نتني اهو يدفع بالمنطقة للحريق الكبير ؟؟؟؟؟ والمنطقة مفتوحة على كل الاحتمالات ؟؟؟؟؟



علي ابوحبله
2024 / 8 / 1

تصريحات رئيس قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتني اهو الأربعاء 31 يوليو/ تموز 2024، إن إسرائيل سترد بقوة على أي هجوم، وذلك بعد عملية اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية في طهران واستهداف الضاحية الجنوبية في بيروت وقصف مباني سكنية بغية اغتيال القائد الكبير في حرب الله فؤاد شكر .
وأضاف نتني اهو في كلمة بثها التلفزيون "مواطنو إسرائيل، تنتظرنا أيام صعبة. منذ الضربة في بيروت، هناك تهديدات من جميع الاتجاهات. نحن مستعدون لأي احتمال وسنقف متحدين وعازمين في وجه أي تهديد. ستفرض إسرائيل ثمنا باهظا لأي عدوان عليها من أي ساحة".
وأردف أن إسرائيل وجهت "ضربات ساحقة لوكلاء إيران" خلال الأيام القليلة الماضية، ومنها حماس وحزب الله. لكنه لم يذكر عملية اغتيال إسماعيل هنيه في طهران ، الذي أثار تهديدات بالانتقام.
ان جنون نتني اهو وأعضاء ائتلافه اليميني الفاشي دفعه للقيام في سلسلة من العمليات التي تدفع بالمنطقة للحريق الكبير من خلال تجسيد وحدة الساحات ، بدأت بقصف ميناء ألحديده وخزانات البترول في اليمن، مروراً باغتيال القائد الكبير في حزب الله فؤاد شكر في الضاحية الجنوبية أول من أمس، وصولاً إلى اغتيال القائد الفلسطيني رئيس المكتب السياسي إسماعيل هنية في طهران فجر أمس.
هذه الاعتداءات التي تشكل خرق فاضح لكافة القوانين والمواثيق الدولية وتسحب من إسرائيل ذرائع حق الدفاع عن النفس وهي المقولة التي دأبت عليها أمريكا على استعمالها لتبرير سياسة الحرب والعدوان ، وهي تأتي في سياق ترسيخ الادعاءات ل بنيامين نتنياهو، في جعل المعركة القائمة تستند إلى سردية عرضها في خطابه أمام الكونغرس، عندما خاطب أميركا بأن كيانه هو الوكيل المكلّف بحماية مصالح أمريكا و الغرب في المنطقة.
وجل ما يسعى نتني اهو لتحقيقه من توسيع عمليات عدوانيته الدموية في المنطقة للتغطية على فشله في غزه وتوسيع الحرب لتشمل العديد من الدول الإقليمية في المنطقة وعلى رأسها طهران على أمل جر الولايات المتحدة الأمريكية والغربية للتورط مباشرة في الحرب وتحقيق ما يمكّنه من العودة إلى غزة بحثاً عن نصر مزعوم وموهوم .
هناك أهداف في غاية الأهمية في ذهن نتني اهو وائتلافه اليمني الفاشي من عملية اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنيه ، فهو يريد كسر شوكة وقوة حماس عبر اغتيال أبرز رموز المقاومة الفلسطينية والذي يتصف في الاعتدال وفي تجميع كافة قوى حماس في بوتقة واحده . كما هدف من وراء عملية اغتيال فؤاد شكر وقصف الضاحية الجنوبية لتغيير قواعد الاشتباك ، واغتيال إسماعيل هنيه في طهران هدف استدراج إيران نحو حرب مباشرة يمنحه الشرعية التي يريد تحويلها إلى شراكة مع الأميركيين في الحرب.
