|
غلق | | مركز مساواة المرأة | |
|
خيارات وادوات |
محمد يعقوب الهنداوي
!--a>
2024 / 10 / 19
عنوان شائك ومعقد، غايته معالجة الموضوع الأخطر والأهم:
المرأة وأسباب دونية موقعها في المجتمع البشري مع تحملها العبء الأكبر في بنائه وصيانته وإدامة حضارته، ومصير البشرية المرتبط جوهريا وحيويا بمصيرها في ظل المخاطر المرعبة المتفاقمة التي تحيط بالبشرية وتبدو بسوداويتها كالقدر المحتوم!
وبموازاة هذا، وفي صلبه، ومتداخلة معه، تأتي قضية الظلم الطبقي:
متى بدأ وكيف وما الذي يحدد صيغته ومعادلاته ومستوياته، ولماذا تبقى المرأة ضحيته الأولى على الدوام مع ان تضررها يضر كل المجتمع؟
* * *
وعبر محاورات مع بعض صديقاتي الأثيرات، وهن المعنيات بالقضية أساسا، وضعنا خطوطا عريضة، لا زالت تستلزم كثيرا من التمحيص والإنضاج، ترتكز أساسا على الموروث الفكري والحضاري الذي وصلنا، واستنادا الى حقيقة ان العقل البشري، كأرقى ثمار الطبيعة، يميل الى الاتساق والانسجام ويرفض النشاز والتناقضات الخارجة عن مسار الحياة الطبيعية وتناغم ايقاعاتها، مع انه قد يتقبل الأوهام لملء ثغرات المعارف والخبرات التي يعيشها.
...
وسأبدأ ببعض التساؤلات ونقاط الشك التي تثير الكثير من اللغط والتخيلات الشعبية رغم القصور الواضح في ما وصلنا عنها من بينات وأسانيد مثبتة، لكنها تبقى نقاط بحث تستفز العقل وتثير التفكير.:
...
* الانسان ابن الطبيعة المادية، وبذل جهدا هائلا ولا شك في الخروج من أدغال الغابة وعيش الكهوف الى بناء المدن وتأسيس الحضارات وتطوير المعارف والعلوم واختراع الكتابة والقراءة والتوثيق ومؤسسات التعليم والأنظمة المعلوماتية المتقدمة، فكيف ولماذا هيمنت العقائد الخرافية على تفكيره وشكلت عقائده الدينية واعتقاداته؟
* عبادة المرأة ومرجعيتها الحضارية والأخلاقية والحيوية والانتساب لها:
بدأت الحضارة والوعي البشري في حضن المرأة وكانت عبادة الانثى أول ما عرفته البشرية من عقائد وطقوس وارتبطت الأنثى وجسدها بكل مظاهر الطبيعة وحالاتها وعوارضها، فكيف حصل الانقلاب الذكوري ولماذا تحولت الأنثى الى موقع متدنٍ وعنصر ثانوي في السيادة الاجتماعية والسياسية والعقائدية وحلت محلها أوهام الذكورية؟
* اخترع الانسان العقائد والأديان (والعبادات والطقوس) في محاولته فهم الطبيعة والتواصل معها واستيعابها والسيطرة على ظواهرها وقواها المنفلتة، وكان ذلك اقرارا بقوتها وهيمنتها الطاغية مقارنة بقواه المحدودة وضعفه الكاسح وجهله الرهيب ورعبه اللامحدود، فكيف تحولت الآلهة الى عكس ذلك فصارت عنصرا ضعيفا ينتظر من الانسان ان يحميه ويدافع عنه؟
* انتصار الاقوام ذات الأديان الخرافية (السماوية) على الشعوب المتحضرة التي تعبد آلهة مادية وذات طبالع بشرية، تشير الى انتصار أقوام وعقائد البدو الغزاة ذات الطبيعة الهمجية المقاتلة على الشعوب المدينية المتحضرة التي تميل الى البناء والحوار والتخطيط والتعاون والتكامل والبناء المعرفي المادي الملموس.
* التسخيف المتبادل بين أتباع العقائد الخرافية (السماوية)، فالمسلمون مثلا يسخرون من الهندي الذي يحمل إلهه ويهرب به من بيته المعرض للغرق في الفيضانات كي لا يغرق الإله أو يتفتت بالبلل.... لكن المسلم نفسه مدعو وفق عقيدته الى نصرة خالقه بأن (ينصر الله...) بدل أن (ينصره الله)!
تُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ
إِن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ
وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ ۗ
وهذه الآيات وغيرها دليل ان الإله (الله) يأمر المؤمنين أن (ينصروه)، بينما المفروض أنه هو الذي ينصرهم ويحقق لهم أهدافهم دون أن يضطروا للمعاناة والقتال، فهو ذو قوة خارقة (مفترضة) ويستطيع بمعجزة بسيطة منه أن يحسم كل شئ، وإلا فما فائدة هكذا إله بلا حول ولا قوة؟
والمسلم كذلك يشتاط غضبا اذا شتم أحد إلهه أو رفض عبادته!
وبنفس الطريقة يسخر أتباع اليهودية والمسيحية والاسلام من عقائد بعضهم بعضا وممارساتهم، وهكذا تفعل الطوائف الفرعية من نفس الديانات فتسخر من عقائد وطقوس وممارسات بعضها البعض.
* القول بتخلف العلوم المعاصرة عن العلوم السومرية (من عهد الأمومة):.
يلاحظ المتابع تلك الفجوة الواضحة في معارف الانسان وتقنياته القديمة التي أنجز من خلالها (عجائب الدنيا السبع مثلا) مقابل التراجع الواضح في معارفه وعلومه لفترات طويلة جدا ترافقت مع هيمنة الأديان (السماوية) (الابراهيمية) وميل الانسان الى تبني الأوهام بدل المعارف العلمية والحقائق التجريبية؟
أمثلة:
الاختراعات المنسوبة للسومريين والبابليين مثل بطارية بغداد - علوم السومريين الفضائية (جداريات رسوم الكواكب التي تشكل المجموعة الشمسية بعددها المعروف راهنا تقريبا) - علم المثلثات وما يسمى (نظرية فيثاغورس) - زوايا المثلث ودرجات الدائرة (360 درجة) - ودقائق الساعة وثوانيها وعدد ساعات اليوم وعدد أسابيع الشهر... الخ
* * *
* بعض المحاور التي تفضح قصور الفكر الذكوري والخلل الواضح في نقل الحقائق التاريخية والارث الحضاري يمكن عرضها الآن كما يلي:
1- البنية الميثولوجية ونشأة الكون والعدوانية الكاسحة والمهيمنة في ما وصلنا من (أفكار) ومنطلقات مزعومة تبدو قاصرة وتفضح ان هناك جزءً جوهريا وضخما جدا تخفيه روايات الآلهة الذكور المهيمنة السائدة!
2- طريقة الكتابة المسمارية وتطورها وما سبقها من طرائق الكتابة والتعبير (من الرسوم البدائية كشكل للتدوين الصوري ووصولا الى اللغة التجريدية الفائقة التطور)
3- قصة الطوفان وحقيقتها (على افتراض ان أصل الحضارة كان في بلاد ما بين النهرين)
4- المجتمع الأمومي كنقيض للمجتمع الطبقي: السيادة الامومية تنفي الحاجة أو المبرر لنشوء الأنظمة الطبقية
5- . التطور الحضاري والتقني الذي سبق الانقلاب الذكوري ومشكلة تدمير ارث المجتمع الإنساني الذي راكمته عهود مملكة الأنثى مع بدء هيمنة الرجل وصعود العقائد الذكورية ومحاولات طمس عبقرية المجتمع الأمومي ومنجزاته وقيمه الانسانية المتقدمة.
6- مقارنة دور الحمار كشريك هاديء صبور وصامت ومعين للمرأة في بناء الحضارة، وكنقيض للحصان شريك للرجل في العربدة والحروب والتدمير وكثرة الاستهلاك مقابل قلة الانتاج الحضاري وفي الحياة اليومية!
واحتقار المجتمع الذكوري وسخريته البالغة من الحمار ووصفه بالغباء مع انه لا دليل على اية مساهمة إيجابية للحصان في الحضارة
كما أنه لا دليل على تفوق الحصان على الحمار من حيث الذكاء والقدرة على التعلم والتعاون مع الانسان،
وهذا يشبه تماما تبجح وتعالي الرجل على المرأة مع ان دورها في البناء والانتاج الحضاري وحماية الحياة وخدمتها وتطويرها يفوق دوره في كل هذه المجالات بأضعاف مضاعفة!
