهلها والمقربين. وفتاة ربطت بين حضورها وبين التظاهرات، بقولها: بعد تشرين لاحظت إن المرأة اخذت وجودها وملامحها ظهرت في المجتمع.
وجاء سؤال هل نهوض المرأة يكون على عاتقها ام على عاتق الدولة والمنظمات؟
ركزت الفتيات، على ثلاثة محاور في موضوع نهوض المرأة، والتي توزعت على:
1. الأهل: تقول احدهن: على عاتق الأهل هم المسؤولين عن نشأتها القوية كي تثبت نفسها قبل كل شيء.
2. المرأة نفسها: تقول احدهن: في البداية يقع على عاتقها وبعدها على المؤسسات- لان المرأة عليها ان تبدأ من نفسها وذاتها، فلا يوجد شيء مستحيل. وأخرى تقول: ان قوتها الداخلية هي الأساس لنهوضها وتقدمها. وتقول فتاة: يجب ان تصمم هي بنفسها اولاً وقبل كل شيء. وتقول أخرى: اذا اقتصرت المراة في وجودها فقط على البيت دون خروج لن تجد من يأخذ بيدها... الخطوة الأولى، والمبادرة الأولى عليها والخطوات الباقية على المنظمات والدولة في التوعية.
3. الدولة والمؤسسات: تقول أحدى الفتيات: الدولة والمنظمات يجب أن توفر بيئة أي المبادرة الأولى منهم وبعدها يأتي دور الفتاة العراقية. وتقول أخرى: الجميع مشترك، لكن القانون اولاً الدولة يجب ان تمنع زواج القاصرات وترك المدارس يجب أن تُجرم هذه الأفعال، كي تستطيع المرأة أن تنهض بنفسها.
وكي نفهم مقدار الوعي من المرأة اتجاه المرأة نفسها، أي كمية فهم المرأة لذاتها ولذوات الاخريات، جاء السؤال هل تمتلك المرأة ثقافة سلام أو ثقافة حل النزاعات؟
لو اخذنا الإجابات بشكل جمعي، لوجدنا ان المرأة فطرياً تمتلك هذا النوع من الثقافة، التي تحفزها لتكون صانعة للسلام، عبر شعورها الفطري الأمومي، وعبر استثمار عاطفتها. تقول احدهن: اكيد طبعا لأن طبيعة المرأة مسالمة أكثر من الرجل.
وأخرى تقول: نعم جداً- لديها كمية سلام ورؤية مستقبلية- لان العاطفة وحب الناس لديها تساهم في تحقيق الأمن والسلام. وتحدثت أخرى بقولها: نعم أكثر من الرجل- لأن السلام في فطرتها كأخت أو أم أو زوجة، فيكون لها قدرة على حل المشكلات وتبسيط الأمور.
بينما هناك نسبة قليلة شخصت الواقع، بقلة الثقافة والتوعية فيما يخص السلام والنزاعات، تقول فتاة من المشاركات: إن موضوع حل النزاعات تحتاج دبلوماسية عالية لا تتوفر في أي امرأة. وتقول أخرى: الكثير من النساء يستخدمن الصوت أعلى من العقل، وذلك لقلة الوعي بثقافة السلام والتفاوض والتسامح.
طلبنا من الفتيات تحديد طريقة، تمكن المرأة نفسها من نشر السلام في المجتمع، فجاءت بعض النتائج كما يلي:
1- أنا رسامة ومن خلال رسمي أرسل رسالة للمجتمع- في ان المرأة كائن عاطفي جميل ويجب حمايتها، كي تستطيع ان تنشر السلام.
2- عن طريق المشاركة في الفعاليات التي تخص السلام لزيادة الوعي المجتمعي.
3- من خلال عملي مع ذوي الاحتياجات الخاصة- وعبر الحوار الخاص مع الأهل- اصنع سلام- في تعليمهم كيف يتعاملون مع أولادهم- ومعاملة الأب مع الأم.
4- من خلال عملي في الزراعة، مشروعي للتشجير وحده يحقق السلام، عبر خلق بيئة جميلة آمنة.
5- عن طريق الندوات والحوارات في الجامعات، ومنشورات السوشال ميديا، تساهم جميعها في صنع السلام، رأينا الفتاة العراقية لاسيما في المظاهرات، إذ منعت النساء المتظاهرين من حمل السلاح، وحافظوا على سلميتها ومنع إراقة الدم.
6- مهرجانات وفعاليات، ومشاركة الفتاة وحدها تكفي لنشر إلى السلام.
7- من خلال الكتابة- تعزيز المهارات والهوايات تستطيع أن تدعم الثقافة والسلام.
8- عن طريق الكتابة والحوار في السوشال ميديا- أو تصنع برامج على اليوتيوب- إقامة سفرات للتعايش مع ثقافات مختلفة- ملتقيات تتضمن مجموعات شبابية بين الجنسين.
9- من خلال تمكينها اقتصادياً وإعادة ثقتها بنفسها- اطلاق برامج لتوعيتها وتثقيفها.
9. من خلال الاعتماد على نفسها لانه مفتاح النجاح لها، تستطيع أن تترك بصمة في المجتمع، وتأثيراً أكبر على شريحتها النسوية.
10. ممكن الاهتمام بالشأن الثقافي- عبر استخدام ذكائها، من خلال زيادة وعيها وفهم نفسها وحقيقتها.
11. عندما تكون واثقة بنفسها وصلبة هي سوف تنشر السلام- عندما تحقق سلامها الداخلي سيتحقق سلامها المجتمعي.
من جانب آخر، حاولنا معرفة رأيهن في الضد من السلام، الا وهو العنف ضد المرأة، وانتظرنا الإجابة على سؤال ما أبرز أثار العنف والصراعات على المرأة الصراعات داخل العراق؟ فكانت الإجابات تركز اغلبها على العنف النفسي، وان كان العنف الجسدي ظاهراً، لكن النفسي هو أكثر إساءة، لانه يهدم الفتاة من الداخل قبل الخارج، ويحولها إلى كائن لا نفع منه ويدفع بها نحو الانتقام بأبشع الطرق من ذاتها ومن الآخرين، تصل إلى حرق نفسها أو قتل أولادها. تقول احدى الفتيات: ان كل أنواع العنف موجودة- النفسي والجسدي، لكن الأكثر هو النفسي، لان المجتمع يبدأ بالتعنيف من الطفولة، فيكون العنف النفسي هو الإكثر تأثيراً.
وتقول فتاة اخرى: العنف اللفظي هو أبرز أنواع العنف- لأن المرأة كائن حساس عاطفي يتأثر بالكلام- حتى التحرش يعد تعنيفاً لفظياً موجوداً في مجتمعاتنا. وتقول أخرى: ان العنف النفسي هو الأخطر، فمن خلاله يتم برمجتها على انها مهمشة وقليلة الشأن وتعيش بهذه الفكرة، أسيرة الخوف.
بعض الفتيات المشاركات، ركزن على العنف الجسدي، وان المرأة هي من اختارت بطريقة مباشرة أو غير مباشرة ان تربط نفسها بالرجل، واعتمدت عليه وليس على نفسها، مما عرضها ذلك إلى العنف النفسي والجسدي. وتقول احدهن: التعنيف الجسدي والقتل- لغياب من يحميها ويحافظ عليها.
وتضمن حوارنا معهن تسليط الضوء على الامكانية التي تمتلكها المرأة كي تحمي نفسها من العنف واللامساواة. حيث رأت أحدى المشاركات: ان الفتاة في العراق لا تمتلك الامكانية لحماية نفسها، الا بنسبة ضئيلة جداً، لأن العنف يزيد ويقل- واغلب الذكور يكونون ضدها في كل حالة عنف، وما زالت نظرة المجتمع تنظر للمرأة على انها كائن ليس له حق الكلام.
وتقول أخرى: المرأة غير قادرة على حماية نفسها، كثير من النساء تعرضن للاختطاف والعنف- فلا يوجد قانون يحميها- مثل قانون العنف الاسري. وتقول فتاة أخرى: "المجد لمن قال لا" كما يقول سبارتكوس- والأهل يقع على عاتقهم مسؤولية حمايتها من العنف. ومشاركة أخرى: لا يوجد قانون ولا عدالة، بالعكس اللوم يقع عليها اخيراً.
لا يمكن أن نحدد جهة واحدة يمكن لها ان تقدم الدعم والحماية للفتاة في العراق، أكثر من الجهة القانونية، هي القادرة على حمايتها من زوجها وأهلها ونفسها أحياناً، اذا ما وضعت قوانين حقيقية تخدم مصلحة وحقوق الانثى في العيش بسلام، وهذا ما حاولت كثير من الفتيات التعبير عنه، مع شعور بالخذلان من غياب القانون نفسه.
التظاهرات:
في حوارنا مع الفتيات حول التظاهرات ومشاركتهن فيه، كان الحوار دائماً يأخذ منحى عاطفي، لكنه مفعم بالفخر، لانه لا يعكس مشاركتهن فقط، وانما مشاركة كل نساء العراق، وما تركن من اثر كبير على مجتمعنا العراقي بشكل خاص، والمجتمع الدولي بشكل عام.
فكان أهم سؤال نبتدئ به حوارنا هو ما مستوى الخوف الذي أصابك من خلال مشاركتك، ولماذا؟
فجاءت بعض الأجوبة بنعم، الخوف كان حاضر في الساحات وخارجها، ومازال قائم إلى الآن، لأن التصفيات الجدسية لم تنتهي، وهي تطال الجميع، ولا يوجد من يحمينا، تقول احدى الفتيات: مستوى الخوف لايوصف في كل لحظه اشعر بأني سوف إقتل أو أختطف.
وقالت أخرى: شعرت بالخوف من إيصال تهديد لي، أو أن يتم تصفيتي أنا أو أحد افراد عائلتي. وأيضاً احدى الفتيات علقت بالقول: كانت حياتي بخطر وحياة اهلي- اضطررت أن أغير مكان سكني لمكان قريب لمنطقة آخرى- ولحد الان اشعر بالخطر من التهديدات بالتصفية. وبعضهم كان يخاف على عائلته اكثر بقول هذه الفتاة: لم اخف على نفسي، لكنني خفت على أصدقائي الذي كانوا في الصفوف الأمامية من التظاهر. وأخرى أيضاً تقول ذات الشيء: لم أخف ابداً على نفسي- لكنني خفت على أهلي أكثر من تعرضهم لخطر التصفية.
وبعض الفتيات رفضن مفردة الخوف، وان زمان الحراك كان لا يقبل شعور الخوف، بقول احداهن: لم أخاف ابداً لأني كنت في حالة حماس وطاقة وفرح لمشاركتي. والشباب وفروا لي الحماية هناك.
ثم طرحنا سؤالاً آخر، يتضمن التقييم الشخصي لما قدمته الفتاة العراقية خلال التظاهرات الأخيرة؟ فكانت الإجابات على الاطلاق بالتقييم الممتاز، لأن الفتاة العراقية قد قدمت كل ما يكمن أن يقدمه انسان لوطنه، فلا يمكن لها أن تعطي أكثر وسط هذه الظروف السيئة، فالتقييم عالي جداً من ناحية حضورها ومشاركتها وتفاعلها، منهن المسعفات والاعلاميات والفنانات وطالبات المدارس والكليات. ساحات التظاهر كانت مفتوحة للجميع كي يشارك بها أو يطبخ أو يعبر عن رأيه أو ينظف ويرتب، هناك حسب تعبير آحدى الفتيات الجميع كان يعرف واجبه ودوره واتمه على احسن وجه. تقول إحدهن: إن للفتاة العراقية مواقف مشرفة وكثيرة.
وأخرى تقول: لولا انتشار كوفيد19 لأكملت الفتاة دورها وبجدارة. وتقول أخرى: العراقية هي أفضل النساء، حتى التي كانت تلتقط الصور شاركت في زيادة الزخم ونقل الصورة الإعلامية، حتى التي كانت لا تستطيع الحضور شاركت بمالها وجمع التبرعات.
ولكن كي نعزز مشاركة الفتاة في الحراكات المجتمعية ونزيد من زخم تفاعلها، طلبنا من الفتيات المشاركات في البحث أن يقدمن بعض المقترحات لذلك، فكان الجواب كما يأتي:
11. من خلال تحفيزهن على المشاركة عبر السوشال ميديا ودعمهن وتوفير الحماية لهن.
12. توفير الحماية القانونية لهن من التهديدات والتصفيات الجسدية.
13. منحها الفرصة وفتح المجال أمامها، وعدم الاستهانة بقدراتها.
14. توفير حملات جماعية في المشاركة- مثلا عمل شبكة نسوية للمشاركة وزيادة الاعداد.
15. نحتاج إلى الوعي والتثقيف مع اسناد شعبي وعشائري.
16. كنت متواجدة في اول يوم، عندما كان هناك 5 فتيات فقط، الحضور والمبادرة يعزز المشاركة.
17. توفير الأمان لها- والاحترام- وتقدير وجودها في الساحات.
18. قانون يحميها، كذلك يجب ان يكون لها وعي وانتماء للوطن.
19. تعزيز دور المنظمات في التثقيف وزيادة وعي المشاركة الفعالة.
20. الاعلام يمكن أن يؤدي دوراً كبيراً في تعزيز مشاركتها وعبر تشجيعها.
ونتيجة لهذه المشاركة الفعالة للفتاة العراقية في الحراك ودورها الناضج بالوطنية والمسؤولية، كان سؤالنا حول الأثر الذي تركته مشاركة الفتيات في الحراك السياسي، وما الشي الذي تحقق من هذه المشاركة؟
اتفق الأغلبية على أن الفتاة العراقية قد حققت انجازاً كبيراً متمثلاً بتغيير نظرة المجتمع لها، وتحولت من مجرد جسد إلى إنسان لديه حقوق وقادر على أن يطالب بها ويدافع عنها. حيث ساهمت مشاركتها في زيادة الوعي لدى عامة الناس، وتحقق وجودها المساوي نوعاً ما في المجتمع، كذلك تغير في الثقافة النسوية نفسها في تبني الموقف والمبادرة الصريحة. تقول احدى الفتيات: حققت التوازن-أتثبت وجودها واعطت دليل إنها الجزء الأكبر في المجتمع.
وتقول أخرى: اكدت المرأة على أنها قادرة على الحضور والكلام والمدافعة عن وطنيتها- وقادرة الأن على التعبير عن نفسها وعن آرائها.
ومن المنطلق نفسه، وضعنا افتراضاً وطلبنا الإجابة عليه، وكان: لو قادت الفتاة العراقية حراك شعبي لوحدها، هل ستنجح به؟
فأجابت احدى المشاركات: نعم ممكن- لدينا كثير من النساء الواعيات يمتلكن إمكانات قيادية كبيرة في المجتمع.
وقالت مشاركة أخرى: نعم تستطيع طبعا مثل الشهيدة رهام يعقوب التي جمعت النساء في البصرة.
وقالت أخرى: اكيد- لدينا نساء قويات ومتمكنات- بشرط أن يكون هناك تنظيماً نسوياً خاصاً.
وعبرت احدى المشاركات عن حاجة المرأة إلى وجود الرجل في الحراك، أذ لا يكفي أن تكون وحدها، فهي تحتاج إلى دعم الرجل حسب قولها.
وقالت أخرى في ذات السياق: تحتاج المرأة إلى من يسندها وشخصيات تدعمها من الجنس الآخر لأن المجتمع يتشكل منهما- هكذا تشعر بقيمتها وحضورها المؤثر الأيجابي.
لكن هناك احدى الفتيات التي عبرت بصراحة عن صعوبة الموقف بقولها: الموضوع صعب- مما يتطلب تغيير كثير من المفاهيم الاجتماعية منها التطرف الديني والثقافي.
وقالت أخرى: الأفضل ان يكون هناك مكتب خاص للمرأة كي تكون أكثر تنظيم، وكي يتم استبعاد المسيئة ويكون لها صوت واضح.
رغم كل ما قدمته الفتاة العراقية في التظاهرات، لكن لا يمكن انكار الدور المجتمعي في صياغة حضورها وشكله، فكان السؤال هل القيم والعادات الأجتماعية سبب في الحد من مشاركة الفتاة في التظاهرات؟
فقالت احدى الفتيات: كانت المساحة في بغداد واسعة أكثر للمشاركة، أذ تجاوزت المرأة هذا الأمر بشكل كبير. لكن بقية الفتيات أكدن على دور العادات والتقاليد الاجتماعية في محدودية مشاركة المرأة بشكل مريح في الحراك من باب العيب ولا اللايجوز، والمجتمع العشائري الذي يقيد المرأة.
تقول فتاة: كثير من النساء رغبوا في المشاركة في الساحات ولم يستطعن، بسبب العادات المجتمعية، رغم ذلك هناك من كسرن هذه القيود وجئن إلى الساحات وساهمن بشكل واضح.
تقول فتاة أخرى: نعم كثير من العوائل بعاداتهم وتقاليدهم يمنعون النساء من المشاركة من باب العيب والحرام- وكثير من التقاليد حرمت النساء من خصوصيتها وحياتها.
