العروسة المسحولة و ما حالها إلّا كحال العرب الخانعة لاسرائيل!!



كريمة مكي
2024 / 6 / 13

أهانها و أوجعها في ليلة عرسها هو الذي يُفترض أن يُسعدها يوم عرسها و باقي عمرها!
عريس مصري غاضب، مِن لسنا ندري ماذا، يُشبع عروسه ضربا و ركلا و سحلا على أرض قاعة العرس ليُمرّغ ثوبها الأبيض في وسخ الأحذية و يمسح بكرامتها الأرض!
أراد الفحل الموهوم أن يُظهر للعالم غطرسته و شدّة غضبه فلم يجد غير تلك التي وقّعت له منذ قليل على عقد عبوديتها!!
لو رأى منها قبل العرس ما يوحي باحترامها لذاتها و عدم استعدادها للتفريط بكرامتها لأيّ كان و بخاصة لمن سترتبط به بعقد زواج، لما فَعَلَ معها ما فعل.
فعديم الرّجولة مثله يخشى و يهاب المرأة المحترمة الكريمة التي لا تفرّط بحقوقها و لو أعماها الحبّ و أظلّها كما يفعل الحبّ دوما... بالنّساء.
كان قارئا لها، عارفا بها فاختار المناسبة الأجمل ليُريها أمام الأهل و الصّحب مشطرة من حياة تنتظرها، ليُشهد عليها الكلّ إن تجاسرت و اشتكت بعد الليلة المشؤومة التي أبكت لأجلها الصادقين و أشمتت فيها الشامتين.
لقد دعاها الحاضرين إلى طلب الطلاق و عدم الدخول معه للزنزانة التي أعدّها لها و لكنّها رضيت بالإهانة ممّن كسر قلبها أمام الخلق جميعا و ذهبت معه راضية بما فعل و بما سيفعل!
لا أحد غيرها يعلم الظروف التي تجعلها تنسى الكرامة و ترضى بالإهانة في عالم يسعى أحراره اليوم لكسر طوق الظلم على النّاس المضطهدة و بخاصة على النّساء: أكثر من تعرّض للظلم و القهر في الشرق و الغرب إن في السّلم أو في الحرب!
كان بإمكانها و هي المرأة المجهولة لحدّ يوم العرس أن تخدم قضية النساء و خاصة في أرض العرب كما لم يخدمها من قبل أحد.
كان بإمكانها أن تكون مثلاً في المقاومة و التحدّي لو رفضته على الملأ و ألقت بوعوده و آمالها فيه على الأرض.
و لكنها كانت خائفة و خانعة و ذليلة أمام زوج خسيس أهانها أسوأ إهانة!
هل تظن أنها ستنساها؟؟؟
عبثا تظن...
ستظل تلاحقها كظلّها بل و ستلحق بنسلهما إن خرج يوما، من رحمها المُهان، نسل!
فناس تورث نسلها عزّة النفس و حبّ الكرامة و ناس ترضى بالذل لتتوارث المهانة!
لو كانت عزيزة النفس لما رضيت به بعد ذلك زوجا و رفيقا و لو أعماها الحب أو أحوجها له الفقر...
و لأنها كذلك فهنيئا لها بجزاء الأقدار لأمثالها...!
لن يطول انتظارها و ستتجرّع قريبا الحكم الذي يُنزله القدر على كلّ خانع يرضى أن يعيش بين الحُفر: ستمضي بقية حياتها معه مضروبة، مكسورة، مسحولة و لن تجد تعاطفا من أحد! فقد كانت في اختبار كبير و اختارت أن تنحني لجلاّدها و تدخل معه إلى بيت الطاعة.
فلتتحمّل إذن...و لتطمئن أن ليست وحدها فيما فعلت!
فكذلك فعل العرب الخانعين... مع المُهينة إسرائيل.