من الأولى بالتحرر..المرأة أم الرجل؟؟



شكري شيخاني
2024 / 11 / 25

اليوم الاثنين تنطلق ، الحملة الدولية ولمدة ـ16 يوماً من تفعيل حركة النشاط ضد العنف الموجه للنساء والفتيات. وهي مناسبة دولية وتكاد تكون سنوية مع اختلاف التاريخ .فهي حملة من الأنشطة سوف تُختتم بإحياء اليوم العالمي لحقوق الإنسان والذي يصادف يوم الثلاثاء، 10 ديسمبر 2024 وفي تعريف موجز لهذا اليوم العالمي والاهتمام به فهو يضمن حقوق كل فرد في كل مكان، دونما تمييز على أساس الجنسية أو مكان الإقامة أو الجنس أو الأصل الوطني أو العرقي أو الدين أو اللغة أو أي وضع آخر. ويتم الاحتفال سنويًا بيوم حقوق الإنسان في 10 كانون الأوّل/ ديسمبر، إحياءً لذكرى اليوم الذي اعتمدَت فيه الجمعية العامة للأمم المتحدة الإعلان العالمي لحقوق الإنسان في العام 1948 من أجل التعبير عن رفض هذه الظاهرة، التي ما فتئت تعرف ارتفاعاً بخاصة مع الحجر الصحي الذي فرضته جائحة «كوفيد - 19»، إذ تضاعف عدد الضحايا مرات ومرات. وهنا يمكن استنتاج مدى العلاقة بين الأزمات وارتفاع معدل العنف وكيف تصبح النساء والفتيات أكثر استهدافاً، مما يعزز فكرة هشاشتهن.
اذا" نحن اليوم ولمدة ستة عشر يوما" سنكرسها لتسليط الضوء على المرأة وما تواجهه وتعانيه..من هي المرأة ..إنها الام ,الاخت,الابنة ,الزوجة ,الصديقة ,الحبيبة , والسؤال البديهي والمنطقي لماذا العنف أصلا"؟؟ ونحن ننتقل من تقدم الى تقدم أعلى وأرقى ومن تطور الى مستويات رفيعة وعالية من الثورات التقنية والتكنولوجية , وفي ظل وعي مجتمعي متزايد
إن التحليل القائم على مقاربة بيئية مفادها أن العنف ضد المرأة يتفاقم ومهدَّد بمزيد من التفاقم مع استفحال التأثيرات السلبية لتغيرات المناخ إنما هو تفسير يزداد وجاهةً، أي إن تغير المناخ وتداعيات ذلك يسهمان في تفاقم ظاهرة العنف ضد النساء.
طبعاً الحديث عن هذه الظاهرة لا يستند إلى رؤية آيديولوجية نسوية كما يحلو للكثير تسويق ذلك، وإنما نحن أمام ظاهرة تُقاس كمياً وتُقرأ بالأرقام والنسب والإحصاءات. وفي السنوات الأخيرة بدأت تنتشر مراصد للعنف ضد المرأة في بلدان عدّة ومراكز لإيواء النساء المعنَّفات، إضافةً إلى أنه لا تكاد تخلو دولة اليوم من خط ساخن مخصص لاستقبال النساء المعنَّفات وتعهُّدهن.
تشير التقديرات الأممية إلى أن 736 مليون امرأة على مستوى العالم -أي واحدة من كل ثلاث نساء تقريباً- وقعن ضحايا للعنف الجسدي و/أو الجنسي مرة واحدة على الأقل في حياتهن. أي ان ثلث نساء العالم يتعرضن او تعرضن للعنف الاسري والمجتمعي بشكل أو بأخر . بل إن الرصد العالمي يذهب بعيداً في تفكيك هذا الرقم الصادم ويتناول أعلى درجات العنف وأقساها وأبشعها وهو القتل الذي أصبح الملمح الأكثر سطوة في بنية العنف الموجَّه إلى النساء والفتيات اليوم. من ذلك ما تؤكده الإحصاءات الأممية:
1 - تُقتل 5 نساء أو فتيات في كل ساعة على يد أحد أفراد أسرهن.
2- تتعرض واحدة من كل ثلاث نساء للعنف الجنسي أو الجسدي في حياتها.
واللافت للانتباه أنه رغم تفاقم الظاهرة ووعي الدول بها وحجم الجهد الذي أصبح محمولاً على عاتق وزارات الداخلية ومنظمات المجتمع المدني ، ورغم صدمات الرأي العام من حوادث ممعنة في البشاعة عنفاً وقتلاً (الحرق، والذبح...)، فإن الميزانيات المخصصة من طرف الحكومات لحماية النساء ضحايا العنف لا تكاد تفي بالحاجة، وما زال هذا الملف ثانوياً ويعالَج بالحد الأدنى من الوعي واليقظة والإمكانات. وهكذا نفهم لماذا تعيش 86 في المائة من النساء والفتيات في بلدان لا توجد بها أنظمة حماية قانونية من العنف القائم على النوع الاجتماعي.