وقالت أخرى: نعم جداً- الإحساس بالعار والخزي واشعارها إنها أقل من الرجل- كل تصرف منها ينعكس على البيت والعائلة.
بينما هناك فتاة قد خالفت كل هذا بقولها: كلا- المرأة هي التي تخاف من المجتمع ونظرته لها. والدليل الجامعات والمدارس حضورها كان فاعلاً. على المرأة أن تواجه لا أن تخاف.
من جانب آخر حاولنا ان نحدد إن كان قد وصل ما قد قدمته الفتاة العراقية في التظاهرات بشكل لائق الى المجتمع الدولي أم لا؟ وهذا كان أحد اسئلتنا فيما يخص هذا الشأن، فقالت احدهن: نعم- من خلال صورة لوالدتي تم نشرها في جريدة بريطانية. ما قدمته الفتيات وجد صدى واسعاً- وإن كانت أعدادهن قليلة، لكن صداها كان قوياً.
وقالت أخرى: نعم وصل- أنا شخصياً اتصلت بي أكثر من وكالة دولية أجنبية لنقل مشاركة المرأة في الحراك السياسي- خصوصا المسيرة الوردية. الأعلام الدولي كان متفاجئاً ومعجباً بالدور النسوي. لكنهم في نفس الوقت كان ينصحون بعدم وضع الحمل على النساء فقط لأن المشاركة تخص الجميع.
قالت احدى المشاركات: جدا ًلائق لأن بدورها أوصلت صورة إيجابية جداً- من ملابسها إلى افكارها- حاضرات بملابس المدراس والجامعات؛ نقلت صورة إنها جادة في هدفها ليس لأجل اللعب وأخذ الصور. وقالت فتاة: نعم وصل بشكل لائق، لان اغتيال النساء ساهم في زيادة عدد النساء، وهذا ما رآه العالم والاعلام الدولي. فكانت صورة مشرفة. الطبيبة المسعفة بصورتها وصلت للعالم.
وقالت أخرى: نعم وصل بشكل ممتاز- الأعلام الدولي موجودين في كل مكان- وتفاجئوا بمظهرها المدني و المتطور ووطنيتها.
في سؤال طرحناه على الفتيات ان كنت قد واجهتِ أي نوع من التهديدات أو الإساءة خلال المشاركة في التظاهرات، جاءت اغلب الإجابات ان الأهل كانوا عائق من ناحية الخوف الشديد على بناتهم، ومن ناحية عدم الحاجة لانخراط الفتيات في هذا المضمار الصعب والخطير من وجهة نظرهم. أذ قالت احدى الفتيات: كان اهلي عائقاً لي، اضطررت ان اكذب عليهم كي أشارك. وقالت أخرى: لم يساندني أحد من عائلتي كانوا خائفين دائماً ويحاولون اقناعي بعدم المشاركة.
وقالت مشاركة: إخواتي ساندوني، لكن أبي كان يخاف عليٌ لان المكان خطر. وأخرى تقول: نعم والدتي، نوعاً ما هي مع المظاهرات، لكن أخي وأبي منعوني من الذهاب، لذلك كنت أذهب بدون علمهم. وفتاة أخرى اكدت ان الأهل يعارضون المشاركة لكن قوة شخصية الفتاة والحاهها للمشاركة في قضية وطنية حقيقية، يجعل المُستحيل واقعاً.
وبعض الفتيات عبرن عن اسفهن لعدم المشاركة لمعارضة الأهل الشديدة، أذ قالت احدهن: اني ممنوعة من الخروج من المنزل، بشكل عام فكيف اخرج للتظاهر والحراكات. بينما هناك فتيات اخريات شاركن بتشجيع من الاهل مباشر، وذلك لأن العائلة نفسها قد ذهبت إلى الحراك، وكانت جزءاً من المتظاهرين، وبذلك تقول احدى الفتيات: عائلتي ساندوني جداً- لم يمنعي أحد وكانوا معي في كل شيء.
وكان آخر سؤال قد طرحناه على الفتيات، سعيِاً منا لمعرفة اذا ما تلقت احدهن أي تهديد أو إساءة داخل ساحات التظاهرات؟ أذ قالت احدهن: الأساءات كانت تأتي عن طريق رسائل وتعليقات من حسابات وهمية- تهديدات بالتصفية لي ولأهلي. كذلك تعرضت للأساءة من فتيات بالكلام السيء فيما يخص الحجاب وحضوري داخل الساحات.
وقالت أخرى: نعم وصلني كثير، بالنسبة للتهديدات كنت أحاول التخفي وعدم الظهور بشكل واضح بعد التهديد وكذلك أحرص على عدم الحضور بمفردي بأي مكان لاسيما في موقع التظاهرات، فقد كنت اتواجد مع عديد من الأصدقاء. وقالت فتاة: كلا لم يصلني أي تهديد- لكن؛ نبهوني كثيراً على عدم كتابة شيء على السوشال ميديا.
تعرضت للاساءة وليس لتهديد كما تقول ذلك أحدى الفتيات: لا توجد تهديدات، لكن إساءة نعم مثلاً مكانك ليس هنا، أو ازعاجات لفظية في مشاركتي كأمراة. وقالت أخرى: ان التهديد لم يأتي لي مباشرةً ولكن كان لأختي، حيث وضعوا ورقة فيها اسمائهن وهددوهن بعدم الخروج.
7. تحليل الحوارات والمقابلات الميدانية لشريحة الناشطات وشريحة النساء والفتيات؛
سنتناول في هذا المحور تحليل للمعلومات التي تم استحصالها من اللقاءات المباشرة, كما سنعمل على تصنيف الأفكار وإيجاد العلاقات معها والبحث عن أدوات للتعامل مع قضية مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام, وعلى الرغم أن عملية التحليل ونتائج الحوارات والخلاصات توزعت على جميع محاور البحث, ابتداء من التعاريف التي كان للكثير من الآراء والتصورات لدى شريحة البحث, وكذلك تعمدنا توزيع التوصيات على تلك المحاور, والمميز في هذا المحور هو إقتراح أدوات للتحليل ومحاولة تصنيف التصورات في أطر تساعد النشطاء والمشتغلين على قضايا المرأة التفكير من زوايا مختلفة وتقديم مبادرات وحلول جديدة,
سيتضمن هذا المحور، مساحات المشاركة ثم رأى كل شريحة من شرائح البحث بأهمية تلك المساحات، كما نحاول أن نقدم تصنيف لحالة المرأة العراقية وعلاقة تلك التصنيفات بعامل الأمان، مع تصور تلك التصنيفات وتوزيعها على البيئة العراقية بما يتعلق بقضايا المرأة، ولنخرج بمجموعة من الحواريات التي لطالما كان لها التنوع في التصورات والحماسة لدى الناشطات عند التطرق إلى جملة من تلك المواضيع.
7.1 اولا: مساحات المشاركة للمرأة
تناولنا في الصفحات السابقة، المساحات في التعريف لتكون جزء من العناصر التي تشكل مصطلح المشاركة وفق تصور الناشطات العراقيات، ونعتقد انه من الضروري العمل على نقد هذه الفكرة وتصويبها وتكثيف العمل البحثي المتعلق بهذه الأفكار والأطر،
فكرة المشاركة تتطلب تطويرها من التصورات الأحادية الى التصورات المركبة, وهذا ما عبرت عنه إحدى الناشطات, ومن الملاحظ أنه أول ما يتبادر إلى الذهن عند مناقشة موضوع المشاركة النسوية , المشاركة في البرلمان والمناصب القيادية, والتركيز على هذه المساحة, مع أهميتها, وخلال الأسئلة المتعددة ظهر لنا تصورين, الأول, التصور السائد وله الزخم العاطفي والإشتغال على مدى من الزمن, ألا وهو الضغط على أصحاب القرار لتعيين أكبر عدد من النساء في المناصب القيادية والمشاركة في السلطات التشريعية والتنفيذية, والثاني هو تصور لا يبتعد عن هذا التصور ألا إنه يقدم أهمية للفاعلية نسوية في الشأن العام, ويضيف إلى موضوع الوجود العددي الوجود النوعي للنساء مما يحقق المشاركة في المناصب الحكومية والتشريعية.
كما نحاول أن نستعرض كافة التصورات لكل مجالات المشاركة في الشأن العام، وفيما يلي المساحات المستخلصة من الحوارات:
1- إهتمام النساء بقضايا النساء وإمتلاك رؤية نسوية،
2- المشاركة السياسية للمرأة
3- المشاركة في المناصب القيادية في الدولة.
4- المشاركة في تقرير القضايا المصيرية كالسلام والحرب.
5- المشاركة في وضع الحلول للأزمات والاستقرار المجتمعي.
6- المشاركة في الفضاء الثقافي والعلمي
7- المشاركة الاقتصادية في القطاع الخاص وريادة الاعمال
8- المشاركة في الفضاء المدني
9- المشاركة في التضامن والإحتجاج على الإنتهاكات التي تواجهها النساء والفتيات.
10- التواصل العالمي وتبادل الدروس والتضامن في القضايا المشتركة ومنها قضايا المرأة.
وعبر المقابلات تم توصيف التشابه والإختلاف بين شريحتي البحث، حول مساحات المشاركة، وتقدير كلا الشريحتين لمدى الإهتمام والأهمية،
عملية تكوين الجدول التالي هي عملية وصفية قد لا تكون بالغة الدقة، لكن عملية المقارنة ستجيب عن سؤال مهم، ما هو الفرق بين تصورات الناشطات وتصورات النساء غير الناشطات (المهتمات بالنشاط المدني)، أيضا تساعد عملية المقارنة إلى إثارة أسئلة جديدة،
الجدول سيتناول المساحات العشر للمشاركة، ثم يتم وضع تقدير رقمي من الصفر الى العشرة، والرقم هو معدل إهتمام كلا من الشريحتين من خلال المقابلات وتقدير الباحث،
جدول SEQ جدول * ARABIC 3: مساحات المشاركة بالشأن العام، مقارنة بين الناشطات وبين النساء والفتيات المهتمات.
مساحات المشاركة للنساء في الشأن العام
الناشطات في المجتمع المدني
النساء والفتيات
إهتمام النساء بقضايا النساء وإمتلاك رؤية نسوية
4
6
المشاركة السياسية للمرأة
9
7
المشاركة في المناصب القيادية في الدولة
8
5
المشاركة في تقرير القضايا المصيرية كالسلام والحرب
1
4
المشاركة في وضع الحلول للأزمات والاستقرار المجتمعي
1
4
المشاركة في الفضاء الثقافي والعلمي
2
6
المشاركة الإقتصادية في القطاع الخاص وريادة الأعمال
6
6
المشاركة في الفضاء المدني
6
5
المشاركة في التضامن والإحتجاج على الإنتهاكات التي تواجهها النساء والفتيات
8
7
لتواصل العالمي وتبادل الدروس والتضامن في القضايا المشتركة ومنها قضايا المرأة
3
1
من الجدول رقم (3) نستطيع نتبين أربعة أنواع من العلاقة بين تصور الشريحتين:
1- الإتفاق على الإهتمام بين الشريحتين،
2- الاتفاق على عدم الاهتمام، بين الشريحتين،
3- إتفاق النشطاء على الإهتمام مقابل عدم إهتمام النساء والفتيات،
4- إهتمام للنساء والفتيات مع عدم إهتمام الناشطات.
سنحاول تفصيل بعض التصورات عن كل من تلك المساحات, المساحة الاولى: إهتمام النساء بقضايا النساء وإمتلاك رؤية نسوية, فصلت الكثير من الناشطات وجود للعمل النسوي ووجود للحركات النسوية, وعند السؤال عن رؤية الحراك النسوي, كانت الإجابة غير محددة بل والسؤال مفاجئ, لم تتلقى الناشطات النسويات الدعم الكافي من المثقفين أو المفكرين إضافة الى المنظمات العالمية المعنية بقضايا المرأة, والنشاطات في العموم تعبر عن الأنشطة الفعالة اللحظية أو ردود الأفعال المتشكية نتيجة حدوث إنتهاك أو فعل إجرامي ضد إمرأة على أنها حركة نسوية , وقد تعود المجتمع والمجتمع المدني على هذا النشاط النسوي, كما تعود عليه السياسيين وأصحاب القرار وأصحاب المصالح,
والمساحة الثانية: المشاركة السياسية للمرأة, أغلب التصورات أن المشاركة للنساء في السياسة هي مشاركة رمزية[49], لا تقنع الناشطات ولتلبي طموحات النشاط النسوي, وفي هذه المساحة الكثير من الجهود والضغط والتفاعل على أساس زيادة العدد, وزيادة فاعلية المشاركات, ولحد الآن تعبر الكثير من الناشطات عن خيبة الأمل, كون إن العدد محدود أو في مواضع يكاد يكون معدوم, ونوعية المشاركة ضعيفة, وكان هناك تداول لتصورين الأول, ضرورة تنظيم القوانين التي تعزز مشاركة عددية للنساء, والثاني تشجيع النساء الفاعلات في الشأن النسوي من المشاركة, وتعبر إحدى الناشطات عن حالة من الإلتفاف الموصوف بالذكورية للأحزاب السياسية على وجود فاعل للمرأة في البرلمان أو المواقع القيادية, إما عبر ترشيح سيدات لا تمتلك رؤية نسوية أو غير مشتغلة بقضايا النساء, مما يعني عدم تحقيق أي إضافة نوعية لمشاركة المرأة السياسية, عدا العملية تكون بالوجود العددي البحت.
أما المساحة الثالثة: المشاركة في المناصب القيادية في الدولة، فهي بنفس الأطر التي تحدثنا عنها في المشاركة السياسية.
وعند البحث عن مساحات جديدة للعمل النشوي والمشاركة في الشأن العام. صار هناك مقترحات لمساحات مهمة غائبة عن تصورات كثير من الفاعلات, مثل " المشاركة في تقرير القضايا المصيرية والسلام والحرب للبلد" وهي المساحة الرابعة, ونوصي بضرورة التفكير بإيجاد دور حقيقي نسوي في القضايا المصيرية, ووضع ذلك ضمن أجندة النشاط النسوي في العراق, إن الدور النساء غائب وبالأخص الفتيات والشابات حول المشاركة في تقرير المصير, وكباحث لم أجد أي تصورات أو فكرة للمشاركة منشورة أو عبر المبادرات التي سعت إلى تقديمها عديد من المنظمات[50], كما وعند متابعة عدد من الورش للشباب والشابات, نجد مع أهمية اثارة الحوار لدى الشباب وإيجاد فضاءات شبابية, لكن الورش بالعموم تفتقد إلى تصور واضح لكيفية مشاركة (الشباب أو الشابات ) في القضايا المصيرية[51], عند الحوار مع أحد المنفذين لهذه الورش كان واضحا إنه نشاط نوعي لا يمتلك تصورا فكريا أو مرحليا ضمن خارطة طريق.
نحتاج في هذه المساحة بلورة التساؤلات المتعلقة بالكيفية لتعزيز مشاركة النساء والفتيات في القضايا المصيرية، حيث ستطور تلك البرامج قدرة للنساء والفتيات على العمل في الشأن العام، وتطوير الأفكار والرؤى المقدمة إلى أوساط النساء فضلا عن كافة المجتمع العراقي.
وفيما يتعلق بالمساحة الخامسة: "المشاركة في وضع الحلول للأزمات والإستقرار المجتمعي"، فهي ترتبط وتتشابه مع المساحة السابقة، حيث الحاجة إلى تطوير المبادرات للمجتمع المدني، والتي تميل إلى طابع الإحتجاج، والعمل على المبادرات البنائية والتطويرية، وهو ما يرتبط بالمساحات الأخرى التي سيرد ذكرها.
أما المساحة السادسة: "المشاركة في الفضاء الثقافي والعلمي" وهي من الحاجات الغائبة لدى النشاط النسوي, وغائبة في ذاكرة النساء والفتيات العراقيات, ودائما يعزو النقص هذا إلى إفتقار الإعلام إلى المهنية وعدم التطرق والإهتمام بقضايا النساء والشخصيات العلمية والأدبية النسائية, والسؤال الذي عادة نقدمه للتفكير من زاوية مختلفة, ما الذي سيحقق تداول هذه المعطيات التي تخص المرأة للمؤسسة الإعلامية أو الإعلامي نفسه[52], كثيرا كنت أسمع هناك أسماء نسائية كبيرة في العراق, لكن قليلا ما كنا نحصل على إسم أو إثنين, وهذا يدلل قلة تداول الناشطات للمساحات البنائية, والمعطيات التي تعزز بناء ذاكرة نسوية إيجابية فاعلة, في حين أن الصور المعاكسة, صور الضحايا والإنتهاكات, نجدها حاضرة قد إحتشدت في ذاكرة السيدات والنساء والفتيات, ونوصي بالعمل على التوازن والتفكير حول تعزيز صور النساء المتقدمات أو المبدعات بنفس القوة التي ربما نعمل بالدفاع عن النساء المتعرضات إلى الإنتهاكات.
