عمار الحكيم والتعديلات على الأحوال الشخصية



نساء الانتفاضة
2024 / 8 / 31

تروي السيدة سروة عبد الواحد تفاصيل زيارتها لرئيس تيار الحكمة عمار الحكيم، ومناقشتها معه حول المقترح المطروح للتعديلات على قانون الأحوال الشخصية، تقول بأن السيد عمار كان فضا جدا معنا، وقال بأنه لا يرغب ويرفض بشدة أي نقاش او حديث حول التعديلات، لأنها -حسب قوله- قد صدرت من جده "محسن الحكيم"، لهذا يجب تشريعها وسنها قانونيا.

عمار الحكيم لم يكن متناقضا مع نفسه، انه جد منسجم مع هويته الإسلامية، التي تبيح له طرح هذه التعديلات، ليس مثل بقية الإسلاميين الذي يريدون الظهور بمظهر "المتمدن، المتحضر"، وهو لباس غريب تماما عنهم؛ ثم انه يدرك جيدا ان جده "محسن الحكيم" كان قد وقف رافضا لقانون الأحوال الشخصية 188-1959، وافتى بقتل الشيوعيين والتقدميين في وقته، الذين سنوا ودعموا القانون؛ ويدرك جيدا ان ابيه "عبد العزيز الحكيم" أراد تغيير هذا القانون نهاية العام 2003، فأذن هم يحملون راية هذا التغيير القانوني، ولا يتنازلون عنه.

أيضا فأن عمار الحكيم لا يمثل نفسه فقط، فرأيه يمثل كل المؤسسة الدينية، والذين يتساءلون عن موقف هذا "المرجع" او ذاك، هؤلاء يتوهمون برجل الدين هذا او ذاك انه له موقفا مختلفا، والحقيقة ان الكل المؤسسة الكهنوتية خطابها واحد تجاه هذه التعديلات المشينة.

في الدول ذات القوانين الوضعية رجل الدين فيها عاطل عن العمل تماما، فلا احد يستشيره او يأخذ مباركته في شيء، لهذا فأن التعديلات المقترحة تعطي لرجل الدين حق التدخل في حياة الناس الشخصية، انها تعيد له عمله ومكانته "الوهمية" داخل المجتمع؛ ان المؤسسة الدينية تٌخّرج الالاف من رجال الدين كل عام، هؤلاء ماذا يفعلون؟ يجب إيجاد عمل لهم!

السيدة سروة عبد الواحد قالت ان نواب التحالف الكوردستاني لا يمكن الاطمئنان لهم في هذه القضية، فهم يبحثون عن مصالحهم، وهم يعقدون الصفقات مع بقية الكتل لتمرير تلك القوانين؛ وحتما ستكون لنا وقفة تجاه هذه السلوكيات القذرة والمشينة، تجاه قضايا بالغة الأهمية.

طارق فتحي