|
غلق | | مركز مساواة المرأة | |
|
خيارات وادوات |
رنيم نزار
!--a>
2024 / 11 / 3
رنيم نزار _الاردن
أعرفها كانت تحبُ الرجلَ، وتتوقَ الى الوجود الذكري في عالمها، تصورت نفسها دوما بينَ ذراعيْ حبيبها،
كامرأة منومة مغناطيسيا، تمارسَ الحبَ في العتم، تذوي إلى نفسيهما سويا، تجدلَ الستارةُ بسنارتها، وتختبئَ
في حضنِ رجلها، إلى ما لا نهايةَ الحلمِ، هوَ الرجل & تاجَ رأسها والحاكمُ الناهي& فوقَ صوتها، هكذا كانتْ
تصل لأعلى درجاتِ الشبقِ والإثارة.
الواحدة بعد منتصف الليل، في غرٍ عتمتيْ، وأنا التي اعتدتْ بأنَ أطلَ منْ نافذة هاتفيٍ في هذا التوقيتِ يوميا.
حيثُ انقطعَ عنْ خلوتي خلسة، فأخرجَ لأتأمل ضجةَ الأشياءِ، أنيرُ ضوء هاتفي لكيْ أكتبَ. ما يدورُ في
أفكاري المجنونة والغريبة والصادمة في وجه العالم بلا تردد.
هناكَ حيثُ أكتب وأفسر النزعة القومية للجندر أحيانا ، دوافع الشهوات، هواجس الأجساد، مستمتعة
بتعليقات الأصدقاء في العالم الافتراضي الفيسبوك، في صحبةِ نفسي الأخرى.
الا أن شيئا ما لفتني،& بينما احرك هاتفي للمزيد من مشاركات الأصدقاء، لصور وحياة يومية وانجازات& .
مشاركة صديقتي (أ) على صفحتها الشخصية، مأساة لامرأة، فجرت لدي عدة تساؤلات، وايقظت بي شعور
الخوف، هذه المرأة تبدو طيبة، لكن كلامها الذي& يجرح القلب& ، حتى أخذت تنتشر بين نساء عاديات
محكومات بالرهبة الاجتماعية، ورجال يطمحون بمثلها، تقول تلك المرأة:& ولا يوم من أيامه، من بعده مفيش
حاجه لها طعم، كان يضربني ويشتمني ويبهدلني وماله، جزمته فوق راسي، مفيش بعد الراجل، كان
صاحبي وأخويا وأبويا، دلوقت، عايشة لوحدي، باكل لوحدي وأنام لوحدي وأصحى لوحدي& !
لا أعرف تلك المرأة، التي ظهرت في الفيديو، أجهل اسمها، ومؤهلها العلمي، وأفكارها ومدى صحتها
العقلية، لكنني أعرف الأصدقاء الذين شاركوا ذلك المقطع كاملا على حساباتهم الشخصية. كتب البعض
فوقه & بنت الأصل& ، & ما أجمل الحب& ، & ما أجمل أن تتذكر المرأة زوجها بهذا الحب والجمال& . والكثير
ممن كتبوا آيات قرآنية تدل أن المرأة بطبيعتها تفضل قوامة الرجل، وأنها خلقت كفكرة من رب الكون
لتسلي ملل آدم، بعد أن شعر بالوحدة، فحكم عليها من الآله بأن تكون سجينة خلف قضبان الرجل.
مناهضة اعداء النسوية
نعم، لا انكر، احيانا كثيرة، تشاركت العزيمة أنا ونساء كثيرات، في المواقع الافتراضية، ضد القيود التي
تحكمنا، كلا تألم من تجربته & مصائد وسجون وفخاخ& ، (خضنا حروبا لا ناجي منها)، في الدفاع عن باقي
النساء، ممن تقبلن النهايات التعيسة كنجاة من الغرق.
فمن النساء اولئك ممن وضعن جزما كثيرة فوق رؤوسهن، الا أن منا من تمردت، لأننا بنات ليليث الأم، منا
من تحررت مما اختار لها المجتمع، بطلاق أو خلع يحررها من مصيدة التعاسة
هكذا تعيش الضعيفات بعد أن اختارت كلا منهن لون قميص دور الضحية، وظنت جميعهم للأسف أن
الحرية بلا دفء، والتمردد سيكون عنيفا على رقتهن، الا أن هناك من خلعت منهن بعد التجارب المريرة
اللباس المزيف وتمتعن بعراء الحرية والسلام.
& هن لباس لكن وانتم لباس لهم&
واخيرا، اجابت بنعم، صديقتي الخنزيرة النسوية التائبة، التي قالتها أمام العائلة والمأذون، بعد أن أملَى
زوجها عليها في النظرة الشرعية مواصفات الزوجة الصالحة، بأن تحفظ فرجها وتطيع بعلها اذا
امرها.فرددت نساء العائلة اصوات الزغاريد وتمادى صخب الاحتفالات بالعلو.
شردت قليلا، وراحت تتكرر في رأسي احدى افكارها التي اعلنتها امامنا في احدى المرات& أصلا البنت
دون رجل بحياتها بتفلت، وجود الرجل في حياتنا سلطة بتخلينا ما نخبص& ، يومها أظن بأن فمي بقي مفتوحا
للهواء لأكثر من نصف دقيقة ثم قلت بيني وبين حالي & اخرسي& .
