اجتياح رفح يضع المنطقة والإقليم على صفيح ساخن



علي ابوحبله
2024 / 5 / 9

المنطقة كلها باتت في حالة غليان وعلى صفيح ساخن قابل للانفجار بعدما ضرب رئيس حكومة الحرب الإسرائيلية نتنياهو بعرض الحائط كل النصائح والتحذيرات العربية والإقليمية والدولية ، وأطلق العنان للاجتياح المغمور بالتهور ا بحسب توصيف رئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة دنيس فرانسيس ، أما بحسب توصيف مسئول السياسة الخارجية في الإتحاد الأوروبي " جوزيب بوريل " فإننا بتنا على مشارف أزمة إنسانية كبرى.
معركة رفح: بدأت.. لم تبدأ! ؟؟؟ وفق تباين في أراء المحللين والمتابعين والصحيح أن إسرائيل اقتحمت معبر رفح وسيطرت بالكامل على الجانب الفلسطيني منه. والصحيح أيضا أن آلياتها دخلت معبر فيلادلفيا للمرة الأولى منذ العام 2005. لكن الصحيح أيضا أن إسرائيل لا تزال تؤكد أن العملية العسكرية في رفح محدودة للغاية، وان الهدف منها ليس اجتياح المدينة بالكامل وإنما الضغط على حماس لحملها على قبول التعديلات الإسرائيلية على اتفاق الهدنة. فهل ترضخ حماس لتعديلات نتانياهو الستة، أم ترفضها ما يعرض المدينة لاجتياح كامل؟
عشرات الشهداء الفلسطينيين سقطوا في بدايات الاجتياح واقتحم جيش الاحتلال معبر رفح رافعا علم إسرائيل على الجانب الفلسطيني للمرة الأولى منذ تسعة عشر عاما و احتلال المعبر تسبب بتوقف حركة المسافرين ودخول المساعدات بشكل كامل إلى أهالي القطاع المحاصر الأمر الذي ينذر بكارثة إنسانيه وخطر الموت للسكان الفلسطينيين المحاصرين سيما إذا توسع العدوان على رفح وطرد السكان وخصوصا من أحيائها الشرقية إلى جنوبها ليسهل اقتلاعهم بشكل نهائي من أرضهم وتهجيرهم قسرا عن غزه ودفعهم للهجرة إلى سيناء .
نتني اهو أقدم على مغامرته هذه لأجل أن يمتد أجل الحرب مذعن لحلفائه من اليمين المتطرف سومتي رش وبن غفير وأوغل في حربه لاحتلال معبر رفح غير عابئ بالاتفاقات والمعاهدات والمواثيق إذ تعد هذه الخطوة خرقا لاتفاقية كامب ديفيد وللملحق الأمني لاتفاقية فيلادلفيا واتفاقية المعابر مع مصر عام 2005.
أما حديث المسئولين الأمريكيين عن رفض عملية اجتياح رفح والتي يتم ترديدها يوميا فباتت بعد الاجتياح شيك بلا رصيد إذ لا يتوخون سوى صرفه في بازارات استحقاق الانتخابات الرئاسية المقبلة في الولايات المتحدة.
وحتى إثبات العكس، الذي حصل في رفح في الساعات الثمانية والأربعين الأخيرة، عملية محدودة، وليست معركة مفتوحة، محسوبة بالحسابات الأميركية، تماما كما حصل حين ضربت إيران إسرائيل وحين ردت إسرائيل على إيران.، يومها انتهت المعركة في أربع وعشرين ساعة، ولم تؤد إلى حرب مفتوحة مباشرة بين طهران وتل ابيب، بل استمرت بالوكالة عن الأصيل سواء في غزة أو في جبهة جنوب لبنان.
وبالإمكان اعتبار ان إسرائيل تعتمد أسلوب القضم بالنسبة إلى رفح، هكذا تتقدم ميدانيا وبالتقسيط، من دون ان تثير غضب واشنطن التي تمسك العصا من منتصفها بين وضع سقف لإسرائيل، وفي المقابل موافقتها على القضاء على حماس.
وفي سياق متصل رئيس حكومة الحرب لحكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو يعتبر ان موافقة حماس على مقترح الوسطاء لتحرير الأسرى والرهائن من قبضة حماس ، يبتعد كثيرا عن مطالب إسرائيل الأساسية لوقف الحرب
نتني اهو يناور ويراوغ عبر دبلوماسية التفاوض في العاصمة المصرية إذ تستأنف وفود الوساطة القطرية المصرية الأميركية، المفاوضات بين حركة حماس وإسرائيل من أجل التوصل إلى اتفاق هدنة، وعكس موقف حماس بخصوص الموافقة على خطة الوسطاء حاله من الإرباك على الحكومة الإسرائيلية ، والأكثر إرباكا أن تل ابيب لا تستند هذه المرة إلى دعم قوي من الإدارة الأميركية التي أصيبت بعدوى “الممانعة”, ورفضت إعطاء تفويض باجتياح رفح ومن علامات الممانعة ما ورد في مصدر مطلع ل‍رويترز والذي كشف أن إدارة بإيدن حجبت مبيعات تجارية مباشرة خصصت لإسرائيل وعلقت إرسال معدات لصنع قنابل أكثر دقة منذ أسبوعين على أقل تقدير
إن تمادي إسرائيل في اجتياح رفح تقويض التزاماتها التعاقدية تجاه السلام مع مصر وفلسطين،و يمنح القاهرة الحق القانوني الكامل في تعليق العمل بالاتفاقية أو الانسحاب منها، وفقًا لقواعد القانون الدولي .
بات مطلوب من المجتمع الدولي وعلى رأسه أمريكا تحمل مسؤولياتهم سرعة التحرك في وقف في وقف جرائم الحرب الإسرائيلية، ووضع حد لسياسة الإفلات من العقاب، وضمان مساءلة مرتكبي الانتهاكات الجسيمة للقانون الدولي الإنساني، تمهيدًا لتحقيق سلام عادل وشامل ينهي معاناة الشعب الفلسطيني ويصون الأمن القومي المصري وعكس ذلك فان الصفيح الساخن الذي تعيشه المنطقة بات قابل للانفجار وامتداد الحرب لتشمل المنطقة والإقليم برمته