أوضاع النساء في الحروب



نساء الانتفاضة
2024 / 11 / 26

لمناسبة اليوم الدولي للقضاء على العنف ضد المرأة

"غزة، سوريا، لبنان، السودان، ليبيا، اليمن"

انها البلدان المحترقة، المدمرة كليا، يموتون من الحروب الداخلية والخارجية، يموتون من الجوع والعطش، يموتون من البرد، لا مساكن ولا مأوى لهم، يسكنون الخيام والشوارع والطرقات، مهجرون من مكان لمكان آخر، يقتلهم القصف اليومي، لا أطفال او نساء او عجزة او شباب، الكل يموت دون استثناء.

في تلك البلدان تعيش المرأة واقعا أكثر مأساوية، انها تعاني الامرين، تعاني الموت والاغتصاب، عليها يقع عبء حمل الأطفال وتغذيتهم، عليها يقع عبء مداراة كبار السن والعجزة داخل الاسرة، لهذا هي مقيدة لا تستطيع الهرب كباقي افراد الاسرة عند حدوث الاخطار.

اثمان باهظة وقاسية تدفعها النساء بشكل مضاعف، لا يمكن إدراك عمق وصعوبة تفاصيلها الا من عاش تلك الحروب، ملايين النسوة في "غزة وسوريا ولبنان والسودان واليمن وليبيا" يذقن مرارة الحياة في كل يوم وساعة، في غزة قتل الجيش الإسرائيلي حتى النساء الحوامل، وفي السودان اغتصبت الالاف من النساء.

قدر صندوق الأمم المتحدة للسكان أن السيدات هن المعيلات الرئيسيات لثلث الأسر التي نزحت عن ديارها بسبب القتال في اليمن، ووفقا لإحدى المنظمات غير الحكومية الناشطة في مجال الدفاع عن حقوق الإنسان والمرأة في اليمن، فإن أكثر من 10 ملايين سيدة وفتاة كنّ بحاجة إلى تلقي المساعدات في عام 2021.

في السودان القصة أكثر ايلاما، حسب تقارير الأمم المتحدة التي تقول إن هناك أكثر من 8 مليون نازح جراء الحرب، %88 منهم نساء وأطفال، وهناك أكثر من 4 ملايين سيدة وطفلة تواجه خطر الاعتداءات الجنسية، وهناك تقارير مقلقة عن وجود أسواق لبيع النساء في السودان.

في غزة فأن الحرب أكثر عنفا ودموية، فالجيش الإسرائيلي استخدم كل الأسلحة المتطورة لتهديم غزة، وكانت النساء هن الضحايا الأكثر عددا، وفقًا لتقرير صادر عن هيئة الأمم المتحدة حول أوضاع النساء والأطفال في غزة، كانت 70% من الضحايا هم من النساء والأطفال، فضلا عن عمليات الاعتقال للنساء.

في لبنان فقد أعرب صندوق الأمم المتحدة للسكان، عن قلقه البالغ إزاء سلامة 520 ألف امرأة وفتاة تأثرن بتصاعد حدة الصراع في لبنان منذ 27 سبتمبر، من بينهن أكثر من 11 ألف امرأة حامل، في حاجة ماسة إلى الرعاية الصحية وخدمات أساسية أخرى.
في سوريا وحسب تقرير لـ "الشبكة السورية لحقوق الإنسان" فأن هناك 78 في المئة من عمليات الاعتقال والاختفاء القسري جرت على النساء.

وأحصى تقرير الشبكة 8 آلاف و497 معتقلة أو مختفية قسريا على يد قوات النظام السوري، وأضاف أن الأخير استخدم العنف الجنسي ضدهن، كأداة تعذيب فعالة، أو كنوع من العقوبة، ولإشاعة الخوف والإهانة.

اما في ليبيا فأن الحرب الاهلية المستعرة منذ الإطاحة بالقذافي 2011 قد جلبت المصائب والويلات على النساء هناك، ولا زالت أوضاع النساء في تراجع.

هذا هو واقع النساء في مناطق الصراع والحروب، انه واقع مأساوي بكل ما تعنيه الكلمة من معنى، فهن الأكثر معاناة من هذه الحروب، ولا يوجد أي افق بتحسن هذا الواقع، فهي حتى في أوقات السلم تفرض عليها قوانين رجعية ومتخلفة، ترجع بها الوراء، تسجنها في البيت، تفصلها عن الحياة، والتعديلات على قانون الأحوال الشخصية في العراق خير دليل.

طارق فتحي