فالحصان يبقى حيوانا شرسا وأقل ميلا للتعلم مقابل حاجات استهلاكية مبالغ بها بسبب حجمه وجموحه وقلة مجالات استخداماته
وخصوصا في المجتمعات الصغيرة والفقيرة التي تستفيد من الحمار في كل احتياجاتها تقريبا مع قلة احتياجاته الحياتية ومتطلباته!
حتى لكأن سخرية الرجل بالحمار تعبر عن نوع من الاستهانة وروح الانتقام من صمت الحمار وصبره وقدرته على البناء والخدمة والتكامل مع الانسان عبر الحضارات والعصور، بما يوازي استضعافه المرأة وسخريته منها رغم التفاوت الكبير في دور كل منهما في خدمة الحياة وحمايتها وتطوير الحضارة!
7- . الديمقراطية كمبدا حياة وأسلوب تربية لا يمكن استمرار التطور والحياة الاجتماعية المبدعة من دونه واستحالة وجودها في المجتمع الذكوري وامكانية تحقيقها إلا على يد المراة وفي المسرح وفي لعب الأطفال فقط.
* * * * * * * *
لا يمكن اصلاح المجتمع والحياة إلا بإعادة الأمور الى نصابها ووضع المرأة في موضع السلطة والقوة وسيادة القرار.
لهذا فقضية المرأة هي الحياة وهي كل شيء وأي خلل في وضعها يسبب خللا في كل شيء وما دامت خارج السلطة فلا شيء بخير
النقطة الأولى عن البنية الميثولوجية
1- البنية الميثولوجية ونشأة الكون والعدوانية الكاسحة والمهيمنة فيما وصلنا من (أفكار) ومنطلقات مزعومة قاصرة وتفضح ان هناك جزء جوهريا وضخما جدا تخفيه روايات الآلهة الذكور!
عند قراءة قصة الخليقة السومرية، كما أوردها كتاب (مغامرة العقل الأولى) لعالم الحضارات والأديان فراس السواح مثلا، عن أصل الأديان والافكار المجتمعية، نجد تأكيدا على معركة مردوخ والآلهة الصغار ضد أمهم (تعامة) أو (تيامة) أو (تيامات) حسب طريقة الكتابة،
والخلاصة فيها هي ان الكون بدأ على شكل بحر محيط أو ماء مطلق راكد وهذا الماء هو الأم تعامة أو تيامات
وسنجد ان كل الاديان اللاحقة سرقت الفكرة وجاءت بمقولات مثل (خلقنا من الماء كل شيء حيا) أو (الماء أصل الحياة)
ومن الماء المحيط المالح (تعامة) خرج شكلان للماء:
الشكل الأول هو الماء العذب
والشكل الثاني هو بخار الماء
وصارت تعامة تضاجع منتجاتها التي خرجت من رحمها (أو أبناءها) وتلد المزيد من الآلهة الصغار
الآلهة الصغار بدأوا بالتمرد على الأم لأنها تميل الى الركود والاستقرار
وبدأ الماء العذب وبخار الماء (وكلاهما ناتج أولي عن تعامة التي هي الماء المحيط أي المالح) يحرضان تعامة على قمع صغارها من الآلهة الجدد.
يتصاعد التمرد بين الآلهة الضغار شيئا فشيئا الى ان يظهر من بينهم الإله الجبار (مردوخ) الذي يقود المعركة ضد تعامة
ينتصر مردوخ على تعامة ويشق جسدها الى نصفين يجعل نصفه أرضاً ونصفه الآخر يرفعه الى الأعلى ويجعله سماء
ومن هنا تزعم كل البنى الميثولوجية التي وصلتنا ان الآلهة الذكور هم اصل الحضارة ومنشأ الحياة الجديدة وقبلها لم يكن الا الركود والخمول تحت سلطة الإلهة الأنثى
لكن جميع البنى الميثولوجية تنطلق من أرضية خصبة وغنية جدا من البناء الفكري المتسق الذي ينسف ان الحضارة والتقدم الفكري والابداع البشري بدا بسلطة الآلهة الذكور
وحين ندرس ما وصلنا بالفعل من قصص واساطير سومرية نجد ان مجتمع الآلهة الذكور (ورث) تلك البنية الميثولوجبة عن مجتمع سبقه ولم يكن منتجها الفعلي بدليل غناها وعمقها واستحالة أن تبدا الحضارة بمعركة، كما تزعم الأساطير التي وصلتنا بشكل مبتور.
