آهو دريائي - -ريم البحر- التي تتحدى ولاية الفقيه



سلام نورس
2024 / 11 / 6

لازالت المرأة الايرانية تخوض يوميا نضالا مريرا ضد قانون الحجاب الالزامي محققة انتصارات على النظام وآيات الله. آهو دريائي، طالبة جامعية تدرس في كلية العلوم والابحاث العلمية في جامعة طهران. واسمها ريم او غزال البحر بالعربية وله دلالة ورمزية خاصة. اذ اعلنت هذه الشابة تمردها على النظام والقوانين المجحفة بحق المرأة بطريقة درامية و "صادمة" (للنظام) جعلته يهتز رعبا من تحديها له امام الملأ وفي وسط الحرم الجامعي والشارع. فعندما بادرت شرطة "الاخلاق" المسؤولة عن فرض الحجاب، بتوبيخها وتعنيفها آمرينها بارتداء الحجاب ب "طريقة مناسبة"، رفضت قائلة انها حرة في اختيار طريقة لباسها. فضايقوها وحاولوا ارغامها جسديا بالقوة على تعديل حجابها. فسقط الحجاب من على رأسها وتمزق جزء من ثيابها. فما كان منها الا ان تفعل ما وصفته مواقع ايرانية في الخارج وشخصيات حقوقية ونسوية ايرانية بالعمل الشجاع المتمرد. ففي خطوة جريئة خلعت الفتاة بنطالها وقميصها ورمت بثيابها بغضب بوجه الشرطة امام انظار قوات الامن المرتبكة. وخرجت الى الشارع عارية بملابسها الداخلية. فلاحقوها محاولين الامساك بها. لكن قبل ان يتمكنوا من ذلل خلعت ملابسها الداخلية ايضا وتعرت بالكامل تحديا. حتى التف حولها عدد كبير من عناصر الامن رجالا ونساء وقبضوا عليها بعنف والقوا بها في سيارة شرطة كانت بانتظارها ونقلوها الى خارج المكان، قيل فيما بعد الى مستشفى "الامراض العقلية" بحسب مصادر النظام مدعين انها تعاني من "امراض نفسية"!!

ما قامت به هذه الفتاة الايرانية الجريئة اثبت مرة اخرى عجز النظام عن مواجهة النساء الايرانيات المناضلات الشجاعات. وان النظام لم يعد قادرا على تطبيق قانون الحجاب الالزامي على المراة الايرانية. هكذا تتحدى النساء الايرانيات بشجاعة بشتى الطرق آلة القمع العسكرية والاجتماعية للنظام الاسلامي القمعي وولاية الفقيه رافضة الحجاب الالزامي، بينما "تختار" كثير من النساء العربيات في المجتمعات الغربية التحجب والتعصب الديني والمذهبي، ويرفضن المشاركة في اعيادها ومناسباتها الاجتماعية كالهالوين واعياد كريسمس! كما حدث قبل ايام حين طلعت علينا سيدة مقيمة في الولايات المتحدة من اصول عربية مصرية يقال انها فنانة معتزلة تحجبت منذ سنوات، طلعت في عيد "الهالوين" داعية جيرانها للماكولات والحلوى، لكن للاسباب الخطأ. تركت هذه السيدة رسالة على باب منزلها في احدى الولايات الاميركية وجهتها لجيرانها المحتفلين بهذه المناسبة، تقول: "أنا آسفة للغاية، لكننا لا نحتفل بعيد الهالوين، لكن سأفتح منزلي خصيصاً لكم غداً الجمعة، من الساعة 5 إلى 7 مساء، مع فطائر مصنوعة في البيت وحلوى الشوكولاتة". وتابعت: "زيارتكم تعني الكثير بالنسبة لي، وبينما لا أستطيع تقديم أي حلويات للهالوين اليوم (الخميس)، فأنا متحمسة لمشاركة شيء مميز معكم غداً". قد يقول البعض كان ذلك التفاتة طيبة منها. لا، ليس كذلك. فلا داعي لتنغيص احتفالهم بالمناسبة بتقديم حلوى في اليوم التالي ل "الهالوين" وليس في ليلتها!. كان الاجدر بها ان تصمت ولن يلومها احد. بالمناسبة ليس كل الناس في اميركا او بريطانيا وايرلندا يتحتفلون بهذه المناسبة.

اغلب الاثنيات والاعراق في البلدان الغربية تندمج وتنخرط في المجتمع وتتفاعل معه وتتدرج وترتقي في المناصب والمواقع العليا في الدولة على عكس العرب والمسلمين الذين حين يلجأون او يهاجرون الى بلاد "الكفار" يزدادون تعصبا وتشددا واكثر اظهارا واجهارا بدينهم، وانعزالا.

أليس من غير المسغرب ان نرى العرب في اميركا وبريطانيا واوروبا عامة لا دورفاعل لهم في الحياة العامة ويعيشون في مجتمعاتهم المصغرة متقوقعين منفصلين عن المجتمع الذي يؤمن لهم العيش ويحمي حقوقهم، مصرّين على التمسك بدينهم وثقافتهم و"قيمهم" ولغتهم على حساب الاندماج الايجابي في مجتمعاتهم الحاضنة لهم.