أما المساحة السابعة: "المشاركة الإقتصادية في القطاع الخاص وريادة الأعمال", عبرت إحدى الناشطات عن تصورها لأهمية العمل والإستقلال الإقتصادي للنساء والفتيات, حيث إن قدرة المرأة على العمل التجاري والصناعي والتسويق يكسبها القدرة على إتخاذ القرارات والتدرب على المخاطرة وتحمل المسؤولية, هناك إهتمام من قبل عديد من الناشطات, وهناك نشاط في المجتمع المدني, رغم التصورات المتعددة حول فاعلية وأثر تلك الأنشطة, لكن في العموم نعتقد أن الحراك للفتيات والنساء وخصوصا بعد جائحة كورونا بدأ بالتقدم وخصوصا من العمل في البيت, وعبر وسائل التواصل الإجتماعي.
وضمن المساحة الثامنة: المشاركة في الفضاء المدني, هناك الكثير من التصورات المقترحة, من ناحية التواجد والمشاركة في الفضاء المدني, أو البناء للفضاء المدني وتعزيزه, ومن ناحية الأثر, والملاحظ[53] أن الدور المهم الغائب هو دور الحركات النسوية في الفضاء المدني, ورغم التصدي لكثير من الناشطات والمنظمات والشبكات لعمل نسوي, لكن الفجوة مازالت تحتاج إلى مزيد من الجهود, وربما يتبادر إلى الذهن التساؤل عن سبب الحاجة إلى حركات نسوية, حيث وفق عدد من الأبعاد المتعلقة بالمرأة العراقية وبعموم المجتمع, فإن فجوة النشاط المدني للنساء مقارنة بالرجال مازال كبيرا, إضافة إلى التصورات للناشطين في عديد من القضايا المدنية هي السائدة في الفضاء المدني, مع التأكيد على إن مشاركة المرأة أضافت إضافات نوعية إلى العمل المدني والفضاء العام, نوصي في هذا الجانب تكثيف الحوارات حول البدء بالمراحل الفكرية والثقافية لبلورة مقارابات متعددة لحركات نسوية عراقية,
وفيما يخص المساحة التاسعة: "المشاركة في التضامن والإحتجاج على الإنتهاكات التي تواجهها النساء والفتيات", فتمتاز معظم الناشطات العراقيات, وناشطات الفضاء الالكتروني بالعمل التضامني والإحتجاجي تجاه الإنتهاكات التي تتعرض لها النساء والفتيات والشخصيات النسائية والناشطات وغيرها, مع ضرورة التنبيه إلى خطورة حصر قضية النشاط النسوي بهذا الجانب, وأيضا خطورة توالي حملات التضامن والإحتجاج دون الشعور بالنتائج مما يقلل حماسة المشاركة ويقلل تصور أهمية العمل المدني في هذا الجانب, كما تناولنا أيضا في أكثر من موضع في هذا البحث, إلى المشكلة الأكبر في برمجة الذهنية المجتمعية على صورة قاتمة وحيدة للمرأة العراقية, وبرمجة ذهنية الفتيات والشابات على ذهنية الضحية ولعب هذا الدور وتعزيزه من خلال التجارب الواقعية اليومية التي تتعرض لها كل من الفتاة والشابة.
أما المساحة الأخيرة والعاشرة: "التواصل العالمي وتبادل الدروس والتضامن في القضايا المشتركة ومنها قضايا المرأة" فهو أحد المعاني المستلهمة من الأدبيات الأممية , ونلمح الضعف في الإهتمام في هذا الجانب, إضافة إلى غياب التصورات لشغل هذه المساحة, وهناك ملاحظات, مع نجاح كثير من الشابات في بناء تواصل عراقي مع مجتمع غير عراقي ومتنوع, مما يبين قدرة تلك الفتيات على التواصل العالمي وتبادل الأفكار والحوارات والدروس, ومع كون القضايا التي تتناولها الفتيات والشابات تقع ضمن الإهتمامات العامة لهذه الشريحة, ألا إنها ظاهرة تعد بنية تحتية لهذه المساحة, وتؤكد توافر الخبرات, ونوصي بالتواصل وتمكين الفتيات والشابات في هذا المضمار وتقديم المحتوى الثقافي لهن لا عبر عملية التلقين القسري أو التعليم الممل بل على أساس المشاركة والحوار والتوجية .
قدمت لنا الحوارات حول هذه المساحات أفكار متنوعة ومتعددة، رغم التصور الأولي أن العمل النسوي العراقي قد وصل إلى حالة الجمود، وهو ما يثبت أهمية الإستمرار بتجديد الحوارات والتساؤلات والنقد، سنحاول في المحور التالي أن نبين تصور كلا من الناشطات والنساء العراقيات توصيفات للمرأة العراقية.
7.2 ثانيا: تصنيف واقع المرأة في المجتمع العراقي:
هذا المحور يتناول توصيفات للمرأة العراقية، عبر محاولة إستكشاف الذاكرة والمخزون الصوري عند الناشطات حول (للمرأة)، وتتبادر إلى ذهن كلا من الناشطات والنساء في المقابلات، صور متعددة شكلت ذاكرة المرأة العراقية وصورت سردياتها وقصصياتها اليومية، حاولنا جمع تلك الأوصاف أو التسميات، ثم أوجنا علاقة مع متغير الأمان الإجتماعي، وهذه الخطوات كلها تمت عبر الحوار مع السيدات المشاركات في الدراسة، وأول ما يتبادر الى الذهن بالنسبة إلى الناشطات هو كون المرأة ممكنة وغير ممكنة، ونستطيع التعبير عن هذه الثنائية:
1- المرأة الممكنة هي المرأة التي تمتلك الحد الأدنى من: الإستقلال الإقتصادي، والرأي الفكري والثقافي، والدور المجتمعي.
2- المرأة غير الممكنة: والمقصود هو المرأة التي لا تمتلك: الإستقلال الإقتصادي، والرأي الفكري والثقافي، والدور المجتمعي.
ووفق جملة من الحوارات المباشرة وغير المباشرة، إستحصلنا على التصنيفات التالية للمرأة العراقية حسب تصورات الناشطات العراقيات، وهذه التصنيفات كالتالي،
- المرأة المحرومة: هي المرأة التي تعيش حالة من الحرمان الإقتصادي والعاطفي والنفسي، وقد تكون أرملة أو مشردة أو مطلقة...
- المرأة المنتهكة: وهي المرأة التي واجهت حالة إنتهاك أو تعرضت إلى صدمة ولم تتعافى منها، سواء الإنتهاك الجنسي أو النفسي أو الحقوقي، كالتعامل مع المرأة على إنها سلعة[54] كما يمكن إعتبار المرأة التي تمتهن المهن الواطئة في هذا الصنف.
- المرأة المهمشة: وهي المرأة التي لا تمتلك الحرية الشخصية والإرادة وتقوم بمجاراة القيم المجتمعية على حساب هويتها ووجودها.
- المرأة المحجمة: وهي تلك التي تمتلك الطموحات وتكبحها القيود الأسرية والمجتمعية.
- المرأة الممكنة: وهي التي تمتلك القدرة على التعبير عن الذات والعمل والإستقلال الفكري والنفسي والمادي.
هذه التصنيفات تم إستخلاصها ضمن الحوارات مع المشاركات، ونوصي بالعمل من قبل المنظمات والمهتمين بالشأن النسوي بالعمل على إعداد تصنيف عراقي يساعد على تصور الحالات والعمل وفقها.
يتضح من التصنيف السابق أن 4 من 5 هي تصنيفات سلبية، وهذا يدعو إلى التساؤل حول الإشكاليات الكبرى التي تعيشها المرأة العراقية وحالة عدم الرضا الواضحة.
بالنسبة إلى العوامل التي تعزز مشاركة المرأة سنحاول تصنيف العوامل وفق تلك التصنيفات، كما تساعد هذه التصنيفات على تكوين تصورات واضحة حول البرامج لكل فئة من الفئات المستهدفة، لتحقيق تغيير على نطاق أكثر فاعلية وإستدامة لمشاركة المرأة.
وهناك تصور بأن المرأة ممكن أن تعيش حالة من السلبية: حالة الضحية، أو الخوف وعدم الأمان، المجاراة، عدم الاهتمام، اليأس، الإحباط ...
أو تعيش حالة: الرفض للواقع، التمرد على القيود، عدم الإهتمام بالمحيط،
طبعا من المهم هنا التفكير بحالة ثالثة, ألا وهي التغيير الهادئ والواعي وعبر المساحات غير المستفزة, والعمل على كسب تأييد المكونات المجتمعية (القريبة من قضايا المرأة) أو تغيير التصورات لتلك المكونات, في الجدول التالي سنحاول وضع هذه الصور المتعددة للمرأة, تحت مسمى الصورة الذاتية أو الدور الذي تعيشه المرأة, و في كل حالة يتدرج الجدول من القبول التام بالحالة والدور إلى الرفض والعمل لتغيير هذا الدور, وكما يبين الجدول إرتباط أولي ما بين موقع المرأة من الدور الذي تعيشه ومتغير مهم وهو مستوى الشعور بالأمان:
جدول SEQ جدول * ARABIC 4 الصورة الذاتية للمرأة ومستوى الشعور بالأمان
التصنيفات/ الصورة الذاتية للمرأة أو الدور الذي تعيشه
التسمية المجتمعية للمرأة/ أو الفعل
مستوى الشعور الامان
المحرومة
المنتهكة
المهمشة
المحجمة
الممكنة
ضحية
ضحية
ضحية
ضحية
ضحية
المرأة المحافظة
عالي
تعايش مع الحرمان
تعايش مع الانتهاك
تعايش مع حالة التهميش
تعايش مع حالة التحجيم
مجاراة الواقع والقيم
جيد
محاولة تجاوز الحرمان
محاولة تجاوز الازمة
محاولة تجاوز حالة التهميش
محاولة تجاوز حالة التحجيم
محاولة أخذ دور المرأة المتحررة
تسميات متعددة
متوسط
رفض للحرمان
رفض حالة الانتهاك
رفض حالة التهميش
رفض حالة التحجيم
انتهاكات واضحة ومسكوت عنها
منخفض
الخروج من حالة الحرمان
الخروج من حالة الانتهاك
الخروج من حالة التهميش
الخروج من حالة التحجيم
انتهاكات واضحة مدعومة اجتماعيا
منخفض جدا
ونلاحظ غالبا ما تكون هناك علاقة عكسية بين الشعور بالأمان والرفض للقيود المفروضة، فكلما إزدادت المرأة سلبية وإنطواء ومجاراة للواقع أو إزدادت مشاعرها على إنها ضحية كلما إزدادت مشاعر الأمان (الذاتية أو التي يمنحها المجتمع).
طبعا ليس على الإطلاق وإنما هناك شرائح وخصوصا النساء المشردات أو الموصومات بالعار تعيش كلا حالة الضياع وفقدان الأمان، لكن الكلام هنا على الحالات السائدة للنساء في المناطق المستقرة.
المشكلة إن تصورات المرأة عن التغيير جذرية وسريعة وجريئة، الأمر الذي يجعلها مستفزة وتجابه بأقسى ردود الأفعال، وبسبب كون تصورات المجتمع عن قضايا المرأة غالبا مشوهة وغير ناضجة.
يمكن تمثيل هذه الحالة في متصل يتكون من طرفين، الطرف الأول، هو حالة المجاراة والطرف الثاني هو حالة الرفض والاصطدام، وهذا المتصل يفسر الجدول أعلاه
والبقاء ضمن بعد هذا المتصل هو أحد أكبر المشاكل الثقافية لدى الحركات النسوية العراقية والمجتمع العراقي، ربما لا نملك الجواب في هذا البحث على كيفية العمل على أبعاد أخرى تغيير المعادلة والنظرة الذاتية للمرأة، وكيفية تغيير نظرة المجتمع لقضايا المرأة لكن على الأقل نقدم توصية للعمل على إستحداث أبعاد متعددة لقضايا الجندر والمرأة ضمن النشاط النسوي العراقي.
أما العوامل التي تقوض حالة الشعور بالأمان لدى النساء الراغبات بإثبات الذات أو العمل المجتمعي في البيئة العامة، فهي كالتالي:
- الأعراف والسلوكيات المجتمعية المقبولة تجاه المرأة غير المجارية أو الرافضة للواقع (إبتداء من تشويه السمعة (النفي الإجتماعي)، المقاطعة، وإنتهاء بالإستباحة أو القتل). وهذه السلوكيات الإجرامية تعد من فضائل الرجولة المجتمعية أو الغيرة على الشرف.
- القانون، ويعد القانون العراقي سواء عبر النصوص أو عبر التطبيق العملي، من أشد العوامل التي تقوض حالة الأمان المجتمعية للنساء، كونه شديد المجاراة سواء بالطريقة التي يفكر بها رجل القانون أو عبر التهديد الإجتماعي الذي يفرض على عملية تطبيق القانون قيودا تخضعه للعرف والسلوك المنتهك للمرأة.
- الأنظمة والسياسات والإجراءات، كل تلك إما أن تكون نابعة من حالة مجاراة سلبية للعرف تجاه النساء أو صادرة من العقليات التي تفكر بالطريقة الذكورية العراقية.
- السلوكيات الفردية أو الجمعية تجاه المرأة، المرأة تمتلك حماية مجتمعية كبيرة فقط إذا التزمت بالقواعد، وعدا ذلك فهي ستكون مستباحة للجميع إبتداء من عائلتها التي ربما تفكر بأن تتخلص منها بأي طريقة.
لذلك إذا تكلمنا على الخطط الوطنية والإجراءات الحكومية، فهي ليست ذات أثر واضح ما لم تتعرض إلى هذه المناطق الحرجة وعبر الحماية القانونية وإرادة لمؤسسات الدولة، لتثبت إن هناك تغييرا محدود على الأقل.
ومن الملاحظ من خلال اللقاءات بالناشطات، أن 87% من الناشطات يشعرن بالتهديد وعدم الشعور بالأمان، و54% تلقى رسائل تهديد مباشرة أو غير مباشرة.
مقياس آخر يمكن الإعتماد عليه وهو من المقاييس المعتمدة في علم الاجتماع وهو الرضا عن الحياة، وتظهر العديد من البحوث مقدار التفاوت في الرضا عن الحياة بين الإناث والذكور، تظهر إحدى الدراسات أن عينة طلبة كلية طب الأسنان مستوى التفاوت في الرضا عن الحياة ما بين الإناث والذكور لصالح الذكور[55].
7.3 إشكاليات في الفهم المجتمعي تجاه المرأة وقضايا المرأة المتعلقة بالمشاركة بالشأن العام:
هناك تعريفات مشوهة في الثقافة المجتمعية تجاه قضايا المرأة والعديد من المصطلحات التي تتداولها المرأة، ومن تلك المصطلحات:
- حرية المرأة،
- حقوق المرأة،
- المرأة المتحررة،
- المرأة الممكنة،
- المرأة المنتهكة،
- المرأة المطلقة،
- المرأة الفاقدة للمعيل،
- المرأة العاملة،
- المرأة المخالطة للرجال.
كل تلك المصطلحات تشكل في ذهنية شرائح كبيرة من المجتمع تصورات خاطئة مسيئة للمرأة، وينظر لتلك المصطلحات بالخوف والريبة والتشكيك، ربما كونها مرتبطة بصورة المجتمع الغربي في الذهنية العراقية، وهذه من العوامل الخطرة التي تسئ الفهم المجتمع لمشاركة المرأة في الشأن العام، مما يتيح لنا التفكير في إتجاهين، الاول التعديل المعرفي والسلوكي للمجتمع حول قضايا المرأة، والإتجاه الثاني هو في التدرج الآمن للمشاركة المرأة في الشأن العام، وهو يتطلب كسب تأييد المجتمع والنساء على العموم.
التساؤل المهم هنا: ما هي البرامج التي تعزز الأمان المجتمعي للفئات النسوية أو المجتمع ككل؟ وكيف نحقق هذا التعزيز؟
7.4 ثالثا: تصنيف المرأة وفق البيئة التي تحيط بها:
في هذا المحور سنعتمد على مصفوفة أخرى لتصور واقع النساء والفتيات بمقابل البيئة المحيطة، الهدف من هذه العملية هو تكوين تصور متعدد لقضية مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام ومن زوايا مختلفة.
حيث أثارت الحوارات مع الناشطات والفتيات ملامح البيئة المحيطة بكل فتاة أو امرأة، ومعظم شريحة الناشطات قد نشأن في بيئة داعمة للفتاة، وهذا ما أثار بعض التساؤلات، لكن بالمقابل تمت مقابلة سيدات في بيئة ممكنة وداعمة للمرأة ولا يمتلكون الرغبة في المشاركة، بالشكل العام سنعتمد على تقاطع بعدين، البعد الأول هو البيئة التي تحيط بالمرأة والبعد الآخر التمكين الذي حظيت به المرأة، مع تصور الحالة الثنائية للبيئة، على أنها بيئة ممكنة للمرأة، أو بيئة محجمة للمرأة.
