|
غلق | | مركز مساواة المرأة | |
|
خيارات وادوات |
علا مجد الدين عبد النور
!--a>
2023 / 12 / 9
في قديم الزمان وقبل الديانات الابراهيمية ومع بدء تطور الإنسان، ظهرت المجتمعات القديمة والتي كانت بمثابة حجر الأساس لبناء الحضارات وتنظيم العلاقات بين الأفراد ، كبيرهم وصغيرهم رجالهم ونساءهم ، فكيف كان وضع المرأة في هذه الحضارات وحتى آخر الرسالات السماوية "الاسلام" .
المرأة في الحضارة الفرعونية
لاقت المرأة العديد من مظاهر الاحترام والتقدير في الحضارة الفرعونية القديمة، فكانت المرأة مساوية للرجل في الحقوق، وكانت تمارس الكثير من المهن باستثناء المهن الشاقة التي لا تتحملها طبيعتها الأنثوية مثل القتال والزراعة وغيرها من الأعمال الصعبة، وكانت المرأة المصرية تحظى بالكثير من الحقوق التي تسمح لها التصرف بممتلكاتها الخاصة كيفما تشاء، بعكس الحضارات الأخرى التي كانت توجب تولي ذكر أمر الوصاية على ممتلكات المرأة.
كما كانت المرأة المصرية تتمتع بحق الزواج بمن تشاء، وتنفصل عن زوجها إذا شاءت، ولا يتطلب ذلك وجود وصي عليها من أسرتها في أمر الزواج.
وكما كان يوجد آلهة ذكور عند المصريين القدماء، فكانت هناك آلهة إناث أيضًا، ويظهر ذلك واضحًا في أسطورة إيزيس وأوزوريس أشهر الآلهة المصرية.
ولم يبخل المصريون القدماء على المرأة بمناصب رفيعة في الدولة؛ فقد تولت المرأة وظيفة كاتبة وكاهنة، ووزيرة بل ومنهن من تربعت على عرش السلطة وصارت حاكمة للبلاد، وهذا لم تقبله العديد من الحضارات القديمة. أما عن الحضارة المصرية، فقد سمحت للمرأة تولي الحكم كميراث عن الأب أو الزوج، وهناك الكثير من الأمثلة على ذلك مثل نفرتيتي، فقد كان المصريون القدماء يُفضّلون تولي حاكمة امرأة تحمل الدماء النبيلة على تولي حاكم رجل غير حامل الدماء النبيلة، ومثال على ذلك حتشبسوت التي تولت الحكم بعد أخيها وزوجها تحتمس الثاني .
المرأة عند الإغريق
كان وضع المرأة في المجتمع اليوناني بصفة عامة سيئاً، «فأثينا» سجنتها في ركن مظلم هو الحريم، وحرّمت عليها الخروج إلا وعلى وجهها خمار تعلن بواسطته أنّها «ملكيّة خاصة» للرجل، ينبغي أن لا تمس، بينما جرّدتها «أسبرطة» من أنوثتها وحوّلتها إلى امرأة «مسترجلة»، لا تهمها العواطف أو المشاعر، حتى لو كانت عواطف الأم ومشاعرها»
فيقول «ول ديوارنت» صاحب قصة الحضارة عن الزواج اليوناني، «فهذا الزواج يقطع الصلة بين العروس وأقاربها، فتذهب لتعيش عيشة لا تكاد تختلف عن عيشة الخدم في غير بيتها، تعبد فيها آلهة غير آلهتها. ولم يكن في مقدورها أن تتعاقد على شيء أو تستدين أكثر من مبلغ تافه أو أن ترفع قضايا أمام المحاكم. ومن شرائع «صولون» أنّ العمل الذي يقوم به إنسان تحت تأثير المرأة باطل قانوناً؛ وإذا مات الزوج لم ترث زوجته شيئاً من ماله.
المرأة في الهند
يتحدث ديورانت عن المرأة الهنديّة فيقول: «في الأصقاع الجنوبية كانت رغبات الرجل الشهواني تشبعها له من كُنّ يطلق عليهن «خادمات الله» طائعات في ذلك أمر السماء، وما خادمات الله - أو «دفاداس» كما يسمونه - إلّا العاهرات؛ وفي كل معبد في «تامِل» مجموعة من «النساء المقدسات» اللائي يستخدمهن المعبد أول الأمر في الرقص والغناء أمام الأوثان، ثم من الجائز أن يُستخدمن بعد ذلك في إمتاع الكهنة البراهمة؛ وبعض هؤلاء النسوة - فيما يظهر - قد قصرن حياتهن على عزلة المعابد وكُهّانها، وبعضهن الآخر قد وسّع من نطاق خدماته بحيث يشمل كل من يدفع أجراً لمتعته، على شريطة أن يدفعن لرجال الدين جزءاً من كسبهن عن هذا الطريق .
