يَدُ الحكم الحانية!



كريمة مكي
2024 / 12 / 23

رغم مخاوفنا الكبيرة في الأيام الأخيرة قبل انهيار النظام...كنّا بِʺبن عليʺ مطمئنّين!
ربّما لأننا ظننناه سيبقى دهرا و تصوّرناه، من خوفنا، من الخالدين!
كنّا نتساءل في دواخلنا عمّن سيخلفه لكننا لا نجاهر بالحديث في هذا الموضوع لأن زوجي قطع الحديث معي في السياسة بتعلاّت مختلفة لعل أهمها الخوف من التنصت و إن كان يتحدث كما يريد مع جلال بهاتف معينتنا المنزلية: خالتي هنية!!
كانت كل الدلائل تشير إلى أن بن علي قد آثر الراحة و الترف بعد أن دان له الملك لأكثر من عقدين في تحقيق عجيب لما خطّه ابن خلدون في المقدمة قبل سبعة قرون.
فالحكام كما كتب سيّد علم الاجتماع ʺإذا حصل لهم الملك أقصروا عن المتاعب التي كانوا يتكلفونها في طلبه و آثروا الراحة و السكون و الدعة و رجعوا إلى تحصيل ثمرات الملك من المباني و المساكن و الملابس فيبنون القصور...و يستمتعون بأحوال الدنيا و يؤثرون الراحة على المتاعب...ʺ
و إذا كان بن علي قد فترت رغبته و آثر قضاء أكثر وقته مع ابنه الوحيد و بقية عائلته فإن زوجته قد قويت رغبتها في المحافظة على الحكم لها و لأولادها من بعده، لذلك قوي حضورها في الإعلام و غطّت صورها على صوره و تم استغلال رئاستها لمنظمة المرأة العربية أقوى استغلال حتى صرنا نراها حاكمة قرطاج و لا نراه!!
حدثتني مديرة المعهد التي كانت من المطلّعات على الوضع السياسي أكثر حتى من زوجي، عن أن نيّة ليلى بن علي هي أن تخلف زوجها إلى حين أن يكبر ابنها محمد زين العابدين لتسلّمه الحكم و بذلك لا يخرج حكم تونس عن عائلتها!
طبعا كامرأة كان مثل هذا الأمر سيطربني لو لم تكن هي!!
كنت دوما أرى حكم الرجال قاس و مدمّر على مدى التاريخ، لذلك فالناس بمختلف أعراقهم صاروا يحتاجون ليد أم حانية تحكم و لا تتحكّم، و لكم كنت أتمنى أن تحكم تونس امرأة عاقلة أمينة كالملكة المصرية حتشبسوت مثلا، لكن ليلي الطرابلسي لا و لا و ألف لا !
لكم كنت أكرهها و أحسدها على الحظوة التي نالتها فتحكّمت في تونس كما اشتهت و هي فقط زوجته فكيف بنا يوم يموت و تخلفه.
و ها هي أختها مثلها و على خطاها تتحكم برجال الرئيس في تونس و أوّلهم زوجي المصون!
*مقتطف من قصة ʺكنت سأكون زوجة للدكتاتورʺ تونس 2011