إذا حاولنا أن نقاطع هذين البعدين كم في الشكل، نستطيع تصور أربع مساحات تشغلها المرأة العراقية كما موضحة في الشكل رقم (2)، وهي التالي:
1- مساحة التقاطع الأولى، تكون المرأة غير ممكنة والبيئة التي تحيط بها بيئة محجمة وغير مشجعة لتمكين النساء والفتيات، وتعد هذه البيئة من أكبر المساحات إنتشارا في العراق.
2- مساحة التقاطع الثانية، تكون المرأة ممكنة ذاتيا وعبر عوامل ذاتية في بيئة غير ممكنة، والكثير من الناشطات يمكن أن يشغلوا هذه المساحة، ونشاهد فاعلية عالية للنساء اللواتي خرجن من حالة عدم التمكين وضمن ظروف البيئة المحجمة.
3- مساحة التقاطع الثالثة، تكون المرأة غير متمكنة رغم أن البيئة التي تحيط بها هي بيئة ممكنة وآمنة، وهنا نشاهد الكثير من النساء في المناطق المتحضرة، وخصوصا النساء اللواتي يمتلكن المهن الممكنة مثل الطبيبات والصيدلانيات والمحاميات والمهندسات وأستاذات الجامعات.
4- مساحة التقاطع الرابعة، هذه المساحة التي تكون فيها المرأة ممكنة والبيئة ممكنة أيضا وهذه المساحة حسب تصور الكثير من الناشطات هي الأقل مساحة على الإطلاق بين تلك المساحات.
نسعى من خلال هذا النموذج إلى تصور العوامل التي بحاجة للعمل عليها سواء على البيئة أو على تمكين شريحة الفتيات والشابات.
مساحة التقاطع الأولى: تكون المرأة غير ممكنة والبيئة التي تحيط بها بيئة محجمة وغير مشجعة لتمكين النساء والفتيات، وتعد هذه البيئة من أكبر المساحات انتشارا في العراق
تتمثل هذه البيئة في المناطق الريفية ذات الثقافة العشائرية، أيضا في المدن في المناطق التي تسودها الثقافة العشائرية والدينية المحافظة.
توفر هذه البيئة الأمان والحماية والكفالة للمرأة على أساس الخضوع للنظام الذكوري المتحكم والمهيمن، والدور المتاح للمرأة هو العمل المنزلي غير مدفوع الأجر، ولاتمتلك المرأة القدرة على حيازة المال[56] وتفقد هويتها وكيانها ووجودها مقابل الحماية.
كما يخاف الرجال في هذه البيئة على المكانة الاجتماعية عبر منع الفتيات أو النساء للعمل أو الخروج أو تكوين هويتهم الفردية، نتيجة العرف السائد.
لا تشارك النساء والفتيات في المجالس العشائرية والعائلية ولا تساهم بشكل مباشر في تقرير القضايا وحل الخلافات أو وضع الخطط للحياة، كما أن هناك إنفصال بين الثقافة النسائية والذكورية في هذه المجتمعات، ويتم ترميم الثقافة الذكورية بقواعد الشرف والغيرة والحمية وما إلى ذلك.
لذلك يخاف الكثير في هذه البيئة من موضوع الدراسة للفتيات، كذلك موضوع العمل، لكن هناك أيضا تصورات مغايرة فهاك مهن تعتبر مقبولة نوعا ما مثل التعليم وبعض أنواع العمل الوظيفي العام، أما العمل في القطاع الخاص فيقتصر إما على النساء الكبيرات أو الفاقدات للمعيل وأيضا تتعرض النساء العاملات في الكثير من الأحيان التساؤلات المجتمعية.
ورغم وجود التطرف في حالة المحافظة يوجد الطرف الآخر غير المحافظ والمتحرر، وربما تعد هذه البيئة الأعلى إنتشار للإلحاد (على أساس رد الفعل) في هذه البيئة، وأعلى إنتشار للممارسات غير الطبيعية (الاجتماعية، أو الجنسية) تنتشر في هذه البيئة.
التساؤل المهم: ما هي مساحات العمل المجتمعية التي ينبغي التركيز عليها في هذه البيئة؟
في هذه البيئة متغير مهم وهو السماح للمرأة والفتيات بممارسة الطقوس الدينية الجمعية, والمشاركة في المواسم الدينية, وفي هذا الجانب إستثمرت الحركات الدينية هذه البيئة عبر فسح مجال للعمل والتشبيك وإظهار الهوية دون تعرض المرأة إلى التهديد أو الخوف,[57] هذه الفئة التي لم تجد القدرة على التعبير عن حاجاتها النفسية إلا عبر الممارسة الدينية, لذلك نعتقد أنها المساحة المهمة في العمل وهذه الشريحة تحتاج الى الحوارات والتواصل, ونقترح العمل على دراسة هذه الظاهرة والعمل على تطوير برامج للتواصل مع هذه الشريحة المهمة, هذه الشريحة تمتلك القدرة على التأثير والتشبيك والعمل المجتمعي وهي قريبة إلى حالة التمكين المقصودة, وهذا ما يدلل عليه بعض الشخصيات النسائية السياسية في التيارات السياسية في تلك البيئات.
والملاحظ أيضا بأنه تمتاز النساء الممكنات في هذه البيئة بالفاعلية والقدرة والإبداع.
ومن الشكل المجاور رقم (4)، هناك حاجة إلى العمل على نوعين من البرامج، الأول برامج إحداث تغيير بالبيئة أو برامج تشجيع الفتيات للتواصل مع فتيات من بيئة أخرى، أما الثاني العمل على تمكين الفتيات والنساء.
السؤال هنا: ما نوعية البرامج التي تلقتها هذه البيئة؟ سواء البرامج الحكومية أو البرامج للمجتمع المدني.
حسب الحوارات فالبرامج الأكثر شيوعا هي الإغاثة وتوزيع المساعدات، مع وجود بعض الأنشطة لمساعدة الأرامل خصوصا كدورات العمل.
مع ملاحظة أن كثير من برامج المساعدات يرتبط بالأجندات السياسية ولكسب التأييد السياسي أو الديني.
السؤال الثاني: من المستهدف من هذه البرامج؟ وهل إستطاعت برامج المجتمع المدني أو البرامج الحكومية من الوصول إلى الشرائح المناسبة.
حيث يشكو الكثير من العاملين في هذه المناطق من صعوبة مشاركة النساء والفتيات في أنشطة المجتمع المدني وخصوصا التي تقدم الإرشاد والوعي المجتمعي.
السؤال الثالث: عامل الحراك المجتمعي، ماذا قدم في هذه البيئة من حوارات وأثار من إشكالات؟
كيف تمكنت المرأة من الخروج في المدن شديدة المحافظة ككربلاء والنجف، إضافة الى الناصرية والبصرة وبغداد؟ حيث يقدم هذا النموذج تصورا جديدا ينبغي العمل عليه وهو إن قدرة الفتيات والنساء على الفعل الإجتماعي كامن ويحتاج إلى الحافز الذي يحركه.
الحافز هنا كان قضية وطنية تشغل كافة ابناء المجتمع، ولم تخرج المرأة للمطالبة بحقوقها أو للتضامن تجاه الإنتهاكات أو غيرها من القضايا النسوية، وكان قبول المجتمع الذي تراوح من السكوت إلى الدعم يعد مفاجأ وبخلاف التصورات النمطية التي تشكلت خلال عقود من الزمن.
هذا الجانب بالطبع يبقى مدار البحث والتفكير وهو ما نوصي بالعمل على تطوير تلك الدراسات حول مشاركة المرأة في الحراك في تشرين 2019.
التوصيات:
- تشجيع التعليم وخلق بيئة آمنة عبر التعليم.
- تشجيع المواهب، الأدبية والعلمية والعملية.
- تشجيع العمل الريادي للفتيات والمشاريع الصغيرة.
- توفير المساحات الرقمية لنشر الوعي والتواصل والتدريب والتشبيك.
- تشجيع الناشطات الرقميات في تلك البيئة.
- أهم ما تحتاجه هذه البيئة صور وقصص النجاحات للنساء والفتيات، وأخطر شيء يصل هذه البيئة صور الإنتهاكات.
- تشجيع النساء على العمل التطوعي وبالأخص في مجال التعليم للطالبات.
مساحة التقاطع الثانية: تكون المرأة ممكنة ذاتيا وعبر عوامل ذاتية في بيئة غير ممكنة، والكثير من الناشطات والفاعلات انطلقوا من بيئة غير ممكنة، ونشاهد فاعلية عالية للنساء اللواتي خرجن من حالة عدم التمكين وضمن ظروف البيئة المحجمة.
ونلاحظ إنه غالبا تتجه النساء الممكنات إلى مغادرة هذه البيئة إلى بيئة تدعم التمكين، وعبر التضحيات والكثير من العمل والحوارات وربما حتى مواجهة المخاطر والتهديدات.
وتمتلك النساء الممكنات في هذه البيئة القدرة التغييرية الكبيرة في واقع النساء في العراق، حيث يمكن لهذه الفئة أن تجسر بين كل البيئات العراقية وأن تتعامل أو تؤثر على البيئة الأولى العشائرية والدينية المحجمة للنساء.
أيضا التساؤل هنا عن نوعية البرامج الموجهة إلى هذه الفئة والتي يمكن أن تعزز دور المشاركة النسوية؟
يمكن أن تشكل هذه الفئة من النساء الممكنات حركة تغييرية نسوية فاعلة على الصعيد الوطني، كما إن هذه الفئة هي التي تمتلك القدرة على الدخول الفاعل إلى العمل السياسي.
وتمتاز هذه الفئة بكونها فاعلة ومتحركة وعملية، غير إنها لا تهتم بالعمل النظري والتفكير النقدي التنظيري، وإذا إستطاعت من تطوير مشروعها الخاص فإن قدرتها على التشبيك تبقى محدودة. وتشعر بالتنافس والإستهداف المستمر لها ولمشاريعها المجتمعية أو السياسية.
بالتالي فنجد في العراق أن هناك ظواهر فردية نسائية لا تستطيع إلا أن تقوم بالعمل الفردي.
من هنا يبرز الإحتياج والبرامج التي تفتح فضاءات متعددة لمثل هؤلاء الناشطات،
السؤال الثاني: عامل الحراك المجتمعي كيف تفاعلت معه هذه الفئة من الفتيات او النساء؟
ونجد هنا إن الحراك الإحتجاجي إستقطب الكثير من هذه الفئة النسوية وإستطاعت أن تخرج وتعبر عن رغبها بالمشاركة والتأييد والدعم للمطالب المجتمعية، وظهرت عديد من المشاركات المتميزة،
الملاحظ هنا أيضا إن النشاط النسائي يبرز وفق الظروف والمتغيرات، وإستطاعت النساء عبر القضايا الوطنية أن تحقق نوع من التشبيك المؤقت للنساء والفتيات، كما حصل في حملات عدة مثل حملة نساء ضد الفساد، ومسيرة نساءك يوطن، وعراقيات من أجل التغيير وغيرها.
التوصيات:
- مساعدة هذه الفئة على تشكيل مشاريع مجتمعية ورفد تلك المشاريع بالخبرات النظرية والعملية والمؤسساتية.
- رفد هذه الفئة بالخبرات النظرية واشراكهم في الندوات الثقافية والفكرية والعلمية.
- الربط بين هذه الفئة وبين النساء الممكنات في البيئات الممكنة ربط شبكي تعاوني يتيح للفئتين من التكامل والعمل المشترك.
مساحة التقاطع الثالثة: تكون المرأة غير ممكنة رغم أن البيئة التي تحيط بها هي بيئة ممكنة وآمنة، وهنا نشاهد الكثير من النساء في المناطق المتحضرة، وخصوصا النساء اللواتي يمتلكن المهن الممكنة مثل الطبيبات والصيدلانيات والمحاميات والمهندسات وأستاذات الجامعات. هذه المساحة تعد الثانية من حيث الحجم في الواقع العراقي بالنسبة إلى النساء.
تمتاز هذه الفئة بالفردية والذاتية وتمتلك هوية ذاتية وصورة فردية، حيث نجد إن أعداد ليست بالقليلة من الفتيات والنساء الممكنات دون أن يكون لهن إهتمام بالشأن العام أو بالعمل التطوعي.
ربما هذا نابع من بيئة المدينة شديدة الإهتمام والحرص على الحماية والسلامة،
أيضا التساؤل هنا: ما طبيعة البرامج التي وجهت إلى هذه الفئة؟
ومع الكثير من البرامج التي تلقتها هذه الفئة، تبرز ملاحظات كثيرة في هذا الباب:
- سهولة إستقطاب هذه الفئة إلى برامج التمكين والعمل التطوعي.
- هناك تصور إلى إن الوصول إلى هذه الفئة محددة حيث يتم تكرار البرامج والتدريبات على نفس المشاركات نتيجة لمحدودية قدرة المنظمات للوصول الى هذه الفئة، لعدة أسباب منها تخص هذه الفئة ومنها تخص طبيعة المنظمات.
- سهولة مشاركة الفتاة من هذه البيئة بالشأن العام والعمل التطوعي وهي تحتاج الدعم البسيط والتوجيه البسيط لذلك.
- ممكن أن تمتلك الفتاة هنا الخلفية الفكرية والثقافية النسوية وكذلك الوطنية.
أما تأثير الحراك الاحتجاجي والتفاعل معه فقد كان أكبر من المتصور بكثير حيث شاركت الفتيات والنساء فيه وبطرق متنوعة، وهو ما يؤشر قدرة هذه الفئة على العمل التطوعي وسرعة إستجابتها للقضايا الآنية اللحظية، لذلك تحتاج هذه الفئة أن تشبك مع الفاعلات من المساحة الثانية السابقة لإستدامة العمل ولتعميق الأثر.
هذه الفئة ممكن أن تنتج الأفكار وترفد الحركة الثقافية والمجتمع المدني نماذج مفكرة ومبتكرة، من هنا نقترح
- تصميم برامج فكرية (مجتمعية وسياسية) ونسوية لهذه الفئة،
- تطوير ملكاتهم ومواهبهم الإبداعية،
- تطوير قدراتهم للتأثير في الفضاء الرقمي،
- تدريبهم على التشبيك والعمل الجماعي المجتمعي،
- التشجيع على التواصل مع الحركات النسوية من خارج العراق والفرق التطوعية النسائية،
- ممكن أن يقدموا نماذج نسوية ملهمة للنساء والفتيات.
مساحة التقاطع الرابعة: هذه المساحة التي تكون فيها المرأة ممكنة والبيئة ممكنة أيضا وهذه المساحة حسب تصور الكثير من الناشطات هي الأقل مساحة على الإطلاق بين تلك المساحات.
ويمكن أعتبار عدد كبير من النساء ضمن هذه المساحة، بالطبع لا يمكن إحصاء العدد لكن هناك وضوح لوجود نساء قياديات ممكنات في مختلف النواحي في البيئة العراقية، في السياسة في الاقتصاد حيث توجد سيدات أعمال، في المجالات العلمية والادبية والفكرية، إضافة إلى المفاصل الوظيفية.
الوجود للنوع القيادي النسوي لانقصد به المشاركة الحقيقية وإنما الوجود النوعي الفاعل، ويمكن إثارة جملة من التساؤلات:
- ما هي البرامج المطلوبة لهذه الشريحة لتحقيق المشاركة المطلوبة؟
- ما الذي يمنع ظهور الشخصيات النسائية المتميزة؟ ولماذا قلة من السيدات الممكنات أو الشابات يتداول "المجتمع او النساء" قصصهن؟ بالمقارنة مع قصصيات الإنتهاكات شديدة الإنتشار،
- ما الذي يمنع النساء الممكنات من المشاركة السياسية والمشاركة في مؤسسات الدولة؟
- ما الذي يعيق مشاركة تلك النساء في المواقع القيادية والمشاركة في القضايا المصيرية للبلد؟
- ما هي الصورة الذاتية للمرأة الممكنة؟
7.5 جدليات وحوارات متعلقة بقضايا مشاركة المرأة العراقية:
برزت خلال الحوارات مع الناشطات عددا من الجدليات التي سنستعرض أبرزها في هذا المحور، الجدليات كانت عملية تفاعلية بين الباحث والناشطة، وأحيانا كان الباحث يتبنى وجهة نظر مستفزة لإثارة الأفكار، وبغية البحث عن تصورات جديدة للقضايا المتصلبة، كما وتمكنا من بلورة أربع جدليات مهمة نعتقد بضرورة إغناء الحوارات النسوية لها، وكما يأتي،
جدلية الوجود السياسي، إذ تركزت الطروحات النسوية العراقية بخصوص المشاركة السياسية ببعدي الوجود والمساهمة السياسية، فكانت قضية الوجود العددي في البرلمان والمشاركة في المناصب القيادية في الدولة ثم قضية الوجود النوعي. وكانت الحوارات تدور حول الوجود (العددي) بطريقة أكثر تركيزا من البعد النوعي في المشاركة،
اولا: مطلب الوجود، الكوتا في البرلمان، مطلب الكوتا في المناصب القيادية، ومطلب الكوتا والتواجد في قيادات الاحزاب.
