اشكالية وشكلية النقاب



واثق الحسناوي
2024 / 10 / 5

#اشكالية_وشكلية_النقاب
يمكن القول ان النقاب لايدل بالضرورة على التدين وان كان واجبا دينيا حتما بالنسبة لمرتدياته ، بدليل ان الكثير من المنقبات يمارسن الموبقات تحت العباءة الدينية، وكذلك السافرات تحت مظلة الحرية الشخصية، فالسفور لايدل بالضرورة على الانحراف المطلق ولا التنقب يدل على العصمة المطلقة ولا النقاب يمنع شهوة الرجل المستفحلة والملتهبة ولا السفور يمنع او يحد من شهوة الرجل، فالرجل بطبعه وخلقه وسلوكه وتركيبته، شهواني بامتياز ، وينطر الى المرأة بنفس المنظار الشهواني(الجنسي) سواء كانت منقبة ام سافرة لافرق عنده سوى من تسهّل له مهمة الاتصال الجنسي او العاطفي، بدليل كثير من السافرات في دول العالم ملتزمات اخلاقيا وانسانيا، وان كانت الغالبية تمارس حريتها في خلع الحجاب او الممارسة الجنسية، بحسب معتقداتها الشخصية، وان كان عدم لبس الحجاب مدعاة لشهوة الرجل ،فان تر اثنا الديني المتعدد، يرى ان المرأة كلها شهوة َوفتنة واغواء واغراء وهو محق في ذلك ايضا .اذن كل امرأة مرهونة بما تعمل بتربيتها واخلاقها وعلمها من خير او شر سواء كانت منقبة ام سافرة اذ تعمل من ذلك مصدّات كونكريتية لمنع اختراقها من الرجل سواء كانت منقبة ام غير منقبة، فالامر متروك لها ومرهون بها. فالنقاب غير عا صم لعدد من المنقبات وان كن متدينات ، وكذلك السفور غير عاصم لعدد من السافرات وان كن متعلمات او مثقفات او متحررات او واعيات ، فالامر متعلق بانفسهن حصرا ، هذا مالم يعرفه الكثيرون للاسف ممن ينادون بضرورة ارتداء المرأة الحجاب او ممن ينادون بعدمه، فلا المنقبات ولا السافرات كلهن معصومات او كلهن منحرفات الموضوع في الحالتين نسبي ومتباين بين بيئة واخرى ومجتمع واخر . فالمسألة مسالة اخلاق وقيم واعراف وتقاليد والتزام بالدرجة الاولى ،فالاديان التي توجب الحجاب ترى ان الستر او الاحتشام بخفف من شهوة الرجل للمرأة وهي محقة في ذلك، والنظريات والمعتقدات التي ترفض الحجاب، ترى فيه غير ضرورة كقطعة قماش ليس الا وان المرأة مرهونة بعقلها وعلمها وثقافتها واخلاقها لا بحجابها َ،وهي محقة نوعا ما فيما يتعلق بذلك باستثناء الستر الذي يحد من شهوة الرجل المتطفل عليها ، ولكن لا ننكر ان كثير من الرجال ينظر الى المرأة المنقبة بشهوة ايضا، وربما اكثر من ذلك ،كونها اولا امرأة كيان لطيف انيس مؤنس ظريف ناعم ..، ثانيا كونها متمنعة وممنوعه عليه وكل ممنوع مرغوب، بدليل كثرة زواج المتعة َالمسيار للمنقبات، وان كانت هناك غير منقبات وملتزمات اخلاقيا او دينيا ، فالقضية اكثر من كونها تدل على قطعة قماش تستر او تعصم من يرتديها وتفسد من لايرتديها ، بل ان المسألة متعلقة بالنفس المطمئنة والنفس الامارة بالسوء، فالحجاب في الحضارات القديمة كان لازمة واجبة من لوازم الكهنه، احتراما للالهة يغطي الكهنة رؤوسهم ،كون الرأس مقدمة الانسان والشعر غرّته، وفي تلك الحضارات يعد الرأس زينة ومدعاة للغرور، والتفاخر والزينة، والقوة ، ومن هنا صار الكهنة يحلقون رؤوسهم ويضعون الاغطية عليها وسترها عن الالهة احتراما لها .ثم فُرض على المراة ،كونها عورة او نجسة _كما كان ينظر اليها سابقا_ففرض عليها الحجاب لملاقاة ربها في المعبد او لممارسة الطقوس الدينية .اذا ان الاديان السماوية فرضت على المرأة الحجاب_ كستر لها _ خوفا من شهوة الرجل المتطفل عليها دائما وابدا .وان الديانات او النظريات والحركات والجماعات الوضعية خلعت ورفضت النقاب، بحجة انه عائق من قماش لا ينفع بقدر مايضر ويقيد المرأة، وهو غير ملزم او معصم للمرأة، بدليل ان كثير من المنقبات يمارسن الفواحش .قد يكون مقاربا للصواب ان كان يقصد الحجاب من كونه مادة قماش تستر .ولكن من الناحية المعنوية فله اثر كبير في حالة المنع والستر علي الرجل اَكثر من المرأة،، فالرجل الممنوع المكبوت اكثر شهوة وتطفلا على اية امرأة في حالة انفعاله العاطفي لايفرق بين المنقبة من غيرها ، هذا ما اثبته سلوك الدواعش حينما سبوا النساء فلم يفرقوا بين منقبة من سافرة، لشهوتهم الحيوانية المفرطة، فلا الحجاب عصم المنقبة ولا السفور عصم السافرة وخلصها، فشهوة الرجل الحيوانية واحدة تجاه النساء ،ولكن قد تزيد او تخف مع النساء المنقبات، فالنقاب هو مانع او مخفف لشهوة الرجل المتقدة ووجوده في كل الاحوال ضرورة محصنه وعاصمة للمرأة وحماية من الرجل .وقد يكون حافزا كما هو الحال في البلدان المتطرفة او الاصولية او الراديكالية التي ينظر رجالها الي المرأة بنهم وشهوة فائقة مازاد الفحس فيها .