رسالتنا للملوك والرؤساء العرب في قمة البحرين ال 33



علي ابوحبله
2024 / 5 / 16

المحامي علي ابوحبله
إن حرب الإبادة التي تشن من قبل حكومة الحرب وجيش الاحتلال على الشعب العربي الفلسطيني في قطاع غزة، هي امتداد لتداعيات النكبة وتعبير عن تواطؤ الدول الكبرى مع الاحتلال ودعم لجرائمه، وتعكس الوحشية الهمجية لهذا الكيان المجرم وتجاوزه لكل الخطوط الإنسانية والدولية التي تفرض على الأمة العربية وعلى النظام العربي وعلى ملوك ورؤساء وأمراء الدول العربية المجتمعين في البحرين في القمة العربية أل 33 ، التحرك الفاعل وتحمل المسؤولية القومية تجاه القضية الفلسطينية والدفاع عن الشعب الفلسطيني والقضية الفلسطينية وهي قضية قومية عربية وتتطلب موقف عربي يرقى في مواقفه لتوظيف استراتجيه رادعه تردع حكومة الاحتلال وداعميه وتوقف الحرب المستمرة على غزه والتي ناهزت السبعة أشهر
كل ذلك لم يكن ليحصل لولا إخفاق المجتمع الدولي عن القيام بواجباته المنصوص عليها في القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني، وعقم المنظومة الدولية التي أصبح واضحاً للجميع ممارستها للعدالة الانتقائية.
وان في غياب الموقف العربي الرادع والحازم وعدم القيام بما يلزم من مواقف للجم هذا العدوان أدى للتمادي في الجرائم المرتكبة بحق الشعب الفلسطيني
إن استمرار تلقى الكيان الصهيوني الدعم العسكري والاقتصادي والسياسي والدبلوماسي غير المشروط لممارسة جرائمه بحق الشعب العربي الفلسطيني من الدول التي تزعم الحرية والديمقراطية والدفاع عن حقوق الإنسان، رغم ارتكابه الإبادة الجماعية وقتله للأطفال والنساء وانتهاكه للقانون الدولي والإنساني.
إن دور النظام العربي في الحرب على غزة، منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر الماضي وموقفه الذي لا يرتقي لمستوى التحديات الذي أحدثته الحرب التدميرية على غزه "كشف ظهر القضية الفلسطينية والشعب الفلسطيني ومقاومته لصالح العدوان الإسرائيلي المدعوم أمريكياً وأوروبياً بشكل غير مسبوق".
هذه الحرب التدميرية غير المسبوقة في التاريخ الإنساني "في ظل التردد والارتباك الذي تشهده مواقف الحكومات العربية وضعف الموازنة بين مصالحها وعلاقاتها الخارجية وبين متطلبات مصلحة القضية الفلسطينية" أضعفت الموقف الفلسطيني وجعلت قادة الكيان الصهيوني يتمادون في جرائمهم وأن الموقف العربي لم يتمكن من "التأثير في القرار الدولي بشأن التعامل مع هذا العدوان وبشأن ارتكاب جرائم حرب على نحو علني، وعلى نطاق واسع وبشكل مستمر ضد الشعب الفلسطيني في غزة"
القادة والملوك والرؤساء العرب المحترمين
ان الضعف في الموقف العربي وعدم القدرة على اتخاذ مواقف ضد الكيان الصهيوني أضعف النظام العربي وكشف العديد من ثنايا هذا الضعف و"تمثل في عدم القدرة على استثمار نتائج أحداث السابع من أكتوبر وتوظيفه لصالح القضية الفلسطينية والموقف العربي وأن ارتدادات أحداث السابع من أكتوبر الجيوسياسي في المنطقة التي لم يستوعبها بعد النظام العربي ولم يستوعب بعد ؟؟؟ عمق التغيرات الدولية والإقليمية ويجب أن تكون موضع اهتمام قمتكم
ان تغييب النظرة العملاتيه والنظرية وعدم توظيفها في بناء استراتجيه عربيه بعد أحداث السابع من اكتوبر 2023 وتحول الأنظمة العربية من العجز إلى القوة لدى النخب الحاكمة، هو بالمحصلة نتيجة افتقار إلى رؤية عربية مستقلة عن الرؤى الغربية في التعامل مع الصراع العربي- الإسرائيلي".