مع كل هذه المطالب وما تحقق منها هناك إستياء من عدم فاعلية الكوتا، الكوتا في البرلمان لم تحقق الطموحات النسوية، لذلك ذهبت الكثير من الناشطات إلى القول بالكوتا النوعية.
ثانيا: المطلب النوعي، هناك إستياء من تصدر المواقع السياسية أو القيادية في الدولة شخصيات لم تلبي الطموح للفاعلين في الشأن النسوي، بالتالي تطمح العديد من السيدات والناشطات إلى تصدر نساء ذات إهتمام بالقضايا النسوية،
وتثار جملة من القضايا هنا، هل الوجود في البرلمان يعد عنصر إيجابي لتعزيز مشاركة النساء في الشأن العام، وإعادة قضايا النساء إلى محور الإهتمام؟
وإذا لم يكن عامل إيجابي فهل يعد عامل معوق أو نوع من التخدير السياسي لمكاسب معينة أو لتحسين الصورة العامة لتلك الأحزاب؟
وكذلك برزت التساؤلات المثارة تجاه الخطط الوطنية، حول جدواها وجدية الحكومات ومؤسسات الدولة لتفعيلها، اذ كيف نعيد الإهتمام بمشاركة المرأة إلى محور الإهتمام؟
بالتأكيد إن الوجود البحت للنساء ليس له الأثر الكبير سواء بالبرلمان أم في المكاتب السياسية للأحزاب، التغيير المطلوب للعمل عليه بصورة أعمق، والتغيير المطلوب ابتداء في طريقة التعاطي مع القضية، وتغيير نمط التفكير من: متى تصبح للمرأة وجود (سواء عددي أو نوعي) ؟، إلى: ومتى ما سيصبح الدفاع عن قضايا المرأة يحقق مكاسب سياسية للأحزاب السياسية؟، أو متى ما كان الإنتهاك أو الإستهانة بقضايا النساء تقلل من المكاسب الحزبية والسياسية للحزب، آنذاك سيكون هناك دورا سياسيا مهما للمرأة وليس شكليا.
هذا الموضوع يتطلب تغييرا عميقا في العقلية المجتمعية، من عقلية غير واعية (أو غير مهتمة) بقضايا النساء إلى عقلية منتبهة ومتفاعلة، ويتطلب ذلك دورا للنساء في الشأن العام يحقق مصلحة عامة تستقطب بها شرائج كبيرة من المجتمع وتكسب تأييدهم، بالتالي فعملية التغيير تتم بتغيير المصالح لا بالقسر الذي لا يحقق أي مصلحة سياسية.
كما برزت هنا واحدة من أهم المقترحات خلال الحوارات، وهي تطوير أجندة نسوية في الشأن العام من خلال الحركات النسوية الفاعلة والمؤثرة[58]. ومثال ذلك عديد من التجارب النسوية في العالم كتجربة وانجاري ماتاي في كينيا مع حركة الحزام الاخضر.
عملية تطوير الأجندة السياسية النسوية في الشأن العام يتيح للمرأة القدرة على التأثير على المكاسب السياسية وبالتالي الوجود السياسي الفاعل سواء في الأحزاب أو البرلمان أو في المناصب القيادية،
كما إن عملية وجود الحركة النسوية تتطلب حراكا نسويا ضمن مقاربات متعددة, حيث تذكر الناشطات نجاحات متنوعة ضمن حملات المناصرة أو المدافعة التي قادتها النساء في العراق, مثلا عند الإعتراض وإيقاف مشاريع قوانين معينة أو الضغط على مطالب سياسية معينة كما في تحالف المادة (38), وهكذا فالمجتمع السياسي شديد الحذر من الضوضاء التي تثيرها الحركات المجتمعية والنسوية بالذات, وأيضا يبدوا أن هناك حرص على كسب التأييد الأممي أو تحسين الصورة الذاتية لتلك الأحزاب من خلال الإستجابة إلى المطالب بالمساواة الجندرية أو العمل على مشاركة المرأة في العديد من الأنشطة الحكومية, وهذا أيضا واضح من خلال تبني الخطط الوطنية, وتهيأة الهياكل التنظيمية وغيرها, ورغم التشكيك في صورية تلك الأنشطة ألا إنها من الأهمية بمكان, حيث تعبر عن شعور القيادات السياسية بأهمية التعاطي مع هذا الملف.
فموضوع المشاركة الحقيقية الفاعلة إنما ينبع من النضال النسوي والعمل في الشأن العام في مجالات متعددة، وصولا إلى العمل السياسي والوجود النوعي في الدولة والمفاصل القيادية في الدولة.
ومن التوصيات في هذا الجانب:
- كسب التأييد المجتمعي بطريقة هادئة بعيدة عن المجاراة أو الإصطدام والإستفزاز.
- تغيير الصورة الذاتية للمرأة، والعمل على تجميع وتشكيل صور ملهمة ومحفزة للفتيات والنشطاء.
- تمكين التحول الرقمي والنشاط النسوي في الفضاء الرقمي المدني.
- بناء أجندة نسوية مجتمعية وسياسية.
- حشد الطاقات النسوية عبر تكثيف الحوارات الفكرية والثقافية والتصورية لقضايا المرأة.
الجدلية الثانية: جدلية القانون: القانون الذي يحمي النساء ويكفل المشاركة، تطرح عديد من الناشطات تصورات عن قوانين متعددة للتعاطي مع قضايا المرأة في المجتمع العراقي، كقانون العنف الأسري، وتعديل قانون العمل والتعديلات على عدة قوانين منها قانون الأحوال الشخصية.
ومن خلال الحوارات يتضح أيضا ضعف التصور للأثر حتى إذا ما اقر قانون معين، إذ إن كثير من القوانين لصالح المرأة معطلة أو غير معمول بها نتيجة الثقافة المجتمعية ونتيجة الظروف التي تحيط بالقضايا الخاصة بالنساء، منها عدم قدرة الدولة توفير الملاجئ أو حماية النساء وغيرها.
إذا هل القانون عنصر مهم لتعزيز مشاركة المرأة، بدون جدل نعم، لكن ما نحتاج إثراء الحوار حوله، هو كيفية إحداث التغيير الثقافي الذي يفعل تنفيذ تلك القوانين؟
هنا أيضا ليست المشكلة دائما بالنصوص وإنما بالإرادة لتنفيذ النصوص القانونية، ما الذي يعيق تنفيذ القوانين؟، هل هو غياب الضغط والثقافة التي تمكن من تنفيذ القانون؟
فالفاعلية النسوية لا ينبغي أن تبقى حبيسة عملية دفاع مستمر (تضامن أو إحتجاج) تجاه إنتهاكات ومشاكل متكررة، وإنما هناك الحاجة إلى عمليات مستمرة لحراك نسوي لتدعيم أسس إجتماعية تمنع الإنتهاك فضلا عن إنها تفعل القانون حين حدوث أي إنتهاك.
الجدلية الثالثة, جدلية الإعلام: الإعلام الذي يدعم قضايا النساء, كثير من الحوارات أيضا تلقي المسؤولية على الإعلام, كونه العنصر الفاعل في المجتمع وهو المسؤول عن وضع قضايا المرأة في الصدارة, والإعلام هو المسؤول عن الترويج للفاعلات النسويات وقصص نجاحات المرأة, أو القضايا التي تهم المرأة كالتوجيه والتثقيف والتضامن وغيرها, ومع ابتعاد الإعلام عن الأفكار التي يتداولها المثقفون والنشطاء, وهنا القضية لا تختلف كثيرا عن الجدلية السياسية والقانونية, فالإعلام هو ماكنة تتفاعل مع الواقع ومع الأزمات ومع الوقائع, بالتأكيد إنها هذا التفاعل لا يخلوا من بعد فكري أو توجه أيديولوجي ذاتي لدى المؤسسة الإعلامية, أو لدى الإعلامي, لكن بالعموم المصلحة التي تقرب الوسيلة الإعلامية إلى الجمهور وتحقق له المكاسب هو ما يحرك الماكنة الإعلامية, فمتى ما كانت القضايا النسوية (حسب تصور الناشطات) تحقق تلك المصلحة سيتعاطى معها الإعلام وليس العكس.
الجدلية الرابعة، جدلية الصورة الذاتية للمرأة: صورة المرأة العراقية، الذاكرة النسوية التي تشكلت نتيجة للتكرار الكثير لصور الإنتهاكات والمشاكل التي يتداولها المجتمع والنشطاء، ممكن التعبير عن الصورة الذاتية للمرأة العراقية على أنها تعبر عن دور (الضحية)، صورة الضحية وسردية الضحية،
وهذه تشكل خطورة كبيرة على دور المرأة، ولها آثار على كل المجتمع بالنتيجة، يتفق الباحثون في القضايا التنموية وعلم النفس[59] أن تشكيل الصورة الذاتية للفرد وفق عقلية الضحية يتسبب بالكثير من المشاكل والإعاقات النفسية، وتنعكس حالة الضحية على العقلية العامة وعلى الهوية للمرأة، والضحية تشعر بالسعادة عندما تستحصل أو تجد ما يبرر هذا الشعور فكل حادث يعزز فكرة إن المرأة العراقية (ضحية) يكون مدار البحث والشعور بالراحة لأنه يعزز تلك الصورة الذاتية.
خطورته تكمن على المجتمع هو يعزز الدور الذكوري ويسهم في انسحاب المرأة من التعاطي مع القضايا العامة والفضاء العام والنشاط المجتمعي والوطني والسياسي، لتبقى حبيسة الشعور بالظلم والخوف والغضب.
كما إن التكرار للصورة النمطية للمرأة على أنها (ضحية) فقط، يسهم في عدد من الأنشطة المدنية والمجتمعية الصادقة للدفاع عن ضحايا الإنتهاكات والعنف والتمييز وغيرها، غير إن الخطورة في شيوع هذا النوع من التعاطي المجتمعي على أساس التضامن والمناصرة والدفاع عن الضحايا يتسبب في تشكل هذه الثقافة المعوقة لدور المرأة.
لذلك واحدة من أهم الإعاقات الذاتية المجتمعية هي الصورة الذاتية للمرأة، وهذه الصور تؤكد للمجتمع أن المرأة غير مؤهلة، غير قادرة، لا تتحمل الضغط، لا تستجيب بمرونة إلى الأزمات، وغيرها من الضغوط، وهو ما يحرمها من المبادرة ويقلل الثقة في النفس.
وندرج هنا عدد من الحواريات في هذا الباب:
- المرأة أهم عدو للمرأة، وهذه الجملة تكررت من عديد من المشاركات في الحوار، حيث تبين صاحبات هذا الرأي، بأنه من أشد المعادين للمرأة في حالات معينة عند النجاح أو عند الترشح للعمل البرلماني هي نظيرتها المرأة، كثير من الناشطات يقدمون التصور بأن المرأة من أكثر الفئات التي تعارض نجاح امرأة ما في مجال ما.
وهذه الحوارية مهمة جدا وهي تنبع من التعارض ما بين الصورة الذاتية المختزنة في الذاكرة للمرأة وبين حالة نجاح لإحدى النساء، كأن تلعب دورا مختلفا عما تمليه الصورة الذاتية، وربما ليس هذا العامل الوحيد، رغم وجود كثير من النساء يعبرون عن الحالة الإيجابية لتقدم إحدى السيدات في أي ميدان من العمل المجتمعي أو السياسي.
- أيضا هناك من يسجل ملاحظة شدة نقد النساء الناجحات لبعضهن، أو عدم الرغبة بين النساء الناجحات في التواصل والتشبيك للشعور بفقدان المكاسب أو التبعية.
وهذه أيضا نابعة من التصورات النمطية الذاتية المتكونة عند المرأة العراقية، ما المطلوب فعله في هذا الخصوص؟
هنا لابد للعمل على تفكيك هذه الصورة والتصورات الذاتية السلبية, ولا نطالب بإلغاء حملات الدفاع عن الضحايا أو التنديد بالإنتهاكات، لكن على الأقل أن يتم التوازن بين صورتين عن النساء العراقيات صورة الضحية مقابل صور كثيرة للنجاحات, عند الحوار مع الفتيات والشابات عن الصور الإيجابية للقدوات النسائية, لم نجد هناك من الصور الكثير, وإضافة الى كون الصور قليلة فإنها باهتة وليست ملهمة أو تمتلك بعد وجداني محفز, من هنا لابد العمل على تعزيز الصورة الذاتية للمرأة العراقية والعمل على صناعة سرديات للعمل النسوي وعبر الحراك النسوي, والواقع ان العمل النسوي في العراق ملئ بالإنجازات التي لم يسمع بها المجتمع وكثير من النجوم النسائية تختفي نتيجة الخوف على الذات أو ضعف الثقة بالذات.
كما إن تشكيل الهوية النسوية تحتاج إلى إشتغال ثقافي وفكري تجسيري هادئ، غير مقتبس من الأدبيات الغربية أو تقليد لظواهر نسوية أجنبية عن البيئة العراقية وإن كانت كل تلك هي مادة أولية لصناعة هوية نسوية وسردية نسوية وصورة ذاتية إيجابية فاعلة.
التوصيات العامة:
- إيجاد الفضاءات الثقافية لبلورة ثقافة نسوية عراقية هادئة ومتناغمة مع الشرائح المجتمعية العراقية.
- تطوير الهوية النسوية عبر برامج لبناء الوعي بالذات والقدرة على التعبير عن تلك الهوية.
- تعزيز التشبيك الافقي والعمودي بين الناشطات وبين المجتمع، مع الفتيات والشابات ومع النخب النسوية، مع التجمعات النسوية المتدينة ومع الجماهير النسوية الممكنة وغير المبالية.
- تطوير تصور المرأة عن الدور المجتمعي والثقافي والسياسي التي تستطيع المرأة في العراق شغله وملئ الفراغ فيه.
- تطوير حملات المدافعة حول مشاركة المرأة والضغط الإيجابي مقابل فقط العمل على التشكي ونشر المظالم،
- تطوير الأجندة السياسية لحركة نسوية عراقية، ووضع نظريات العمل وخرائط الطريق لبلوغ الغايات،
- تطوير العمل في الشأن العام وخلق فضاءات آمنة للتفاعل والعمل وتبادل التصورات والحوار بين النساء والفتيات والشابات الراغبات في العمل في الشأن العام.
- تطوير عملية التعاطي مع حركة الاحتجاج والحراك السلمي والقضايا الوطنية والمتعلقة بالسلم المجتمعي والمكونات المجتمعية.
- نشر الأدبيات الفكرية والثقافية والتوجيهية الخاصة بقضايا المرأة والنسويات، وجعلها متاحة عبر الانترنت،
- التعريف بالشخصيات النسوية، الفاعلات من السيدات، الشخصيات الأديبة والعلمية والفكرية وغيرهن،
- تطوير المنصات الرقمية التي تتعاطى مع القضايا الملحة، كالعنف الأسري، والتحرش، والإبتزاز، إضافة إلى الدعم النفسي والتوجيهي للفتيات والشابات، وبإشراف المنظمات النسوية وبالتنسيق مع مؤسسات الدولة المعنية،
- تكثيف المؤتمرات والمهرجانات السنوية الخاصة بالنساء والفتيات، كالمهرجانات المعنية بالمدونات الرقميات، والإبداع (الأدبي والعلمي)، إضافة إلى (العمل المدني والتطوعي والسياسي)، وبطريقة أكثر انفتاح من المؤتمرات الحالية، سواء من حيث المضمون أو الوصول إلى المستهدفين،
7.6 التوصيات: لتعزيز الدور القيادي للمرأة:
- دعم عملية التحول الديموقراطي ومفاهيم حقوق الانسان والمواطنة.
- الإهتمام بنشر ثقافة الديموقراطية وعدم التمييز والحق في الإختلاف والتعددية وقبول الآخر ومفاهيم النوع الإجتماعي.
- التعريف بالإتفاقيات الدولية المتعلقة بحقوق المرأة.
- الإنتخابات النزيهة التي تضمن التداول السلمي للسلطة الذي يمثل رافعة أساسية من روافع الديمقراطية.
- تغيير الإطار القانوني الذي يحكم المشاركة السياسية على وجه العموم ومشاركة المرأة على وجه الخصوص.
- مسألة الكوتا لكونها إجراء مؤقت إلى حين يعتاد المواطنون على رؤية المرأة في مواقع السلطة، سواء كانت الكوتا على مستوى الأحزاب أو نص عليها القانون.
- إنشاء صندوق لتمويل الحملات الإنتخابية وتمويل المرشحات، سواء جاء هذا التمويل من قبل نخب نسائية وسيدات ثريات، أو أن يكون تمويل الحملات الإنتخابية لغير المقتدرين وللنساء على وجه الخصوص من المال العام.
- أهمية تدريب النساء حتى لا تصل النساء غير مؤهلات إلى المناصب القيادية.
- أهمية الجمع بين النشاط على مستوى المجتمع المدني والنشاط السياسي سواء بالمشاركة في الأحزاب أو الانتخابات تصويتاً وترشحاً.