ومن لم يفهم مقاصد نتنياهو طوال الفترة السابقة، فإن رئيس حكومة الائتلاف اليميني الفاشية عمد بنفسه، ليل أمس، إلى شرح هذه الاستراتيجية، وهو قال صراحة إن برنامجه يقوم على الاستمرار في الحرب، وإنه " لم ولن يخضع لأي ضغوط لوقفها" ، قبل أن يذكّرنا بأن إسرائيل ستقتل كل من يمس أمنها، وأنه مستعد مع حكومته وجيشه لمواجهة أي خطوات تقوم بها جبهات محور المقاومة رداً على ما ارتكبه من جرائم في لبنان واليمن وإيران.
المنطقة بحاجه للدهاة العقلاء وليس للحمقى وأصحاب العقول الشريرة ، نتني اهو وائتلافه اليميني الفاشي يتسمون بصفة الغباء السياسي والانقياد الأعمى وراء حماقتهم وهم يجرون المنطقة للحريق الكبير إشباعا لغرائزهم وقيامهم بأعمال القتل والاباده والاغتيال وهي سياسة من شانها تفجير الأوضاع وسيكون لها تداعياتها على إسرائيل وأمن الإسرائيليين أنفسهم وتعودنا نعود للذاكرة ، حول عقيدة الاغتيالات الثابتة في أداء سياسة الاحتلال . وجل ما تصبو إليه إسرائيل ليس رد فعل من جانب محور المقاومة يتيح لها توسيع الحرب، بل ردود أفعال من شأنها جر الولايات المتحدة و الغرب إلى المشاركة في حربه التي يريدها .
وإذا كانت إسرائيل دقيقة في تنفيذ ضرباتها الأمنية - العسكرية، ما يمنحها فرصة التباهي بتفوق تقني واستخباراتي وبأنها صاحبة اليد الطولى، فإن النتائج قد تُفقد كل ما سبق معناه، خصوصاً عندما لا يكون الهدف قابلاً للتحقّق، ما يعيدنا إلى الحكمة التي تقول إن الأهم من اليد الطويلة هو العقل الذي يحركها. وليس صعباً تقديم الشروحات حول فشل تقديرات نتنياهو وائتلافه اليميني الفاشي وفشل حساباته، وها هي الحرب في غزة تمثل الدليل الأكبر على فشل سياسة القوة الغاشمة وفشل نظرية تحقيق الأمن عبر سياسة القوه . ومن يفترض أن النجاح يقاس بكمية القتل، لا يمكن له أن يفهم أن من يقاتل إسرائيل ليس مضطراً لمجاراتها في لعبة القتل المفتوح. ذلك أن العلاج الحقيقي لهذا الكيان المريض لا يكون بتبنّي عقيدته القتالية أو الأمنية.
قيل قديماً إن تبسيط الأمر يساعد على فهم المشكلة ويسهّل علاجها. وها نحن اليوم في مواجهة معضلة ناجمة عن كون قادة الاحتلال يتصرفون على أساس أنهم يخوضون حرباً وجودية. وإذا تصرفت قوى المقاومة بأن مقاومتهم تندرج على أنهم أمام جولة، لا حرب شاملة، فإن قادة الائتلاف اليميني الفاشي ، لا يريدها جولة فحسب، بل يريدها جولة حاسمة. وهذا ما يلزم بضرورة كيفية التعامل مع هذا التوجه ، ووفق ما يفكر فيه، وفي الحالة الراهنة، قد يصح العمل بالحكمة الشهيرة: " إذا هبتَ أمراً، فَقَعْ فيه؛ فإنّ شدّة توقّيه أعظمُ مما تخافُ منه".
كل التقديرات، تشير لا بل تؤكد أن الاحتلال ينطلق في موجة جنونه الجديدة وهو يدفع للحرب الشاملة ولذلك، فهو يقتنص الفرص بتسديد ضربات قاتلة، لئيمة، مؤذية وجارحة بقوة. وهو يريد تثبيت قدرته على القيام بما يجيد القيام به، وأن يخرج وللعالم بين وقت وآخر ليقول إنه قادر على الوصول إلى حيث يريد وهو ما يدفع المنطقة للحرب الكبرى والمنازلة الكبرى التي تقود المنطقة برمتها للتهلكة