نجلاء-الذهبية- وقانون-التعريج- وابن-الناقصة-



متي كلو
2024 / 9 / 13

"المرأة هي أكبر مربية للرجل، فهي تعلمه الفضائل الجميلة، وأدب السلوك، ورقة الشعور"
الناقد الفرنسي" أناتول فرانس"

نجلاء عماد الدايني.. الرياضية ابنة العراق التي فازت باول مدالية بارالمتية ذهبية في تاريخ العراق، ونجلاء اصيبت بالاعاقة في عام 2008 ابان نشر الطائفية من قبل نوري المالكي السيئ الصيت، ولكن اعاقتها لم تبعدها عن طموحها في اعلاء اسم العراق عاليا بين المشاركين في دور الالعاب البارالمبية في باريس 2024، نجلاء عماد اول امراة عراقية تخطف الذهبية في الالمبياد في العاصمة الفرنسة باريس، حيث فازت على اللاعبة الأوكرانية مارينا ليتوفتشينكو بنتيجة 3-1 في مسابقة تنس الطاولة ، وسط تصفيق عالمي حار استمر لعدة دقائق.
كما يعلم الجميع بان نجلاء عماد من ذوي الاحتياجات الخاصة حيث فقدت قدميها ويدها اليمنى ، واصبحت تتنقل على كرسي متحرك بين المدرسة والبيت ومساعدة والدها الذي يرافقها في كافة تنقلاتها ولكن اصرت على تحقيق طموحها، حيث وضعت في منزلها الريفي"الطاولة" لتتمرن عليها استعداد لدورة الألعاب الصيفية "البارالمبية" في باريس، ممسكة المضرب بيدها اليسرى لتبارز اللاعبة الأوكرانية.
فازت نجلاء عماد ونحن نسمع النشيد الوطني ونشاهد راية العراق تعلو بهذا الانجاز لبنت العراق، ةهذا الانجاز ليس سوى الاصرار والعزيمة، ولا ننسى الدور الكبير لسفارة العراق في باريس في دعم الوفد العراقي واستقباله من قبل سعادة السفير.
هذه هي المراة العراقية، التي يطالب بعض النواب والشيوخ بتعديل قانون الاحوال الشخصية المرقم 188 لسنة 1959 لطمس حقوق المراة وزواج القاصرات والزواج خارج المحكمة ويحرم الزوجة من النفقة والحضانة، ويسلب الروح المدنية للقانون، ان من يريد تعديل القانون عليه ان يطلق على تغير التعديل الى " التعويج" لان القانون 188 لم يضعه الا من خيرة القانونيين والفقهاء ولم يضعه طائفي او قومي او مذهي او"ناقص العقل" ، بل تم وضعه وفق المواثيق الدولية ذات العلاقة بحقوق الانسان.
ان "تعويج القانون" تم رفضه من قبل الاوساط والشخصيات السياسية والوطنية والثقافية والاجتماعية والاعلامية من صحافة ونشطاء مدنيون وجميع من يدافع عن المراة والطفل، ان المطالبين "بتعويج القانون"والمطالبة بتزويج القاصرات، ليسوا سوى اشخاصا فقدوا عقلهم وبدلا من يطلق البعض على المراة بانها ناقصة عقل، فيجب ان يطلق عليهم ناقصي العقل، وعندما وصف احدهم احد المعممين بان المراة ناقصة .. ردت عليه الحقوقية زينب جواد على احدى محطات التلفزة الفضائية "جاوبته وكلتلة "الله حيوووو ابن الناقصه!!!؟
التاريخ يذكرنا بان هناك عدد كبير من النساء، ساهمن في تغير العالم ومنهم "ماري كوري" أول امرأة تفوز بجائزة نوبل في الفيزياء، قبل أن تحصل عليها في الكيمياء، "روزا باركس" كانت ناشطة من أصول إفريقية أمريكية، طالبت بالحقوق المدنية للأمريكان الأفارقة،"مارجريت هاملتون" والتي كانت المسؤولة عن برمجة مركبة أبولو الفضائية
وهناك عدد من كاتبات عربيات فرضن اسمائهن في صفحات الابداع والتميز ، مثل مي زيادة ونازك الملائكة ونوال السعداوي ورضوي عاشور وغادة السمان ولا ننسى الشاعرة لميعة عباس عمارة والشاعرة نازك الملائكة والذي أعلن رئيس مجلس الوزراء ، تكليف أحد النحاتين بعمل تمثال لها في العاصمة بغداد. وتوحيدة بن الشيخ الطبيبة التونسية المشهورة وتكريما لها طرح البنك المركزي التونسي ورقة نقدية من فئة 10 دنانير عام 2020، وزهاء حديد التي انجزت مشروعات معمارية اوصلتها الى الساحة العالمية، واهم ذلك الدكتورة نزيهة الدليمي والتي تعتبر اول وزيرة في العراق والعالم العربي ايضا، كما كان لها دور كبير في صياغة قانون الأحوال الشخصية 188 عام 1959،. كما كان لها دور في إنشاء مدينة الثورة والتي تُسمّى حالياً «مدينة الصدر» و وزّعت قطع الأراضي في منطقة الشعلة عندما كانت تشغل منصب وزيرة البلديات. إضافة إلى ذلك كانت نزيهة الدليمي ناشطة في الدفاع عن حقوق المرأة في العراق، ناصرها في ذلك الكثير من رجال الدين التقدميين إلا أنها، حتى في أيام العز، لقيت الأمرّين من هجمات المتزمتين، وفي عام 2009 أصدر مجلس الوزراء العراقي توجيها لأمانة بغداد بإقامة تمثال لها في العاصمة.
ان المقترحات المقدمة الى البرلمان العراقي، ليس تعديلا بل"تعويجا" لانه يشكل خطوة الى الوراء في مجال حقوق المراة والطفل واسرتها وتعتبر تناقضا واضحا في احكام الدستور العراقي، ان مطالبة احزاب الاسلام السياسي المتطرفة وازلامها في البرلمان"لتعويج" القانون ليس الا وفقا لمصالحها وهيمنة سياستها على الساحة العراقية منذ 2003 ولغاية الان واتي نشرت الفساد في مختلف مؤسسات الدولة منذ تسلمها السلطة و اصبح العراق من الدول الفقيرة بالرغم من انه يملك ثروات طبيعية والتي بلغت قيمتها اكثر من 150 مليار دولار، والتي تجعل المواطن العراقي يعيش في بحبوحة ولكن بلغت نسبة الفقر فيه 22بالمئة اي ما يعادل نحو 10 مليون نسمة!! والسبب ذوي العقول الناقصة في الاحزاب الاسلامية التي تسيطر على الساحة العراقية بكافة جوانبها اكثر من عقدين من الزمن.
في الختام نقول لهؤلاء "ناقصي العقل" من نواب البرلمان والاحزاب الاسلامية الداعين"لتعويج القانون"لا يحق "للذكور" باي حال من الاحوال ان ينتقصوا من اي امراة .. ، وفي الختام تحية الى نجلاء عماد بهذا الفوز، وبتوجيه حكومي بادراج قصة نجاحها، ضمن المناهج الدراسية لطلبة العراق، وسوف يكون هناك تمثال لها جاهزا في الايام القادمة .