صديقتي التي تعمل على الحصول على شهادة الدكتوراة، في احدى العلوم الإنسانية والمعلمة التي تربي
أجيالا من الاناث في المدارس الحكومية، تظن بأن المرأة دون قيد الذكورة لن تنجح في كبح نفسها من
الوقوع في الخطيئة والهفوات وحتى الجنح والجرائم.
هذا ما رأته أيضا خالتي في توكيداتها المتتالية، لتوضيح صورة المرأة في الاسلام، في كل بيوت العزاء
التي تجلس لتترأس الجلسة لتعطينا درس ديني مكرر للضرورة، بأن & المرأة ناقصة عقل ودين& ، & المرأة
مكانها المطبخ والبيت& ، تقول أيضا: ولا ليش شهادتها لا تقبل ولا تصدق في المحكمة وعقود الزواج؟ الى
أن اختارت الكثير من بنات العائلة أن تكمل طريقها نحو السلام & الذي تظنه& على فراش زوجية تحكمه
الأعضاء الذكورية فقط.وترضخ للمزعوم.
أنا وهن وصديقتي العورة وأخريات
تيقنت الآن بأنني لا أعرف صديقتي للأسف، ولا تعرفني أيضا، وأن ما ظننته وظنته هي، بمعرفتنا الحميمية
جدا، كان محض التقاء مؤقت قبل أن تظهر حقيقتها المأساوية، بالعادية، امرأة عادية هي، كما الكثير من
الآخريات، لكني أعرف كثيرا غيرها حق معرفة، منهن أمي التي جملت القبح وابتعدت عن طريق
الموروث والجائز، وفرقت بين الحب والقهر، وبين الرضوخ والتفاهم والمساواة.
كبرت ورمم ضعفي من حليب أم قوية، ذائعة السيط في التمرد. لا تشبهه الضعيفات من النساء ممن تفاخرن
بالضرب والشتيمة وجزم أزواجهن على رؤوسهن قهرا أو كيدا أو سيرا في طريق النوايا الحسنة المفروش
دائما بالجحيم. ثم نامت كل منهن في فراش زوجية وفتحن أجسادهن لأعضاء ذكورية تحكم علاقة زوجية
كان لا بد من أن تكون مشتركة لا سجانا ولا سجين فيها.
المرأة التي دخلت سجن الزوجية بعقد زواج أضيق من عنبر سجنا لن تنجب أطفالا أحرارا، ستكبر أجسادهم
بحليب الضعف لا القوة.
رسالة الى صديقتي العورة
أنتِ امرأة لست عورة ولا ضلعا قاصرا ولا قارورة
لا يمكنني القول إنني هزمت، وأنتِ الفائزة في علاقتنا، كلانا خسر. أنتِ خسرت الحرية التي كانت تفتح لك
ذراعيها وتبحث عنك، وأنا خسرت صديقة اختارت الحياة المشؤومة تلك التي توارثتها جداتنا من قبل. وأنا
خسرت وقتي وهدفي في أن أراك سعيدة حرة مع شريك يحبك ويقدسك ويفرح بنجاحاتك، لست أدري
خسارة من أكبر، لكننا خسرنا والكاسب هو المجتمع والدين والتقاليد الاجتماعية مرارا وتكرارا.
أنسميها قدرا... أو نسميها اختيارا، ولكن، أهناك عوض عن الحرية؟
ستمشين دائما تحت لواء الخوف، مرددة صمتك، ستمشين وسط الظلام خوفا من أن يكتشف أحدا ما ضعفك،
وأنت تعلمين إنك المرأة التي خسرت الحرية مرتين. فلو انتظرتي قليلا فقط قليلا ربما ستكسبين نفسك.
أظن بأنك تستحقين نهاية سعيدة أخرى عند ضفة نهر الأمان، خلف تلة من الأمل، خوفا عليك من أن تعودي
خائبة كما الصديقات من قبلك فعلن عائدات & بخفي حنين& ملكومات القلب والوجه والجسد، تهطل دموع
الخيبة من قلوبهن ويعضضن أصابع الندم على زواج فاشل.
الزواج الذي هربتي اليه عوضا عن حب أدرتي له ظهرك مغادرة الطاولة، لأن غريب على استعداد تام
ليفتح باب منزل لا حب فيه.
أبوح لك عن كرهي الآن لاختيارك الغبي، وما آلت إليه احلامك بالفستان الأبيض وفارسك الوهمي الذي
اخترتني الموت حية معه.
ما تبقى من صوتي المبحوح حزنا عليك سأكتب به عن الحرية وسأدل النسوة على الطريق الصائب الذي
لم تختاري السير به، وما تبقى من صوتي الذي تحبينه سيقول: لا تكوني عزيزتي الانثى مثل صديقتي
النسوية التائبة، العورة. كوني أيتها المرأة حرة كما كانت أمي وكما سيكون غيري وأنا.
دعوة للانضمام الى موقعنا في الفسبوك
نظام تعليقات الموقع متوقف حاليا لاسباب تقنية نرجو استخدام تعليقات
الفيسبوك
|