- ضرورة إهتمام المرأة بالشأن العام بالقدر نفسه الذي تعنى فيه بقضايا المرأة، فلا تحصر المرأة نفسها في الإهتمام بقضاياها، وفي الوقت نفسه لا تتنكر لهذه القضايا فهي في نهاية المطاف جزء من المجتمع.
- مسألة التراكم في العمل السياسي والعمل العام بحيث يتم التدريب على العمل السياسي منذ مراحل مبكرة.
- مساندة المرأة للمرأة في الإنتخابات.
- تقديم المساندة للسيدات اللاتي تشغلن مواقع قيادية أو مؤهلات لشغل هذه المواقع، سواء كانت المساعدة تقنية أو إعلامية.
- تعزيز مستوى مؤسسات المجتمع المدني بحيث تكون منظمات المجتمع المدني التي تدافع عن حقوق المرأة تراعي هذه المسألة في تكوينها وطريقة عملها.
- تحضير جيل من النساء القادرات على الحضور والتأثير بحيث تستطعن تحقيق إنجازات.
- التواصل مع خبرات محليات ودوليات من أجل التبادل الثقافي والمعرفي.
- التأكيد على أهمية دور المرأة في عملية صنع السلام وعمليات المصالحة وحل النزاعات.
- قياس تقدم المرأة من عام لآخر على مستوى الحياة العامة.
7.7 مشاركة المعلومات والمصادر والشفافية.
تمتاز قضايا المرأة العراقية بالشحة والندرة بالبيانات والمعلومات، وهذه الندرة تتعلق بمؤسسات الدولة وبالمنظمات المجتمعية، وقلة نشر تلك المواد عبر الانترنت، إضافة إلى ضعف الإشتغال بقضايا النساء من قبل المثقيفين والمثقفات والمشتغلين بالأدب والعلوم المختلفة، ونلاحظ التالي:
- قلة البيانات والإحصاءات التي تبين واقع المرأة العراقية، ووفق القضايا المتنوعة للمرأة،
- قلة المعلومات والبحوث المنشورة على النت.
- قلة الأوراق التي تنشر نتائج الحوارات والأفكار التي تعمل على بلورة الوعي النسوي.
- قلة الأدبيات الفكرية والثقافية الحاضرة في أذهان الناشطات، حول الحركة النسوية وقضايا المرأة العراقية،
ومن خلال العمل البحثي نوصي بالعمل على إعداد مكتية متخصصة بقضايا المرأة والحركة النسوية في العراق، يتم نشر محتواها على الإنترنت إضافة إلى تخصيص مكتبات حقيقية في كل مدن العراق، كأن تكون ضمن المنظمات النسوية أو بالمشاركة مع بعض المؤسسات غير الربحية أو مؤسسات الدولة ذات الصلة، وتستقطب الفتيات والنساء بالأنشطة والتدريب والندوات الثقافية.
الملحق رقم (1)
جدول بأسماء المنظمات المعنية بقضايا النساء، وفق قائمة دائرة المنظمات غير الحكومية:[60]
ت
المنظمة
التاريخ
التخصص
المحافظة
1
التجمع الثقافي النسوي من اجل الديمقراطية
02/10/2012
ديمقراطية
كربلاء المقدسة
2
الجمعية الانسانية لحقوق المرأة العراقية
18/11/2012
متعدد
بغداد
3
الجمعية الخيرية لرعاية الارامل والمطلقات
17/12/2012
شؤون المرأة
بغداد
4
الجمعية العامة لتنمية المرأة
25/09/2012
شؤون المرأة
النجف الاشرف
5
الجمعية العراقية للرعاية الاجتماعية والاسرية
09/12/2015
خدمات عامة
بغداد
6
الجمعية العراقية لمكافحة سرطان الثدي
27/01/2014
صحة
بغداد
7
الرابطة الاسلامية لنساء العراق
18/01/2012
متعدد
بغداد
8
الرابطة العراقية للدفاع عن حقوق المرأة
29/12/2011
شؤون المرأة
واسط
9
الشبكة العراقية للقرار 1325
31/05/2016
شؤون المرأة
بغداد
10
المجلس العراقي لسيدات الاعمال
26/06/2013
تطوير اقتصادي
بغداد
11
المركز العراقي لتاهيل المرأة وتشغيلها
26/11/2012
متعدد
بغداد
12
المركز العراقي لحقوق المرأة والطفل
29/01/2013
متعدد
النجف الاشرف
13
المركز الوطني لتطوير المرأة
04/03/2013
شؤون المرأة
بغداد
14
المنظمة الانسانية للدفاع عن الديمقراطية وحقوق المرأة
31/01/2013
متعدد
بابل
15
تجمع اينانا النسوي
09/05/2013
متعدد
بغداد
16
تحالف عطاء بلا حدود للمرأة والطفل
14/05/2014
اطفال وايتام
بغداد
17
جمعية اشنونا للمرأة والطفل
12/08/2013
شؤون المرأة
ديالى
18
جمعية الاحبة للارامل والايتام
16/05/2013
حقوق الانسان
البصرة
19
جمعية الاخت المسلمة
18/08/2015
شؤون المرأة
بغداد
20
جمعية الازدهار لرعاية الاسرة والطفل
28/11/2013
متعدد
واسط
21
جمعية الاطوار لرعاية الارامل والايتام
30/10/2012
اطفال وايتام
بغداد
22
جمعية الاغاثة الانسانية لنساء تركمان العراق
08/03/2012
متعدد
كركوك
23
جمعية التضامن النسوية
22/07/2013
متعدد
ذي قار
24
جمعية التقوى لحقوق المرأة والطفل
18/04/2012
متعدد
البصرة
25
جمعية الحنان الخيرية لرعاية الامومة والطفولة
05/12/2012
متعدد
الأنبار
26
جمعية الحوراء لتاهيل المرأة
08/02/2012
شؤون المرأة
واسط
27
جمعية الحوراء لرعاية الارامل والايتام
16/01/2013
متعدد
بغداد
28
جمعية الخير لرعاية الارامل والايتام في الفلوجة
05/01/2012
متعدد
الأنبار
29
جمعية الرونق لرعاية الارامل
07/05/2012
اطفال وايتام
نينوى
30
جمعية الزهراء (ع) النسوية
04/11/2012
متعدد
بغداد
31
جمعية السرور للمرأة والطفل
23/12/2014
حقوق الانسان
البصرة
32
جمعية الصداقة الخيرية لرعاية المرأة
07/08/2012
شؤون المرأة
بغداد
33
جمعية الصويرة من اجل المرأة
07/02/2012
شؤون المرأة
واسط
34
جمعية الغد للتنمية النسوية
04/10/2011
شؤون المرأة
البصرة
35
جمعية الفجر الجديد النسوية
10/12/2012
شؤون المرأة
النجف الاشرف
36
جمعية الكوثر للمرأة المسلمة - قضاء الفاو
23/10/2011
متعدد
البصرة
37
جمعية الماب الخيرية لرعاية المرأة
10/09/2012
متعدد
بغداد
38
جمعية المرأة لخير المرأة
28/02/2012
شؤون المرأة
بغداد
39
جمعية المرأة والطفولة
22/03/2011
شؤون المرأة
بغداد
40
جمعية المعرفة للمرأة العراقية
08/04/2012
متعدد
بغداد
41
جمعية المناهل لتنمية المرأة
07/02/2012
شؤون المرأة
البصرة
42
جمعية النور النسوية
24/07/2012
متعدد
بغداد
43
جمعية الودق لرعاية الام والطفل
13/05/2012
شؤون المرأة
بغداد
44
جمعية الوصال الخيرية لرعاية الارامل والايتام
28/07/2013
اطفال وايتام
نينوى
45
جمعية الوفاء للايتام والارامل
12/08/2013
اطفال وايتام
بغداد
46
جمعية ام ابيها للمرأة والطفل
25/12/2012
متعدد
بغداد
47
جمعية انصار الخنساء النسوية
27/11/2012
متعدد
بابل
48
جمعية انصار المرأة النسوية
07/12/2014
شؤون المرأة
بغداد
49
جمعية تحالف نساء الرافدين
28/08/2012
متعدد
بغداد
50
جمعية تطوير المرأة الريفية
28/02/2013
متعدد
ديالى
51
جمعية خولة بنت الازور النسوية
08/04/2012
شؤون المرأة
المثنى
52
جمعية دار الرحمة لرعاية المرأة
02/02/2012
شؤون المرأة
بغداد
53
جمعية رسالة لرعاية حقوق المرأة
07/02/2013
اطفال وايتام
الأنبار
54
جمعية رسل لرعاية الارامل والايتام
11/02/2015
شؤون المرأة
بغداد
55
جمعية رعاية الطفولة والامومة الارمنية
15/03/2012
متعدد
بغداد
56
جمعية رياحين الجنة لرعاية الايتام والارامل
02/05/2011
متعدد
بغداد
57
جمعية رياحين الرافدين لثقافة المرأة والطفل
27/01/2015
شؤون المرأة
كربلاء المقدسة
58
جمعية سدرة لتطوير المرأة والطفل
15/06/2012
شؤون المرأة
نينوى
59
جمعية شمس للمرأة والايتام
31/07/2011
اطفال وايتام
بغداد
60
جمعية صانعات المستقبل النسوية
09/01/2012
شؤون المرأة
البصرة
61
جمعية صناع الحياة للارامل والايتام
12/03/2012
متعدد
بغداد
62
جمعية عمر المختار لرعاية الايتام والارامل
08/09/2011
اطفال وايتام
بغداد
63
جمعية لها النسوية
17/09/2012
شؤون المرأة
بغداد
64
جمعية مريم
01/09/2013
شؤون المرأة
بغداد
65
جمعية مصممات الازياء النسائية
29/09/2015
ثقافة
الديوانية
66
جمعية نساء بغداد
22/02/2012
شؤون المرأة
بغداد
67
جمعية نساء من اجل الاصلاح والتطوير
18/04/2012
متعدد
بغداد
68
رابطة الام العراقية
13/05/2012
متعدد
بغداد
69
رابطة الشهيدة بنت الهدى الطلابية النسوية
15/05/2013
شؤون المرأة
بغداد
70
رابطة الغد لرعاية المراة والطفل
25/09/2016
شؤون المرأة
كركوك
71
رابطة المرأة العراقية
11/01/2012
شؤون المرأة
بغداد
72
رابطة المرأة المتضررة
05/12/2012
شؤون المرأة
ميسان
73
رابطة المرأة المسلمة في العراق
28/07/2011
متعدد
بغداد
74
رابطة دعم المراة للتنمية البشرية
شؤون المرأة
75
رابطة نساء الشبك
04/02/2013
شؤون المرأة
نينوى
76
شبكة تمكين الارامل
16/07/2014
شؤون المرأة
بابل
77
لجنة المرأة لمعلمي العراق
17/08/2011
متعدد
بغداد
78
مركز الشموس النسوية
09/06/2013
شؤون المرأة
البصرة
79
مركز الفلوجة الثقافي النسوي
07/01/2013
شؤون المرأة
الأنبار
80
مركز القوارير للمرأة والطفل
16/01/2014
شؤون المرأة
بغداد
81
مركز المرأة لمراقبة وتطوير الاداء الاعلامي
01/08/2012
اعلام
بابل
82
مركز بابل لتاهيل الارامل والايتام
21/10/2013
اطفال وايتام
بابل
83
مركز بابليات لتمكين المراة
22/08/2017
شؤون المرأة
بابل
84
مركز بنا لازالة العنف ضد المرأة
19/04/2011
شؤون المرأة
كركوك
85
مركز تدريب وتطوير الارامل
04/01/2012
متعدد
بغداد
86
مركز تطوير المرأة
13/12/2011
شؤون المرأة
نينوى
87
مركز تطوير وحماية المرأة في العراق
08/08/2012
متعدد
النجف الاشرف
88
مركز تقدم من اجل النساء
28/01/2013
شؤون المرأة
بغداد
89
مركز تمكين للمشاركة والمساواة
02/04/2012
شؤون المرأة
ذي قار
90
مركز تنمية المرأة
13/10/2011
متعدد
بغداد
91
مركز حقوق المرأة الانسانية
16/12/2012
متعدد
الديوانية
92
مركز حقوق المرأة في السماوة
30/05/2012
متعدد
المثنى
93
مركز حقوق المرأة للاغاثة والتنمية
31/10/2011
شؤون المرأة
بابل
94
مركز حقوق المرأة والطفل
11/06/2012
متعدد
الديوانية
95
مركز سمانة لتنمية المرأة والطفل
10/07/2017
شؤون المرأة
البصرة
96
مركز فتيات المستقبل
27/03/2013
تعليم
بغداد
97
مركز فرحة الامومة والطفولة
23/07/2015
متعدد
بغداد
98
معهد المرأة القيادية
29/11/2012
شؤون المرأة
بغداد
99
منتدى المرأة الكوردية الفيلية
03/08/2015
متعدد
بغداد
100
منتدى نساء ابي غريب
13/10/2011
شؤون المرأة
بغداد
101
منظمة احباب التقى لرعاية المراة والطفل
22/09/2016
مساعدات انسانية
بغداد
102
منظمة اديبات العراق
24/11/2011
ثقافة
بغداد
103
منظمة ارض الطيبات للامومة والطفولة
30/10/2011
متعدد
بغداد
104
منظمة اسودة لمناهضة العنف ضد المرأة
13/10/2011
شؤون المرأة
السليمانية
105
منظمة افاق الرحمة لشؤون المرأة والمعاقين
30/01/2013
شؤون المرأة
الديوانية
106
منظمة افكار النسوية
04/05/2015
شؤون المرأة
النجف الاشرف
107
منظمة الارامل العراقية
31/07/2012
متعدد
الديوانية
108
منظمة الاقمار لرعاية الارامل والايتام
16/03/2011
اطفال وايتام
بغداد
109
منظمة الالهام للارامل والايتام
21/04/2015
اطفال وايتام
ديالى
110
منظمة الانوار لرعاية الارامل والايتام
24/09/2012
اطفال وايتام
كركوك
111
منظمة الايثار لرعاية الارامل
03/11/2011
مساعدات انسانية
صلاح الدين
112
منظمة البصرة النسوية
19/04/2012
شؤون المرأة
البصرة
113
منظمة التنمية المستدامة لقدرات المرأة
01/10/2012
شؤون المرأة
صلاح الدين
114
منظمة الثبات للمرأة العراقية
24/10/2011
متعدد
بغداد
115
منظمة الحق والسلام لرعاية الارامل والايتام
04/02/2013
مساعدات انسانية
بغداد
116
منظمة الحنين للاغاثة وتطوير المراة
17/08/2017
اغاثة
بغداد
117
منظمة الحياة من اجل المرأة
07/03/2013
متعدد
النجف الاشرف
118
منظمة الخلود لتنمية قدرات المرأة والطفل
17/12/2014
شؤون المرأة
ذي قار
119
منظمة الرافة لرعاية اليتامى والارامل والمطلقات
07/05/2013
اطفال وايتام
البصرة
120
منظمة الرجاء لرعاية الارامل والايتام
26/06/2013
اطفال وايتام
كركوك
121
منظمة الرؤية النسوية
05/06/2012
شؤون المرأة
نينوى
122
منظمة السحاب الابيض للامومة والطفولة
10/01/2013
متعدد
صلاح الدين
123
منظمة الطارق لرعاية الارامل والايتام
07/09/2011
مساعدات انسانية
بغداد
124
منظمة الطيف لتنمية المرأة والطفل
26/04/2012
اطفال وايتام
بغداد
125
منظمة الظلال العراقية لمساندة المرأة والطفل
23/11/2014
شؤون المرأة
البصرة
126
منظمة العدالة النسوية
10/12/2012
متعدد
الديوانية
127
منظمة العطاء للمرأة والطفل
02/06/2013
شؤون المرأة
البصرة
128
منظمة الغيث لتطوير المرأة
26/08/2013
شؤون المرأة
نينوى
129
منظمة المرأة التحررية الكوردستانية
20/09/2012
شؤون المرأة
كركوك
130
منظمة المرأة الديمقراطية
24/04/2013
متعدد
واسط
131
منظمة المرأة العراقية المستقلة
05/11/2012
متعدد
بغداد
132
منظمة المرأة العراقية المعاصرة
24/05/2012
شؤون المرأة
بغداد
133
منظمة المرأة العراقية النموذجية
15/05/2012
شؤون المرأة
بغداد
134
منظمة المرأة العراقية للعلوم والتنمية
31/07/2013
شؤون المرأة
بغداد
135
منظمة المرأة العراقية من اجل السلم والديمقراطية
29/03/2011
شؤون المرأة
بغداد
136
منظمة المرأة العراقية والعربية
16/05/2012
متعدد
صلاح الدين
137
منظمة المرأة النموذج
04/12/2012
شؤون المرأة
المثنى
138
منظمة المرأة في العراق
11/06/2012
شؤون المرأة
بغداد
139
منظمة المرأة لثقافة التعايش السلمي
15/07/2012
مساعدات انسانية
بغداد
140
منظمة المرأة والطفل
24/05/2012
متعدد
واسط
141
منظمة المرأة والطفل المستقلة
20/01/2013
متعدد
ذي قار
142
منظمة المرأة والمستقبل العراقية
10/07/2011
شؤون المرأة
بغداد
143
منظمة المرأة والمستقبل المشرق في نينوى
29/09/2011
شؤون المرأة
نينوى
144
منظمة المرأة والمستقبل للتنمية
14/04/2011
شؤون المرأة
الديوانية
145
منظمة المسرة الخيرية لرعاية المرأة والطفل
20/01/2013
شؤون المرأة
كركوك
146
منظمة الميسرة للارامل والايتام
04/12/2012
اطفال وايتام
صلاح الدين
147
