|
غلق | | مركز مساواة المرأة | |
|
خيارات وادوات |
نجود الجهني
!--a>
2024 / 6 / 1
يغلب على المجتمع السعودي الطابع القَبَلي الأبوي الخاضع للقيود القبليّة والدينية في آنٍ معًا، وإنِ اختلفت عادات القبائل وتقاليدهم وكذلك لهجاتهم، إلا أنهم يتفقون في ظاهرتين اجتماعيتين: سيطرة الرجال داخل كل قبيلة، واضطهادهم المُمنهج ضدّ المرأة والتنافس في تهميشها، حتى أطفال القبيلة الذكور يجدون حرجًا في ذِكر أسماء أمهاتهم وأخواتهم أمام أقرانهم في المدارس والشوارع، فلقد نشأ هذا الطفل وتربّى على أن اسم أمه يُعدُّ (عَورة) كما يُطلقون عليها "حُرْمَة" ومن المعيبِ –غالبًا- أن يبوح به أمام الرجال. يفتخر الطفل الذكر عادةً بنسبته لأبيه؛ فشجرةُ العائلة أو القبيلة مُكرّسة بأسماء رجال القبيلة، فلا ذِكْر لاسم امرأة واحدة داخل تلك الشجرة الرِّجالية بامتياز.
على أيّة حال، تترسّخ عادة معاملة المرأة كجنس أدنى عن الرجل منذ الولادة، فالمولودة "الأنثى" إذا تمّ الاحتفال بها، فعقيقتُها "شاة واحدة" أما المولود "الذكر" فعقيقتُه "شاتان" وقد يستمر الاحتفال به لأسابيع طويلة في بيوتٍ مختلفة لدى الأقارب، فالجميع يُرحب ويُهلّل بقدومه: الجدّ والعمّ والخال، وكأنّ هذا المولود مَلاك قد هبط لتوّه من السماء!
يتربّى الذكر منذ طفولته على أنه "حامي الحِمى" والمسؤول عن أخواته والأعلى شأنًا منهن، أما البنت فعليها أن تُقرّب قرابين الطاعة والولاء للأب وذكور عائلتها من الدرجة الأولى "الأسياد الأوصياء" علّها تحظى بشيء من المكانة الاجتماعية لدى العائلة والأقارب، وحتى تحمي نفسها من العقاب النفسي أو اللفظي أو الجسدي.
يلجأ الأب أحيانًا إلى استعمال "الأمّ المغلوب على أمرها" لترويض" البنت" كما تمّ ترويض والدتها سابقًا.
تأتي أعياد الفطر والأضحى، وانطلاقًا من النصّ القرآني: "للذكر مثل حظّ الأنثيين" عادةً ما يتم توزيع العيديّة المادية للولد الذكر بنسبة مُضاعفة عن العيدية "المادية" التي يتم منحها للبنت إذا كانت مطيعة وخاضعة، خلاف ذلك قد يتم إقصاؤها من هدايا العيد.
في الطريق إلى المدرسة أو الأسواق أو لزيارة الأقارب أو التّنزّه والرحلات، تجلس البنت في المقعد الخلفي من السيارة في حين يجلس أخوها الذكر في المقعد الأمامي حتى وإن كان يصغرها سِنًّا.
تجد البنت نفسها مسؤولة عن سُمعةِ القبيلةِ وشرفها المزعوم في كل تصرفاتها، فما أن تظهر عليها ملامح البلوغ الجسدي في سنّ العاشرة يتمّ حجبها تمامًا داخل المنزل ومراقبة سلوكها ومنعها من ركوب الدراجة وغيرها من الأنشطة الرياضية خارج المنزل، وهنا تختفي علاقتها بالشارع الذي يسيطر عليه الرجال في كل تفصيلاته ومظاهر الحياة فيه.
ثم تبدأ مرحلة جديدة من الوصاية والاضطهاد..
للحديث بقية..
دعوة للانضمام الى موقعنا في الفسبوك
نظام تعليقات الموقع متوقف حاليا لاسباب تقنية نرجو استخدام تعليقات
الفيسبوك
|