مقتل مهسا جينا اميني علامة فارقة في تاريخ نضال المرأة والشعوب الايرانية



نشطاء عرب الاهواز التقدميين - عاتق
2024 / 9 / 16

تحل الیوم 15 سبتمبر الذكرى السنوية الثانیة لمقتل مهسا جينا اميني على ايدي عناصر قوات "شرطة الاخلاق" في طهران على خلفية مزاعم النظام بعدم ارتدائها "الحجاب المناسب". وأثارت جريمة قتلها موجة غضب عارمة داخل إيران وخارجها، وفجرت احتجاجات واسعة في كردستان، مسقط رأسها، والعاصمة طهران وباقي المدن الايرانية، سرعان ما تحولت الى حراك جماهيري واسع شمل كل انحاء ايران بات يعرف بحراك "مرأة حياة حرية". وهكذا اصبحت الشابة الكردية مهسا جينا رمزا لكفاح المرأة الايرانية والمطالبات بالحقوق والحريات السياسية والاجتماعية والمدنية والتغييرات الجذرية.

تميز هذا الحراك باضطلاع المرأة الايرانية دورا رياديا وقياديا ووقوفها في الخط الامامي للاحتجاجات في الشوارع والساحات والمدارس والجامعات، متحدية آلة القمع واجهزة النظام الامنية. وبهذا مثَّل نقلة نوعية في مسيرة نضال المرأة والشعوب الايرانية من اجل الحرية والعدالة والكرامة الانسانية.

على الرغم من استخدام نظام ولاية الفقيه القوة المفرطة في قمع المحتجين وقتل المئات واعتقال الالاف لازالت الاحتجاجات متواصلة باشكال مختلفة مثل الاضرابات العمالية والمهنية كاضراب المعلمين وقطاع التمريض واستمرار النساء في مواجهة وتحدي قوانين الجمهورية الاسلامية المجحفة بحقهن مثل قوانين الحجاب الالزامي ورفضهن للقيود المفروضة عليهن. فعلى مدى العامين الماضيين، اتسعت رقعة الاحتجاجات لتشمل قضايا أخرى مثل الفقر والبطالة وتدهور الاوضاع المعيشية والفساد في الدولة والنظام، إلا أن قضية حقوق المرأة ظلت في قلب هذه التحركات. وظل شعار "مرأة، حياة، حرية" رمزًا لهذه الحركة.

تبقى قضية مهسا جينا علامة فارقة في تاريخ نضال المرأة الإيرانية من اجل حقوقها العادلة وحريتها وكرامتها، حيث ألهمت الملايين داخل إيران وخارجها. تجسد مهسا جينا اليوم رمزًا للأمل والعزم والشجاعة في مواجهة القمع، وستظل ذكراها محفورة في ذاكرة وقلوب من يسعون إلى الحرية والمساواة في إيران والشرق الاوسط وفي جميع أنحاء العالم.

نحن إذ نشيد بنضال الشعوب والمرأة الايرانية، ونقف اجلالا وتكريما لما قدموه ويقدموه من صور التضحية والفداء، نعلن تضامننا ووقوفنا الحازم مع كافة القوى الوطنية والتقدمية الايرانية، داعين كافة الجماهير في مختلف الاقاليم وكافة انحاء البلاد، ولا سيما جماهير شعبنا الاهوازي الى مواصلة الكفاح من اجل الحرية والديمقراطية والقيم الانسانية والمشاركة الفعالة في حراك "مرأة حياة حرية" حتى تحقيق النصر واقامة نظام ديمقراطي تعددي يحقق العدالة الاجتماعية والمساواة ويصون حقوق المرأة ويحترم حقوق الانسان.

تحية للمرأة الايرانية ونضالها من اجل الحرية والمساواة
عاش تضامن الشعوب الايرانية
مرأة حياة حرية
نشطاء عرب الاهواز التقدميين (عاتق)
۲۴ شهریور ۱۴۰۳
15 سبتمبر 2024