منظمة النهرين لرعاية الايتام والمطلقات والارامل
29/09/2015
مساعدات انسانية
بغداد
148
منظمة الهادي للارامل والايتام
16/06/2015
شؤون المرأة
ذي قار
149
منظمة الهدى لرعاية الارامل والايتام
28/12/2011
اطفال وايتام
ديالى
150
منظمة الوداد للمراة والطفل
21/01/2016
شؤون المرأة
بغداد
151
منظمة الوفاء للمراة المندائية
21/08/2017
شؤون المرأة
الديوانية
152
منظمة امنية لرعاية الارامل والايتام
08/05/2013
اطفال وايتام
النجف الاشرف
153
منظمة اميمة لحقوق المرأة
16/02/2016
شؤون المرأة
بابل
154
منظمة انا العراقية النسوية
22/01/2012
شؤون المرأة
بغداد
155
منظمة انا واسط لدعم المرأة والطفل
23/07/2015
شؤون المرأة
واسط
156
منظمة انامل الرحمة لرعاية المرأة والطفل
15/03/2012
شؤون المرأة
بغداد
157
منظمة انوار المستقبل لرعاية المرأة
07/11/2012
متعدد
بغداد
158
منظمة اوديسا لتطوير المرأة
03/08/2011
شؤون المرأة
نينوى
159
منظمة اور لثقافة المراة والطفل
26/05/2015
متعدد
ذي قار
160
منظمة ايتانا للمرأة
08/05/2011
شؤون المرأة
نينوى
161
منظمة ايناس لتنمية قدرات المرأة
08/05/2013
شؤون المرأة
صلاح الدين
162
منظمة بذور الرحمن لدعم المرأة والطفل
13/03/2016
اطفال وايتام
بغداد
163
منظمة برامجي لتنمية وتطوير المرأة والطفل
17/03/2015
شؤون المرأة
بغداد
164
منظمة بلدي لرعاية شؤون المرأة
22/03/2015
شؤون المرأة
بغداد
165
منظمة بنت الفرات لتنمية قدرات المرأة
10/05/2012
شؤون المرأة
بغداد
166
منظمة بوابة المرأة المعاصرة
10/10/2011
شؤون المرأة
بغداد
167
منظمة بيت عشتار للمرأة
17/09/2012
شؤون المرأة
كركوك
168
منظمة بيث النهرين للمرأة
22/05/2012
شؤون المرأة
نينوى
169
منظمة تارا للامومة والطفولة
24/02/2013
متعدد
بابل
170
منظمة تأهيل المرأة
12/11/2017
شؤون المرأة
دهوك
171
منظمة تقوية المرأة
09/08/2017
شؤون المرأة
أربيل
172
منظمة حرية المرأة في العراق
10/02/2013
شؤون المرأة
بغداد
173
منظمة حقوق المرأة الانسانية
27/08/2012
متعدد
بغداد
174
منظمة حمائم السلام لرعاية المرأة والطفل
12/07/2015
شؤون المرأة
النجف الاشرف
175
منظمة حواء لمناصرة المرأة
29/11/2011
شؤون المرأة
بغداد
176
منظمة درة العراق لتطوير وتاهيل المرأة
12/06/2013
شؤون المرأة
نينوى
177
منظمة ديمة للامومة والطفولة
05/12/2012
متعدد
بغداد
178
منظمة رافد حقوق المرأة
02/06/2013
شؤون المرأة
ديالى
179
منظمة رفا لرعاية المرأة والطفل
11/01/2015
شؤون المرأة
البصرة
180
منظمة رؤيا للارامل والايتام
29/09/2013
مساعدات انسانية
بغداد
181
منظمة رياض الرحمن لرعاية الارامل والايتام
02/12/2012
مساعدات انسانية
بغداد
182
منظمة زهرة العراق لتطوير المرأة
06/07/2011
شؤون المرأة
بغداد
183
منظمة زيان لتطوير وتاهيل المرأة و الطفل
16/12/2012
متعدد
كركوك
184
منظمة سرور لتنمية وتطوير المرأة
12/08/2013
حقوق الانسان
بغداد
185
منظمة سنا لحقوق المرأة والطفل
09/07/2013
حقوق الانسان
البصرة
186
منظمة سور المرأة العراقية
08/02/2012
شؤون المرأة
نينوى
187
منظمة شاربات الكوثر النسوية
25/04/2011
شؤون المرأة
بغداد
188
منظمة شجرة الطور للامومة والطفولة
14/04/2014
شؤون المرأة
النجف الاشرف
189
منظمة شروق الشمس للمراة والطفل
03/11/2016
شؤون المرأة
ديالى
190
منظمة شمس الشموس للايتام والارامل
10/09/2014
اطفال وايتام
بغداد
191
منظمة شؤون المرأة والطفل
01/10/2012
متعدد
الديوانية
192
منظمة صوت المرأة المستقلة
17/05/2012
شؤون المرأة
بغداد
193
منظمة طموح لتنمية قدرات المرأة
22/09/2011
شؤون المرأة
صلاح الدين
194
منظمة ظلال الرحمة الانسانية لرعاية المرأة والطفل
05/03/2012
شؤون المرأة
بغداد
195
منظمة ظلال النخيل لرعاية الارامل والايتام
03/06/2013
مساعدات انسانية
بغداد
196
منظمة عشتار لتنمية وتطوير المرأة
13/09/2012
شؤون المرأة
نينوى
197
منظمة عطاء الرحمن لرعاية المرأة والطفل
11/01/2011
شؤون المرأة
بغداد
198
منظمة عطاء العراق للمرأة والطفل
20/12/2012
شؤون المرأة
صلاح الدين
199
منظمة عفة المرأة العراقية
26/11/2013
حقوق الانسان
بغداد
200
منظمة عيون الرحمة الالهية لتطوير المرأة
10/12/2012
شؤون المرأة
بغداد
201
منظمة فجر المستقبل النسوية
10/01/2013
شؤون المرأة
صلاح الدين
202
منظمة فينوس للمرأة العراقية
15/03/2012
شؤون المرأة
بغداد
203
منظمة فينوس للمرأة والطفل
09/12/2012
شؤون المرأة
كركوك
204
منظمة قوارير عراقية للمرأة وحقوق الانسان
16/03/2015
شؤون المرأة
بغداد
205
منظمة لنعمل معا لتمكين المرأة
12/08/2014
خدمات عامة
البصرة
206
منظمة مرايا للمراة والطفل
11/08/2016
شؤون المرأة
ديالى
207
منظمة ميزان المرأة
24/11/2011
شؤون المرأة
ذي قار
208
منظمة نازداران لرعاية الارامل والايتام
07/07/2014
اطفال وايتام
كركوك
209
منظمة نبع الحنان الانسانية
23/07/2015
شؤون المرأة
بغداد
210
منظمة نبع الحنان النسوية
12/04/2015
شؤون المرأة
ميسان
211
منظمة نساء اجل نساء العالم
19/02/2013
مساعدات انسانية
بغداد
212
منظمة نساء الرافدين للثقافه والتدريب
تنمية مستدامة
213
منظمة نساء الغد لتنمية ورعاية الارامل
05/05/2015
شؤون المرأة
ديالى
214
منظمة نساء صلاح الدين
13/12/2012
شؤون المرأة
صلاح الدين
215
منظمة نساء كركوك لنشر السلام
14/05/2013
شؤون المرأة
كركوك
216
منظمة نساء من اجل السلام
10/05/2012
شؤون المرأة
بغداد
217
منظمة نساء من اجل العدالة
02/01/2012
شؤون المرأة
كربلاء المقدسة
218
منظمة نسائم الخير الانسانية لرعاية الارامل والايتام
21/04/2011
شؤون المرأة
بغداد
219
منظمة نسمة الجنوب لدعم المرأة والطفل
31/03/2015
حقوق الانسان
البصرة
220
منظمة نصف الكون للارامل والايتام
05/03/2012
اطفال وايتام
بغداد
221
منظمة نور الرحمن لتنمية المرأة والطفل
22/02/2016
شؤون المرأة
البصرة
222
منظمة هاريكار لحماية حقوق المرأة والطفل
20/09/2012
شؤون المرأة
دهوك
223
منظمة ورود الخير للارامل والايتام
12/10/2014
خدمات عامة
بغداد
224
منظمة يتيمة الحسين رقية (ع) لرعاية الايتام والارامل
10/03/2015
مساعدات انسانية
بغداد
225
مؤسسة افاق لدعم المرأة
14/04/2011
شؤون المرأة
واسط
226
مؤسسة الازل لرعاية الايتام والارامل
03/02/2013
اطفال وايتام
بغداد
227
مؤسسة الايادي البيضاء لدعم المرأة والطفل
10/01/2013
شؤون المرأة
نينوى
228
مؤسسة الخمائل للتنمية ومناهضة العنف ضد المرأة
23/07/2014
شؤون المرأة
ذي قار
229
مؤسسة الخير لتنمية المرأة
07/10/2013
شؤون المرأة
صلاح الدين
230
مؤسسة الشموس لرعاية الايتام والارامل
07/05/2013
اطفال وايتام
صلاح الدين
231
مؤسسة الشهباء للمرأة والطفل
29/10/2014
شؤون المرأة
بغداد
232
مؤسسة الصراط القويم للمراة والطفل
24/08/2017
شؤون المرأة
بغداد
233
مؤسسة الضياء للارامل والايتام
26/05/2015
شؤون المرأة
بابل
234
مؤسسة العراق انا لتنمية المرأة والمجتمع
27/01/2013
شؤون المرأة
صلاح الدين
235
مؤسسة الفجر الخيرية لرعاية الايتام والارامل
12/04/2015
مساعدات انسانية
كربلاء المقدسة
236
مؤسسة الفجر النسوية
01/02/2015
شؤون المرأة
البصرة
237
مؤسسة الفرات لرعاية المرأة والطفل
24/05/2012
تعليم
الديوانية
238
مؤسسة ايفان لرعاية المراة والطفولة والتنمية
16/11/2015
تنمية مستدامة
بغداد
239
مؤسسة بنات العقيلة النسوية الثقافية
12/04/2015
شؤون المرأة
بغداد
240
مؤسسة بوابة الخير لرعاية الارامل والايتام
23/07/2014
اطفال وايتام
بغداد
241
مؤسسة تحقيق امال المراة
05/10/2016
شؤون المرأة
النجف الاشرف
242
مؤسسة دار الملاك لرعاية الارامل والايتام
01/04/2013
اطفال وايتام
بغداد
243
مؤسسة دار فاطمة الخيرية النسوية
24/05/2012
متعدد
بغداد
244
مؤسسة رعاية الطفل والارامل والمطلقات في العراق
30/03/2011
شؤون المرأة
بابل
245
مؤسسة زهور العراق الخيرية لرعاية الارامل والايتام
19/02/2012
اطفال وايتام
كربلاء المقدسة
246
مؤسسة سكينة بنت الحسين لرعاية الارامل والايتام
08/02/2016
اطفال وايتام
كربلاء المقدسة
247
مؤسسة سيد الانام لرعاية الارامل والايتام الخيرية
13/04/2016
اطفال وايتام
كربلاء المقدسة
248
مؤسسة طيبة للمرأة والطفل
03/09/2012
شؤون المرأة
صلاح الدين
249
مؤسسة عراق الخير والعطاء لرعاية المرأة والطفولة
06/03/2016
اطفال وايتام
بغداد
250
مؤسسة عراق السلام لتنمية المرأة
15/07/2012
شؤون المرأة
صلاح الدين
251
مؤسسة فرح للمرأة
17/12/2012
شؤون المرأة
كربلاء المقدسة
252
مؤسسة فيرا الانسانية لتنمية قدرات المرأة
18/04/2012
تعليم
ديالى
253
مؤسسة قناديل لمناهضة العنف ضد المرأة
09/05/2013
شؤون المرأة
بغداد
254
مؤسسة مريم لرعاية الارامل والايتام
25/04/2013
اطفال وايتام
بغداد
255
مؤسسة مساعدة المرأة في الحياة
14/02/2012
متعدد
ديالى
256
مؤسسة نسائم الرحمة لرعاية المرأة والطفل
15/03/2012
مساعدات انسانية
بغداد
257
رابطة لوتس الثقافية النسوية
3/28/2017
ثقافة
البصرة
258
منظمة المدى للمرأة والطفل
5/16/2017
ثقافة
الديوانية
259
منظمة ربيع نينوى للمراة والفتاة
5/7/2017
شؤون المرأة
بغداد
260
منظمة لأجلها لمناصرة قضايا المرأة
4/11/2017
شؤون المرأة
بغداد
261
مؤسسة الفرقان لرعاية الارامل والايتام
1/30/2017
اطفال وايتام
بغداد
262
مؤسسة عليلة الحسين ( عليه السلام ) لرعاية الارامل والايتام
3/27/2017
شؤون المرأة
ديالى
263
رابطة الغد لرعاية المرأة والطفل
########
كركوك / طريق بغداد خلف رئاسة الجامعة - د/ 434/244
الملحق رقم ( 2 )
بعض المواقع الالكترونية للمنظمات [61]
اسم المنظمة المجازة
الموقع الالكتروني
لجنة تنسيق المنظمات غير الحكومية لاجل العراق
https://www.ncciraq.org
المعهد الديمقراطي الوطني
[email protected]
مجلس اللاجئين النرويجي
www.nrc.no
جمعية العصر الخيرية
www.actunqjaf.org
منظمة الاسرة السعيدة للاغاثة والتنمية
https://www.hford-iq.org
مؤسسة شهداء ال الحكيم الثقافية الخيرية
www.sh-aalhakeem.com
منظمة الحياة للاغاثة والتنمية - كندا
www.liferelief.org
مؤسسة الامام السجاد الخيرية للتزويج المستقلة
https://www.imam-sajad.org
منظمة عين الحياة للحماية البيئية
www.lifeye.webs.com
المنتدى العربي للتنمية البشرية
https://www.affhd.org
منظمة المرأة العراقية المستقلة
www.iiwo_2003org
المجلس الدنماركي للاجئين DRC
https://www.drc.dk
مؤسسة النجف الخيرية
https://www.najaftrust.org
مؤسسة الطالب الرسالي
www.universitystu.com
مركز كوردستان لتعزيز القدرات الادارية والتنظيمية
https://www.kc-sama.org
منظمة فريق التوعية المدنية العراقي
https://www.iraqiset.org
مؤسسة معالم الايمان للعلوم القرانية
www.marjaiaa.com
مؤسسة خدام ايتام ال محمد (ص) الانسانية
www.orphans_iraq.com
منظمة المرأة والمستقبل العراقية
https://www.iwaf.org.iq
منظمة اطباء بلا حدود - اسبانيا
www.msfe.es
المنظمة الدولية لتنمية التعاون الزراعي ACDI/VOCA
www.acdivoca.org
مؤسسة عمار الخيرية الدولية
www.amarfoundation.org
جمعية الامل العراقية
www.iraqi-alamal.org
مركز الامان العراقي - كركوك
WWW.amanfinance.com
جمعية العناية والرفق بالحيوان العراقية
www.iraqianimalcare.feed3.net
مؤسسة العين للرعاية الاجتماعية
www.aynyateem.com
مركز العدالة للحقوقيين
www.adalacenter.org
منظمة اطباء بلا حدود الفرنسية
www.msf.org
منظمة الرافدين لتطوير المجتمع والاعمار
www.alraffdin.org
جمعية عمر المختار لرعاية الايتام والارامل
www.mukhtar_aytam.org
مؤسسة ام اليتيم
[email protected]
منظمة مساعدات الشعب النرويجي (NPA )
www.npaid.org
مركز التحكيم التجاري الدولي - النجف الاشرف
www.icacn.org
منظمة اطباء بلا حدود - هولندا
www.msf-me.org
مؤسسة المرتقى العراقية للتنمية البشرية
www.almortqa.org
منظمة اسودة لمناهضة العنف ضد المرأة
www.asuda.org
تجمع العراق 2020
www.iraq2020.org
مركز الراصد لحقوق الانسان
www.ohrc-iraq.org
مؤسسة النهرين للاغاثة والتنمية
www.nrfdiraq.com
مؤسسة مدارك لدراسة اليات الرقي الفكري
www.madarik.org
مركز كلكامش للثقافة
www.galgamesghart.com
منظمة البشائر العراقية
www.bashaer_iq.org
جمعية بناء المساكن المحدودة للعراقيين المغتربيين في اوروبا
[email protected]
منظمة التنمية المدنية
www.cdo-iraq.org
مؤسسة النور الجامعة
https://www.iraqnoor.org
مؤسسة الاسكان التعاونية (CHF )
www.chfinternational.org
مؤسسة بيت الخبرة العراقي
www.hoief.org
مؤسسة الخلاني الثقافية الاجتماعية
https://www.alkhulanyorg
المؤسسة العراقية لنهضة الطفل اليتيم
www.orphaniraq.org
مؤسسة التنمية للثقافة والاعلام والاقتصاد
https://www.dfcme.org
انقاذ الطفل العالمية
www.savethechildreniraq.net
مركز نقابة السادة الاشراف ال البيت في العراق
WWW.alsada-alashraf.net
منظمة تموز للتنمية الاجتماعية
https://www.tammuz.net
منظمة برامج ادارة المعلومات وشؤون الالغام IMMAP
https://www.immap.org
منظمة ميلينيوم لخدمات الاغاثة والتنمية
https://www.mrds.org
منظمة العون الاسلامي
www.muslimaid.org
الهيئة الطبية الدولية
www.internationalmedicalcorps.org
رابطة المرأة العراقية
www.iraqwomensleague.com
