|
غلق | | مركز مساواة المرأة | |
|
خيارات وادوات |
كريمة مكي
!--a>
2024 / 11 / 12
أكان ينوي إتمام بناء الفيلا سرّا ليفاجئني بها أنا و بيّة مثلا؟
هكذا كان دائما تفسيري أو بالأصح تبييضي لأعماله الغامضة حين أعلم عنها شيئا و تغيب عني أهدافه منها و مراميه...و هكذا كثيرا ما كانت تُحدّثني أفكاري الوردية عن نواياه الخفية!!
ʺكلّ ما يفعله هو لمصلحتنا فلا داعي للسؤال أو حتى طلب بعض التفسير...ʺ
كذلك أطعتُ ذلك الأمر الذي قذفه في وجهي ذات جدال قصير حول علاقته بالرسامة زوجة رجل الأعمال الكبير...
و من يومها و أنا طائعة و صابرة و أعمل معه بقاعدة الأصل في الأمور حسن النية!!
و لكن كيف تجاوزت ذالك الجدال و كنت فيه على حق فقلب عليّ الدور و صار الحق معه و مصلحة العائلة شأنه وحده وهو وحده الأدرى بها.
لقد منعني من إقامة معرض لرسوماتي و ذهب ليحضر افتتاح معرضها و ظل لفترة كلما تتصل به ينتفض من مكانه كالمذعور أو المصاب بمس من العشق.
ألم يقل لي يوما: ʺارسمي فقط لنفسك لتشغلي بالك و إن شئت علقي تابلوهاتك هنا بالبيت...ʺ
قبل أن يضيف:
ʺأنا و إن كنت غير مغرم كثيرا...بهذا الفن، فاني سأشجعك و لكن على شرط: أن لا تتجاوز رسوماتك حدود هذا البيت...
سأكون أنا جمهورك الوحيد الذي يُغنيك عن العالم...ألستُ أكفيك؟!ʺ
و اكتفيت به... مكرهة أو مقتنعة...لم أعد أدري.
كان كلامه فيه بعض تشجيع و كثير من التثبيط و التحبيط و كم ساءني يوما إذ قال لي إن كل أولئك النساء اللاتي يتنافسن على إقامة معارض الرسم لسن سوى ʺكمشة عاهراتʺ يتسابقن لاصطياد الرجال!!
يومها حزنت و وقعت من شاهق:
أهذا تفكير اليساري المتفتح الذي عرفته ؟
أهذا قول الأستاذ الجامعي اللامع الذي عشقته؟
أهذا حكم رجل السياسة الواعد الذي تزوجته!!
أهذه نظرته/نظرتهم للنساء حين يكنّ رسّامات و فنانات؟!
و لكني ابتلعت الوجع وقتها لا بل أرجعت الحق معه فيما قال يوم حدثتني زميلتي أستاذة الفنون التشكيلية عما فعلت رسّامة من جيلنا من تصرفات مقرفة خلال أحد المعارض.
منذ تلك الواقعة و أنا أقف في صفّه ضدي: ضدّ مشاعري و ضد مصلحتي و ضدّ حقوقي... بل صرت أنظر لنفسي بمنظاره غير واعية بالجريمة النكراء التي ارتكبتها بحق ذاتي الضائعة منذ ولادتي بين طبعي و طباع كل من وضعتهم الأقدار القاسية في طريقي.
دعوة للانضمام الى موقعنا في الفسبوك