شهيدات مصر بين اليوم والأمس ؟



حسن مدبولى
2024 / 5 / 23

ستة عشر شهيدة سقطت بهن سيارة ميكروباص من فوق معدية أبوغالب أثناء ذهابهن للعمل بإحدى المزارع بمركز منشأة القناطر، وقد تم انتشال عشرة جثامين وجارى البحث عن ستة فتيات أخريات، وقيل أن الحادث وقع عندما تشاجر سائق الميكروباص مع أحد الأشخاص حيث ترك السائق السيارة دون أن يقوم بشد الفرامل فسقطت فى الماء بالفتيات !؟
الكارثة اننا فى عام 2024، وبعد( ثورتين) كما يشاع ، ومع ذلك تذهب فتيات فى عمر الزهور ضحايا الظلم والإهمال والكذب و ومحاولات رخيصة لتمرير الكارثة والصاقها بشجار عبثى، مع تجاهل الحديث عما دفع فتيات فى عمر الزهور للذهاب للعمل كالعبيد فى المزارع البعيدة، ولا عن أسباب عدم وجود وسائل انقاذ متوفرة عند المعديات !؟

وعلى العموم فإن هذا الحادث المأساوى ذكرنى بحادثتين نسخة طبق الأصل منه وقعتا عام 2007، وكتبت عنهما مقالا فى ذلك الحين على موقع الحوار المتمدن لايزال يصلح للنشر حاليا ،وهو ما يفضح كذب وتدليس كل ما يذاع ويشاع !!
--------------------
--------------------

من يتبنى الدفاع -عن شهيدات
ومسحوقات الفقر -فى مصر ؟

حسن مدبولى

الحوار المتمدن-العدد: 1892 - 2007 / 4 / 21 - 11:39
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات



لم يكن الامر يتعلق بحادث مرورى روتينى، فحوادث المرور اليومية فى مصر وضحاياهااصبحت عادة يستيقظ عليها الناس صباح مساء متلقين انباء مقتضبة عن قتلى وجرحى ومعوقين، اما نتيجة السرعة والتهور،او نتيجة انعدام الخدمات المرورية،او سوء حالة الطرق المستخدمة،اوالحالة الغير طبيعية لقائد احدى المركبات التى تسببت فى الحادث
وحتى فى الطرق الجيدة والمراقبة مرورياتحدث ايضا حوادث متعددة وبعضها مروع فى نتائجه،
لكن ماحدث فى قرية اطفيح بمحافظة الجيزة كان امرا لافتا للنظر، فقد تسبب سائق سيارة نقل فى دهس وقتل اكثر من ستة عشر طالبة من طالبات مدرسة اطفيح الثانوية التجارية، واصاب اكثر من خمس طالبات اخريات، اصابات جسيمة معوقة، والمشكلة لم تكن فقط فى عدد الضحايا،ولا فى كونهن فتيات ،المشكلة ان احدا لم يقلق من الاخوة انصار حقوق المرأة، وانصار المساواة والحرية الذين يفكرون بعقلية غربية متفرنجة عند الانخراط فى بحث قضايا المرأة المصرية والعربية
ان هذا الحادث لم يكن الاول الذى يذهب ضحيته العديد من بنات الفقراء، ناهيك عن ابنائهم ورجالهم، فقد سبق ان حدث نفس الامر ووقع حادث عند قرية الكريمات القريبة من اطفيح وعلى نفس الطريق، وراح ضحيته اكثر من ثلاثة عشر تلميذة ابتدائى كن ذاهبات للعمل لمساعدة ذويهن،
والمؤسف أن الامر ينتهى غالبا بتقديم مساعدات مالية لاهل الضحايا،وتطوى صفحة اولئك المسكينات ببعض الاخبار فى صفحات الحوادث !؟
لقد ثبت بالدليل ووفقا لما اعلن بالجرائد المصرية، ان السيارة التى كانت تنقل الفتيات المسكينات، الى مدارسهن كانت تستخدم فى نقل المواشى،بعد الانتهاء من نقل الفتيات؟ وكان بالطبع يقودها نفس السائق، فسائق المواشى هو نفسه سائق نقل فتيات مكافحات تحاولن التشبث بالعلم حتى ولو فى مدارس دبلوم التجارة او الصناعة الذى لن يجديهن شيئا فى سوق العمل والاستقلال والحرية فى مصر !؟
ولقد تبين ايضا ان الاهالى كانوا يلحون على انشاء مدرسة قريبة لبناتهم، بل وتبرع بعضهم بقطعة ارض لانشاء مجمع مدارس حتى لا يقطع الابناء والبنات مايقرب من خمسين كيلو متر يوميا، لكن دون جدوى او شروع لبناء فصل واحد
ان مئات الالاف من الاسر المصرية التى يطحنها الفقر، وتحاول ان تجد حلا مستحيل التحقق،عن طريق تعليم فتياتها،وفتيانها دون جدوى، لا تجد فى النهاية ولا تجنى سوى مصرع فلزات الأكباد ،او فى افضل الحالات دهسهم فى آتون الفقر اليومى المسيطر الذى لا مناص منه !!

والموضوع لا يتعلق ببنات قرية البرمبيل بمركز اطفيح، ولا ببنات محافظة الجيزة، ولكن الامر يتعلق بابناء وبنات ملايين الفقراء الذين يتم قذفهم يوميا الى العراء المتوحش اللانسانى،فاكثر من عشرين فتاة من قرية واحدة رحن ضحية فى لحظةاثناء ذهابهن الى مدرسة تجارية، لماذا مدرسة تجارية وتعليم متوسط-غير جامعى-لان هذا هو فقط المتاح الان للفقيرات،فلكى تستطيع التعلم يجب ان تذهب الى مدارس اللغات الباهظة التكاليف، او على اقل تقدير ان تتحمل الاف الجنيهات مقابل دروس خصوصية من مدرسى المدارس الرسمية،والا فان البديل هو اما دبلوم صناعى، او دبلوم تجارى وهو ما يقتصر بالطبع على بنات وابناء المساكين
اننا نسمع ونقرأ عن ملايين الجنيهات التى تنفقها جمعيات غربية مشبوهة فى محافظات الوجه القبلى للنهوض بالفتاة المصرية، تلك الجمعيات التى يتربح منها بعض ذوى السلطة فى تلك المحافظات، بينما تبين ان تلك الجمعيات تقتصر فى تدريبها للفتاة المصرية على كيفية التحرر الجنسى، ومنع ختان الاناث ؟
تماما كما تتبنى بعض الكاتبات المصريات قضايا تحرير المرأة المصرية-التى تتلخص معاناتها من وجهة نظر النخبة المصرية المتأمركة فى ارتدائها للحجاب !؟

ان المرأة المصرية الشريفة المنتمية الى بلادها واهلها تكافح يوميا من اجل توفير شربة ماء لاسرتها، ومن اجل توفير الراحة والطمأنينة لعائل الاسرة المكدود والمهدد فى لقمة عيشه من الاساس، وتتحمل الام المصرية هما كبيرا لكى تجد طريقة لستر بناتها وتزويجهن فى زمن الحصار على الفقراء، وبينما الأسر فى هذا الخضم اليومى من الماسى المعيشية، اذا بالمفاجاءات من نوعية حادث اطفيح تعتصر الجميع!؟