|
غلق | | مركز مساواة المرأة | |
|
خيارات وادوات |
كريمة مكي
!--a>
2024 / 12 / 25
لماذا كان هذه الليلة منتشيا بلقاء أخت المدام إلى هذا الحد؟؟؟
هل أراد أن يبيّن لي كيف يمكن لنساء أهم منّي موقعا و أكثر انفتاحا إسعاده!!
أين تشدّده الأخلاقي معي من انفتاحه معها؟؟؟
هل يصدّقه الناس عندما يرونه يدافع بشراسة عن المرأة التونسية في خطبه الرنانة في كل عيد للمرأة...
لماذا يبدو لي صاغرا ذليلا أمام تلكم النساء المتنفّذات و في البيت معي أنا فقط يكون ناقما عليهن لا يرى فيهن إلاّ كمشة عاهرات!
إنه نفاق السياسيين الذين لا يؤمنون حقا بقضية المرأة العادلة ككائن ظل مقهورا على مدى العصور و لكنهم يسعون لارتداء لباس المتنوّرين تشبها فقط بالزعماء الصادقين فينجحوا في دورهم إلى حين و سرعان ما ينكشفوا و تبدو عوراتهم للمتفرّجين!
و لكن ما آلمني حقا هذه الليلة علاوة على نفاقه المكشوف، الذي كأني طبّعت معه منذ مدّة في حالة من اليأس و من الاستسلام المهين، هو هذا الشعور القاسي الذي شعرته من خلال تصرّفه.
لكأنّه تعمّد أن يبدو فرحا سعيدا أمامي ليقهرني و يذلني لأنني لا أستطيع الوقوف بوجه تقدّمه السياسي و لا الوقوف بوجه العائلة الحاكمة و أقوى أعضائها ليلى و أختها!
لقد بدا لي كأنه هو من طلب من عبد الرحمان أن يعلمني و يعلم كل من يتصل به وقتها بوجودها معه! فتلك عادته حين نكون مع الأقارب فيتعمد الانصراف بدعوى اتصال عاجل من الرئاسة !!
أغلب الناس مثله...
التقرّب للطبقة الحاكمة و الطبقة الراقية كانت دوما عقدة الطبقة الأقل فلماذا ألومه و هو المنحدر من وسط متواضع مازال يشعر إلى اليوم بالغبن لانتمائه إليه رغم كل ما حققه من نجاح سياسي و اجتماعي بمجهوده الذاتي و بدون مساعدة من أحد.
كان يجب أن يكون فخورا بنفسه أمامهم كما هو دائما أمامي و لكنه كان مستصغرا لنفسه من الداخل لذلك ظلّ دوما غير مكتفيا و جائعا لاعتراف و لو صغير من الخارج!
*مقتطف من قصة ʺكنت سأكون زوجة للدكتاتورʺ تونس 2011
دعوة للانضمام الى موقعنا في الفسبوك
نظام تعليقات الموقع متوقف حاليا لاسباب تقنية نرجو استخدام تعليقات
الفيسبوك
|