المفارقة ان جميع الروايات (الذكورية) عن نشأة الحضارة تبدأ من نقطة متقدمة جدا وتستند الى بنية سابقة لا تعترف بمنشئها، ومنشؤها طبعا هو مملكة الأنثى التي أوجدت ذلك الفكر العبقري حتى الذي يفترض ان الذكور جاءوا من مكان ما فهم جاءوا ليس فقط من جسد الأنثى بل ومن علومها ومعارفها ومنجزاتها الحضارية ايضا وبالتحديد هم منتجاتها هي.
• فهل كانت الحياة فعلا راكدة لا تتحرك او بطيئة الحركة أثناء حكم الانثى؟
حضارة الذكر عمرها بضعة آلاف فقط من السنين وهي حضارة عدائية وقائمة على الصراع والهيمنة والتدمير الفاجع والساحق وليس على التراكم المعرفي ورقي الجماعة البشرية
فهناك آلاف الشواهد الغامضة على معارف ومنجزات علمية مذهلة وخارقة يعجز العالم (والعلم) الحديث عن تفسيرها وهي تعود لحضارات ما قبل الذكورية في ما بين النهرين مثلا
• هل كانت هناك ثمة أية نقطة تحول في تاريخ البشرية تبرر انتصار الذكر وهيمنته على السلطة استنادا الى منجزات حضارية أو معرفية أو علمية حققها هو بعقائده الخرافية وعجزت الأنثى عن تحقيقها؟
هناك أدلة كثيرة على أن حضارات ما بين النهرين القديمة عرفت الكواكب ورسمتها على شكل مجموعة شمسية بعكس ما تزعمه الأديان الابراهيمية الصحراوية.
عموما يبدو ان الهيمنة الفكرية الذكورية بدات وترافقت مع نشوء الديانات المسماة سماوية (الزرادشتية واليهودية والمسيحية والاسلام)! وكلها تقوم على استضعاف الأنثى وسلبها حريتها وحقوقها لصالح هيمنة الذكر!
وقبلها كانت الهيمنة الفكرية للعبقرية الأنثوية التي دمرها وطمس منجزاتها وآثارها الانقلاب الذكوري
* * *
بين النيل والفرات:
سأتحاشى عمدا مقارنة منجزات مصر الفرعونية بمنجزات مشابهة أو موازية حققتها حضارات أخرى بعيدة جغرافيا ويستبعد فيها التأثير المتبادل مثل حضارات الصين وأمريكا اللاتينية، وهذا يشمل كلا من الاهرامات والتحنيط وتفاصيل آخرى، كما سأتحاشى مقارنتها بزقورات بلاد ما بين النهرين، لأن هذا يقود الى مستوى آخر من الدراسة ليس مقامه هنا.
* * *
ملاحظات بشأن المستويات الحضارية ومنتجاتها وطبيعة المجتمعات وأهدافها على مستوى الواقع والمستقبل:
* لماذا هناك الكثير من التغطية الاعلامية للحضارة المصرية وآثارها مقابل اغفال شبه تام للحضارات الرافدينية؟
حضارات مصر وآثارها ألخصها بثلاثة:
• قبور
• جثث محنطة
• كتابة هيروغليفية صورية (فشلت في الانتقال الى مستوى الكتابة التجريدية/ الرمزية)
هل هناك في حضارة مصر وآثارها أكثر مما ذكر في النقاط الثلاثة اعلاه؟
الأهرام مجرد قبور عملاقة ولكنها لا تحوي شيئا مهما سوى الجثث (ومتاع الآخرة المزعومة!)!
المومياءات مجرد جثث محفوظة وسواء كان عدد ما يجدونه منها عشرة أو عشرين أو عشرة ملايين فهذا لا يغير شيئا وتبقى الفكرة واحدة وجوهر الأمر واحدا
أولا:
الأهرامات قبور ضخمة لكن جوهرها واحد وهو كونها (مدافن لحفظ أجساد الموتى) وطبعا هناك آلاف الأهرامات المشابهة ولكن بأحجام اصغر في السودان، ويعتقد الكثير من الباحثين ان أصل الحضارة المصرية يعود لأبناء النوبة وهي البلاد التي أغرقها جمال عبد الناصر حين أنشأ السد العالي وطمر حضارة عظيمة بكل تراثها
ثانيا:
التحنيط طريقة لحفظ الجثث وهي طريقة واحدة (تقريبا) مكررة لتحضيرها للعالم الآخر، وحتى لو اختلفت تفاصيل كثيرة فيها، وهذا ليس محتملا فقط بل ومحتوم بمرور الزمن وتراكم التجارب والخبرات، فالأساس يبقى واحدا، حفظ هياكل الموتى للحياة الآخرة المفترضة.
