أرماديٌ أنتَ ؟



محمد فياض
2024 / 9 / 2

إنَّ الكثيرَ من القناعات البشرية والرؤى الفردية للإنسان تتكون في مرحلة الطفولة والسنوات الأولى من حياة الفرد .
فضلاً عن دور البيئة الأسرية التي تعد الرافد الأساسي والمصدر الأول لبنك المعلومات اللازمة في بناء الحجر الأساس لمنظومة الإنسان المعرفية .
لذا، فإنَّ البيئة الأسرية تعتبر العامل الجوهري في نمو وتقدم الطفل أو تراجعه واندثاره .
فالاجواء الأسرية السليمة تُقدِّم فردًا سليمًا صحيح الفكر والمنطق وعلى العكس تماماً ، فإنَّ الخلافات الداخلية وعدم الاستقرار العائلي يُقدِّم فرداً مليئاً بالأمراض النفسية والأخلاقية والتي تُضيف آفة بشرية جديدة تنهشُ في جسدِ المُجتمع .
فحقًا إنَّ الأسرة هي نواة المجتمع وعامل الاتزان الحقيقي وسبب الازدهار الأول .
فنتاج الأسر السليمة ينعكسُ إيجابياً على سلوك ورؤى أفرادها وبالتالي نمو مظاهر الازدهار في المجتمعات .
ومن أهم المدخلات الفكرية الى عقل الطفولة سواء من البيئة الداخلية أو الخارجية (( أيّ الأسرة أو مؤسسات التعليم )) هو قانون الأبيض والأسود ومبدأ وحدة أوجه الخطأ والصواب والتي جعلت الحياة وما ينطوي بين دفتّيها قائمة وفق منظومة الأبيض والأسود مع الغاء المساحة الرمادية بشكل نهائي (( المساحة الرمادية : المرونة في قراءة وتقبّل الأفكار والأشخاص ))
وقد أُشيِّعَ سابِقاً (( فاقدُ الشيء لا يُعطيه ))
فلو افترضنا بإنَّ رجلًا لا يملكُ الخبرة في الأمور الهندسية والمعمارية فإنَّ المنطق يُشير الى عدم قدرة هذا الرجل في تعليم وبيان الأصول الهندسية وفهم المعايير العمرانية ، والظاهرُ صحة الافتراض .
وعلى الجانب الأخر فلو قيلَ (( فاقدُ الشيء يُعطيه ))
فإنَّ رجلاً ترعرع في أجواء أُسرية مشحونة وخالية من أدنى صور الحب والتفاهم فإنّه مُستقبلاً سيسعى أن يربّي أولاده في أجواء أسرية هادئة مليئة بالحب والاهتمام كي لا يُذيقهم من ذات الكأس الذي سُقّيَ مِنه فيما سبق.
ففاقد الشيء قد ُ يُعطيه .
الخُلاصة :-

- إنَّ الإنسان مُلزم بإعادة برمجة منظومته الفكرية المُؤسسة على أفكار الطفولة .
- للصحِ والخطأ أوجه مُختلفة بنتيجة واحدة .
- مبدأ الأبيض والأسود يُقيّد الأنسان في تحركاته الفكرية والاجتماعية لذا فالمساحة الرمادية تُعطي حرية فكرية ومرونة لتقبّل الطرف الأخر بشكلٍّ أفضل .