حتى المساعدات الأممية للمجتمع المدني الناشط في مجال مناهضة العنف ضد المرأة، هزيلة أكثر وأكثر لأنها تركز على الدعم الفني والدراسات
لنأتِ الآن إلى أهم نقطة، حسب اعتقادنا، وتتمثل هذه النقطة في أنه لا شيء يضاهي الاستثمار في الوقاية من العنف لأن تكلفته باهظة جداً، ويصعب على أي دولة تقديم المعالجة الحمائية المثالية للنساء ضحايا العنف. والوقاية تكون بالتنشئة الثقافية داخل الأسرة بالمساواة بين الذكور والإناث وإيلاء الأنسنة والحوار والتقدير كل الانتباه في عملية تربية الأطفال. وبالتوازي مع ذلك لا مفرَّ من تحسين ظروف الناس ، وخفض معدلات البطالة، وتشغيل النساء ومقاومة نسب البطالة العالية في صفوف النساء.
لا بد من التركيز على معالجة الفقر والبطالة لأن مشاكل العنف ضد المرأة هي مادية في المقام الأول. وليس صدفة أن تكون ثلاثة أرباع النساء المعنَّفات عاطلات عن العمل أو يشتغلن مهناً هامشية، وليس صدفة أيضاً أن يكون الرجال المعنِّفون عمالاً مياومين أو أصحاب رواتب ضعيفة. فالحاجة بالطبع تولِّد العنف. ومن زاوية أخرى واذا اردنا ان نتكلم بصراحة وشفافية أكثر وهو مكمل تماما" لما سبق ولكن في الطرف المقابل . فانني ارى مايلي وبكل وضوح :
ندوات ومؤتمرات ..محاضرات وبعثات كلها تتحدث عن ضرورة تحرير المرأة . وكأننا نضحك على أنفسنا بفعل كل ماسبق ..... يخطىء تماما" من يعتقد أن المرأة .((فتاة سيدة )) انها غير ذكية فهي وبرأي الشخصي هي أذكى من الرجل او الشاب.. ويخطىء ايضا" من يعتقد بأن المرأة لا تفهم ما يجري حولها .. بل العكس تماما" هي تدرك وتفهم كل شىء وهي في سن 4 سنوات .. وهي تعرف كيف تدافع عن حقوقها بحنكة وسياسة وصنعة لطافة كما يقال. ولكن حزمة الكبت التي تمارس بحقها تفقدها الروعة والابداع وبالتالي تفقد المجتمع نصفه الحقيقي ... وللحقيقة أقول بأن الرجل هو من بحاجة فعلية الى تحريره من أمراض اجتماعية كثيرة ومنها السيطرة الذكورية الخلبية..نعم خلبية ..
كلام اكتبه قد يغضب البعض او لا يعجبه ومنهم لا يكمل القراءة ..لاننا هكذا تعودنا ان لا نواجه أنفسنا بحقائق مرة عن.سلبياتنا وأخطائنا ....فماذا يفيد ان نعقد المؤتمرات والندوات ونجمع لها السيدات والفتيات.. ؟؟ماذا ينفع ان نقرأ عليهم ليل نهار محاضراتنا لتحريرها واعطائها حقوقها ..؟ ماذا يفيد كل هذا وعندما تعود الى منزلها لتجد سي السيد كما هو يعاملها بذات المعاملة من قسوة وتجبر ولا مبالاة. لجهودها وخدماتها .ماذا يفيدها كل ما تعلمته وسمعته هذه السيدة او الفتاة ووصل بها الامل والزهو الى عنان السماء اثناء وجودها في الندوات ولكن ما ان ترجع الى بيتها وكأن شيئا" لم يكن ..
الأغلبية تعرف هذا الكلام حتى اكثر مني .. ولكن لا بد ان نعرف شيئا" مهما" ان تتوجه المحاضرات والندوات الى الرجل لتحريره من عقده المزمنة والتي ورثها عن اباءه واجداده ويجد انه من المستحيل التخلي عنها..
كل التطورات والتكنولوجيا والتقدم الذي نتشدق اننا نمارسه ونتعامل معه انما هو كذب بكذب..فلازالت السيطرة الذكورية موجودة ومستفحلة في المنزل في المدرسة في العمل حتى في الصداقة ..ولازالت الفتاة في البيت ممنوع عليها ان تفصح عن رأيها بما تشعر وما يعتريها من هموم ومشاكل .. والا فينقلب عليها اخوها وابوها وعمها وخالها ..ولازالت المرأة في مجتمعاتنا منقوصة الحقوق ومنتهكة الخصوصية , والكل متربص بها على اقل هفوة.. لازال في مجتمعنا وفي غالبية أسرنا نعطي الولد كل مايريد ويحق له ان يتنمر ويعشق بنت الجيران ويتمادى هنا وهناك ..الاب والام يرون ذلك ولكنهم صم بكم عمي فهم لا يفقهون....
هناك خطأ في فهمنا للحرية ومن يستحقها
هناك خطأ في ممارسة الحرية ومن له الحق في ممارستها