المجتمع الذكوري العدو اللدود للمرأة



عزالدين مبارك
2024 / 7 / 18

الدين يصنع مجتمعا ذكوريا متخلفا منبتا ومنافقا لا يرى المرأة إلا من خلال الجنس وما تحت البطن ولا يعلم أن لها عقلا وفكرا ولا تختلف عن الرجل إلا في بعض الوظائف البسيطة كما أن الطبيعة تصنع التعدد والتلون والجمال فانظر للزهور والطيور وكل المخلوقات الجميلة في هذا الكون البديع. فالمرآة شيطنها الفكر الديني وجعلها عبدة مطيعة للرجل السيد وحملها بدون وجه حق كل الذنوب والتجاوزات وبرأ الرجل لأنه ذكر رغم فساد أخلاقه وسوء سلوكه وللإمعان في خدش كرامتها والحط من إنسانيتها وحريتها سمح له الدين بالزواج عليها ما شاء من النساء زوجات وملكات يمين وتطليقها بكلمة دون تمتيعها بحقوقها وفي هذا ظلم كبير وعمل غير إنساني لا يمكن القبول به في هذا العصر. كما أنه لا علاقة للتدين بحسن الأخلاق أبدا وأكبر دليل على ذلك انتشار التحرش والاغتصابات ضد النساء وخاصة المتحجبات في البلدان العربية. وليس قطعة قماش فوق الرأس وعباءة سوداء تغطي كامل جسم المرأة دليل على العفة وحسن الأخلاق والسيرة فهي ليست سوى طقوس بالية وحركات لا تعني شيئا فمن حق المرأة مساواتها التامة بالرجل وأن تلبس ما تشاء فلماذا يسلط العقاب فقط على النساء دون ذنب اقترفنه سوى أنهن خلقن جميلات وفاتنات فليس ذلك من إرادتهن الحرة فلماذا لا يطلب من الشيوخ المتفقهون دعوة الإله بجعلهن قبيحات دميمات لا يثرن حتى الحجر فيرتاح الرجال ويهنأ بالهم؟ فالرجل المتدين المكبوت جنسيا والشهواني وضعيف العقل لا يرى المرأة مهما كان لباسها وجمالها وتضاريسها ولو اختبأت في خيمة سوداء إلا كائنا للجنس والمتعة وقطعة من الحلوى اللذيذة ويرى في نفسه الأمارة بالسوء ذبابة لتقع على الفريسة التي تمر أمامه فالرجل الديني بانغلاقه على ذاته والعيش في تراثه البالي الذي يهيمن عليه الفكر الذكوري واحتقار المرأة واعتبارها دنس وخطيئة وفتنة مستفزة للشهوة يجب تغييبها بشتى الطرق. فما يقوم به الرجل الديني إزاء المرأة لا علاقة له بالأخلاق بل هو تسلط ومكر ذكوري ونرجسية مقيتة ذات أبعاد تاريخية متوارثة أب عن جد في ظل مجتمعات متخلفة وجاهلة ومتجمدة في عصور البدائية التاريخية. وإذا أراد هذا الرجل البدائي أن يتقي استفزاز جمال وحسن النساء لغريزته الجنسية المشتعلة والمنفلتة في الشارع فننصحه عوض تغييب المرأة في خيمة سوداء أو سجنها بالبيت أن يلبس نظارة من خشب أو يعتكف طول الوقت في المساجد فهناك توزع صكوك التوبة والجنة كل الوقت.