وأمّا عن الأسرة في بلاد الهند فيقول: «كانت الأسرة الهندية من الطراز الأبوي الصميم، فالوالد هو السيد الكامل السيادة على الزوجة والأبناء والعبيد، وكانت المرأة مخلوقاً جميلاً يُحَب، لكنها أحطّ منزلة من الرجل؛ تقول أسطورة هندية: «إنّ «تواشتري» المبدع الإلهي، حين أراد في البداية أن يخلق المرأة وجد أنّ مواد الخلق قد نفدت كلها في صياغة الرجل، ولم يبق لديه من العناصر الصلبة بقية، فإزاء هذه المشكلة طفق يصوغ المرأة من القصاصات والجذاذات التي تناثرت من عمليات الخلق السابقة».
ومن مكانة المرأة وموقعها في النظام الاجتماعي فقد نصّ التشريع على أنّ المرأة طول حياتها ينبغي أن تكون تحت إشراف الرجل فأبوها أولاً وزوجها ثانياً وابنها ثالثاً، وكانت الزوجة تخاطب زوجها في خشوع قائلة له: «يا مولاي» و«يا سيدي» بل «يا إلهي» وهي تمشي خلفه بمسافة إن مشيا على مرأى من الناس.
وعن شخصيتها الحقوقية يكتب أيضاً: « ثلاثة أشخاص في تشريع مانو لا يجوز لهم أن يملكوا شيئاً: الزوجة والابن والعبد، فكل ما يكسبه هؤلاء يصبح ملكاً لسيد الأسرة».
وأما عن حق المرأة في التعليم فلم يكن نساء الهند يتلقين تعليماً. إلا إن كنَّ من سيدات الطبقة الراقية أو زانيات المعبد، ففي الماهابهاراتا: «إذا درست المرأة كتب الفيدا كانت هذه علامة الفساد في المملكة، ويروي المجسطي عن أيام «شاندراجوبتا»: «أنّ البراهم يحولون بين زوجاتهم - ولهم زوجات كثيرات - وبين دراسة الفلسفة؛ لأنّ النساء إن عرفن كيف ينظرن إلى اللذة والألم، والحياة والموت، نظرة فلسفية، أصابهن مسٌّ من جنون، أو أبيْنَ بعد ذلك أن يظْلَلْن على خضوعهن».
ومن أسوأ العادات والممارسات الظالمة للمرأة والتي عرفها تاريخ الهنود: «عادة إحراق الأرامل على الكومة التي احترق فيها أزواجهن». وكانوا في هذه المناسبات يحرقون جسد الزوجة.. أو يدفنونها حية، كما كان يحدث بين قبيلة «تلوج» في الجنوب، ويروي لنا سترابو أنّ عادة قتل الزوجة بعد موت زوجها كانت شائعة في الهند أيام الإسكندر. ولقد عارضها البراهمة أول الأمر، لكنهم عادوا فقبلوها، وأخيراً خلعوا عليها قداسة دينية تحميها من العبث، وذلك بأن جعلوها مرتبطة بأبدية الرابطة الزوجية: فالمرأة إذا ما تزوجت رجلاً كان عليها أن تظل زوجته إلى الأبد»
المرأة عند اليهود
اعتبرت الديانة اليهودية المرأة مصدرا للإثم، وحملتها التوراة غواية آدم، وإخراجه من الجنة، وجعلته يتملص من المسؤولية، حسبما يقول كاظم حجاج فى كتابه "المرأة والجنس بين الأساطير والتراث" كل تلك التصورات انعكست على الفقه اليهودى، الذى شهد تشديدات كبيرة على الحائض والمستحاضة والنفساء، فيعتبرها نجسة، وكل ما يتصل بها نجسا إلى المساء "وإذا كانت امرأة لها سيل، وكان سيلها دما فى لحمهاـ فسبعة أيام تكون فى طمثها، وكل من مسها يكون نجسا إلى المساء، وكل ما تضجع عليه فى طمثها يكون نجسا وكل ما تجلس عليه يكون نجسا، وكل من مس فراشها يغسل ثيابه ويستحم بماء ويكون نجسا إلى المساء. وكل من مس متاعا تجلس عليه يغسل ثيابا ويستحم بماء ويكون نجسا إلى المساء، وإن اضجع معها رجل فكان طمثها عليه يكون نجسا سبعة أيام وكل فراش يضجع عليه يكون نجسا، وإذا كانت امرأة يسيل سيل دمها أياما كثيرة فى غير وقت طمثها أو سال بعد طمثها فتكون كل أيام سيلان نجاستها كما فى أيام طمثها أنها نجسة، كل فرش تضجع كل أيام سيلها يكون لها كفراش طمثها وكل الأمتعة التى تجلس عليها تكون نجسة كنجاسة طمثها، وكل من مسهن يكون نجسا فيغسل ثيابه ويستحم بماء ويكون نجسا إلى المساء" (اللاويين 15: 19-27).