إن بواعث ودوافع ضعف الموقف العربي منشئه "رغبة الدول العربية المشاركة في عملية التطبيع مع إسرائيل في الحفاظ على علاقاتها مع الكيان الصهيوني ، فضلاً عن التخوّف من تداعيات الحرب على غزه ومن ثبات الموقف الفلسطيني وصموده في مواجهة جيش الاحتلال وارتدادات ذلك على الشارع العربي ، كما تشمل الدوافع "تأثير العامل الأيديولوجي والموقف غير المواتي لبعض الحكومات العربية تجاه حركات الإسلام السياسي، بما في ذلك حركة حماس".
إن التحديات التي تواجه النظام العربي هي عدم ألقدره على توظيف واستخدام الاتفاقيات والمعاهدات المعقودة مع إسرائيل لوقف العدوان على قطاع غزة، وعدم قدرة العديد من الحكومات العربية على الفصل بين علاقتها المتوترة مع إيران وبين الموقف من الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة بحسب نهجها وتقييمها".
أمام تمادي قادة الكيان الصهيوني بعدوانهم وحربهم التدميرية وتوغلهم بقتل الفلسطيني بدم بارد ما يتطلب من القمة العربية المنعقدة في البحرين في دورتها ال 33 تسطير موقف عربي فاعل وضاغط لوضع الاحتلال عند حدود تماديه
ويتمثل ذلك في بلورة مبادرة عربيه شامله لوقف الحرب ولإنهاء الاحتلال... تستند إلى اتجاهات موازين القوى الدولية المستجدة، وعلى نجاحات المقاومة والشعب الفلسطيني في مواجهة العدوان، وتتبناها وتدعمها دول إقليمية ودولية مثل إيران وتركيا وروسيا والصين إلى جانب الدول العربية".
ويتطلب من مؤتمر القمة العربي "الاستثمار في التحولات الشعبية الضاغطة لصالح فلسطين وضدّ العدوان الإسرائيلي على كل من أوروبا والولايات المتحدة وإسرائيل، وتشكيل مؤسسة ولوبي عربي داعم لهذه المواقف والاتجاهات على الصعيد العالمي".
وتتطلب الخروج بموقف عربي يفضي إلى "توحيد الخطاب الإعلامي العربي الرسمي والشعبي ضد الاحتلال الإسرائيلي وعدوانه وجرائمه على الشعب الفلسطيني.
أنها فرصه تاريخيه للقمة العربية أل 33 في البحرين لتسجيل مواقف متقدمه وقد ثبت أن اصغر دوله عربيه بمحدودية إمكانياتها أقوى من هذا الكيان الذي لا يعدوا أن يكون سوى نمر على ورق
ثبت أن الكيان العاجز عن حماية نفسه كيف له أن يحمي ويرعب غيره وثقوا أن ردع الاحتلال للانصياع لقرارات الشرعية الدولية لن يكون إلا من خلال خطة الأمن القومي العربي وان نظرية الأمن القومي العربي لا تتحقق إلا بوحدة الموقف العربي وبمخرجات القمة ، وان التطبيع لا يجلب سوى المزيد من التعقيدات ومزيد من الانهزامية الذي يلحق بالأمة العربية وتماهيها مع المخطط الصهيو أمريكي لمخطط الشرق الأوسط الجديد وتحقيق أمن إسرائيل على حساب الأمن القومي العربي
مطلوب موقف من الملوك والرؤساء العرب ترقى لمستوى التحديات نصرة لفلسطين وللقدس وغزه ووضع حدود لهذا التمادي للكيان الصهيوني ، فهل من تحرك جدي تفضي لتبييض الصفحة السوداء من تاريخ ألامه العربية وتسطير موقف اقله تجميد كافة اتفاقيات التطبيع مع إسرائيل وسحب السفراء وتفعيل المقاطعة الاقتصادية حتى تنصاع إسرائيل لتطبيق قرارات الشرعية الدولية وتوقف حربها على غزه ، وهل من موقف يدعم الموقف الفلسطيني وتفعيل آلية الدعم المالي للفلسطينيين في مواجهة الحصار الذي تفرضه حكومة الاحتلال بهدف التدمير للسلطة الفلسطينية وإنهاء وجودها