منظمة كوفان لحقوق الانسان والديمقراطية
www.kofan.org
الجمعية العراقية لمنتجي الاسماك
www.isfpiraq.org
نادي رجال الاعمال الثقافي
www.bmclubie.com
جمعية السنابل للانماء والتطوير الزراعي
www.sanabel-alzeraei.alafdal.net/forum
معهد التقدم للسياسات الانمائية
www.progressiraq.org
جمعية المهاجرين العراقيين
www.irimas.org
مؤسسة الاراضي المقدسة للصم
www.holyland-deaf.org
منظمة طفل الحرب الانسانية
www.warchild.org.uk
جمعية كهرمانة للفنون
www.iraqiwomensart.org/id49.html
مؤسسة مساعدة المرأة في الحياة
www.hw-i.org
جمعية الثلاسيميا في نينوى
www.ninavasemia.blogsot.com
منظمة الثقة
www.althiqa.org
رابطة تنمية وتطوير الصناعة والتجارة لرجال الاعمال العراقيين
www.ditiba.com
مؤسسة الغدير الثقافية
www.alghadier.net
منظمة بلا حدود الانسانية
www.nbh.org
جمعية الاغاثة الانسانية لنساء تركمان العراق
https://www.hsitw.org
المركز العراقي للتنمية الاعلامية
www.iraqidev.com
المعهد العراقي الحر
www.iraqfoundation.org
رابطة الشباب العراقي
www.iirayoul.org
مؤسسة سيد الشهداء للتنمية البشرية
www.ashuhadaa.com
مركز تطوير مجتمع الاعمال العراقي
www.ibcd_iq.org
مرسي كور Mercy Corps منظمة الرحمة
www.mercycorps.org
جمعية المعرفة للمرأة العراقية
www.almaarefa.org
منظمة الرافدين النسوية
www.rafedain.org
الشبكة العراقية للتمويل الاصغر
www.imfi.org
مركز تنمية القطاع الخاص في العراق
www.psdc-iraq.org
مركز الشهيد مؤمل الصدر التعليمي
www.sadriraq.com
شبكة فعل المدنية العراقية
www.icaniraq.org
منظمة كابني للمساعدات الانسانية في العراق
c https://www.capiraq.org
جمعية الثقافة للجميع
www.cultuerforall.org
مؤسسة انصار فاطمة الزهراء
www.afalzahra.org
جمعية هيت الخيرية للمعوقين
www.heet_care.com
منظمة الدراسات والمعلومات الجندرية
www.gsio-iraq.org
منظمة نور الحياة الدولية
www.livinglightinternational.org
رابطة الام العراقية
www.iraqimother.oro
نادي البحريين العراقيين
www.marine.fromiq.com
مؤسسة دار بابل للثقافات والفنون والاعلام
www.babil.ch
منظمة التكافل الانسانية
www.altakafel.org
منظمة الاغاثة الاولية - مساعدة طبية دولية
www.pu-ami.org
مركز اعلام الثقافة العراقي
www.icmcd.org
جمعية الانبثاق للتنمية والتطوير الاقتصادي
https://www.alinbithaq.org
مجلس التنمية المستقل
www.idc-iraq.org
مؤسسة الابداع والاحسان للاغاثة والتنمية
www.ebdaandehsan.ibda3.org
المعهد الدولي لدعم سيادة القانون
www.iirl.org
منظمة المرأة في العراق
www.hawaona.org
منظمة الاقليات العراقية
www.minoritiescouncil.org
منظمة صوت المرأة المستقلة
https://www.viwo-iraq.org
جمعية نساء بغداد
www.bwa-iraq.org
جمعية ايادي الرحمة الانسانية
www.mercyhands.net
ناس في حاجة
www.peopleinneed.cz
مركز البحوث والدراسات الانسانية العراقي
www.icrs-iraq.org
منظمة المنقذ لحقوق الانسان
www.monkth.jeeran.com
مركز المشروعات الدولية الخاصة
www.cipe.org
مؤسسة روز لتاهيل المرأة والطفل والدفاع عن حقوقهما
www.rozhnet.com
المعهد العراقي لحقوق الانسان
www.iihrkirkuk.com
رابطة المعلمين والمدرسين للتطوير التربوي
www.iraqiteachers.com
لجنة الانقاذ الدولية
www.rescue.org
جمعية رعاية الصحافة والاعلام
www.ngoiq.org
مركز المرشد للتطوير الاقتصادي
www.almurshed.org
معهد كركوك لدراسات حقوق الانسان
www.kihrs.org
وكالة التعاون التقني والتطوير(اكتد الفرنسية) ACTED
www.acted.org
مؤسسة المستقبل الزراعية
www.foadinraq.com
مؤسسة بلا قيود للصحافة والاعلام
www.blaqude.com
هيئة البحث والتبادل الدولي(IRE ) ايركس
https://www.rex-iraq.org
مؤسسة الاغاثة الانسانية
www.hrf.org.uk
مؤسسة الروابي الانسانية
www.alrawabi-iraq.org
المؤسسة العراقية للتواصل الثقافي
www.ifcl-iraq.org
الجمعية الاشورية الخيرية
www.assyrianaidiraq.com
منظمة هاريكار لحماية حقوق المرأة والطفل
https://www.harikar.org
جمعية وسطاء اوراق المال في العراق
https://www.iasd-iq.org
منظمة انترنيوز نتورك Internews Organization Network
www.internews.org
منظمة حمورابي لحقوق الانسان
www.hhro.org
مؤسسة الاغاثة والتنمية
www.drfcharity.org
الجمعية العامة لتنمية المرأة
https://www.ncs-iq.com
مؤسسة الحكمة للثقافة الاسلامية
www.alhikmeh.org
مؤسسة السماء الصافية الانسانية
www.wkde.gov.iq
مؤسسة الشهيد الحكيم لرعاية الشباب والرياضة
www.amfys.iq
مبرة الشاكري للتكافل الاجتماعي
www.iraqicf.com
مؤسسة الهجرة للعلوم والثقافة الاسلامية
www.hosicorg.com
منظمة طبيعة العراق
https://www.natureiraq.org
منظمة كتاب بلا حدود / الشرق الاوسط
www.uwome.com
[1] كون أحد الباحثين من الرجال أثر في انه لايملك التصورات النسائية العراقية بطريقة مطلقة وعلى انها مسلمات.
[2] البحث اقتصر على المنشورات العربية
[3] ليس مجال البحث هنا التوسع بمصطلح النسوية او تحديده بقدر ما نشير الى تعريفه الاولي, ويوصي الباحث بالعمل على تعميق فكرة ومفهوم النسوية والتعريف بها.
[4] https://www.maajim.com/dictionary/%D9%85%D8%B4%D8%A7%D8%B1%D9%83%D8%A9
[5] https://www.maajim.com/dictionary/%D8%B4%D9%8F%D8%B1%D9%8E%D9%83%D8%A7%D8%A1%D9%8F
[6] https://www.un.org/ar/sections/un-charter/chapter-i/index.html
[7] المديرة الإقليمية لصندوق الأمم المتحدة الإنمائي للمرأة في ورقة لها بعنوان (استراتيجية الأمم المتحدة للمشاركة السياسية للمرأة)، استناداً إلى لجنة اتفاقية القضاء على جميع أشكال التمييز ضد المرأة
[8] نقل بتصرف: https://www.britishcouncil.org.lb/programmes/society/women-participating-public-life
[9] https://alghad.com/%D8%A7%D9%84%D8%B4%D8%A3%D9%86-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%A7%D9%85/
[10] https://al-akhbar.com/Opinion/280938
[11]صحسفة الرياض العدد 16809 http://www.alriyadh.com/949062
[12] https://al-akhbar.com/Opinion/280938
[13] هذا الاطار المفاهيمي لغرض البحث وليس على الإطلاق, لذلك نوصي المشتغلين على القضايا النسوية بالعمل على بلورة المفهوم وتكثيف الحوار حوله في الأوساط النسوية.
[14] https://www.almaany.com/ar/dict/ar-ar/%D8%A7%D9%84%D8%B9%D9%88%D8%A7%D9%85%D9%84/
[15] http://www.businessdictionary.com/definition/social-factor.html
[16] https://core.ac.uk/download/pdf/80744093.pdf
[17] https://core.ac.uk/download/pdf/80744093.pdf
[18] https://core.ac.uk/download/pdf/80744093.pdf
[19] https://core.ac.uk/download/pdf/80744093.pdf
[20] https://www.fes-egypt.org/fileadmin/user_upload/images/Political_women__final_for_Web_25-3-2018.pdf , فريدريش ايبرت, المشاركة السياسية للمراة د هويدا عدلي
[21] http://constitutionnet.org/sites/default/files/volume5web.pdf
https://www.google.com/url?sa=t&rct=j&q=&esrc=s&source=web&cd=&cad=rja&uact=8&ved=2ahUKEwj7zNKaxJDtAhWEGuwKHXuoApIQFjAAegQIBxAC&url=http%3A%2F%2Fwww.ifrc.org%2FGlobal%2FPublications%2FIDRL%2Fevents%2FKuwait%2FMENA%2520Kuwait%2520Workshop%2520-%2520SGBV%2520Presentation.pptx&usg=AOvVaw0jMSP3Zpkj19vfjrJMoali
[22] https://fada.birzeit.edu/bitstream/20.500.11889/1417/1/thesis_08052013_152540.pdf
https://www.unfpa.org/sites/default/files/pub-pdf/GBV%20E-Learning%20Companion%20Guide__ARABIC.pdf
[23] مثل شبكة القرار 1325 وتحالف القرار 1325
[24] دليل مبسط حول القرار 1325
[25] دليل حول قرارات مجلس الأمن 1325 والقرارات المكمّلة له ودور البرلمانيين والبرلمانيات في تطبيقها / ميرفت رشماوي / 2016 /اللجنة الاقتصادية والاجتماعية لغربي آسيا / الأسكوا .
[26] حسب أول توصلنا إليه برنامج للمنظمات الدولة حيث قامت الـ UNFPA الى عقد ورشة في هذا الاطار.
[27] http://www.efi-ife.org/sites/default/files/NAP%201325%20Arb%20-%2026%20Nov%2013%20Final.pdf
[28]https://tbinternet.ohchr.org/_layouts/15/treatybodyexternal/Download.aspx?symbolno=INT%2fCEDAW%2fCSS%2fIRQ%2f37264&Lang=en
[29] ومع وجود الملاحظات من المجتمع المدني,
[30] مقترحات من قبل الناشطات أثناء المقابلات
[31] هناك تصور من قبل بعض الناشطات بضعف مشاركة تلك الشرائح المجتمعية.
[32] النساء العراقيات وتحديات الأمن والسلام والعدالة تقرير الظل لسيداو 2019/ ثالثا فقرة 11
[33] النساء العراقيات وتحديات الأمن والسلام والعدالة تقرير الظل لسيداو 2019/ رابعا فقرة 12
[34] النساء العراقيات وتحديات الأمن والسلام والعدالة تقرير الظل لسيداو 2019/ رابعا فقرة 13
[35] النساء العراقيات وتحديات الأمن والسلام والعدالة تقرير الظل لسيداو 2019/ رابعا فقرة 14
[36] http://www.cabinet.iq/ArticleShow.aspx?ID=9487
[37] النساء العراقيات وتحديات الأمن والسلام والعدالة تقرير الظل لسيداو 2019/ رابعا ب فقرة 17
[38] احدى الناشطات: شبكة القرار 1325
[39] النساء العراقيات وتحديات الأمن والسلام والعدالة تقرير الظل لسيداو 2019/ رابعا ب فقرة 15, 16
[40] دائرة المنظمات غير الحكومية 2017, علما ان الدائرة حذفت الملف ولم تعد تصدر التقرير السنوي للمنظماتا العاملة والمسجلة دون توضيح الاسباب الموجبة لذلك في الموقع.
[41] فاعلية منظمات المجتمع المدني في العراق/ https://www.nasr-i.net/%D8%A7%D9%84%D8%AF%D8%B1%D8%A7%D8%B3%D8%A7%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D8%AA%D9%86%D9%85%D9%88%D9%8A%D8%A9/%D9%81%D8%A7%D8%B9%D9%84%D9%8A%D8%A9-%D9%85%D9%86%D8%B8%D9%85%D8%A7%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%AC%D8%AA%D9%85%D8%B9-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%AF%D9%86%D9%8A-%D9%81%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%B1%D8%A7%D9%82
[42] فاعلية منظمات المجتمع المدني في العراق/ https://www.nasr-i.net/%D8%A7%D9%84%D8%AF%D8%B1%D8%A7%D8%B3%D8%A7%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D8%AA%D9%86%D9%85%D9%88%D9%8A%D8%A9/%D9%81%D8%A7%D8%B9%D9%84%D9%8A%D8%A9-%D9%85%D9%86%D8%B8%D9%85%D8%A7%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%AC%D8%AA%D9%85%D8%B9-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%AF%D9%86%D9%8A-%D9%81%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%B1%D8%A7%D9%82
[43] https://www.youtube.com/watch?v=19eptjJcy7g
[44] https://www.youtube.com/c/noorstars/about
[45] https://vidooly.com/top-youtube-channels/IQ/mostsubscribed
[46] احتجاجات عام 2019 شهر تشرين الاول.
[47] نقترح على الباحثين ايجاد تعريفات لكل مصطلحات المرأة
[48] أقترحت إحدى الناشطات المرأة المسيطرة.
[49] عبرت إحدى الناشطات بأنها مشاركة (ديكورية), صورية.
[50] اقتصر الموضوع في الحوارات عبر الشكوى عن عدم فسح المجال للمشاركة
[51] أجد من خلال المتبعات والتحري حتى عن الورش التي تقيمها بعض مؤسسات الامم المتحدة انها تدخل في هذا المفهوم
[52] كما عبرت احدى الناشطات، ان التداول الاعلامي لمثل هذه القضايا الثقافية ممل وغير متابع، وحتى النساء اللواتي تهتم بقضايا المرأة لاتتفاعل مع هذا النوع من الاعلام.
[53] ملاحظة الباحث.
[54] كما تحدث في النزاعات العشائرية وتسليم النساء على انها فدية كالفصلية ووما شابه ذلك.
[55] الرضا عن الحياة لدى طلبة كلية طب الاسنان/ زينب حسين علي زهراء علي سلطان/ جامعة القادسية الارشاد النفسي/ 2018
[56] تحرم حتى من الارث المادي كالعقار والمال وغيرها.
[57] هذا يفسر عدد النساء والفتيات المشاركات في الشعائر الدينية وهناك بعض الملاحظات عن كون شدة التزام النساء وعدد المشاركة ربما تفوق الرجال.
[58] انظر الى تجربة وانكاري ماثاي في كينيا. https://www.youtube.com/watch?v=yC9wZTJmDqA
[59] https://www.maganin.com/content.asp?contentid=21387
[60] دائرة المنظمات غير الحكومية/ المنظمات المسجلة/ 2017
[61] http://www.ngoao.gov.iq/ArticleShow.aspx?ID=80
[i] https://www.aljamaa.net/ar/2019/03/08/%D9%85%D8%B4%D8%A7%D8%B1%D9%83%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B1%D8%A3%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B3%D9%84%D9%85%D8%A9-%D9%81%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D8%B4%D8%A3%D9%86-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%A7%D9%85-%D8%A8/
[ii] https://www.aljamaa.net/ar/2019/03/08/%D9%85%D8%B4%D8%A7%D8%B1%D9%83%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B1%D8%A3%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B3%D9%84%D9%85%D8%A9-%D9%81%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D8%B4%D8%A3%D9%86-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%A7%D9%85-%D8%A8/
دعوة للانضمام الى موقعنا في الفسبوك
نظام تعليقات الموقع متوقف حاليا لاسباب تقنية نرجو استخدام تعليقات
الفيسبوك
|