بلينكن في إسرائيل لصفقة الآن ؟؟؟؟؟



علي ابوحبله
2024 / 8 / 19


يسعى بلينكن من خلال زيارته التاسعة لإسرائيل منذ اندلاع الحرب على غزه إلى "الضغط على جميع الأطراف لإقناعهم بأهمية التوصل لاتفاق وقف إطلاق النار و إنجاز الأجزاء المتبقية من هذا الاتفاق"، وفق ما أفاد مسئول في الوفد الأميركي بعد وصوله إلى تل أبيب.
التقى وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن صباح الاثنين، بالرئيس الإسرائيلي،إسحق هرتسوغ، وقال في تصريح قصير لوسائل الإعلام في نهاية اللقاء عن المفاوضات للتوصل إلى اتفاق: "قد تكون هذه الفرصة الأخيرة لإعادة المختطفين وتحقيق تسوية لوقف إطلاق النار".
وحث بلينكن إسرائيل وحماس على عدم إخراج الجهود من أجل هدنة في قطاع غزة "عن السكة"، قائلا إن المحادثات بشأن غزة هي "ربما آخر" فرصة للتوصل إلى هدنة.
وفي نبرة تفاؤل أعلن الرئيس الأميركي جو بإيدن، أن وقف إطلاق النار في قطاع غزة ما زال ممكنا،على الرغم من أن حركة «حماس» أعلنت، مساء أمس، تزامناً مع وصول وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، إلى إسرائيل، رفضها المقترح الذي قدّمته واشنطن في محادثات الدوحة، معتبرة أنه يستجيب لشروط رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، ألا وهي رفض التوصل إلى وقف دائم للنار والانسحاب الكامل من قطاع غزة، وفي تصريحات نتني اهو التي ترافقت مع زيارة الوزير الأميركي بلينكن طالب بإعادة إحياء شروط كان هو نفسه قد تخلّى عنها في وقت سابق، ولا سيما في ما يتعلّق بتحكّم قوات الاحتلال بعودة الفلسطينيين إلى شمال القطاع، وهو ما أبدى مسئول إسرائيلي على علاقة بالمفاوضات، خشيته من أن يؤدي إلى فشلها.واعتبرت «حماس» في بيان أصدرته، مساء أمس، أن المقترح الجديد «وضع شروطاً جديدة في ملف تبادل الأسرى، وتراجع عن بنود أخرى، ما يحول دون إنجاز صفقة التبادل». وحمّلت نتني اهو «كامل المسؤولية عن إفشال جهود الوسطاء، وتعطيل التوصل إلى اتفاق، وعن حياة أسراه». ويشير ذلك إلى أن جولة بلينكن التاسعة في المنطقة منذ السابع من أكتوبر، والتي تحمله إلى القاهرة غداً، ربما تكون محكومة بالفشل، إن لم يستطع إرغام إسرائيل على الاستجابة للشروط الواردة في مقترح بايدن. وبالتالي، فإن المفاوضات التي ستُستأنف في العاصمة المصرية هذا الأسبوع قد تلاقي مصير محادثات الدوحة .
اتهامات حماس لنتنياهو بعرقلة التوصل إلى اتفاق تعدتها إلى أوساط الوفد الإسرائيلي المفاوض نفسه، والذي سبق أن اشتكى من عراقيل يضعها رئيس الحكومة نتني اهو بغية عرقلة أي جهود للتوصل لاتفاق يفضي لوقف إطلاق النار رغبة منه في استمرار الحرب وتوسعها . وفي هذا السياق، نقل موقع " واينت" عن مسؤول إسرائيلي على علاقة بالمفاوضات القول إن " نتنياهو يصرّ على التحكّم بعودة الغزيين إلى شمال القطاع، وهو ما أوضحت الولايات المتحدة لإسرائيل والوسطاء أنه يقضي على فرص التوصل إلى اتفاق" ، وإن " واشنطن تصرّ أيضاً على عدم وضع حدود زمنية لوقف إطلاق النار الذي سيُطبّق في حال التوصّل إلى اتفاق" . كما نقل الموقع عن المسئول خشيته من أن " يستخدم نتنياهو شرط التحكّم بعودة الغزيين إلى شمال القطاع، والذي قيل إنه وافق سابقاً على المساومة بشأنه، لإحباط أي فرصة للتوصل إلى اتفاق" وأشار المصدر نفسه إلى أن " المطلب المذكور لم يكن موجوداً في المقترح الأساسي الذي قدّمه (الرئيس الأميركي، جو) بايدن، في أيار الماضي، وأن نتنياهو أضافه في وثيقة التوضيحات في تموز الماضي، بعد أن كان أسقطه مقابل إسقاط حماس مطلبها بوقف معلن للحرب" ، مضيفاً أن " نتنياهو يمكن أن يستخدم هذا المطلب للحصول على تنازلات إضافية من حماس أو لمنع نجاح المفاوضات"
تشدد نتنياهو والتمسك بشروط وفرض شروط لم تتضمنها مبادرة الرئيس بايدن تضع عقبات في وجه زيارة بلينكن وفي تصريحات صدرت عنه ونقلها مكتبه عشية لقائه بلينكن اليوم، إذ طالب بمزيد من الضغط على " حماس" للقبول بشروطه، قائلاً :" إننا نريد أن نؤكد أننا نجري مفاوضات، وليس سيناريو نعطي فيه ونعطي فقط. هناك أمور يمكننا أن نكون مرنين بشأنها، وأخرى لا يسعنا فيها ذلك، ونحن نصرّ عليها" . وأضاف: " لذلك، وإلى جانب الجهود الهائلة التي نبذلها لإعادة الرهائن، فإننا نتمسك بحزم بالمبادئ التي أرسيناها والتي تُعتبر أساسيّة لأمن إسرائيل" . وأكّد أنه يجب ممارسة " ضغط عسكري ودبلوماسي قوي على حماس من أجل التوصل إلى اتفاق"
وكالة رويترز نقلت عن مسئول كبير في إدارة بايدن، خلال رحلة بلينكن إلى تل أبيب، القول إن المحادثات للتوصل إلى اتفاق للهدنة وإعادة الأسرى المحتجزين في غزة وصلت الآن إلى " نقطة تحول"، وإن بلينكن سيؤكد لجميع الأطراف أهمية التوصل إلى هذا الاتفاق .