المرأة فى المسيحية
فى الديانة المسيحية نحن إزاء منظورين متقابلين للمرأة من جهة التصور والماهية، تصور المسيح، وتصور بولس.
الأول يمثله نص "من كان منكم بلا خطية فليرمها أولا بحجر "يوحنا 8: 7".
الثانى يقدمه نص: "من أجل ذلك كأنما بإنسان واحد دخلت الخطية إلى العالم وبالخطية الموت وهكذا اجتاز الموت إلى جميع الناس إذ أخطأ الجميع" (رومية 5: 1)، لقد كانت علاقة المسيح بالنساء ممتازة، آمن به، واتخذهن تلميذات وتابعات،
وهو ما ظهر واضحاً في إنجيل لوقا تحديداً والمسمى ب"إنجيل المرأة" والذي قدم المسيح الذي يكرم المرأة من خلال تسجيله لقصص مجموعة من النساء البارات القديسات، فيقدم العذراء القديسة مريم "الممتلئة نعمة" والتي استحقت أن تدعى بـ"أم الرب (217)" لأنها ولدت الإله المتجسد، وأليصابات التي عرفت بالروح القدس المسيح وهو جنين في بطن أمه وحَيَّت والدته (218)، وحنة النبية التي ظلت في الهيكل ولم تفارقه "نحو أربع وثمانين سنة لا تفارق الهيكل عابدة بأصوام وطلبات ليلًا ونهارًا (219)"، ومريم أخت لعازر التي اختارت النصيب الصالح الذي لن ينزع منها (220)"، ومرثا أختها المضيافة، ومريم المجدلية ويونا وسوسنة وبقية النساء التلميذات اللواتي "كن يخدمنه من أموالهن (221)"، ثم يذكر عطف السيد المسيح على النساء المتألمات مثل أرملة نايين التي كانت تنوح على وحيدها الذي مات، فأقامه لها الرب (222)، والمرأة الخاطئة التي دهنت قدميه بالطيب وبدموعها ومسحتها بشعرها (223)، ونازفة الدم التي صرفت كل معيشتها على الأطباء (224)، والمرأة المنحنية (225)، والأرملة التي أعطت كل ما لديها لله (226)، وكذلك إشفاقه على بنات أورشليم اللواتي كن ينحن عليه وهو حامل الصليب (227). فقدم لهن السيد الحنان والحب والعطف والكرامة في عصر لم يبالى بالنساء وفى مجتمع كان الرجل فيه يشكر الله لأنه لم يخلقه امرأة، وكان الكتبة والفريسيون يجمعون أرديتهم في الشوارع والمجامع لئلا يلمسوا امرأة، وكان يعتبرونها جريمة أن ينظر رجل لامرأة غير محجبة.
أما مع بولس، فقد تغير الوضع، حيث المرأة هى المسؤولة عن الخطيئة الأولى، ولها وضع أكثر دونية فى المجتمع المسيحى.
ويرى كثير من الباحثين أن بولس هو من أدخل التصورات اليهودية عن المرأة، ومسؤوليتها عن الخطيئة الأصلية .