وثالثا:
اللغة الهيروغليفية وهي كتابة صورية ظلت صورية ولم تبلغ مستوى التجريد ابدا كما أنها فشلت في توثيق المعارف وأنظمة الحياة والعلاقات الاجتماعية مفصلا أو تطوير مناهج تربوية كما هو الحال في بلاد ما بين النهرين!
رابعا:
ثمة نقطة خطيرة جدا تتعلق بزواج الاقارب (أو ما يسمى نكاح المحارم في بعض الصياغات) وهو دلالة تخلف حضاري وعلمي واجتماعي كبير وخطير أدى دائما الى ميتات سريعة متعاقبة بين أفراد الأسر الحاكمة في مصر الفرعونية،
ولا نعرف الكثير عن مدى مزاولة تلك العلاقات الجنسية (ممارسات الزواج) بين عموم افراد المجتمع، فهل كانت المؤسسة الدينية (الموازية) تعلم بذلك وسمحت به؟
أم أنها كانت تجهل عواقبه هي الاخرى؟
أم كانت تفرضه على أهل البلاط لأغراضها الخاصة؟
الاجابة على هذا السؤال ستؤدي في كل حالة الى استنتاجات مختلفة!
* * *
وفي المقابل، يبدو ان المسمارية كانت وسيلة الكتابة التي التزمت بها او انتفعت منها أو وثقت حضارتها ووجودها وأنظمتها بها دول وحضارات كثيرة تتالت وراء بعضها أو تجاورت في بلاد ما بين النهرين ومحيطها
يعني ان المسمارية نظام حروفي لتوثيق النصوص ولا يهم باية لغة، أي مثل الحروف اللاتينية يمكن أن نكتب بها عددا من اللغات.
وعظمة المسمارية هي رمزيتها وتجريديتها
الفرق بين الهيروغليفية المصرية مثلا وبين المسمارية هي ان المسمارية خرجت عن الصور البدائية للأشياء وأسست نظاما حروفيا تجريديا يسمح بالتعبير عن الافكار وتوثيقها مهما كانت معقدة بعيدا عن محدودية الشكل
محدودية الهيروغليفية تنبيء بمحدودية المجتمع والحضارة التي استخدمتها وغاياتها واحتياجاتها بينما تجريدية المسمارية تنبيء بعظمة الاحتياجات الحضارية البالغة التطور للمجتمعات التي استخدمتها
لهذا ففي الحضارات الرافدينية اساطير عملاقة وقصص وتراث فكري جبار ومنتجات لمجتمعات متطورة أصدرت قوانينها وأنظمتها وطورت أساليب لبناء المجتمع
والسؤال الآن هو:
• من اين جاءت المسمارية وكيف تطورت لتبلغ هذا المقدار والمستوى العظيم من الرقي والتجريد؟
لا تذكر لنا كتب التاريخ والآثار الكثير عن هذا ولكن برأيي هي نتاج حضارة عظيمة قام المجتمع الذكوري بطمسها وطمس تراثها كله وهي حضارة عظيمة لابد انها دامت آلاف السنين لتحقق هذا المستوى الرفيع من النضج والتطور وهي حضارة الام الأنثى التي سبقت الانقلاب الذكوري.
...
الطوفان:
• ماذا نعرف عن الطوفان؟
3- قصة الطوفان وحقيقتها (على افتراض ان أصل الحضارة كان في بلاد ما بين النهرين)
يبدو ان جميع الشعوب (او الشعوب التي نعرفها أو التي لنا احتكاك بها) تتفق على حصول الطوفان.
