صحة الطفل



حسين سليم
2024 / 11 / 26

يحتفل العالم في العشرين من تشرين الثاني من كلّ عام باليوم العالمي لحقوق الطفل، إذ تم "إعلان حقوق الطفل"، في عام 1959 من قبل الجمعية العمومية و"اتفاقية حقوق الطفل" في عام 1989. وتشمل الاتفاقيّة عدداً من الحقوق، ومنها حقوق الحياة والصحة والتعليم، والحماية من العنف، وعدم التمييز.

تشكل نسبة الأطفال في العراق الذين تقل أعمارهم عن 18 عاماً بحسب إحصائيّة وزارة التخطيط 32٪ من السكان. ورغم المواثيق والاتفاقات الدولية ومنها" اتفاقية حقوق الطفل" التي صادق العراق عليها عام 1994، علاوة على تأكيد الدستور في مادته (30) أن "تكفل الدولة للفرد وللأسرة، وبخاصة الطفل والمرأة، الضمان الاجتماعي والصحي، والمقومات الأساسية للعيش في حياة حرة كريمة، تؤمن لهم الدخل المناسب، والسكن الملائم"، ومايزال الطفل العراقي يعاني من عدم وجود مقومات الحياة السليمة وكثرة الأمراض الصحية والنفسية.

مايزال يتعرض أطفال العراق إلى العنف إذ تشير مصادر الامم المتحدة إلى 80% من أطفال العراق قد تعرض إلى العنف، إضافة إلى عدم الحماية والعمالة وعدم الحصول على الخدمات الصحية والتعليمية المناسبة. فهناك نسبة عالية من الأمية وتسرب من المدارس، ويتم استغلال الأطفال مادياً وتجنيدهم في العمل، التسول، باعة متجولين، والبغاء والأفلام الاباحية، حالات واضطرابات نفسية.

لعل من أسباب هذه الظاهرة هو الفقر والمشاكل العائلية وغياب الإرادة الوطنية في التعامل مع الأطفال جيل المستقبل وثروته كما لم يشرع قانون" حماية الطفل" الخاص بالعراق، وتدهور البيئة التعلمية وعدم تطبيق قانون الزامية التعليم للأطفال. علاوة على الحروب والحصار وما خلفته من ازمات ومشاكل إلى انتهاكات متعددة منذ تسعينيات القرن المنصرم من تزايد نسبة الايتام، العوق، سوء التغذية، والتشرد. وبعد 2003 ازدادت حالات التعنيف واستخدام الأطفال من قبل مافيات متنوعة تعمل على اختطاف الأطفال ومتاجرة الأعضاء البشرية والتسول والعمالة والمخدرات. وهناك زواج القاصرات قبل بلوغ السن القانونية ومردوداته السلبية. التفكك الأسري والطلاق وفقدان الرعاية الأسرية تدفع الأطفال إلى ميدان التسول والعمالة.

ورغم ما يصدر من الجهات المسؤولة من اهتمام لحماية الطفولة وتنميتها، إضافة إلى الدعم والتعاون من قبل المنظمات الدولية مثل اليونيسيف، بقيت صحة الطفل عالقة بهذه الملفات ومستقبل جيل لا يبشر بخير.