|
غلق | | مركز مساواة المرأة | |
|
خيارات وادوات |
عايد سعيد السراج
!--a>
2024 / 5 / 20
كانت تحب.. ياسين. وفزوجوها لأخيه أحمد
كان أحمد لاعب كرة سلة ورياضي متميز
طويل أسمر بهي الطلعة،صاحب أَنَـفة وفطنة
قالت لها عندما -التقتافي الكمب- أنا أسيرة
فكرت مع نفسها ماذا تعني اسيرة ؟
قالت لها عندما يمرض ياسين. امرض….. مرة
وقع ياسين من فوق الفرس فَكُسرت قدمه بعدها بأيام فقط كُسرت قدميْ .
وبعد زمن أصيب ياسين بالسرطان وانا أيضابعد ذلك أُصبت بالسرطان.
وبعدها شفي من السرطان ،وأنا شفيت منه ومن
ثم تساءلت ماذا يعني هذا غير أنني أسيرته؟
قالت لها كنتُ أحبه واشتهيه بكل جوارحي. .. كنتُ أحلم به ليلاً ونهاراً.
كان الذي بيننا شيئ عجيب
لم أستطع أن احكي سري لأحد.
فأنا أسيرة،
قالت لها المرأة ماذا تعنين بأسيرة….. قالت:. أسيرته
أي سجينته ؛ لاأدري….. ثم فكرت قليلا وقالت:
لاأدري لا أدري هكذا أنا.
ثم استرسلت. بالكلام. وهي. تقول…… عشت
اكثر من أربعين عاماً هكذا وأنا لاأستطيع التخلص
من حبه هو يتلبسني يدخل إلى كل خلايا جسدي
وروحي، إنني أتنفسه واستنشق عطره في كل
ثانية ،زوجوني. طفلة صغيرة، كنت طفلة يومها.
واليوم عندي مجموعة من البنات والأبناء كلهم
زوجتهم، ولم أتخلص من حبه.
وانا. اليوم. هنا…… في هذا. الكمب. اللعين في
دولة غريبة لااعرف لغتها ولا كيف أتعامل مع ناسها إلا بالإشارة.
واترسلت:عندما كنت في بلدي السودان رقصت مرة في عرسه….. وسط. الجموع
ثمة حركة في الرقص، هناك في بلدي توحي.
بحبي له، فرقصتها رقصت هكذا بعفوية ودون
دراية مني أمامه مأخوذة بإمتلاكه لروحي نعم روحي وليس جسدي … انتبه هو.
وعرف محبتي له….. ونظر إليّ بعينين
مندهشتين … فيهما تساؤل واستغراب وتساؤل.
نعم أنا المرأة السمراء الطويلة ذات العينين
الجميلتين والجبهة العريضة والشعر الفاحم…
أحببته ،كان يلازمني وكنت … أسيرتهُ
كان ( أخو زوجي) فكتمت حبي.. وسافرت بعيداً
بعيداً بعيدًا الى مدينة لا يراني فيها أحد ،أبداً أبداً.
بعد أن أبحت له بحبي وذلك برقصتي المجنونة
تلك نعم الرقصة المجنونة التي فلتت مني
بشكل عفوي ، لم أكن أعي ماأفعل.
وها أنا ذا في هذا الكمب اللعين ، اسيرته مرة
اخرى كأنّ الله كتب عليّ الأسر .
إنني أتعذب صدقيني والله أتعذب .
فهززتُ برأسي وانا انظر إليها، واتمعن بكل
ملامحها، وهي تختلج وترتجف كمن أصابها مس.
تختلج مثل حمامة مذبوحة بفعل قوة العشق
السحرية التي تتملّكها وتسيط على روحها وأحاسيسها ووجدانها
هي تنطق الحروف وهي تصرّ على أسنانها
ووجهها يتلون وأنا انظر إليها وكلي شفقة وحيرة.
كان وجهها تتراشقه الانفعالات .
انفعالات تتناوب بين الألم ، والحزن، وصراع الماضي الرهيب،
والعمر المتسارع كقطار قديم ، يكاد أن ينهك جسدها الذي فعلت به الأيام مافعلت.
يالمأساتك ياشمس الصابرة
إن اسمي ليس
( شمس) بل…. إلِيْنا….
من الآن.أنت شمس سأسميك شمساً
تشرقين في. النهار…. اقصد في. وضح. النهار…
قالت : كنت تلعبين كرة السلة مع زوجي هو ذاك
الأسمر الطويل ، الذي لعبت ِ معه كرة السلة.
… نعم نعم لقد توقعت أن يكون زوجك، إنّ
ملامحكما متشابهه وكذلك عمراكما وندوب الحزن أيضاً.
كانتا تلتقيان كل يوم في هذا الكمب اللعين،
تتحدثان كل واحدة عن همومها وحياتها في بلدها
البعيد الذي تحول بينها وبينه بحار وبحار.
كل واحدة منهما جاءت من بلد مختلف. واحدة
من بلد السودان ، والثانية من سوريا
كل. واحدة منهما تحمل في روحها مأساة التهجير
والغربة والألم
أفاضت السورية وبدأت تحكي وهي تتألم وتسبق
كلماتها الدموع التي تتهاطل كمطر شتوي
حدثتها عن بيتها الذي أضحى دماراً وخراباً وكذلك
حيّها الذي مات بعض أهله تحت أنقاض بيوتهم
وعن أولادها وبناتها الذين صاروا كل واحد
وواحدة في دولة من دول العالم .
وكيف جاءت وأسرتها تهريباً -بالبلم- من تركيا إلى
الجزر اليونانية، وعن المشقة والآلام التي عانوا
منها، وعن مرض القلب واسعافها المتكرر.
كل واحدة تتحدث للآخرى عن الآلام التي قاستها
أسرتها، وعن الغربة والمشقة.
كانتا تبكيان بحرقة وكل واحدة تحس أنها تتحدث مع روحها،
روح السودان مع روح سوريا يتلاحمان ويتمازجان
الموت والذعر والخوف من المجهول ينتظرهما،
هكذا كان شعور المرأتان وهما تودعان بعضهما
وكل منهما سوف تشد الرحال وأسرتها الى بلاد
أخرى ، لايعلمان أي مصير ينتظرهما
توادعتا وكانت الدموع مخارز من جمر وعذاب وألم ، ولكنّ روحيهما تأبيان الوداع.
دعوة للانضمام الى موقعنا في الفسبوك
نظام تعليقات الموقع متوقف حاليا لاسباب تقنية نرجو استخدام تعليقات
الفيسبوك
|