|
غلق | | مركز مساواة المرأة | |
|
خيارات وادوات |
نساء الانتفاضة
!--a>
2024 / 11 / 7
بالإضافة الى اعتمادية التنمية الوجودية على المرأة كونها المسؤولة عن اعادة انتاج النوع البشري. كذلك على المستويين الاجتماعي والاقتصادي في المجتمعات النامية تكون المرأة هي محور الإدارة الفعلي والمحرك الديناميكي والذي لايمكن ان يحل محلها الرجل في اي حال من الاحوال وفي جميع البيئات.
فإن المرأة في الريف تقوم بمهام مضاعفة ومسؤليات كبيرة وكثيرة، رغم تحملها عاتق التربية والتنمية وادارة المنزل فهي تقوم بمهام اقتصاد العائلة من خلال الانتاج الزراعي بجميع مراحله بدءاً من الحراثة الى مرحلة التسويق ورغم ذلك فهي غير مخولة بالتصرف بتلك الاموال التي تحصل عليها من خلال المنتوج الزراعي وتربية وتدجين الحيوانات.
من هنا نشتق ونجترأ اضطهاد المرأة الذي يأتي من السيطرة على الملكية الخاصة التي يستحوذ عليها الرجل، فالبرغم من انها محض قوة عمل منتجة فهي لاتحضى بتأييد ولا ثناء لتلك القوة التي تبذلها من خلال الجري والتعب بين الحقول الزراعية وتربية الحيوانات المنتجة ، إن النظرة الذكورية الفلاحية على وجه الخصوص لاترى في المرأة سوى كياناً منتجاً او ربما آلة لكسب المال وتنويع البشر وكاهل يوفر مايلزم العائلة فقط دون النظر الى كيانها الانساني.
إن ماتتعرض له نساء الريف من تهميش وتتفيه لحياتها يلزم المختصين والمهتمين بحقوق الانسان ان يلتفتوا الى ذات المرأة في الارياف وخاصة الريف الشرق اوسطي فلازالت النساء تبتعد عن اي حركة تقدمية تعيد لها كرامتها الانسانية التي تُغتصب من قبل مؤسسة العشيرة، هناك تفاصيل لايعرفها الاغلبية عن نساء الريف مثل، حق تحديد النسل او العيش مع زوج بلا تعدد وكأنها سلعة ديناميكية تعمل بلا وقود ما ان تعطل هذه السلعة حتى تُرمى او تستبدل بإمرأة اخرى نشطة ومنتجة توفّر للرجال جنباً اقتصاديا دائم الوفرة.
بالإضافة الى كل ذلك ومن وجهة نظر ذكورية ومثالية وايديولوجيا دينية فالمرأة في المجتمع الريفي لايحق لها ان تختار حياة اجتماعية مناسبة مثل الرأي في زواجها من الرجل الذي تراه مناسب فهي مسيرة وخاضعة لقرارات البيئة وتعاليم العشائر ، إن هذا الكائن الانساني (المرأة الريفية) يفتش ويسأل بإستمرار عن منفذ الخلاص من هذا النمط القمعي والمبني على اسس بايولوجية وجنسية والسعي لدحض التابوهات الدينية والثقافية التي بُنيت على اسس اقتصادية ووضعت المرأة في خانة دونية سرمدية لاخلاص منها . ولكن دون جدوى فكل الحركات النسوية والتحررية الى الان لم تصل الى محور المشكلة التي كبرت ونمت على عاتقهن.
إن ارضية المجتمع الريفي ارضية برجوازية تنتهج نظام حياة طبقي لايحترم حقوق النساء بالمطلق بل ينظر الى المرأة على إنها شيء كبقية المواد والآلات المتوفرة لتسيير ادوات الانتاج التي تعزز السيطرة على مفاصل العيش. ولم يلتفت اي نظام او مؤسسة الى هذه الشريحة من النساء والتي تمثل 40 بالمئة من المجتمع النسوي على مستوى العراق فهي تتحمل انواع الاضطهاد والقهر والاستغلال والتهميش والى يومنا هذا.
اقبال صلال
دعوة للانضمام الى موقعنا في الفسبوك
نظام تعليقات الموقع متوقف حاليا لاسباب تقنية نرجو استخدام تعليقات
الفيسبوك
|