المرأة في عصر النهضة
إنّ حال المرأة في أوروبا لم يكن بالمستوى المطلوب، حتى في العصر الذي عرف بـ «عصر النهضة» وإلى ذلك يشير «ديورانت» فيقول: «على أننا لا ينبغي أن نظن أنّ هذه المكانة العليا كانت هي نصيب المرأة العادية في عصر النهضة، فالواقع أنّه لم ينلها إلا قلة من النساء المحظوظات؛ أما الكثرة الغالبة منهن فكن يخلعن ثياب العرس ليحملن أعباء المنزل ومتاعب الأسرة حتى يوارين الثرى، وليستمع القارئ إلى برنردينو يحدد الوقت المناسب لضرب الزوجة:
«وأوصيكم أيها الرجال ألا تضربوا زوجاتكم وهن حاملات فإنّ في ذلك أشدّ الخطر عليهن. ولست أعني بهذا أنّكم يجب ألا تضربوهن أبداً؛ ولكن الذي أعنيه أن تختاروا الوقت المناسب لهذا الضرب.. وأنا أعرف رجالاً يهتمون بالدجاجة التي تضع بيضة كل يوم أكثر من اهتمامهم بأزواجهم. فقد تكسر الدجاجة أحياناً وعاءً أو قدحاً، ولكن الرجل لا يضربها خشية أن يفقد بذلك البيضة التي يحصل عليها منها، إذن فما أشد جنون الكثيرين من الرجال الذين لا يطيقون سماع كلمة من زوجاتهم اللائي يأتين بهذه الثمار الطيبة! ذلك أنّ الواحد منهم إذا سمع من زوجته كلمة يرى أنّها نابية، عمد من فوره إلى عصا وشرع يضربها بها، أما الدجاجة التي لا تنقطع عن الوقوقة طوال النهار فإنّه يصبر عليها من أجل بيضتها»
المرأة الزرادشتية
احتلت المرأة فى الديانة الزرادشتية مكانة رفيعة. وكذلك تبعتها الديانة المانوية. أما عن الديانة المزديكة فقد حطت من قدر النساء بسبب ما نادى به مزدكـ من مشاعية المال والجنس. اهتم الإيرانيون القدماء إهتمامًا كبيرًا بالإحتفال بالمناسبات الاجتماعية فكانوا يحتفلون بالمولود، وكذلك الزواج، أما الطلاق فكان من حق المرأة فى حالات الضرر المختلفة. انفردت الديانة الزرادشتية عن الديانات السماوية بأنها ساوت فى أصل الخلق بين الرجل والمرأة بشكل صريح. نادت الديانة الزرادشتية بالمداومة على العلم والتعلم اتصفت المرأة الإيرانية القديمة بصفات خِلقية وخُلقية مميزة. لعبت المرأة فى إيران القديمة دورًا اجتماعيًا هامًا جنبًا إلى جنب مع الرجل. للزواج فى الديانة الزرادشتية قدسية خاصة، فهي تنادي به وتحث عليه ليكثر نسل، وللزواج فى الديانة الزردشتية أنماط عدة. للزواج كذلك أنواع فى الديانة الزدشتية هي زواج الأبدال، تبادل الأزواج، أبناء العشق الحر، وزواج المحارم، الذى اختلف الكتاب والباحثون حول وجود زواج المحارم من عدمه. لعبت المرأة دورًا سياسيًا بارزًا فى إيران القديمة، حتى تربعت على العرش. تمتعت الملكة هماى بشخصية فريدة بين ملكة عظيمة وأمٍ جاحدة، واشتهرت بالعدل والإحسان مثل أبيها الملك بهمن. لم يكن العصر الكيانى أسطوريًا خالصًا - كما يظن البعض- ولكنه كان يخالط الوقع. وتعد أهم نتيجة لهذا البحث هي اكتشاف حقيقة مكانة المرأة قبل الإسلام ؛ فهى حقًا احتلت مكانة مرموقة، ولكن استهان بها فى بعض المواضع مثل بعض أنواع الزواج فى الدين الزرادشتى، وذلك عندما جاء مزدك ونادى بمشاعية المال والجنس
المرأة في الاسلام
