كنت سأكون زوجة للدكتاتور(ح2)



كريمة مكي
2024 / 11 / 5

كانت بعض المكالمات تأتيني من العائلة تنبّهني إلى أنّ الثوار سيهجمون علينا في البيت كما هجموا على أقارب و أصهار الرّئيس.
أمّا هاتف زوجي فقد صمت عن الرّنين و لا أحد ممّن كانوا لا يتوقفون عن الاتصال به لحاجة أو لمزيد تقرّب و تملّق فكّر في أن يسأل عنه و يُطمئنه –و لو كذبا- بأنّ الوضع سيهدأ أو أنّه هو بالذات غير مطلوب للثوار كما أولئك الذين نهبوا حقا.
كم كنّا نحتاج للمسة من هذا القبيل و لكن ما أبخل قلوب البشر!!
كم كنت خائفة عليه و تمنّيت لو كان لي مخبأ سرّيا أخفيه فيه إلى حين جلاء هذه الغمّة التي نزلت علينا من حيث لا ندري.
كانت أمراضه كثيرة...تلك التي يكاد يختص بها أصحاب المناصب و هم ينذرون حياتهم للمنصب دون سواه: ضغط دم و سكري و شحوم ضارة و حرقة دائمة في المعدة و خوف قاتل من غضب الرئيس ومن مكائد و وشايات الأنذال من الأصحاب قبل الأعداء.
بعد الترقية الأخيرة صار نادرا ما يشكو لي مخاوفه من أمراضه أو هواجسه كما ليظهر أمامي صلبا و قويا و لكنّي أعرفه أكثر من نفسي و أعرف حزنه الصامت و حنقه البالغ على سُلطة لا يملكها و الكلّ يتصوّر أنّها بيده.
(يتبع)