زواج القاصرات ،أطفال الطلاق وعمالتهم، والتقزم وسوء التغذية



فاطمة الفلاحي
2024 / 5 / 24

من حوارنا مع الأستاذة حنان عبداللطيف ( المدير الإقليمي مركز الرافدين الدولي للعدالة وحقوق الإنسان / اوربا )، التمييز والعنف ضد المرأة العراقية – امرأة من الشرق – الحلقة الثالثة

6. هل هناك من منظمات المجتمع المدني تعنى بأطفال الطلاق وعمالتهم والتمييز ضد المرأة والتقزم وسوء لتغذية؟

قائلة:
بالرغم من وجود عدد كبير من منظمات المجتمع المدني في العراق وقسم منها يحصل على دعمغ٥ير مباشر من احزاب سياسية او شخصيات حكومية والاخر يحصل على دعم من منظمات دولية إلا اننا لم نرصد دورا حقيقيا وفعّالا لهذه المنظمات وكأنما وُجدت هذه المنظمات لتحسين صورة العراق امام المجتمع الدولي واعطاء انطباعا ان شعبه يعيش ديمقراطية وحرية ليس لها مثيل. وبرغم عدد المنظمات الذي بلغ 4500 ، نرى اليوم تزايدا في ظواهر خطيرة انتشرت في العراق كتسول الاطفال وعمل الاطفال في اعمال شاقة نتيجة ارتفاع معدلات التضخم وازدياد نسبة الفقر وتسرب الاطفال من المدارس وانتشار المخدرات بين الاطفال ، التحرش بالنساء في العمل والجامعات والمدارس من قبل المدراء والاساتذة مما يُجبر بعض النساء على ترك وظيفتها وتخلي بعض الطالبات عن احلامهن في اكمال دراستهن هذا اضافة الى مساومة النساء عند مراجعتهن لدوائر الرعاية الاجتماعية لاكمال معاملات صرف رواتب الرعاية ، اما اذا اردنا التطرق الى الاجراءات المهينة التي تلقاها النساء عند زيارة احد افراد عوائلهن المعتقلين في السجون العراقية والتي وصلت الى مركزنا فسيشيب لها الولدان من السلوكيات الشاذة التي تتعرض لها النساء.

7. أهناك ما يلوح في الأفق من بوادر فعلية من مؤسسات المجتمع المدني وخاصة في المناطق الريفية للحد من زواج القاصرات والمتاجرة بهن وحالات الإنتحار في المدن ؟

تجيبنا مشكورة:
للاسف الشديد ان معدل زواج القاصرات والمتاجرة بهن من خلال ما يُسمى بزواج الفصلية (عرف عشائري في مناطق جنوب و وسط العراق) وحالات الانتحار ارتفعت في العقد الاخير وخصوصا بعد مصادقة رئيس الوزراء الاسبق حيدر العبادي على قانون الاحوال الشخصية الجعفري وتصويت البرلمان عليه ، وبسبب ارتفاع معدلات الفقر راينا اسراً توافق على تزويج بناتهن القاصرات اللاتي لم يبلغن 13 عاما لرجال تخطوا سن الخمسين وهذا ما نتج عنه ارتفاع في معدلات الطلاق بسبب عدم التكافؤ واخريات تخلصن من هذا الوضع بالانتحار هذه الظاهرة الدخيلة على المجتمع العراقي فلقد وصل الامر الى اقدام فتيات صغيرات على الانتحار ممن لم يتجاوزن 13 عام بسبب الاوضاع المعيشية الصعبة والفقر والعنف الاسري وانتشار المخدرات. وبرغم تزايد اعداد مؤسسات المجتمع المدني الا انها بقيت عاجزة عن احداث التغيير ونشر التوعية ، وهذا يعود الى الجهل المستشري الذي ينشره رجال الدين والاحزاب الاسلامية في المجتمع ، وتقاعس الحكومات عن دعم مؤسسات المجتمع المدني ونشر حملات التوعية واهمالها في علاج هذه الظواهر الخطيرة وعدم وضعها البرامج والخطط التي تنهض بالمرأة والاسرة ، ساهم في ازدياد معاناة نساء العراق.

لنا عودة معكم في الحلقة القادمة عن البغاء وكوتا من غير كوتا