|
غلق | | مركز مساواة المرأة | |
|
خيارات وادوات |
ابراهيم سليمان
!--a>
2006 / 12 / 5
أمام صيدلية المستشفى الجامعي .. تحرش البعض بامرأة وابنتيها المراهقتين .. وهن لسن في حالة فرفشة بل كن حزينات لأخبار سمعوها في المستشفى عن حالة والدهم .. ومع ذلك لم يرحمهم أبناء المجتمع المسلم الفاضل وأكدوا صحة عقيدتنا ومناهجنا وإعلامنا في نظرته للمرآة باعتبارها عاهرة ما لم تكن بصحبة رجل بالغ عاقل ..
و سمعت بهذه المناسبة الكثير من قصص التحرشات التي يمارسها الذكور في مجتمعنا الجاهلي بل الجاهلي خير منه .. قصص تجعل الدم يفور ويغلي في العروق من هؤلاء البشر الذين لا يردعهم إلا القانون ..الغائب مع الأسف .. قصص جعلتني اشعر بالحاجة لكمال أتاتورك رحمة الله .. قصص عن بنات ونساء في حالهن يمضون في الطريق لقضاء شئونهن اليومية ولديهن مشاكلهن الخاصة وليسوا ناقصين حتى يتعرضون لتبلي من المطاوعة والهيئات الدينية أو لتبلي أخر من شباب ورجال المجتمع المسعورين بالجنس والمهووسين بالرغبة العاجلة في الفردوس .. الذين حفظوا تعاليم القبيلة جيدا في النظرة الشهوانية إلى المرآة ..
من هم المتحرشين ..؟؟ من أين يهبطون ..؟
هل نعلم إنهم في بيوتنا ويعيشون بيننا .. أخوة وجيران وأصدقاء وزملاء وأبناء عم وأبناء أخوة أو أخوات وأصهار .. أنهم نفس الناس الذين نلتقيهم في المسجد ونفس الذين نلتقيهم على صحون الرز و المفاطيح في العزائم و الأعراس ونتناوش معهم قطع اللحم والشحم ببدائية و همجية .. هم نفس الذين نراهم بطلعاتهم الغبية وخشوعهم ودموعهم في صلوات التراويح لعنهم الله .. هم نفس الأشخاص الذين يلصقون على سياراتهم إلا رسول الله .. يعني باختصار هم نحن ..نفسنا .. كلنا .. جميعنا .. ماذا يعني هذا التفشي لظاهرة التحرش بالنساء ماذا يعني أن يصبح المجتمع كله ظالما و عدو للمرأة لدرجة أن يصبح التحرش أمرا عاديا نراه أمامنا في الشوارع والأماكن العامة ولا نستنكره ؟! انه يعني أن هناك خلالا في تركيبه المجتمع وتنظيمه وعلاقات أجزائه مع بعضها البعض .. خلالا في مفاهيمه ورؤيته .. كما يفضح مدى النجاح الذي حققه من صمم هذا المجتمع القذر ومن هو يشرف عليه ..
يفضح من بيده المفاتيح الصدئة التي تمسك على أسس الظلال .. حتى أصبح لا فرق في التحرش بين مراهقي المدارس المتوسطه وبين نشامى القبائل المدافعين عن ألأصالة العربية والفروسية والشعر النبطي والصقور والقهوة و الهيل وبقية الط** ؟!
أليس من يشرف ويراقب على تمام سير المجتمع هم أصحاب المثنى والثلاث و الرباع و المسيار والميل في المكحلة .. الذين لا يقومون بالمعاقبة القبلية العرفية حتى يروا الميل في المكحلة فقط .؟! أما العذاب اليومي للنساء في الشوارع و الأماكن العامة .. فهو لا يستحق .. لان المرآة مكانها بيتها وان خرجت منه فهي ملعونة وتستحق ما يصيبها وكأن كل نساء بلدنا بنات شيوخ لا يخرجن إلا للنزهة .. أما الحقوق ..أما التقدم ..أما السعادة .. فهي في الآخرة فقط .. ما يحدث اليوم من اضطهاد للنساء هو تحقيق لنظرة قبلية ودينيه ترى أن خروج المرآة من خدرها ! وهي اللؤلؤة المصونة .. يتسبب في عقابها فهي كما يظنون لا تخرج إلا لزيارة أهلها مرة في الشهر أو إلى القبر .. أما سوى ذلك فهو فسق وتستحق الزجر بالنظرات الشهوانية حتى تعود إلى خبائها !!
دعوة للانضمام الى موقعنا في الفسبوك