المرأة ثورة روحية لا تخمد ولغز لا ينتهي



كرم خليل
2024 / 8 / 6

المرأة هي عماد المجتمع وروحه، فهي الشخص الذي يقوم بدور رئيسي في بناء وتطوير المجتمعات.

إن وجود المرأة يعد أمراً أساسياً لتحقيق التوازن والازدهار في أي مجتمع. فهي لديها كثير من الأدوار والمسؤوليات التي تسهم في إحداث التغيير الإيجابي وتعزيز التقدم الاجتماعي.

لذا فإن ممارسة حقوق المرأة هو أمر أساسي وضروري لتحقيق المساواة والعدالة الاجتماعية، وجزء لا يتجزأ من بنية المجتمع.
مثل حقوق التعليم، والعمل، والصحة، والمشاركة السياسية، والحرية في اتخاذ القرارات.

لذا فإن توفير فرص متساوية للمرأة يعد أمراً ضرورياً لبناء مجتمعات مزدهرة ومتقدمة.

لكن للأسف ... يعمل المجتمع على إحداث شرخ بين الرجل والمرأة! بإحداث تفرقة عنصرية بينهما من خلال عدم ممارسة حقوقها كشخص له كيانه وحقوقه. وكيف يكون ذلك، وقد قيل بأن: "وراء كل رجل عظيم امرأة عظيمة".

لقد تحيّر الباحثون وما زالوا يتعمقون بالمرأة وبعالمها المليء بالأسرار، بوصف هذا الكائن اللطيف المتفاني، حيث تغنّى بها الكثير من الشعراء، وتفنّنوا بوصفها جسدياً وروحياً. فهي الهبة التي منحها الله سبحانه للرجل والكائن المخلوق من ضلعه.

اذ أن المرأة هي ذاك الإنسان رقيق الشعور ذو الأحاسيس المرهفة، و نبع الحنان والسكون، المرأة هي المضمون.

هي التي روحها طاهرةٌ كالمطر، بريقها كالنجوم، صفائها كالسماء، شموخها كالجبال.
هي كنز لمن يفهمها.. أنثى ذكية بحكمةِ فيلسوف... رزينة في المجالس، واثقة النفس في خطواتها تفرض عليك احترامها.

أردت في هذا المقال أن أسلط الضوء على نظرة المجتمع للمرأة، خاصة المجتمعات النّامية، التي تنظر إليها إنها تابعة للرجل، وخلقت للمنزل ولإرضاء الحاجات الغريزية له، متجاهلين وناكرين دورها كإنسان له كيانه وكينونته.

ما الذي تحاولون صنعه من هذا الكائن؟ ما هو الجرم الذي ارتكبته؟ لماذا لا نذكر، ونتذكّر الإنجازات والنجاحات التي قامت بها على الأصعدة كافة، وعلى مر العصور والأزمنة!

لقد انتهى عصر الرق منذ عقود من الزمن، لكنني أجد تعاليمه باقية في هذه المجتمعات العنكبوتية التي تنسج خيوطاً حول المرأة للحد من قدراتها ولخلق كائن مقيّد مستعبد خانع لهذه المعتقدات الفطرية البدائية المتخلّفة تدعونا التسليم بها.

فأصبحنا نعامل المرأة كما كان الاستعماريون يعاملوننا، حين كانوا يحكمون علينا حق الحكم النيابي، الذي ننوّه إليه ونعنيه.
عندما نقول إنَّه يجب أن تكون لنا أهداف سامية إنسانية، تعني إنه يجدر بنا أن نهتم بالعدل والكرامة والمساواة والعلم والسياسة، وأن نتعلم، ونقرأ الكتب والجرائد، ونوسع مداركنا وآفاق فكرنا. ومرجع هذه الاهتمامات من وعي المجتمع الذي نعيش به.

فهذا الإنسان الذي يعيش بالصحراء وحيداً منفرداً لا يمكن أن يكون فاضلاً أو عادلاً، ولا ظالماً أو مبغضاً اجتماعياً وانطوائياً منعزلاً.
لذا بحرمان للمرأة من الاختلاط بالمجتمع وفرض قوانين لها ما أنزل الله بها من سلطان، فإننا نحرمها إحساسها الاجتماعي وبأهميتها ووجودها.

بعض الرجال المتعصّبين يرفضون خروج المرأة من المنزل، بادّعاء منهم بأن خروجها يعني انتهاكاً للشرف!
يجب أن نفهم جيداً ما معنى كلمة شرف! من هو الإنسان الشريف؟ هل هو الشخص الصادق والأمين؟ هل عساي أن أقول عن شخص صادق بأنه شريف من خلال هذه المقاييس الأخلاقية؟!
يجب أن تكون عامة، وتسري على الجميع، بصرف النظر عن الجنس، اللون، العقيدة، والطبقة. أما أن تطبّق على طبقة دون أخرى فهذه ليست قيمة أخلاقية، إنما قانون فرضه النظام الاجتماعي القائم، مثلما رأينا في المجتمعات الاستبدادية كيف كان الحكام.


لذا يجب على الحكومات أن تتخذ إجراءات فعّالة لتعزيز حقوق المرأة وحمايتها، من خلال وضع تشريعات وسياسات تعزز المساواة والعدالة الاجتماعية.


كما يجب على المجتمع المدني ووسائل الإعلام أن يلعبوا دوراً فعالاً في نشر الوعي والقضاء على جميع أشكال التمييز ضد المرأة.

في النهاية: المرأة هي الأم والأخت والحبيبة والزوجة فرفقاً بها!
لذا فإن تعزيز حقوق المرأة ليس فقط مسؤولية المرأة نفسها، بل هو مسؤولية اجتماعية تتطلب جهوداً مشتركة من جميع أفراد المجتمع لضمان تحقيق المساواة والعدالة والتنمية الشاملة. من أجل عالم أكثر سلاماً ورخاءً وملاءمة للعيش الهنيء والتنمية المستدامة.
حيث أن عقل المرأة إذا ذبل ومات، فقد ذبل عقل الأمة كله!!!