|
غلق | | مركز مساواة المرأة | |
|
خيارات وادوات |
إقبال صلال
!--a>
2025 / 1 / 7
تعد المرأة محورا اساسيا في المجتمعات الفلاحية، والتي تعتمد بشكل اساسي على الزراعة وتربية الحيوانات المنتجة. ومن المعروف ان دور المرأة الرئيسي في الريف العراقي يتمحور حول الاستفادة القصوى من جهود النساء حيث يبدأ استغلال الفتيات في عمر مبكر جدا ، وتناط بها مهام على قدر امكانيتها الجسمانية في سن الخمس سنوات، وغالبا ما يكون في هذا العمر رعي الحيوانات، وهي اول مهمة تقع على عاتق الطفلة ويترتب عليها عقوبات صارمة في حال يبدر منها تقصير او عارض عملي معين.
وان هذه المهمة ليست بالهينة فهي تتطلب جهداً كبيراً من الطاقة لتنظيم صف الابقار والخرفان والماعز بالإضافة الى مراقبة قطعان الحيوانات من التجاوز على المزارع الاخرى كي لا يُلام صاحب القطيع(الأب) لك ان تتخيل هذه المهمة التي تٌكلّف بها طفلة بهذا العمر الصغير والذي يكون فيه اقرانها قد الحقتهم اسرهم في المدارس العامة ليبدءوا بالتعلم واعدادهم لمواجهة الحياة.
ان فتاة العائلة الريفية في هذا السن تكون مشروعاً ربحياً في نظر العائلة العاملة في الزراعة دون الاهتمام والنظر الى انسانيتها، وتستمر الفتاة في مهمة الرعي حتى تبلغ العاشرة من العمر فتضع لها العائلة خطة جديدة لتغيير نمط العمل فتُكلّف بمهمة اصعب، على اعتبار انها بدت اكبر جسديا واقوى عضليا. لتنضم الى فريق النساء في جني المحاصيل وجمع الأعشاب الخاصة بتغذية الحيوانات وحلب البقر وغيرها من المهام، بينما اقرانها يكن قد وصلن الى مرحلة الصف الخامس الابتدائي ويكن قد تعلمن القراءة والكتابة والعلوم إضافة إلى تعلم المهارات الاجتماعية المختلفة، بينما تبقى الفتاة الريفية مدفونة في العمل المجهد الذي لا يتناسب مع عمرها ولا نموها الجسماني.
وتستمر الفتيات في عمل جني المحاصيل ورعاية الحيوانات حتى يبلغن الخامسة عشرة، لتتغير مهامها بعد ذلك الى اعمال، تتطلب جهداً اكبر كالعمل في استخدام الآلات الزراعية المستخدمة باليد من المعاول والمساحي والآلات الأخرى المستخدمة في سقي المزرعة اضافة الى المناجل والفؤوس، وفي هذه المرحلة يكون اقرانها في مرحلة الثالث متوسط. هناك نقطة مهمة جدا هو ان حظ الذكور في الريف في التعليم يكون أكبر في أغلب الاحيان، فالكثير من الاباء يعتبرون ارسال ابناءهم الذكور إلى المدارس مفخرة، بينما ينظر إلى تعليم النساء على أنه يجلب المشاكل ويحرم الأب والأخوة من مصدر اقتصادي مهم. ورغم التغير الطفيف الحاصل بشأن تعليم الإناث في الريف الا ان التمييز لا يزال حاصلا وواضحا.
نعود لنكمل اضطهاد ومظلومية المرأة والتركيز على استغلالها ابشع استغلال، فعندما تبلغ الفتاة سن العشرين عاما وسواء اكانت متزوجة او عزباء ، تترقى الى اخذ دور كبير في دعم الاقتصاد حيث تتكفل ببناء زريبة الحيوانات من اعمدة الخشب وسعف النخيل وانشاء مخازن العلف وتصنيع ادوات خزن التمور من الطين ومواد اخرى ، لتستمر المرأة في الريف الزراعي آلة انتاجية لا تتوقف عن العمل من أجل زيادة الانتاج، لتكبر وهي محرومة من حقها في التعليم والثقافة..
فالمرأة الريفية لا تعرف اين حقوقها الحياتية وتبقى مُستغلّة حتى اخر يوم من عمرها، وداخل كل الانظمة الحاكمة السابقة في الدولة العراقية الحديثة، هناك تعزيز للمؤسسة الذكورية التي تضطهد المرأة وتحرمها من ابسط حق، والذي هو حق التعليم فالنظام يقوم على إقصاء النساء والاستهانة بكينونتهن، ربما يقال وما علاقة النظام بإضطهاد المرأة !! الجواب هو ان رب الاسرة وشيخ العشيرة ورجل الدين باعتبارهم المسيطرين داخل المجتمعات الريفية، يتم دعمهم وغض النظر عن افعالهم وجرائمهم واستغلالهم للنساء في الارياف دون اي تدخل من قبل الانظمة المتعاقبة على حكم العراق. ان مؤسسة العشيرة الذكورية تعرف تماما ان كل نظام رجعي يجب ان يضغط على المرأة ويدعم الخطاب المتخلف والذي يعتبر ان المرأة عورة وانه يجب حرمانها من اي حق كي يحافظ على عاداته وتقاليده واستمرار هيمنته. وبالتالي فإن الأنظمة تستخدم المؤسسات الذكورية من أجل السيطرة على النساء وبالتالي السيطرة على المجتمع.
دعوة للانضمام الى موقعنا في الفسبوك
نظام تعليقات الموقع متوقف حاليا لاسباب تقنية نرجو استخدام تعليقات
الفيسبوك
|