العنف ضد المرأة:-



فلورنس غزلان
2024 / 9 / 4

العنف ضد المرأة :ــ
حروب هنا في أوروبا،وهناك في غزة والضفة، ولم تهدأ في سورية المقسمة لمناطق نفوذ ،وتشتعل بين فينة وأخرى في العراق واليمن والسودان وليبيا...كلها تقف على كف عفريت ،تتوفر دائما حيث الأماكن الرخوة الضعيفة في تماسكها السياسي والاقتصادي،ناهيك عن كونها محتلة ، لكن معظمها يطال منطقتنا العربية يأكلها ويبتلع قدراتها البشرية والاقتصادية، وإلى جانب هذه الحروب نواجه حرباً اجتماعية أخرى تشتعل تحت الرماد لاتنطفيء ولن تنطفيء إن لم تُعالج بتشريعات قانونية تحول دون تمكنها من المجتمع وخاصة من نصفه الأهم أي "المرأة".
حيث تقتل كل يوم مئات النساء في العالم أجمع وفي منطقتنا بشكل أدق وأكبر على يد أحد أفراد أسرتها، " الزوج، الأخ، الأب ، العم أو الخال "، فإن كانت فرنسا بلد القانون والديموقراطية تقضي فيها امرأة كل ثلاثة أيام !، فماهي النسبة التي تموت فيها المرأة في عالمنا " العربي " المتهاوي ؟ ــ لا توجد دراسات أو بيانات في هذا الموضوع ــ، والذي لايزال يرزح تحت قوانين ذكورية تمنح الرجل " أفضلية وأحقية وسيادة" على المرأة ، وكأنها "شيء " يبيح له التعامل مع هذا الشيء بالدرجة والطريقة التي يراها " الأنسب"!، ولا يقف هذا التشييء لكيان إنساني " كالمراة" عند القوانين والتشريعات المستمدة أصلاً من الدين والمعتمدة على عادات وتقاليد عفى عليها الزمن، والتي تقول أنها " مُنزلة من الإله"!، أي إله هذا الذي يفضل الذكر على الأنثى ؟ ، وأي إله هذا الذي ينحاز للذكورة باعتبارها جنس أو نوع ( يحمل قدسية ما )!...وحتى أي زمن ستظل المرأة ضحية هذه الترهات والمزاعم التي تعيش وتتفشى وتكبر وتترعرع بيننا مع أن عمرها 1440 عاماً !.
ــ لنعلن الحرب إذا على العنف القائم على المرأة ، العنف بكل أنواعه ، اللفظي ، التحقيري ، الخالي من الاحترام والماس بالكرامة بالحركة والممارسة وباستخدام القوة.
وحربنا هنا لاتعني عنفاً مقابل عنف ــ حاشى ــ بل إعمال العقل والعمل على إبطال كل تشريع يسمح بتفوق الذكورية ...ويسمح لها باستخدام أي نوع من أنواع العنف.
ــ لنعمل بكل جهدنا على تغييرالقوانين الظالمة والتي تجعل من مكانة المرأة دونية أقل بدرجة أو اكثر من الرجل، وأن قيمتها في الغالب لاتستحق أكثر من عقوبة سجن لاتكاد تتجاوز العام أو إثنين على أبعد حد ! ،نحن من ارتضى هذه القوانين ، ونحن من يفترض أن يغيرها للأفضل من أجل حياة ومجتمع يتساوى فيه الرجل مع المرأة في الحقوق والواجبات والمواطنة.
في كل يوم هناك اغتصاب،هناك تحرش،تنمر وسفاح قربى...وفي كل يوم هناك فتوى تجيز زواج القاصرات ،وتقمع حركة وحرية المرأة ،بل تتدخل في لباسها،وتعتبر كل مافيها عورة.. صوتها ،وجهها شعرها، ساقيها.. الخ...ولهذا يجب أن تبقى حبيسة البيت...لاتختلط بالرجل حتى لاتغريه!...مسكين هذا الرجل أضعف من نملة...كل رجولته تنهار أمام ساق امرأة!
لماذا تدعون القوة والقوامة والرجولة.. وأنتم على هذا الضعف؟.. تبا للمجتمع يرى في المرأة عدوا للتطور والحياة ...لهذا سيظل في العتمة ولايصلح إلا للعيش كالخفافيش.
فلورنس غزلان -باريس