بيان نساء الانتفاضة بمناسبة الذكرى الخامسة لانتفاضة أكتوبر



نساء الانتفاضة
2024 / 10 / 6

تمر علينا الذكرى الخامسة لإنتفاضة اكتوبر الجماهيرية هذا العام مع تصاعد أزمة النظام الرأسمالي، واستمرار حرب الابادة والمجازر التي ترتكبها اسرائيل بحقّ الأبرياء في فلسطين وجنوب لبنان، وبدعم كامل من الادارة الامريكية بتسخير أدواتها واموالها واسلحتها بشكل مشترك مع حكومة نتياهو الفاشية والاجرامية.

تمر الذكرى الخامسة لانتفاضة اكتوبر التي انطلقت شرارتها الاولى في الاول من اكتوبر 2019، والتي اجتاحت مدن العراق وخرج فيها الملايين من الشبيبة والنساء والعمال والطلبة والمعطلين عن العمل، بهبة واسعة ساعية لاسقاط النظام السياسي الاسلامي برمته. وبالرغم من المجازر التي ارتكبتها السلطة وأجهزتها الأمنية ومليشياتها بحق المنتفضين، فقد قتلت وغيبت الالاف من المحتجين المناضلين من اجل أحداث تغيير جذري في حياتهم، وسفكت دمائهم بكل بشاعة، الا ان الانتفاضة هزت أركان النظام السياسي القوميّ والبرجوازي في حينها وعرته.

تمر علينا الذكرى الخامسة لانتفاضة اكتوبر، ولا تزال اوضاع الجماهير من عمال وكادحين ونساء وبقية الشرائح المفقرة، تزداد سوءا وتعاسة بسبب سياسات الدولة الاقتصادية وعمليات السرقة والنهب التي تقوم بها أحزاب النظام وتياراته الاسلامية والقومية. اذ ومع تعمق الأزمة الاجتماعية وتوسع رقعة البطالة والبؤس والعوز والحرمان، تواصل قوى النظام غطرستها بمحاولة تشريع قوانين بالضد من النساء والاطفال في العراق، ومحاولة لسلب مكتسباتهن النضالية نتيجة عقود من التضحيات؛ فمحاولة تغيير قانون الاحوال الشخصية بقانون اخر ينتهك حقوق النساء ويشرعن اغتصابهن وهن طفلات وحرمانهن من النفقة وحضانة اطفالهن مع فرض كامل لاشراف رجال الدين ومؤسساتهم على حالات الزواج والطلاق وبقية الحقوق المدنية، ما هو الا منهج يمهد الارضية للذكوريّة الرجعية التي تريد تحويل البلاد إلى قندهار جديد.

في وسط هذه التعقيدات والتطورات الاجتماعية المأساوية التي يفاقمها النظام سنة تلو الاخرى، باتت النضالات الجماهيرية والوقوف بوجه تلك السياسات المتبعة من قبل قوى السلطة المهيمنة، ومن أجل الخلاص من الأوضاع الحالية مهمة ملحة باتجاه استكمال مد ثوري جديد يستكمل اهداف انتفاضة اكتوبر 2019. وهذا لا يتم الا بمعزل عن احزاب السلطة واوهامها بعمل الاصلاحات و الا بفصل صفوف الجماهير عنهم و تأمين استقلالهم السياسي والتنظيمي الفكري وتوحيد خطهم الثوري.

لقد لعبت النساء داخل انتفاضة أكتوبر 2019 دورا محورياً، فلأول مرة تخرج النساء وباعداد كبيرة في مختلف المدن والساحات مع الرجال، كاسرات قيود هيمنة القوى الرجعية.

ورغم عدم وجود حركة نسوية واضحة المعالم داخل انتفاضة اكتوبر تطالب بحرية المراة ومساواتها، الا انها فتحت الآفاق أمام النساء، بإمكانية خوض نضالهن المستقل من أجل تحررهن والمساهمة الجدية في عملية التغيير، اذ إن اي تغيير جذري من المستحيل حدوثه دون المشاركة الفاعلة للمرأة.

ستبقى ذكرى انتفاضة اكتوبر خالدة والى الابد، وجميع من ضحوا بحياتهم من اجل التغيير الجذري للخلاص من النظام سيبقون في ذاكرة الاجيال، وسيلاحق شبح الانتفاضة القتلة والمجرمين في سلطة الاسلاميين القمعية الاستبدادية.

1-10-2024