السياق الإسلامي عرف تصورات سلبية عن المرأة، لكن يكمن اختلافها عن التصورات اليهودية والمسيحية في أنها لم تكن في بنية النص المؤسس للإسلام سواء في القرآن أو السنة النبوية، وإنما كانت قراءات للنص تأثرت بالثقافة والسياق الاجتماعي الذي تمت فيه قراءة النصوص المتعلقة بالمرأة، أو ما يسميه “ابن تيمية” بـ”الشرع المؤول” وهي آراء بعض العلماء، فبعض المفسرين والفقهاء نظروا للمرأة نظرة دونية ووضعوها في مرتبة الحيوان، ففي تفسير فخر الدين الرازي، تحدث أن النساء خلقن كالدواب والنبات وغير ذلك من المنافع، وفي التراث الشيعي فيصور “صدر الدين الشيرازي” ماهية المرأة بالحيوانية، حتى الإمام المبرد” إمام أهل اللغة في كتابه “الكامل في اللغة والأدب” فيقول:” لا تدع أم صبيك تضربه؛ فإنه أعقل منها وإن كان طفلا”، وعرف الفقه اسلامي نظرة متوجسة ضد المرأة انعكست في بعض الأحكام، خاصة تقييد خروج المرأة من البيت أو تعلمها، غير أن تلك الرؤية والأحكام لم تكن نابعة من الوحي، ولكنها اجتهادات تأثرت بالثقافة المجتمعية التي نبتت فيها. ويلاحظ في الإسلام أن الوضع الحقوقي للمرأة كان شديد الامتياز فلم يحدث جور على حقوق المرأة خاصة في الإرث، ويذهب البروفيسور ألماريك رامسي Mr. Almaric Rumsey في دراسته عن “الأحكام المحمدية في المواريث” الصادر عام 1880م ، أن نظام الإرث في الإسلام أكثر تطور وتحضرا وتفصيلا لانتقال الملكية من الأنظمة المعروفة في العالم المتحضر، كما عرف المجتمع الفقهي والعلمي عشرات المحدثات والحافظات التي أخذ عنهن كبار العلماء معارفهم، وفي دراسة للدكتور “محمد أكرم ندوي”بعنوان “النساء المحدثات في الإسلام” أثبت أن هناك حوالي ثمانية آلاف عالمة من المحدثات، لم يثبت على أي واحدة منهن في أي وقت كذب ولا تلفيق.
أما النص القرآني فلم يعادي المرأة ولم يذمها، أو يهدر كرامتها، أو يحملها وزر غواية “آدم” وإخراجه من الجنة، ولم يعتبرها نجسة ، كما أن الخطاب القرآني وجه حديثه إلى النساء والرجال على السواء.
وفي المجال الاجتماعي قدم بر الأم والإحسان إليها على الأب، وجعل الجنة تحت أقدام الأمهات، وجعل تربية البنت وتأديبها من مسببات دخول الجنة، وأوصى النبي-صلى الله عليه وسلم- بالنساء خيرا.
الطمث في الرؤية الإسلامية ليس عقابا للمرأة على خطيئة قديمة، ولكنه حكمة اقتضتها طبيعة بقاء النوع والتناسل، وتجلى ذلك في تعامل النبي محمد مع زوجاته أثناء فترة حيضها، فقد كان يتلو القرآن الكريم في حجر زوجته عائشة ويسمح لها بتمشيط شعره أثناء فترة حيضها، ولم يمنعها لمس أي شيء، وقال لها: “إن حيضتك ليست في يدك” ،
وكان يشجع الحائضات أن يخرجن ليشهدن مظاهر العيد وفرحة المسلمين وبهجتهم.
الضرب بأمر إلهي
ذكر الله ضرب المرأة في القرآن الكريم كمرتبة ثالثة من علاج النشوز للمرأة المتمردة على زوجها، فقال تعالى: (وَاللَّاتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلَا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ) [النساء: 34].
واتفقت المذاهب الفقهية الأربعة: الحنفية (البحر الرائق لابن نجيم 3/236) والمالكية (التاج والإكليل للمواق 4/15) والشافعية (الغرر البهية لزكريا الأنصاري 4/225) والحنابلة (الإقناع للحجاوي 3/250) على أن المرأة إن لم ترجع بالوعظ والهجر في المضاجع تؤدب بالضرب.
الالتفاف على النص بالتفسير
في 2019 قال شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب، إن ضرب الزوجة ليس واجبًا ولا فرضًا ولا سنة ، بل هو مباحًا إذا كان هو العلاج الوحيد.
"على الرغم من ذكره في آية صريحة بالقرآن "!
وأضاف إن الزوج لو لم يرد فعل ذلك لكان خيرًا، كما أخبر النبي، وأكد أنه لولي الأمر أن يقيد هذا الضرر إذا تفشي الضرر في المجتمع.