ويبدو أنها متفقة جميعا على أنه شمل كل (الأرض)
ويبدو أنها متفقة جميعا على أنه تسبب في ابادة المجتمعات الانسانية التي وجدت قبله
ويبدو أنها متفقة جميعا على أنه كان بداية الخلق الجديد والحياة الجديدة ومعها الحضارة طبعا
ويبدو أنها متفقة جميعا على أنه تسبب في غرق وابادة البشرية السابقة كلها
ويبدو أنها متفقة جميعا على أن جميع البشر الحاليين تحدروا من أصل واحد هو صاحب السفينة التي أنقذت البشرية وقتها
(ولدينا مشكلة مضحكة هنا، فمع نسف نظرية نوح والسفينة المزعومة ننسف تلقائيا وجذريا الفكرة العبرانية عن أولاد نوح (سام) و(حام) و(يافث) ويترتب عليها الغاء مسخرة السامية ومعاداة السامية التي تتشبث بها اليهودية ومؤسساتها السياسية!
ويبدو أنها متفقة جميعا على أنه كان بداية الخلق الجديد والحياة الجديدة ومعها الحضارة طبعا
ملاحظاتي:
1- موضوع الطوفان حقيقي
2- وقع في بلاد ما بين النهرين، ولأنها كانت منطلق الحضارات وأصل كل الميثولوجيا والافكار التي عرفتها البشرية لاحقا فقد هيمنت الأحداث التي جرت فيها على روايات الشعوب كلها
كانت الحضارة الرافدينية أنثوية وكانت الأمهات يسمحن لابنائهن ولرجالهن بدرحة محدودة من المعرفة ولكن دون أن يسمحن لهم بالطغيان السلطوي
حاول الذكور الانقلاب على سلطة الأنثى مرارا كثيرة عبر الزمن وخابوا وفشلوا بسبب عظمة حكم الأنثى واستتباب النظام ومصلحة المجتمع المجتمعة والمتمثلة فيها
فقرر الذكور المنحرفون القيام بمغامرة مدمرة للمجتمع كله والهيمنة على السلطة حتى لو تسبب انقلابهم في قتل الجميع وابادة كل شيء
كان المجتمع يعيش على الزراعة وكانت مملكة الأم قد أقامت سدودا على الفرات الذي كان المجرى الرئيسي للخير (والحياة) وكانت هذه السدود تحمي البلاد وممالكها وتسمح للجميع بالعيش ويحرص الجميع على حمايتها وكان بعض الذكور مكلفون بتلك الحماية، الى جانب الاناث طبعا.
قرر بعض الذكور واتفقوا فيما بينهم على انتظار موسم الفيضان الذي يتسبب بقدوم سيول جبارة من جبال الأناضول، ومع توقيت تلك السيول دمروا السدود الرئيسية على الفرات وسمحوا للماء أن يجرف كل شيء
واستطاع قادة الجريمة المؤامرة ان يبحروا بسفينة جمعوا فيها بعض الممتلكات والحيوانات التي استطاعوا الحصول عليها
كانت السلطة وكل المهام بيد الاناث وسأتحدث عن توزيع العمل وتنظيم العائلة فيما بعد
ولأن الخراب الذي حل بأعظم مملكة حضارية ومجتمع على وجه الأرض كان رهيبا وعظيما فقد تناقلته كل الشعوب وظلت ترويه الى آخر الزمان مع انه حصل في بلاد واحدة، والدليل القاطع هو استحالة أن يحصل طوفان يشمل كل الكرة الأرضية لسبب بسيط جدا هو أنها (كرة أرضية) يستحيل غرقها كلها دفعة واحدة!
حصل هذا قبل حوالي 8 آلاف سنة فقط
وتاريخ الطوفان شبه متفق عليه بين كل شعوب الأرض التي روته وهو قبل حوالي 8 آلاف سنة
قبل ٨ آلاف سنة كانت الانثى هي السيدة والحاكمة وهو تاريخ تدمير السد تقريبا
تاريخ تدمير السد هو ما عرفته الشعوب على انه تاريخ الطوفان أما موضوع السد فلا يعرفه أحد، بعد!
اثبات هذه النظرية يعني اعادة توثيق للتاريخ وتصحيح جريمة المجتمع الطبقي كله والذي نشأ بعد تدمير مملكة الانثى التي كانت قائمة على العدل والمساواة والحب والرغبة الاختيارية في كل شيء
لا ديمقراطية ولا عدالة ولا حياة انسانية إلا في مملكة الأنثى
وفي المسرح وبين الاطفال!
دعوة للانضمام الى موقعنا في الفسبوك
نظام تعليقات الموقع متوقف حاليا لاسباب تقنية نرجو استخدام تعليقات
الفيسبوك
|